تطوير الذات وتعزيز الثقة بالنفس
يُمكن تعريف تطوير الذات باختصار بأنّه مُحاولة إشعار نفسكِ وجعلها شخصًا أفضل، أو أنّ لديه معرفةً وعلمًا أكثر، أمّا الثقة بالنفس فهي قدرتكِ على الشعور والإحساس بالثقة التامة بقدراتكِ ومهاراتكِ، وتقديركِ لنفسكِ وذاتكِ وبأنكِ تستحقين ذلك، وبغض النظر عن العيوب التي قد يراها الآخرون بكِ، فإذا كنتِ شخصًا واثقًا من نفسه وذاتهِ، فأنتِ فعلًا من الأشخاص المحظوظين، فالجميع يُعجب بالشخص الواثق بنفسه ويتمنى أن يُصبح مثله، فأنتِ تشعرين براحة واستقرار واطمئنان مع نفسكِ ومع عملكِ وأهدافكِ أيضًا، وأنتِ أيضًا شخصيّة جذابة ومُلهمة تنشرين الثقة بين الأشخاص المُحيطين بكِ، وغالبًا ما يرتبط النجاح والقدرة على تحقيق الأهداف والإنجازات بالثقة بالنفس؛ فالأشخاص الذين يمتلكون ثقةً عاليةً بأنفسهم، لديهم فرصة أكبر للوصول إلى أهدافهم وتحقيق نجاح مُبهر، ويُمكنكِ زيادة وتعزيز ثقتكِ بنفسكِ من خلال الانتباه إلى بعض الامور المُهمّة، ومنها: مواجهة التحديّات التي تعترض طريقكِ لمعرفة نقاط القوة والضعف لديكِ، أو مراجعة إنجازاتكِ السابقة وتذكرها، أو التركيز أكثر على لغة الجسد، وغيرها الكثير، وتقدّم لكِ حياتكِ العديد من الطرق العمليّة لتطوير ذاتكِ وتعزيز ثقتكِ بنفسكِ[١][٢].
لكِ من حياتكِ طرق عملية لتطوير الذات
فيما يأتي أهم الطرق العمليّة التي يُمكنكِ اتباعها لُمساعدتكِ على تطوير ذاتك:
احتفلي بإتجازاتكِ
تسعى المرأة عادةً إلى محاولة إثبات ذاتها في المجتمع، والعمل على تطوير نفسها وتعزيزها باستمرار من أجل الوصول إلى أهدافها المختلفة والمتنوعة، وتحقيق النجاح المتوقع وبالتالي تكوين قائمة من الإنجازات التي تفتخر بها أمام نفسها وأمام الجميع، فإذا كان من أهدافكِ تطوير نفسكِ وذاتكِ لتصبحي امرأةً ناجحةً، فعليكِ الاحتفال بإنجازاتكِ ونجاحاتكِ دائمَا، لا يهم إن كان الإنجاز كبيرًا أو صغيرًا، ولكن المهم أنكِ فعلتِ إنجازًا، فعليكِ مكافأة نفسكِ بالاحتفال به، فأنتِ أعلم بالتحديات والصعوبات التي واجهتها من أجل الوصول إلى ذلك، ولم تصلي إلى ذلك بين ليلة وضحاها كما يعتقد البعض، بل قدمتِ العديد من التضحيات الاجتماعيّة في حياتكِ للبقاء على مساركِ المرسوم، فعليكِ الاحتفال بالنجاح الصغير واستمرار انتظار النجاح الأكبر بكل ثقة، فأغلب النساء الناجحات يُوصين بذلك، وقد تشعرين في بعض اللحظات أو الأوقات بنوع من الضعف أو بأنكِ بحاجة إلى دعم نفسي وتعزيز لذاتكِ، فلا تترددي أبدًا من مراجعة جميع نجاحاتكِ وإنجازاتكِ السابقة مهما كان حجمها والعودة إليها وتذكركِ بأنكِ قادرة على فعل ذلك كما فعلتِه من قبل[٣].
واجهي التحديات الجديدة دائمًا
كيف لكِ معرفة ما إذا كنتِ قادرةً على النجاح وتطوير نفسكِ وذاتكِ دون خوض تجارب جديدة؟ عليكِ مواجهة أي تحدٍ جديد قد يعترض طريقكِ، والذهاب إلى هدفكِ وما تُريدين الوصول إليه دون السماح لأي سبب كان بإعاقتكِ أو الوقوف في طريقكِ، فلا تعلمين إذا كنتِ فعلًا قادرةً على إنجاز وتخطي تحدٍ جديد، إذا لم تُجربيه بنفسكِ وفي أي وقت تواجهينه، فلا تترددي أبدًا من قبول أي تحدٍّ يُوجه لك والعمل عليه بجد وطاقة وذكاء، ومُشاهدة إلى أين سوف يقودكِ، فقبولكِ تحدٍ جديد يعني قبولكِ تحدي نفسكِ، فأنتِ بذلك تُخبرين اللاوعي عندكِ بأنكِ قادرة على فعل ذلك، ومؤمنة بنفسكِ وتتحدينها، وعلى استعداد تام لدعم نفسكِ في ظروف ومواقف جديدة، فيُمكن تشبيه الثقة بالنفس والاعتماد على الذات بالعضلات التي بحاجة إلى تمرين وممارسة دائمة حتى تنمو وتُصبح أقوى، وعليكِ ملاحظة أنه بصرف النظر عن الشعور الذي تشعرين به أثناء القيام بتحدٍ جديد، فسوف تصلين في النهاية إلى الشعور بالرضا عن النفس والذات لقيامكِ بهذا الفعل والتحدي الجديد[٣].
خصصي لنفسك وقتًا للاسترخاء
سواء أكنتِ امرأةً عاملةً وسيدة مجتمع، أم زوجةً، أم أُمًا أم صديقةً، فعليكِ تخصيص وقت لنفسكِ وإعطاء الأولوية لذاتكِ، تعتنين فيه بنفسكِ وتدللينها بين الحين والآخر، فاعتنائكِ بنفسكِ يعني التصرّف بما لا يتوقعه أو ينتظره الآخرين منكِ، فكل امرأة لديها طقوس خاصة بها تشعرها بالرضا والاستمتاع أثناء القيام بها، فعليكِ سرقة لحظات من وقتكِ مهما كنتِ مشغولةً.
مهما كانت كميّة الأعمال المتراكمة عليكِ القيام بأعمال تُحبينها أنتِ، لخلق نوع من التوازن في حياتكِ الطبيعيّة، فيُمكنكِ مثلًا ممارسة الرياضة الجسديّة أو العقليّة التي تُساعد على تنشيط عقلكِ وذهنكِ للتخلّص من التوتر أو الأمور الأخرى التي تشغله، أو مُمارسة إحدى هواياتكِ في عطلة نهاية الاسبوع، واذا كنتِ تهتمين كثيرًا بالعائلة فيُمكنكِ قضاء وقت خاص مع عائلتكِ، أو طبخ الطعام المُفضّل لديكِ، أو تسريح شعركِ بتسريحة جديدة وأنيقة، أو تغيير لونه حتى، أو وضع المكياج المُفضّل لديكِ، ويُمكنكِ أيضًا الذهاب للتسوّق والاستمتاع بشراء ومُتابعة آخر أخبار الأزياء والموضة، فقد تختلف الأنشطة التي يُمكن للمرأة ممارستها في أوقات استراحاتها باختلاف اهتماماتها[٣][٤].
أحيطي نفسك بالأشخاص الداعمين
من منا لا يحتاج إلى الدعم والمُساعدة في حياته؟ ومن منّا أيضًا يستطيع الوصول وتحقيق أهدافه وإنجازاته دون وجود أشخاص داعمين له؟ نعلم أنكِ امرأة مُستقلة وذكيّة وقويّة، ولكن في الوقت ذاته قد تواجهين بعض المشكلات التي لا تقوين على حلّها بنفسكِ لاختلاف المعرفة والمهارات والخبرات، فعليكِ الاحتفاظ بمجموعة من الأشخاص الثقة والذين تستطيعين العودة إليهم وطلب المساعدة منهم سواء في حالات الحاجة لاستشارة، أو حتى في حالات اليأس والضعف التي قد يمر بها أي شخص مهما كان، والذين قد يمنحونكِ قدرًا كافيًّا من الثقة بالنفس والإلهام وتحفيزكِ على الاستمرار والمضي قدمًا، أو حتى مشاركتكِ أفكارًا مُبتكرةً وجديدةً تُساعدكِ على الإبداع، فأغلب النساء الناجحات يتميّزن بوجود مجموعة من النساء اللواتي يتشاركن التفكير المُماثل واللواتي لديهن القدرة على الوقوف إلى جانب بعضهن البعض، والمُساعدة والالهام والتحفيز في هذه الرحلة للوصول إلى أفضل النتائج، ولا يهم صفة هذا الشخص، فقد يكون صديقًا أو قريبًا أو زميلًا في العمل أو فردًا من عائلتكِ، المهم أن يكون شخصًا يُمكن الوثوق به ليكون مصدرًا لدعمكِ[٣][٤].
تقبلي عيوبك وأخطاءك
تقبلكِ لعيوبكِ وأخطائكِ قبل صفاتكِ الجيّدة والإيجابيّة دليل واضح على مقدار وعيكِ وإدراككِ لأهميّة هذه النقطة؛ إذ لا يُوجد في هذه الحياة كُلّها شخص كامل، فجميع الأشخاص لديهم العديد من الصفات الإيجابيّة ولكن في الوقت ذاته يُعانون من بعض الصفات الأقل إيجابيّةً أو الأخطاء التي قد يرتكبونها في حياتهم، عليكِ محاولة تقبّل عيوبكِ وإدراك أن لديكِ نقاط ضعف، والبعد عن البحث عن الكمال أو الخوف من العيوب والأخطاء، فبعض الأشخاص يرهقون أنفسهم وتفكيرهم وثقتهم بنفسهم وأوقاتهم بسبب سعيهم وراء الكمال، وعليكِ أيضًا استثمار صفاتكِ الإيجابيّة للوصول لأهدافكِ ونجاحكِ الذي بدوره يُساعد على تطوير نفسكِ وذاتكِ، ولا مانع من تحديد صفاتكِ الأقل إيجابيّةً التي قد تعتبرينها عيوبًا ومحاولة تحسينها للأفضل.
كما عليكِ قضاء وقتكِ وتفكيركِ بالتفكير بالأمور الإيجابيّة؛ فإذا كنتِ تفكيرين بنفسكِ فقط بأنكِ شخصًا يُعاني من العيوب أو تنتقدين نفسكِ باستمرار وتلومينها على الأخطاء المرتكبة، فهذا بالطبع سوف يؤثر على ثقتكِ بنفسكِ وذاتكِ، مما يؤثر مباشرةً على عملكِ وأدائكِ في الحياة، فبدلًا من تركيزكِ على الأمور السيئة، حاولي التفكير بأنكِ قادرة على فعل المًستحيل، حتى تسمحي لنفسكِ وعقلكِ بالاستجابة لذلك، وبالتالي تغذية ثقتكِ بنفسكِ واحترامكِ لذاتكِ[٥].
أدِّي مهماتك بكفاءة عالية
عليكِ تأديّة مهماتكِ وأعمالكِ دائمًا بكفاءة عالية، وبأقصى ما لديكِ من جهد وطاقة، فحاولي دائمًا بذل كل ما تملكين من أجل الحصول على هدفكِ وبالتالي شعوركِ بالرضا عن نفسكِ وذاتكِ، فإذا وضعتِ مثلًا أهدافًا من المستحيل تحقيقها وكانت تفوق القدرات، فأنتِ بذلك تصنعين لنفسكِ الفشل واليأس، ولكن إذا وعدتِ نفسكِ ببذل قصارى جهدكِ من أجل الوصول إلى هدف مُعيّن، وبذلتِ جهدكِ دائمًا، فسوف تحصلين على نتائج إيجابيّة وواقعيّة وأكثر مما هو متوقّع، وبالتالي الحصول على نتائج مُبتكرة وذات كفاءة عاليّة، وهذا بدوره ينعكس على ثقتك بنفسك وذاتك، فإذا كنتِ تعتقدين حقًا أنكِ فعلتِ أفضل ما لديكِ، أو أنكِ تملكين الأفضل، فهذا يُساعدكِ على تخطي المرور بيوم سيئ مثلًا دون التأثير على الطريقة التي تشعرين بها تجاه نفسكِ، وقد يُساعدكِ أيضًا العمل بحماس وشغف وطاقة إيجابيّة عالية وحب لما تفعلينه وما تسعين إليه إلى الحصول على أفضل النتائج الإبداعيّة والمُبتكرة والوصول إلى أماكن بارزة وعالية في العمل، بالإضافة إلى مُساعدتكِ على الشعور بالمتعة والسرور أثناء القيام بذلكِ الجهد والوقت من أجل الوصول إلى هدفكِ دون ملل أو روتين[٥][٦].
وسّعي دائرة معارفكِ
إذا كنتِ فعلًا تبحثين عن طرق عمليّة لتطوير ذاتك وتعزيز ثقتكِ بنفسكِ فعليكِ توسعة دائرة معارفكِ، فامتلاككِ مجموعةً من المعارف والأصدقاء هو بمثابة امتلاك أحد مفاتيح النجاح، إذ عليكِ محاولة تكوين علاقات جديدة مع العديد من الأشخاص والمعارف، والخروج بعدد جيّد من المعارف والزملاء في كل عمل تعملينه، فتكوين الصداقات والحفاظ على المناسب منها للمدى الطويل قد يُساعدكِ على الشعور بالسعادة الحقيقية، وكذلك فمن المُمكن أن يُساعدكِ في حياتكِ المهنيّة لاحقًا، فامنحي نفسكِ فرصةً لقضاء وقت مع معارفكِ وأصدقائكِ وأقاربكِ وزملائكِ، ولا تترددي في طلب المساعدة وقت حاجتكِ، ويُفضّل إظهار بعض الامتنان للأشخاص المُحيطين بكِ، وشكر الأشخاص الذين يُساعدونكِ ويلهمونكِ، فهذا يزيد من شعورهم بالسعادة والتقدير لكِ[٦].
تشبّثي بقناعاتك ومبادئكِ
كونكِ امرأة قد يُعرّضكِ للعديد من الضغوطات الاجتماعيّة التي قد تعترض طريقكِ وتقف في مسار نجاحكِ، فبصرف النظر عمّا تفعلينه وما تريدينه، فالمجتمع والآخرين لديهم دائمًا ما ينتقدونه ويقولونه عنكِ، فإذا أصبحتِ تهتمين وتبحثين عن إرضاء الناس، فسوف تجدين نفسكِ تستمعين لهم، وتفعلين ما يريدونه هم وليس ما تريدينه أنتِ، وسوف تنتظرين خططهم وانتقاداتهم وتتبعينها من أجل إرضائهم فقط، وقد ينتهي بكِ المطاف أيضًا باعتقادكِ أنكِ لستِ قادرةً على تحقيق أهدافكِ، فعليكِ التشبّت بأهدافكِ ومبادئكِ وقناعاتكِ أنتِ، فكوني واثقةً من نفسكِ وإمكانياتكِ العالية وقدرتكِ على فعل ما تُريدين من أجل تحقيق أهدافكِ[٤].
المراجع
- ↑ "self-improvement", vocabulary, Retrieved 26-4-2020. Edited.
- ↑ "Building Self-Confidence", mindtools, Retrieved 26-4-2020. Edited.
- ^ أ ب ت ث BETH MACDONALD (23-9-2018), "5 Things Successful Women Do To Improve Their Lives"، careergirldaily, Retrieved 26-4-2020. Edited.
- ^ أ ب ت AIRYL MARIE DADULA, "11 Ways to be a Better Woman for Yourself"، inspiringtips, Retrieved 26-4-2020. Edited.
- ^ أ ب Catherine DiBenedetto (15-4-2015), "8 Promises Every Woman Should Make to Herself"، health, Retrieved 26-4-2020. Edited.
- ^ أ ب By Emma Gray (6-12-2017), "12 Things Successful Women Do Differently"، huffpost, Retrieved 26-4-2020. Edited.
