محتويات
تقبل عيوب الآخرين
لا يوجد أحد لم يتمنَّ لو أن بعض الأشخاص من حوله يتصرفون بطريقةٍ مختلفةٍ، وعلى الرغم من أن أفعالهم وقراراتهم قد لا تؤثر فينا بطريقةٍ مباشرةٍ، ولكنها تشغلنا بالتفكير بتغييرها، فلِمَ لا يفعل كذا بدلًا من كذا، ربما يبدو حكمًا استبداديًّا وفرض سيطرة بنظر البعض، فنحن لا نملك سطوةً على أحد في نهاية المطاف، ولكن في بعض الأحيان قد يكون هؤلاء الأشخاص الذين هم العائلة والأصدقاء وزملاء العمل يعبثون بنظام سير اليوم بقراراتهم وعدم تحملهم مسؤولية أفعالهم، وبالأساس قد تؤثر في حياتهم أولًا ثم في حياة الآخرين؛ فتكون لذلك عاقبة وخيمة، وقد يكون هذا طبعًا فيهم وليس بقصد شيء، إلا أنهم رحماء، فقد يتمنى الشخص لو أنهم يغيرون تلك الصفة السيئة فيهم.
من الجدير بالذكر أن تغيير الناس للأفضل سواء أخلاقيًّا أم مهاراتيًّا ليس بالأمر الخاطئ بل بالعكس هو أمر أنزل مع الشرائع السماوية، ويعد من فضائل الأخلاق الإنسانية، وقد لا يتمكن الشخص من رؤية أفعاله إلا إذا أشير له بها، ولكن عندما يصل إلى مرحلة قد لا يستطيع التغيير فيها فلا بد من الاسترخاء والاستعداد لتقبل الآخر، ففي النهاية تلك هي قراراتهم التي لا تؤثر فيك، وقد نختلف مع الآخرين إلا أنه يجب أن يكنّ الشخص لهم الاحترام والمودة[١].
5 خطوات تساعدكِ في تقبل عيوب الآخرين
في هذا العالم المعقد والسريع يصعب أحيانًا فهم ما خلف الكواليس، فلكل شخصٍ منا حكايته الخاصة، وله زاويته التي أخذ منها نظرته للحياة، فلا يجوز الحكم على الأشخاص من مكان وجودكِ ومن نظرتكِ الخاصة، فتقبل الآخرين بما فيهم من العيوب يعد من مغذيات العلاقات التي تحافظين بها على علاقتكِ بعائلتكِ وأصدقائكِ، وبذلك إليكِ 5 خطوات تساعدكِ على تقبل عيوب الآخرين[٢]:
إدراك استحالة النظرة الشمولية
للبدء بتقبل الآخرين ممن حولكِ عليكِ التيقن أنه من المستحيل عليكِ معرفة موضع الشخص الذي أمامكِ من الحياة، فبطبيعتنا نميل نحن البشر للحكم على الأشياء من المنظور الخارجيّ ولكن عند التعمق في الأشخاص والأشياء نرى مدى التعقيد الذي فيه، فتسبقنا العاطفة وتسوقنا بحكمنا ولا نفكر بوضوحٍ كما يجب، ونفترض أحكامًا مسبقة على الأشخاص قبل معرفتهم، كما يجب عليكِ أن تكوني حساسة تجاه شعور الآخرين ممن حولكِ، فإن الأشخاص قد يختلفون بالتجارب التي مروا بها، وكذلك أنتِ لم تجربي تجربته وهو كذلك، فالإنصات للشخص وفهمه وعدم الحكم عليه دون الاستماع منه ورؤيته الصورة كاملة.
الانشغال بتغيير الذات
يعد تغيير الآخرين عمليةً طويلة الأمد وتحتاج إلى بذل بعض الجهد، وحتى لو كان التأثير على الأشخاص قويًّا فإن الشخص هو من يقدر على تغيير نفسه إذا أراد فقط، وإن التغيير بحد ذاته بسيط ولكن تكمن المشكلة بأنه ليس سهلًا؛ كونه يحتاج الجهد والوقت، وإن إجبار الأشخاص على تقبل شيء معين أو كرهه قد يفشل فيما بعد عندما يشعر الشخص الذي تحاولين تغييره بأنه منقاد ومستسلم لرغباتكِ أنتِ وليس رغباته هو، وقد يفضلون البقاء على مبدئهم الحالي لشعورهم بالرضا عنه، حتى لو أنه يسبب لهم الضرر ولكن يشعرهم بالراحة، فلذلك إنّ الانشغال بتغيير ذاتكِ يكون لكِ أسهل، وربما فيما بعد يتأثر الشخص الذي تحاولين تغييره ويميل لما تميلين.
المشاركة بالنشاطات
سيكون من السهل عليكِ تقبل الآخر عند مشاركته أنشطته التي يحبها، ويعطيكِ هذا بعض الفهم المعمق لكيفية تفكيره وشعوره تجاه الأمور، وهي طريقة جيدة لرؤية العالم من منظوره، وهذا على فرض أن هذه النشاطات التي يمارسها الشخص هي نشاطات إيجابية وصحية وليست نشطات هدامة، وفي الحقيقة إن الاختلاف بينكِ وبين الآخرين قد يجلب الانفصال عنهم وقد يجمعكِ بهم بحسب مدى تقبلكِ للآخرين، وإنّ استكشاف هذه الاختلافات يؤدي في النهاية إلى الشعور بالآخرين وإدراك معاناتهم إذا صح القول، فالاختلاف جزءٌ لا يتجزأ من حضارات العالم الإنساني، وهي الطريقة التي جبلنا الله سبحانه وتعالى عليها، ليس لشيء سوى التعارف واكتشاف اختلافنا والعيش في تناغم قدر الإمكان.
تذكر المواقف التي حُكِم عليكِ فيها
لتعلم عدم الحكم على الأشخاص وتقبلهم تذكري تلك المواقف التي وُضِعت بها عندما حُكم عليكِ لمظهركِ الخارجي أو لسلوككِ، إذ يحب الأشخاص انتقاد الأشياء والأشخاص بطريقة فظة أحيانًا؛ لمجرد أنهم لا يحبونهم، فربما طرأ عليكِ موقف كنتِ قد عملت جاهدةً لإرضاء شخص ولم يقدّر ذلك، وربما هوجمتِ فقط بسبب معتقداتكِ أو سلوكٍ فعلتِه أردتِ به الخير فانقلب الأمر بحكم الأشخاص عليكِ.
لستِ مضطرة لتقبل السلوك السلبي
في هذا العالم يوجد الكثير من الأشخاص من أصحاب التفكير السام، والذين ينشرون أفكارهم الأنانية والنرجسية دون اكتراث، قد تضطرين للتعامل معهم أحيانا، ولكنكِ لست مضطرة لقبول سلوكهم المريض وغير الأخلاقي، فهولاء الأشخاص يؤثرون سلبيًّا في حياتكِ ويجدر بكِ الابتعاد عنهم وعدم محاولة تغييرهم أو تقبلهم حتى، ويكون سلوكهم مدمرًا لمن حولهم؛ فيجب عليكِ وضع حدودٍ لهؤلاء الأشخاص والحفاظ على علاقةٍ سطحيةٍ معهم، فهم يتجردون من الأخلاق بحجة أعذارهم الواهية، فلكِ كل الحق بعدم مرافقة هؤلاء الأشخاص، والحفاظ على نفسكِ من سمومهم.
هل يمكنكِ تغيير الأشخاص من حولكِ؟
كما ذكرنا سابقًا فإن عملية التغيير تحتاج إلى بذل الجهد والوقت، وتغيير الأشخاص من حولكِ هو فعل نبيل، وخصوصًا إذا كان فعلهم له أثر سلبي عليهم وعلى من حولهم، ويوجد مبدأ عام في طريقة التأثير على الآخرين وهو أن تتعلمي عن نفسكِ وكيفية تغيير سلوككِ وأن تعرفي الطريقة وتطبّقيها على الأشخاص من حولكِ، فإن تغيرك بحد ذاته قد يصبح دافعًا للأشخاص من حولكِ للتغيير بطريقة عجيبة؛ كون البشر بطبيعتهم كائنات تحب التواصل ويتأثرون بالذين حولهم، كما أن الأشخاص يكونون دائمًا منقادين دون أن يشعروا بتأثر البيئة من حولهم، وبتغييركِ لنفسكِ ووضع هدف لكِ توسّعين إدراك من حولكِ للعالم، فالتغيير يبدأ من داخلكِ أنتِ لينطلق لمن حولكِ ويخترقهم[٣].
المراجع
- ↑ "Accept Them as They Are"، psychologytoday, Retrieved 2020-07-17. Edited.
- ↑ "How To Accept Others For Who They Are (Rather Than Who You Want Them To Be)", aconsciousrethink, Retrieved 2020-07-18. Edited.
- ↑ "Can You Change Other People?"، huffpost, Retrieved 2020-07-18. Edited.