محتويات
ما هي الآثار السلبية للخلافات الزوجية على الأطفال؟
الجدال والمشكلات جزء لا يتجزّأ من الحياة الزّوجيّة، وعلى الأرجح ستكون الخلافات حول جميع الأشياء الكبيرة والصّغيرة، لكنّ هذه الخلافات قد تصل إلى حالة سيّئة عند عدم وضع حدود لها، ويمكن أن تؤثّر على صحّة الأطفال العقليّة والجسديّة بطرق سلبيّة، ومن آثارها أنّ الأطفال سيعتقدون أنّ العدوانيّة هي طريقة حلّ المشكلات، ويبدؤون بالصّراخ والقتال كلّما واجهتهم مشكلة، وهذا سيؤدّي إلى علاقات مختلة وفاشلة، ويمكن للعنف المنزليّ أو القتال الجسديّ بين الآباء أمام الأطفال أن يتسبّب بضائقة عاطفيّة هائلة، مثل مشكلات القلق المبكّر، ومشكلات الصّحّة العقليّة، وتكون لدى الأطفال الذين يشهدون العنف المنزليّ في المراحل الأولى من حياتهم فرص أكبر لأن يصبحوا بالغين غير مرتاحين، ويعانون من مشكلات احترام الذّات[١].
يحاكي الأطفال ما يفعله آباؤهم، وعندما يرون آباءهم متنازعين طوال الوقت من المرجّح أن يتعلّموا الشّيء نفسه، ونتيجة لذلك قد تعاني علاقة الأطفال بشركائهم في مرحلة البلوغ، وقد يؤدّي إلى شعور الأطفال بالحاجة إلى تجنّب العلاقات؛ خوفًا من التّعرّض للأذى، كما أنّ الأطفال الذين يرون نزاعات أهلهم يشعرون بالقلق والاكتئاب والعجز، وغالبًا ما يبحثون عن طرق ليرتاحوا بها، مثل الإفراط في الطّعام، أو التّوقّف عنه، وقد يعانون من الصّداع أو آلام المعدة، وقد يجدون صعوبة في النّوم ليلًا، وقد تؤدّي المشكلات بين الوالدين إلى مشكلات سلوكيّة عند الأطفال مثل الرّهاب وما إلى ذلك[١].
علامات تدلّ على تأثّر طفلكِ سلبيًّا بالخلافات الزوجية
إذا كنتِ تتجادلين مع زوجكِ أمام طفلكِ فإنّكِ بالتّأكيد تضرّين بصحّة طفلكِ الجسديّة والنّفسيّة، ونموّه عمومًا، وإليكِ بعض العلامات التي تشير إلى أنّ طفلكِ يتأثّر بالمشكلات بينكِ وبين والده[١]:
- يبدأ طفلكِ بالبكاء أو فعل شيء ما؛ لجذب الانتباه في اللّحظة التي يرى فيها والديه يتجادلان.
- يصبح طفلكِ هادئًا تمامًا عند رؤيتكما تتقاتلان.
- يتحدث طفلكِ وكأنّه غير واثق من نفسه.
- يبدو طفلكِ خائفًا عندما يرى والديه يصرخان ويتقاتلان مع بعضهما.
- يميل طفلكِ للقتال مع أقرانه، ولا ينسجم مع الأطفال الآخرين.
- لا يختلط طفلكِ كثيرًا مع الأطفال الآخرين، ويُطلَق عليه غالبًا لقب المعادي للمجتمع.
- يُظهر طفلكِ علامات سلوك غير طبيعيّ.
- يميل طفلكِ إلى إلقاء اللّوم على نفسه عندما يبدأ والداه في الجدال والقتال.
- يظهر طفلكِ علامات الاكتئاب.
- يصبح أداء طفلكِ ضعيفًا في المدرسة، وفي الأنشطة المشتركة في المناهج الدّراسيّة.
- قد يفضّل طفلكِ الابتعاد عنكما.
- قد يشكو طفلكِ من الصّداع، وآلام المعدة، أو بعض المشكلات الصّحّيّة الأخرى؛ لتحويل انتباهكما عن المشكلات.
- يمكن أن تجعل المعارك المستمرّة بينكِ وبين والده عقل طفلكِ مشغولًا مُسبقًا، وفي خوف دائم وعدم أمان، وقد يستمرّ في التّفكير في المشكلات، وربّما لا يستطيع التّركيز على أيّ شيء آخر.
- يمكن أن يشعر طفلكِ بمشاعر مختلطة مثل العار والذّنب وعدم الكفاءة والعجز النّاجم عن مشاهدة العنف المنزليّ، وهذا سيؤثّر على صحّته العقليّة.
كيف يمكنكِ حماية الأطفال من التأثيرات السلبية للخلافات الزوجية؟
في بعض الأحيان يخرج خلافكِ مع زوجكِ عن السّيطرة، وقد يقول أحدكما شيئًا لا يعنيه، وقد لا تدركان أنّ الأطفال يستمعون لكما دون أن يكونوا في الغرفة نفسها، ومع ذلك لا يعني أنّ أضرار الخلاف لا يمكن أن تتصلّح، ويمكنكِ اتّخاذ الخطوات التّالية لمعالجة هذه الموقف مع أطفالكِ[٢]:
- على الرّغم من أنكِ لستِ مضطرّة إلى الخوض في تفاصيل المشكلة بينكِ وبين زوجكِ، إلّا أنّه يمكنكِ عقدُ اجتماع عائليّ لتقولي لأطفالكِ شيئًا مثل: لقد كان لدينا أنا ووالدكم في اللّيلة السّابقة التي خرجت عن السّيطرة رأيان مختلفان، حول شيء مهمٍّ لكلينا، لكنّنا أخطأنا في قتالنا بهذه الطّريقة، وهكذا سيطمئنّ أطفالكِ إلى أنّ هذه مجرّد مناقشة مرتفعة الصّوت، وليست مؤشّرًا على وجود مشكلات كبيرة، وطمئنيهم أنّكما ما زلتما تحبّان بعضكما ولن تنفصلا.
- تأكّدي من أنّ أطفالكِ يفهمون أنّكم لا تزالون عائلة قويّة، واشرحي لهم أنّ المشكلات لا بدّ أن تحدث، ويمكن أن يفقد أيُّ شخص أعصابه، ومع ذلك لا بدّ أنّكم تحبّون بعضكم، على الرّغم من الخلافات، وإذا كنت تعتقدين أنّ مشكلاتكِ مع زوجك أو شريككِ تضرّ بصحّة أطفالكِ العقليّة ففكّري بزيارة معالج نفسيّ إذ يمكنه أن يعلّمكِ بعض المهارات مثل إدارة الغضب أو تنظيم العواطف، أو ما إذا كان يجب عليكِ حضور الاستشارات مع زوجكِ؛ للعمل على علاقتكما معًا.
تعرّفي على آثار الخلافات الزوجية السلبية على الأطفال على المدى الطويل
يتبنّى الآباء اليوم عقليّة (البقاء معًا من أجل الأطفال)؛ بدافع الرّغبة في حماية أطفالهم من الطّلاق وتبعاته، لكن يجب على الآباء أيضًا حماية أطفالهم بتقليل صراعهم الدّائم؛ لأنّ هذا الصّراع له آثار سلبيّة على المدى الطّويل، حتّى لو لم يقع الطّلاق، وإذا كنتِ تتّبعين هذه التّصرّفات، فإنّك تعرّضين أطفالكِ لزيادة احتمالات فشل علاقاتهم، كما أنّهم معرّضون للطّلاق أكثر من غيرهم؛ لأنّ أطفالكِ يتعلّمون من مراقبة سلوكيّات آبائهم في البيت، وهكذا سيطوّرون مهارات الاتّصال وحلّ النّزاعات بطرق سيّئة بأنفسهم، ممّا يؤدّي إلى احتمال أكبر لفشل زيجاتهم المستقبليّة[٣].
يمكن أن يؤثّر تصارعكِ مع زوجكِ على أطفالكِ مهما كان عمرهم، مثلًا يُعاني الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم ستّة أشهر، والذين يتعرّضون للخلافات الزّوجيّة الدّائمة من أعراض الضّيق، مثل ارتفاع معدّل ضربات القلب؛ استجابة للتّبادلات العلنيّة والعدائية بين والديهم، ويُظهر الرّضّع حتّى سنّ الخامسة علامات الحزن عن طريق البكاء، والانسحاب من النّزاع، أو محاولة التّدخل فيه، بينما يُعاني الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 إلى 17 عامًا من علامات الاضطراب العاطفيّ والسّلوكيّ، ويمكن أن تسبّب الخلافات الزّوجيّة الدّائمة للأطفال زيادة القلق، والاكتئاب، والسّلوك المعادي للمجتمع، والإجرام، وكذلك الضعف في التّحصيل الأكاديميّ، وقد يُعاني الأطفال نتيجة الآراء المتضاربة دائمًا بين الزّوجين من الصّمت العدائيّ أو العنف الجسديّ، حتّى دون أن يكون الصّراع عنيفًا[٤].
المراجع
- ^ أ ب ت Mahak Arora (17-9-2019), "Impact of Parents Fighting in Front of Children"، parenting.firstcry, Retrieved 17-6-2020. Edited.
- ↑ Amy Morin, LCSW (12-11-2019), "How Parents Fighting Affects a Child's Mental Health"، verywellfamily, Retrieved 17-6-2020. Edited.
- ↑ SELENA WALCKNER (24-9-2011), "Long-term Effects of Conflict on Children"، maritalmediation, Retrieved 18-6-2020. Edited.
- ↑ "The impact of couple conflict on children", tavistockrelationships, Retrieved 18-6-2020. Edited.