حرارة القدمين
يستخدم مصطلح حرارة القدمين لوصف الإحساس الحارق بالألم فيهما، فقد يعاني الشخص من حرقة القدمين وحرارتهما بدرجة متفاوتة بين الخفيفة والشديدة، وقد يغدو هذا الأمر في بعض الأحيان مؤلمًا جدًا، إذ يؤثر على عملية النوم، ويُحتمَل أن تترافق حرارة القدمين أحيانًا مع الإحساس بالخدر أو الوخز أو التنميل فيهما، ولا تُشكل حرارة القدمين عادةً أي مصدر للقلق أو الخطر عند الشخص، إلا أن الأمر يستدعي أحيانًا استشارة الطبيب، لا سيما عند الشعور بها فجأةً، مما يوحي باحتمال التعرض لبعض المواد السامة، وينبغي كذلك مراجعة الطبيب إذا استمرت حرارة القدمين لعدة أسابيع دون تحسن، وانتشرت أعراضها إلى منطقة الساقين[١].
سبب حرارة القدمين
ترجع حرارة القدمين في معظم الحالات إلى الإصابة بالاعتلال العصبي؛ إذ يُرجّح أن تصبح الألياف العصبية التالفة مفرطة النشاط، فترسل إشارات الألم الخاطئة إلى الدماغ على الرغم من عدم معاناة الشخص من أي إصابة أو جرح، ويعاني معظم الأفراد المصابين باعتلال الأعصاب من تضرر أعصاب الساق أولًا، فيشعرون في بادئ الأمر بالوخز والخدر في القدمين، ويشتكي معظمهم من إصابتهم بفرط الحسّ في أقدامهم، ويعانون من درجات متفاوتة من الألم الحارق، إذ تتراوح شدته بين الخفيفة والمُعيقة للحركة، ويرجع الاعتلال العصبي عادةً إلى الإصابة بالسكري أو الإفراط في شرب الكحول، إلا أنه ليس السبب الوحيد الكامن وراء زيادة حرارة القدمين والشعور بإحساس حارق فيهما، إذ توجد أسباب أخرى تتضمن ما يأتي[٢][٣]:
- نقص العناصر الغذائية: تحتاج الأعصاب إلى عناصر غذائية عديدة كي تؤدي وظائفها طبيعيًا، فإذا لم يستطع الجسم امتصاص تلك العناصر الغذائية فسيكون الشخص معرضًا لخطر تلف الأعصاب المؤدي إلى حرارة القدمين عند الشخص، وتتضمن قائمة العناصر الغذائية الضرورية لسلامة الأعصاب كلًا من حمض الفوليك، وفيتامين ب6، وفيتامين ب12، ويرتبط سوء التغذية ونقص العناصر الغذائية بمجموعة من الحالات، مثل: إدمان الكحول، والتشرد، والحمل، واضطرابات الأكل، والتقدم بالعمر.
- الحمل: تُعدّ حرارة القدمين من الأعراض الشائعة لدى النساء خلال مدة الحمل، ويعود ذلك في المقام الأول إلى دور التغيرات الهرمونية في زيادة حرارة الجسم، وزيادة الضغط الملقى على القدمين جرّاء زيادة وزن الجسم، وزيادة كمية السوائل فيه.
- سن اليأس: تعاني النساء عند بلوغهنّ سن اليأس من تغيرات هرمونية تُسبب زيادة درجة حرارة الجسم لديهن، ومعاناتهن من حرارة القدمين، ويحدث هذا الأمر عادةً خلال المدة بين 45-55 عامًا.
- العدوى الفطرية: يعاني كثير من الأشخاص من العدوى الفطرية في منطقة القدمين أو ما يُعرف بسعفة القدم، ويؤدي هذا الأمر إلى الإحساس بحرارة في القدمين، لا سيما إذا لم يتلقَ الشخص علاجًا طبيًا للتخلص من العدوى.
- العلاج الكيميائي: يستخدم العلاج الكيميائي عند مرضى السرطان بهدف التخلص من الخلايا سريعة النمو في الجسم، إذ ينطوي على بعض التأثيرات الجانبية الضارة، مثل تلف الأعصاب وما يرافقه من الإحساس بحرارة ووخز في القدمين واليدين.
- مرض الكلى المزمن: يصاب الشخص بهذا المرض جراء الأضرار الحاصلة في الكلى لديه، فتتراجع قدرتها على التخلص من السموم والفضلات عبر طرحها مع البول خارج الجسم، ويؤدي هذا الأمر تدريجيًا مع مرور الوقت إلى تراكم السموم المسبب للاعتلال العصبي، وهذا بدوره يسبب حرارة القدمين.
- قصور الغدة الدرقية: يُعاني الفرد من قصور الغدة الدرقية عند انخفاض مستويات هرمونها في الجسم، فتظهر حينها بعض الأعراض، مثل الوخز أو التنميل أو الألم أو الحرارة في القدمين أو الساقين أو اليدين، وتعزى هذه الأحساسيس إلى دور الانخفاض المستمر لمستويات هرمون الغدة الدرقية في تلف الأعصاب عند الشخص.
- التهاب الأوعية الدموية: يُسبب التهاب الأوعية الدموية معاناة الشخص من أعراض الألم والوخز والحرارة في القدمين، ويعود ذلك إلى عدم تدفق الدم بكفاءة إلى الأطراف، مما قد يؤدي إلى تلف الأنسجة.
- أسلوب الحياة: يؤثر أسلوب الحياة والعادات اليومية المتبعة على إحساس الشخص بحرارة القدمين، وهذا يشمل ارتداء الأحذية الضيقة، والوقوف أو السير لساعات طويلة، وغيرها.
علاج حرارة القدمين
يعتمد علاج حرارة القدمين على تحديد السبب الكامن وراء الشعور بها، إذ يوصي الطبيب بضرورة تناول الأدوية المضادة للفطريات إذا كانت حرارة القدمين ناجمةً عن العدوى الفطرية، وفي حالات أخرى يوصي بارتداء أحذية أكثر راحةً، أو تناول المكملات الغذائية إذا كان الشخص مصابًا بنقص العناصر الغذائية، أو تناول أدوية قصور الغدة الدرقية، أو تغيير النظام الغذائي، وتناول أدوية السكري إذا كان الشخص مصابًا بالاعتلال المحيطي الناجم عن السكري، وعمومًا إذا كان الشخص يعاني من آلام شديدة في الأعصاب قد يلجأ الطبيب إلى وسائل تحفيز العصب، مثل: تحفيز العصب الكهربائي، والعلاج المغناطيسي، والعلاج بالليزر، والعلاج الضوئي، كما توجد بعض الوصفات الطبيعية التي يمكن تجربتها منزليًا للتخلص من حرارة القدمين عند الشخص، يتضمّن ذلك ما يأتي[٤]:
- نقع القدمين في وعاء مملوء بالماء البارد أو مكعبات الثلج، وهذه الطريقة لا يوصى بها للأفراد المصابين باحمرار الأطراف المؤلم؛ إذ يُحتمل أن تضر البشرة.
- نقع القدمين في ماء ممزوج مع الملح الإنجليزي أو محلول خل التفاح، وينبغي للشخص أن يستشير طبيبه أولًا قبل تطبيق هذه الطريقة إذا كان مريضًا بالسكري.
- تناول مكملات الكركم الغذائية؛ فمركب الكركمين الموجود في الكركم يحتوي على خصائص مفيدة لتخفيف آلام الأعصاب، ويعرف أيضًا بتأثيراته الوقائية المضادة للالتهابات وللأكسدة، مما يخفف أعراض الاعتلال العصبي عند الشخص.
- استخدام الكريمات الموضعية المحتوية على كابسيسين أو ليدوكايين، أو استخدام الزنجبيل أو محلول الكركم؛ فقد تبين أن لصاقات ليدوكائين مفيدة في تخفيف أعراض الاحمرار والألم.
- تدليك القدمين بماء دافئ لتحسين تدفق الدم والدورة الدموية فيهما.
من حياتكِ لكِ
توجد بعض النصائح الخاصة بالوقاية من حرارة القدمين، وهي تتضمّن عمومًا ما يأتي[٣]:
- ارتداء حذاء مختلف يوميًا.
- التأكد من اختيار حذاء ذي قياس ملائم للقدم، والحرص على تدفق الهواء من الحذاء.
- تغيير الجوارب دوريًا، لا سيما بعد ممارسة التمرين، واختيار أنواع الجوارب المصنوعة من القطن الطبيعي.
- ارتداء الصنادل عوضًا عن الأحذية في الطقس الدافئ.
- استخدام مساحيق خاصة لامتصاص الرطوبة الزائدة في القدمين.
- تجنب الوقوف أو المشي مدةً طويلةً ومستمرةً.
المراجع
- ↑ "Burning feet", mayoclinic, Retrieved 2019-12-9. Edited.
- ↑ "Burning Feet", webmd, Retrieved 2019-12-9. Edited.
- ^ أ ب "What you need to know about hot feet", medicalnewstoday, Retrieved 2019-12-9. Edited.
- ↑ "15 Causes of Burning in the Feet", healthline, Retrieved 2019-12-9. Edited.