ما هي أسباب برودة القدمين؟

أسباب برودة القدمين

برودة القدمين (بالإنجليزية: Cold feet) هي من الحالات التي تمرّ بالإنسان بين الحين والآخر؛ إذ قد يصاب بها نتيجةً لبرودة الطقس من حوله، أو بسبب المشكلات المرضية أو التغيّرات الطارئة في حياته، ولا تُشكّل برودة القدمين أي خطر على صحة الشخص في غالبية الحالات، بيد أنّ تكرار حدوثها ينذر بمعاناته من مرض كامن يستدعي التشخيص العلاج، وعمومًا تتضمّن الأسباب الكامنة وراء برودة القدمين كلًأ مما يلي^[١][٢][٣]:

الطقس البارد

برودة القدمين هي ردّ فعل الجسم الطبيعي إزاء التعرّض إلى درجات الحرارة الباردة؛ فكلّما انخفضت درجات الحرارة واشتدّ البرد، انقبضت الأوعية الدموية في الأطراف (اليدين والقدمين)، فيقلّ تدفق الدم إلى تلك المناطق، وهكذا يؤدي انخفاض تدفق الدم إلى انخفاض الأكسجين في الأنسجة، فيتحوّل لونها إلى الأزرق مؤقتًا، ثم سرعان ما تعود الأمور إلى طبيعتها عند ارتفاع درجة حرارة الجسم.

ضعف الدورة الدموية

يُعدّ ضعف الدورة الدموية من الأسباب الشائعة لبرودة القدمين؛ إذ لا تصل كمية كافية من الدم الدافئ إلى القدمين، فتصبحان بذلك أكبر برودةً من أعضاء الجسم الأخرى، ويحدث ضعف الدورة الدموية عادةً نتيجة مرضٍ أو مشكلةٍ صحيةٍ في القلب، بحيث لا يقدر على ضخّ الدم بوتيرة سريعة لتلبية احتياجات الجسم، وقد تضعف الدورة الدموية كذلك نتيجة نمطِ الحياة الكسول أو اتباع بعض العادات السيئة، مثل التدخين.

فقر الدم

يصاب الإنسان بفقر الدم إذا نقصت لديه كريات الدم الحمراء، فيعاني حينها من مجموعة واسعة من الأعراض أبرزها برودة القدمين، خاصةً في حالات فقر الدم الشديدة، وعمومًا يصيب فقر الدم بسبب الحديد الأفراد الأصحاء أيضًا، بيد أنّه قابل للعلاج بسهولة عند تغيير النظام الغذائي وتناول المكملات الغذائية وفقًا لإرشادات الطبيب.

مرض السكري

يعاني مرضى السكري- بنوعيه الأول والثاني- من برودة القدمين الناجمة عن تلف الأعصاب لديهم، ويترافق ذلك أحيانًا مع أعراض أخرى، مثل التنميل والوخز في القدمين، إذ يعمل مرض السكري في حال بقاء مستويات السكر في الدم مرتفعةً على تضيّق الأوعية الدموية في الجسم، وبالتالي تقليل كمية الدم التي تصل إلى مختلف أجزاء الجسم، منها الأطراف كالقدمين، وبالتالي فقد يؤدي ذلك إلى برودة القدمين.

قصور الغدة الدرقية

يحدث قصور الغدة الدرقية عندما يتراجع نشاطها فلا تنتج كميات كافية من هرمون الغدة الدرقية، مما يؤثر على عملية الأيض في الجسم؛ ولمّا كان الأيض مسؤولًا عن بعض الوظائف مثل التحكم بدقات القلب ودرجة حرارة الجسم، فإن قصور الغدة الدرقية يسبب انخفاض الدورة الدموية وبرودة القدمين.

التوتر النفسي

تحدث برودة القدمين أحيانًا نتيجة التعرض إلى الضغط الشديد أو القلق؛ فعندما يشعر الشخص بالقلق أو التوتر، يضخ الجسم الأدرينالين في مجرى الدم، مما يتسبب في انقباض الأوعية الدموية في الأطراف، فيقل تدفق الدم إليها.

الاضطرابات العصبية

ترجع برودة القدمين في بعض الحالات إلى الاضطرابات العصبية، فقد تتعرض الأعصاب للتلف نتيجة الصدمة أو الإصابة المباشرة، في حين يحدث الاعتلال العصبي المحيطي جرّاء أمراض الكبد أو الكلى أو العدوى، فتترافق برودة القدمين في حالات كهذه مع الوخز والتنميل.

أسباب أخرى نادرة

تتضمن أبرز لأسباب غير الشائعة لبرودة القدمين كلًا مما يلي:

1. أمراض الأوعية الدموية الطرفية، أو تضيق الشرايين نتيجة تراكم اللويحات الدهنية.
2. ظاهرة رينو (داء رينو) الذي يسبب تشنج الأوعية الدموية وتضيق الشرايين المؤدي إلى ضعف الدورة الدموية في المناطق المصابة.
3. تصلب الشرايين.
4. تلف الأعصاب الناجم عن أسباب أخرى.

علاج برودة القدمين

يعتمد علاج برودة القدمين على السبب المؤدي لحدوثها، فقد يوصي الطبيب بممارسة التمارين الرياضية لتحسين الدورية الدموية والوقاية من أمراض القلب، في حين يلجأ للأدوية الخاصة بعلاج الأمراض المسببة لهذه الحالة، مثل فقر الدم وقصور الغدة الدرقية، ويوصي أحيانًا بحاصرات الكالسيوم لعلاج أمراض القلب وداء رينو وفتح الأوعية الدموية، وعمومًا، ثمة بعض الوسائل المنزلية المفيدة في التخلص من برودة القدمين مثل^[١][٢][٢]:

الحركة

تشكل الحركة أبسط الوسائل وأسهلها لتدفئة القدمين وتعزيز تدفق الدم إليهما، فهي مفيدة جدًا للأفراد الذين يعانون من برودة القدمين نتيجة عملهم المكتبي؛ إذ يكفيهم أن ينهضوا عن مكاتبهم ويتجولوا قليلًا في محيط الشركة كي يعززوا تدفق الدم إلى القدمين، كذلك تفيد ممارسة تمارين الكارديو، مثل القفز أو الركض، في تعزيز وظيفة الدورة الدموية والمحافظة على دفء القدمين طوال اليوم.

الجوارب والخفّ

ينبغي للشخص أن يرتدي جوارب دافئة وعازلة إذا كان يعاني من برودة القدمين، ولا بدّ له أيضًا من انتعال خفٍّ عازل في أثناء وجوده داخل المنزل، خاصة إذا كانت الأرضية مكشوفة وغير مغطة بالسجاد؛ فهذه الطريقة تحافظ على دفء القدمين وتحول دون فقدانهما الحرارة.

نقع القدمين

تعد هذه الطريقة من أسهل الوسائل المتبعة للتخلص من برودة القدمين؛ إذ يكفي نقعهما في الماء الدافئ لمدة ربع ساعة للمحافظة على تدفق الدم إليهما طوال اليوم، ويفيد هذا الأمر تحديدًا قبل النوم نظرًا لأنه يخفف التةتر ويرخي العضلات، ومع ذلك، ينبغي للأشخاص المصابين بتلف الأعصاب السكري أن يتجنبوا هذه الطريقة نظرًا لعدم قدرتهم على تمييز الماء الفاتر من الساخن، مما يعرضهم لخطر الإصابة بالحروق.

وسادات التدفئة

ينصح بهذه الطريقة للأفراد الذين يلاقون صعوبة في النوم نتيجة برودة القدمين؛ إذ يمكنهم أن يضعوا وسادة التدفئة أو زجاجة ساخنة أسفل السرير للمحافظة على دفء المنطقة المحيطة بالقدمين.

تشخيص برودة القدمين

ثمة مجموعة مختلفة من الفحوصات المُتّبعة لتشخيص السبب الدقيق لبرودة القدمين عند الإنسان؛ على سبيل المثال^[٢]:

1. يجري الطبيب فحصًا جسديًا بحثًا عن أعراض الصدمة وتلف الإعصاب عند المريض، فيضغط على مناطقة مختلفة من قدميه.
2. يجري الطبيب تحليلًا للدم تحسبًا لبعض الأمراض المسببة لبرودة القدمين، مثل فقر الدم والسكري وقصور الغدة الدرقية.
3. يوصي الطبيب بإجراء مخطط كهربائي للقلب لتقييم أدائه وعمله، خاصة إذا اشتبه بأن برودة القدمين راجعة إلى ضعف الدورة الدموية.
4. يوصي الطبيب بقياس مؤشر الضغط الكاحلي العضدي لمعرفة أي منطقة هي المصابة، وقد يجري فحصًا بالموجات فوق الصوتية لتحري تدفق الدم في الشرايين إذا تبين أنّ مرض الشريان المحيطي هو السبب وراء برودة القدمين.

متى يجب الذهاب إلى الطبيب؟

تندرج برودة القدم ضمن الحالات الطبيعية التي تصيب الإنسان أحيانًا كما ذكرنا سابقًا، بيد أنّها تكون أحيانًا مؤشرًا على وجود مشكلة صحية تستدعي مراجعة الطبيب، خاصةُ إذا تكرّر الإحساس بهذه البرودة أو حدثت دونما مبرر واضح، وعمومًا، ينبغي للشخص أن يراجع الطبيب إذا ترافقت برودة القدمين مع الأعراض التالية^[١]:

1. الإحساس بالتعب.
2. المعاناة من فقدان الوزن أو زيادته.
3. الإصابة بالحمى.
4. الإحساس بآلام في المفاصل الكبيرة في الجسم.
5. ظهور قروح على أصابع القدمين أو اليدين بحيث تستغرق وقتًا طويلًا للشفاء.
6. المعاناة من بعض التغيّرات في الجلد، مثل الطفح الجلدي أو تقشر الجلد أو زيادة سماكته.

من جهة ثانية، إذا أحسّ الشخص بالبرد في داخل القدمين، دون أن يحسّ به عند لمس الجلد، فيجب عليه أن يراجع الطبيب فورًا لأنّ هذا الأمر مؤشر محتملٌ على إصابته بتلف الأعصاب أو مشكلة عصبية أخرى^[١].

أسئلة تجيب عنها حياتكِ

هل برودة القدمين من علامات الحمل؟

لا هو ليس من العلامات المعتادة للحمل، ولكن خلال الحمل قد تعاني المرأة في بعض الحالات من برودة القدمين نظرًا لتأثير التقلبات في مستويات الهرمونات على وظيفة الجهاز العصبي اللا إرادي، مما يقلل أحيانًا تدفق الدم في الأطراف السفلية^[٢].

هل يمكن الشعور بالبرودة في قدم واحدة؟

تصيب البرودة عادةً كلتا القدمين عند الإنسان^[٢].

المراجع

1. ^ ^{أ ب ت ث} Jon Johnson (10/1/2020), "Causes and remedies for cold feet", medicalnewstoday, Retrieved 21/1/2021. Edited.
2. ^ ^{أ ب ت ث ج ح} Ana Gotter (26/3/2019), "Why Are My Feet Cold?", healthline, Retrieved 21/1/2021. Edited.
3. ↑ "4 Surprising Reasons Your Feet Are Always Freezing", neufoot, Retrieved 21/1/2021. Edited.