ما وسائل التبريد قديمًا

ما وسائل التبريد قديمًا

ما وسائل التبريد قديمًا قبل اختراع المكيفات؟

مع تزايد درجات الحرارة في فصل الصيف يكون لهذه الحرارة أثرًا خطيرًا على الصحة البدنية، لذا فإنّ العالم منذ بداية الأزمان يبحث نحو إيجاد طرق تبريد تُخفف حرارة الصيف عليهم، وذلك تجنبًا لحرارة الشمس التي تُسبب ضربة الشمس وتؤدي لغباش في الرؤية وصعوبة في التنفس والمرض، في ما يلي أهم وسائل التبريد القديمة التي استُخدمت في الولايات المتحدة الأمريكية في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين قبل اختراع المكيفات[١]:

  1. ينابيع المياه والنوافير التي كان منتشرة بصورة كبيرة لتهدئة الأجواء في الصيف، وقد بُنيت النوافير كأحواض كبيرة في المدن لشرب الماء منها وغمر رؤوسهم لتخفيف لهب الحرارة عليهم، كما بُني منها لتخفيف الحرارة على الخيول والحيوانات الأخرى.
  2. كتل الجليد التي كانوا يخزنوها في الشتاء لاستخدامها في أشهر الصيف الأكثر حرارة، إذ كانوا يجمعون هذه الكتل من البحيرات التي تجمدت خلال أشهر الشتاء، ثم تخزينها في المباني الباردة التي تسمى منازل الجليد.
  3. الأسقف العالية وبناء العمارات بطريقة إبداعية لمنع تراكم الهواء الساخن وخلق بيئة خانقة، لذا فبناء الأسطح العالية يُسبب ارتفاع الهواء الساخن للأعلى ثم خروجه من خلال النوافذ لخلق تدفق هواء طبيعي في المباني.
  4. الشرفات الأمامية أو البرندات، إذ قام المهندسون المعماريون ببناء الشرفات الأمامية لمنح أصحاب المنازل متنفسًا من حرارة المنازل، إذ يجلسون عليها في المساء وفي الساعات المبكرة من الليل عندما يكون الجو باردًا، كما تحولت بعد ذلك الشرفة إلى مكان لتواصل العائلة والأصدقاء معًا للاسترخاء بعد يوم طويل حار.
  5. المناطق المظللة تحت الأشجار، وقد كانت أبسط طريقة للتغلب على الحرارة، إذ أن الأشجار منتشرة في كل مكان تقريبًا تمنح الظل للجميع، وتمتاز القيلولة بأنّها تُؤخذ خلال فترة الظهيرة للتوقف عن القيام بالأعمال الشاقة في الفترة الأكثر سخونة من اليوم، مما يقلل فرصة الإصابة بالجفاف وضربة الشمس والإرهاق.


طريقة تبريد الماء قديمًا

في ما يلي أهم الطرق التي استُخدمت قديمًا في تبريد المياه[٢][٣]:

  1. حصاد الجليد من البِرك والمحيطات التي تتجمد في شهر مارس أي في فصل الشتاء، ثم يوضع الثلج في منازل الجليد لعزله ومنعه من الذوبان، ثم يُباع للأفراد في المدن بعد حلول فصل الصيف للاستمتاع بالمشاريب الباردة، وذلك من خلال كشط الجليد عن وجه البحيرات بحيث تكون من 15-75 سم، ثم جمع الجليد وتنظيفه ونقله للمنازل الجليدية، ثم يقوم العمال بتكسير الجليد وصقله ليبدو كقطع متشابهة، وبعد ذلك تُحفظ هذه القطع الجليدية بطبقات مفصولة ومُحاطة بنشارة الخشب كعازل والتي تُحضر من مصانع الخشب.
  2. تقنيات التبريد القديمة بوضع الثلج في صناديق مبطنة بالزنك، تُحفظ فيها المياه لتبرد ثم تستمر كذلك لفترة طويلة حتى يذوب الثلج، وقد انتشرت هذه الطريقة في المنازل.
  3. وضع المياه في إبريق من الفخار غير المطلي، ثم يُلف حوله 3 طيات من القماش القطني الخشن الذي يُبلل باستمرار لامتصاص الحرارة منه، ومن خلال تبخر الرطوبة في القماش تنتج عنه حرارة باردة وانضغاطية تترك المياه في الفخار باردة.


طريقة تبريد الطعام قديمًا

أما عن طرق تبريد الطعام سابقًا دون استخدام الثلاجات وغيرها من الوسائل الحديثة فهي كالتالي[٤]:

  1. الاحتفاظ بالطعام تحت الأرض؛ مثل: أباريق الحليب والجبن واللحوم، لتبقى صالحة للاستهلاك لفترة أطول، وذلك من خلال ربط الأطعمة بالحبل ثم تعليقها في البئر، وكلما نزل الحبل للأسفل أكثر كلما زادت البرودة، وقد تطورت هذه الفكرة لوقتنا الحاضر للاحتفاظ بالخضار الجذرية باردة في قبو المنازل.
  2. الاحتفاظ بالطعام في المياه الجارية والتي تنسدل من ذوبان الجليد، فالمياه الجارية تُحافظ على برودتها بسبب التبخر، كما أنّها أكثر برودة من المياه الراكدة نتيجة حركتها وتعرضها للهواء، إضافة إلى تعرضها للعوائق التي تزيد نسبة التبخر مثل الصخور.
  3. التبخير وذلك من خلال لف الطعام بمناديل من القماش ثم تبليلها، ممّا يدع الطعام باردًا ولطيفًا مع ضرورة سكب القليل من الماء على القماش باستمرار، فنسيم الهواء البارد يزداد فوق القماش المبلل.
  4. وعاء الزير والذي يتألف من إنائين فخاريين غير مطليين أحدهما أكبر من الآخر، ويوضع الإناء الصغير داخل الإناء الكبير ثم تُملأ المسافة بينهما بالرمل، ويوضع الطعام في الإناء الصغير ثم يُسكب الماء على الرمل، ذلك يسمح للآنية بتشرّب المياه لتبريدها وتبريد الطعام داخلها.
  5. صندوق الثلج الذي يُحصد من جليد البحيرات المتجمدة في فصل الشتاء، ثم يُخزّن في مناطق معزولة باستخدام القش ونشارة الخشب تُسمى منازل الثلج، ثم توضع هذه القطع الجليدية في المطابخ لتبريد الأطعمة.


كيف تطورت وسائل التبريد والتكييف؟

لقد تطورت وسائل التبريد والتكييف على مر الأزمان والعصور لتحظى بشعبية وتلقى رواجًا كبيرًا بين الناس، كما أنّها ما زالت تتطور وفي ما يلي شرح تفصيلي لهذا التطور[٥]:

  1. في أربعينيات القرن التاسع عشر اقترح الطبيب والمخترع جون جوري فكرة تبريد المدن بالجليد لتخليصها من مشاكل الحرارة العالية مثل الملاريا، وقد اعتمد بنظامه على شحن الثلج إلى ولاية فلوريدا من البحيرات والجداول المتجمدة لتبريد المستشفيات.
  2. في عام 1851م حصل جون جوري على براءة اختراع في صنع تقنية صنع الجليد باستخدام ضاغط يعمل بالحصان أو الماء أو الأشرعة التي تُحركها الرياح.
  3. في عام 1902م تولى المهندس ويليس كاريير وظيفة صنع أول وحدة تكييف كهربائية حديثة، وحصل على براءة اختراع لصنع جهاز معالجة الهواء والذي يقوم بعمليتين، إما ترطيب الهواء من خلال تسخين المياه، أو بإزالة الرطوبة من خلال تبريد المياه.
  4. في عام 1922م طرح كاريير نوعًا جديدًا من النظام يستخدم مبرد طرد مركزي، يحتوي على أجزاء متحركة ومراحل ضاغط أقل، الأمر الذي أدى لتقليل تكلفة مكيفات الهواء وانتشارها في البلاد.
  5. في عام 1929م قدّمت شركة فريجيداير مبرد جديد للغرف بنظام التقسيم، وقد كان صغيرًا لما يكفي للاستخدام المنزلي.
  6. عام 1931م قام فرانك فاوست من جنرال إلكتريك بتحسين هذا التصميم وإنتاج 32 نموذجًا أوليًا مُتشابهًا.
  7. في عام 1932م أُنتجت وحدات تكييف الهواء التي توضع على حواف النوافذ، ولم تحظى بشعبية كبيرة نظرًا لغلاء ثمنها.
  8. في عام 1947م طوّر المهندس هنري جالسون نسخة أكثر إحكامًا وأقل ثمنًا منها، ثم أصبحت هذه المكيفات مُتاحة للجميع نظرًا لانتشارها ونقص ثمنها وإنتاج العديد من الشركات منها.


المراجع

  1. Brian Lada (3/7/2016), "5 ways people stayed cool before air conditioning was invented", accuweather, Retrieved 23/2/2021. Edited.
  2. "The story of ice before home freezers – The ice harvest", historyisnowmagazine, 12/2/2017, Retrieved 25/2/2021. Edited.
  3. "How to Cool Water", scientificamerican, 10/4/1858, Retrieved 25/2/2021. Edited.
  4. Rich M, "5 Forgotten Ways To Keep Food Cold Without Electricity", offthegridnews, Retrieved 25/2/2021. Edited.
  5. PAUL LESTER, "History of Air Conditioning", energy, Retrieved 23/2/2021. Edited.

فيديو ذو صلة :