6 ألعاب جربيها لتعلمي أطفالك الاحترام

الاحترام

يختلف تعريف الاحترام من شخص لآخر، فالبعض يرى أنَّ الاحترام مرتبط بكيفية التعامل مع الآخر، والبعض يرى أن هذا يشمل أيضًا كيف نشعر تجاه الآخر، المهم في الأمر ألا نرى أن الاحترام عبودية، وكأن الشخص يريد من الآخرين الانصياع لكل أوامره من دون تفكير، لأن هذا دليل على احترامهم، فالاحترام الحقيقي يتمثل في ألا يقول الشخص أمامنا أمرًا ويقول عكسه في غيابنا، ولكن في المجمل يمكن إعطاء تعريف مشترك للاحترام يتمثل في مراعاة مشاعر الآخرين ورغباتهم وحقوقهم وتقاليدهم وأفكارهم، وفي حال أردنا التحدث عن الاحترام أمام الأطفال أو تعريفه لهم، فيمكننا أن نصوغ هذا بنقطتين، الأولى هي التفكير والشعور بالأشياء الجيدة تجاه شخص ما، والثانية معاملة الآخر بطريقة تُظهر له بأنك معجب به وأنك تهتم بمشاعره.

ما يجب التنويه إليه هنا أن الاحترام يختلف عند الشخص عما يراه صديقه أو قريبه او حتى أخوه، وهذه الرؤية محكومة بعوامل عدة من بينها الجنس والعمر والشخصية والخلفية الثقافية، كما أن البعض ينظر إلى الاحترام نظرةً مَرضيةً فينتظر قدرًا كبيرًا جدًا ومبالغًا فيه من الاحترام لمنصبه أو لعمره مما يصيبه بالإهانة في حال حصل على احترام أقل مما يتوقع^[١].

إليكِ 6 ألعاب لتعلمي أطفالكِ الاحترام

اللعب من الأمور المفضلة لدى الطفل، والتي يقضي بها معظم يومه، ومن الأمور الذكية التي يمكنك أن تقومي بها؛ أن تُعلمي الطفل الاحترام من خلال اللعب، سيكون الأمر غايةً في الروعة، ويمكننا أن نساعدك في هذا الأمر من خلال اقتراح ستة من الألعاب التي تُسلي طفلك، وتربي في داخله الاحترام والتقدير لكل من حوله^[٢]:

• لعبة الحيوانات، ففي هذه اللعبة يفعل الأطفال ما تفعله الحيوانات لتحمي منازلها، فهي تضع علاماتٍ محددةً لكي تتجنب الحيوانات الأخرى، فلا تحتك بها ولا تقاتلها، فمن خلال هذه اللعبة يتعلم الطفل احترام الآخرين وتجنب المعارك معهم.
• لعبة الحدود، يمارس الأطفال في هذه اللعبة مهاراتٍ مختلفةً مع بعضهم، مثل العناق أو الدغدغة وغيرها، ويلتزم الطفل بالتوقف عند الحد الذي يريده اللاعب الآخر التزامًا تامًا، وإلا خسر في اللعبة، ففي هذه اللعبة يتعلم الطفل احترام الحدود التي يضعها له الآخر.
• لعبة خدمة الآخرين، في هذه اللعبة اعرضي فرصًا وخياراتٍ لخدمة الآخرين، وشجعي الأطفال على القيام بها، مثل حمل الأشياء من البقالة، أو مساعدة الجيران في أمر ما، وبهذه اللعبة يتعلم الطفل إظهار الاحترام للأخرين دائمًا.
• رمي البيض، سيلاحظ الطفل في هذه اللعبة كيف أن البيض ينكسر بسهولة، حاولي طوال اللعبة أن تربطي للطفل بين مشاعر الناس وهذا البيض، وأنها هشة وتنكسر وتتأذى كما البيض تمامًا، فمن خلال هذا سيتعلم الطفل احترام مشاعر الآخر.
• قدوم الملكة إلى الطعام، من خلال هذه اللعبة يمكن أن تقدمي الوجبات للأطفال، وتهيِّئي لهم الأجواء ليكونوا بانتظار الملكة، وأنه توجد أمور يجب أن يقوموا بها في حضرتها كنوع من التقدير والاحترام، وبهذه الطريقة يتعلم الطفل الاحترام للآخر ويتعلم أداب الطعام التي تجب عليه مراعاتها دائمًا.
• لعبة المحققين، في هذه اللعبة يمكنك أن تجعلي الطفل يتقمص دور المحقق في كل وقت، سواء في النزهة، أو في السيارة ، ودوره في اللعبة أن يبحث في سلوك من حوله، وأين توجد مواطن عدم الاحترام، ويقترح لكِ الأمور التي يجب تعديلها في سلوكياتهم، سيدفعه هذا إلى التفكير دائمًا في احترام المجتمع ورعايته.

لماذا يُعد تعليم الاحترام لأطفالكِ مهمًّا؟

الاحترام من أهم القيم والفضائل التي يجب أن تعلِّميها لطفلك، لأن هذا يضمن له بناء العلاقات الجيدة، وتطويرها لتسير في الاتجاه الصحيح، ومن أبرز الأشياء التي قد يستفيدها طفلك من تعلم الاحترام ما يأتي^[٣]:

• التسامح؛ فالأطفال لن يبقوا أطفالًا طوال الحياة، سيكبرون ويدخلون في صراعات الحياة، وهذا الأمر يكون دافعًا لديك لتربيهم على الاحترام، حتى لو كانوا في البداية لا يستوعبون كل ما تقولينه، فالاحترام يضمن لهم معالجة الأمور دائمًا معالجةً جيدةً، وسيسمح لهم أيضًا بالتفاعل والتواصل بطريقة مثمرة وفعالة، كما أنه يشجعهم على تحمل المسؤولية، وتقبل أخطاء الآخرين والتسامح معها، وهذا كله له الأثر الإيجابي على صحتهم النفسية.
• الاستماع، فالاحترام يجعل الطفل يفهم جيدًا أهمية الاستماع وضرورته، وسيصبح مستمعًا جيدًا، وهو بذلك يتعلم كيفية التواصل الفعال من خلال معرفته لأهمية الاحترام، ووضِّحي له دائمًا كيفية الاستماع باهتمام وتركيز لما يقوله الآخر، من دون مقاطعة، وأخبريه أن الاستماع لما حوله هو الطريق للتعلم والنمو.
• الانفتاح؛ فالاحترام سيزرع في داخل الطفل فكرة التعرف على الأشخاص قبل إصدار الأحكام السريعة عليهم، كما سيجعلهم هذا الأمر يتعاملون بلطف مع الجميع، وقد يكون التنوع والاختلاف أمرًا مقلقًا وغير مفهوم بالنسبة للأطفال، ولكن تعليمهم على الاحترام في سن صغيرة سيزرع فيهم قبول الآخر أيًا كان.
• حسن الخلق؛ وقد يبدو لكِ أن تعليم أطفالك على الأخلاق الحسنة وغرسها فيهم أمر صعب للغاية، ولكن في الحقيقية إنَّ البوابة لكل الأخلاق الحميدة هو الاحترام، فالأخلاق تنبع من الاحترام، وبه سيعتاد قول "شكرًًا لك" و"عفوًا"، إذ إن مثل هذه العبارات البسيطة ستؤدي إلى قطع شوط طويل في الممارسة العملية لزرع الأخلاق الحسنة في الطفل، ومع الوقت ستصبح هذه الأمور طبيعيةً جدًا وجزءًا من شخصيته.

طرق أخرى لتعليم طفلكِ الاحترام

توجد طرق أخرى غير اللعب يمكن لكِ أن تلجئي لها لتعليم طفلك الاحترام، ومن بينها ما يأتي^[٤]:

• كوني أنتِ القدوة، فمن أفضل الطرق لتعليم الأطفال الاحترام والعادات الجيدة والأخلاق الحسنة أن تتصفي بها أنتِ، وتقومي بها أمامهم، فمن خلال تعاملك مع الآخرين بلطف واحترام، يراقبك الطفل ويتعلم ذلك منكِ.
• علِّميه الإجابات المهذبة، إذ يمكن للطفل إظهار الرعاية والاحترام للآخرين من خلال الأخلاق والألفاظ التي تدل عليها، كأن يقول "من فضلك"، و"شكرًا لك".
• امتدحي السلوك المحترم، فكلما أظهر طفلك الاحترام للآخرين اشكريه، وامتدحي صنيعه، ويمكنك مكافأته أيضًا، وركزي على امتداح الفعل نفسه لا الطفل، كأن تقولي "شكرًا لانتظارك دورك لتحصل على الآيس كريم" بدلًا من أن تقولي "أنت ولد مهذب"، بالتركيز على الفعل تعطيه إشارةً أن ما قام به موضع تقدير.
• لا تبالغي في ردات الفعل تجاه الفعل السيئ الذي يقوم به طفلك، فقد يلجأ لأن يعيد الفعل في المرات القادمة التي يريد فيها لفت انتباهك، يمكنك تنبيهه إلى خطئه من خلال الوقوف معه جانبًا وتوضيح الأمر بهدوء.
• ضعي توقعاتٍ واقعيةً، فلا تتوقعي من طفلك أن يكون مهذبًا ولطيفًا طوال الوقت، ولكن دعيه يعرف أنك تريدين منه أن يعبر عن رأيه وعن الأشياء التي يحبها بطريقة هادئة ومحترمة كلما أمكن ذلك، وتذكري أنك بذلك تعلِّمينه الاستقلالية والمسؤولية.

المراجع

1. ↑ "What Is Respect And Why Is It Important?", liveboldandbloom, Retrieved 12-07-2020. Edited.
2. ↑ "Hands-on options", kidsofintegrity, Retrieved 12-07-2020. Edited.
3. ↑ "The Importance of Teaching Children Respect", childventures, Retrieved 12-07-2020. Edited.
4. ↑ "How to teach your child respect", babycentre, Retrieved 12-07-2020. Edited.