محتويات
الدّوخة عند الحامل
خلال فترة الحمل قد تواجه الحامل شعورًا بعدم الاستقرار أو الدّوخة، مما يجعلها تشعر كأنّها على وشك السّقوط أو الإغماء، لكن لا توجد داعٍ للقلق، فهذه الدّوخة تُعدّ من أعراض الحمل العاديّة والشّائعة إلى حدٍّ ما، والّتي يُمكن في معظم الأحيان تجنّبها من خلال اتخاذ بعض الخطوات الوقائيّة، وتنتج الدّوخة لأنّ القلب والأوعية الدّمويّة تخضع لتغيّرات جذريّة، فيرتفع معدّل ضربات القلب، ويضخ القلب المزيد من الدّم في الدّقيقة الواحدة، فيزداد مقدار الدّم في جسم الحامل بنسبة 30-50%، ففي معظم حالات الحمل تتوسّع الأوعية الدّمويّة، وينخفض ضغط الدّم تدريجيًّا، وعادةً يضبط جسم الحامل نظام القلب والأوعية الدّمويّة والجهاز العصبي للتكيّف مع هذه التغييرات، وللحفاظ على تدفّق الدّم الكافي إلى العقل لمنع حدوث الدّوخة، لكن في بعض الأحيان قد لا يستطيع جسم الحامل التّكيّف بسرعة مع هذه الظّروف، مما يجعلها تشعر بالدّوخة والدّوار، وفي بعض الأحيان تشعر بالإغماء[١][٢].
أسباب الدّوخة عند الحامل في الشّهر الرّابع
توجد العديد من الأسباب الّتي تُساهم في حدوث الدّوخة عند الحامل في الثّلث الثّاني من الحمل، أي في الشّهر الرّابع منه، ويُذكر منها ما يأتي[٣][٤]:
- انخفاض ضغط الدّم: يحدُث انخفاض الدّم نتيجة توسّع الأوعية الدّمويّة بسبب تغيّر الهرمونات خلال فترة الحمل، من أجل إيصال الدّم الكافي للجنين، ومع ذلك فإنّ جسم الحامل لا يستوعب توسّع الدّورة الدّمويّة، كما يذهب جزء كبير من الدّم إلى الرّحم، مما ينتج عنه انخفاض في ضغط الدّم، وانخفاض تدفّق الدّم إلى الدّماغ، مما ينتج عنه شعور بالدّوار والدّوخة المؤقّتة، خصوصًا عند الوقوف، أو عند تغيير الوضعيّة، كما أنّ النّساء المصابات بدوالي القدمين، أو اللّواتي يُصبن به خلال فترة الحمل، هنّ أكثر عرضةً لحدوث الدّوخة أيضًا.
- الضّغط على الرّحم: فضغط الرّحم المتزايد على الأوعية الدّموية، خصوصًا إذا كان الجنين بحجم كبير يزيد من الشّعور بالدّوخة لا سيما في الثّلث الثُاني والثُالث من الحمل، أي ابتداءً من الشّهر الرّابع منها، كما أن الاستلقاء على الظّهر خلال الحمل يزيد من الشّعور بالدّوار والدّوخة، وذلك بسبب منع الرّحم لتدفّق الدّم من الأطراف السّفليّة إلى القلب.
- سكّري الحمل: قد تحدث الدّوخة عند انخفاض مستوى السُّكَّر في الدّم عند الحامل الّتي تعاني من سكري الحمل، ويحدُث سكّري الحمل، نتيجة تأثير هرمونات الحمل على الطّريقة الّتي يُنتج بها الجسم الإنسولين، وقد تحدُث الدّوخة بالإضافة لمجموعة من الأعراض الأخرى كالتّعرّق والصّداع، وتُعالج الحالة عادةً عن طريق تناول وجبة خفيفة، كقطعة من الفاكهة أو قطع من الحلوى، لذا يُعدّ ضروريًّا إجراء اختبار لنسبة السُّكَّر في الدّم خلال الأسبوعين 24-28 من الحمل.
- النّوم بطريقة خاطئة: فنوم الحامل على ظهرها يُسبّب ضغطًا إضافيًّا على الأوعية الدّموية الكبيرة التي تنقل الدّم من أسفل الجسم إلى القلب، مما يُسبّب الشّعور بالدّوخة إلى حين تغيير الوضعيّة، واستعادة تدفّق الدّم الطّبيعي.
- زيادة ارتفاع درجة حرارة الحامل: فبسبب وجود الجنين الّذي يُشكّل ثقلًا على الأم الحامل، فقد تشعر بالحرارة في الكثير من الأحيان، فتواجدها في مكان مزدحم، وخانق، يزيد من شعورها بالحرارة، مما يُسبّب الدّوخة لها، وأحيانًا فقدان الوعي.
- فقر الدّم: فخلال فترة الحمل، يحتاج جسم الحامل إلى المزيد من الدّم لدعم احتياجات الأم والجنين، فعدم تناول كميّات كافية من الحديد، وحمض الفوليك، في النّّظام الغذائي، يُسبّب انخفاضًا في إنتاج الجسم لخلايا الدّم الحمراء التّي يحتاجها الجسم لتصنيع الدّم، كما يقلّ إنتاج الهيموغلوبين المسؤول عن نقل الأكسجين في الدّم، مما ينتج عنه إصابة الحامل بفقر الدّم الّذي تُعدّ الدّوخة من أهم الأعراض لوجوده، بالإضافة للشّعور بالتّعب وشحوب الوجه.
- الجفاف: قد يحدُث الجفاف خلال الشّهر الرّابع من الحمل، لأن جسم الحامل يُصبح بحاجة إلى المزيد من الماء، وبسبب الذّهاب إلى الحمّام باستمرار، فعلى الحامل تناول ما لا يقل عن 8-10 أكواب من الماء يوميًّا خلال فترة الحمل، وتزداد هذه الكميّة عند إضافة المزيد من السّعرات الحراريّة إلى النّظام الغذائي.
الوقاية من الدّوخة عند الحامل
يُمكن للحامل اتّخاذ مجموعة من الخطوات للتقليل من الدّوخة أثناء الحمل، ويُذكر منها ما يأتي[٢]:
- عدم الوقوف بسرعة كبيرة: فعند الجلوس يزداد تدفّق الدّم إلى القدمين، والسّاقين، والجزء السّفليّ من الجسم، فإذا كان الجسم غير قادر على التّكيف وضبط الدّم عند الوقوف، فلا يكون هناك دم كافي للعودة من السّاقين إلى القلب، مما ينتج عنه انخفاض في الدّم بسرعة كبيرة، فيجعل الحامل تشعر بالدوخة، ولتجنّب هذا على الحامل تجنّب القيام من الكرسي أو السّرير بسرعة كبيرة، بل عليها الجلوس لعدّة دقائق قبل الوقوف، مع وضع الرجلين متدليّتين على حافّة السّرير أو الكرسي، ثمّ بعد ذلك الانتقال من وضعيّة الجلوس إلى الوقوف تدريجيًّا وببطء، كما أنّه من الممكن أن يتجمّع الدّم في السّاقين والقدمين عند الوقوف في مكان واحد لفترة طويلة، لذا على الحامل التّنقّل بين الحين والآخر، أو هز الرّجلين أثناء الوقوف لتعزيز الدّورة الدّمويّة.
- عدم الاستلقاء على الظّهر: فخلال الثّلث الثّاني والثّالث من الحمل، أي ابتداءً من الشّهر الرّابع تقريبًا يبدأ الرّحم بالضّغط على الدّورة الدّموية الّتي تصل بين السّاقين والقلب، مما يبطّئ حركتها، فيُقلّل الدّم العائد من السّاقين إلى القلب، والاستلقاء على الظّهر يزيد من هذه المشكلة سوءًا، مما ينتج عنها انخفاض في ضغط الدّم وشعور الحامل بالدّوار والدّوخة، ولمنع هذه المشكة على الحامل الاستلقاء على أحد جانبيها، بدلًا من الاستلقاء على ظهرها، كما أنّ وضع وسائد أسفل مفصل الحوض يُساعد على التّخفيف من هذه المشكلة.
- تناول الأطعمة والمشروبات بانتظام: على الحامل تناول الطّعام والشّراب بانتظام، لضمان عدم انخفاض نسبة السُّكَّر في الدّم، الّذي ينتج عنه الشّعور بالدّوخة والإغماء، فيُعدّ تناول وجبات صغيرة باستمرار يوميًّا مناسبًا لمنع انخفاض السُّكَّر في الدّم، كما على الحامل المحافظة على جسمها رطبًا لمنع حدوث الجفاف، وذلك عن طريق تناول الكثير من الماء يوميًّا، أي ما يُقارب 8-10 أكواب، مع ضرورة زيادة كميّة الماء إذا كانت الحامل تُمارس التّمارين الرّياضيّة.
- تجنّب ارتفاع درجة حرارة جسم الحامل: فقضاء الوقت في الغرف السّاخنة أو الاستحمام بالماء السّاخن يزيد من توسّع الأوعية الدّمويّة، مما يُقلّل من ضغط الدّم، ويزيد الشّعور بالدّوار والدّوخة، فعلى الحامل تجنّب الأماكن المزدحمة، وارتداء الملابس المناسبة، والاستحمام بالماء الدّافئ بدلًا من السّاخن، وعدم المبالغة بممارسة التّمارين الرّياضيّة.
المراجع
- ↑ Amy O’Connor (25-4-2019), "Dizziness During Pregnancy"، whattoexpect, Retrieved 3-1-2020. Edited.
- ^ أ ب Darienne Hosley Stewart (30-6-2017), "Dizziness during pregnancy"، babycenter, Retrieved 3-1-2020. Edited.
- ↑ Dr. Irena Ilic, MD (11-6-2019), "Dizziness During Pregnancy: What It Means And How To Cope"، momlovesbest, Retrieved 3-1-2020. Edited.
- ↑ Natalie Silver (7-3-2019), "What Causes Dizziness in Pregnancy?"، healthline, Retrieved 3-1-2020. Edited.