رعشة اليدين
يُقصد برعشة اليدين حالات الارتجاج اللاإرادي الذي يصيب عضلات اليدين ممّا يؤدّي إلى ظهور الرّعشة، وعادةً فإنّ هذه الرّعشة يمكن أن تحدث للعديد من الأسباب المختلفة، ويمكن أن يعاني الشخص من ظهور رعشة يدين ثابتة لا تنقطع، أو يمكن أن تظهر في أوقات مُعينّة فقط ثمّ تزول، ونتيجةً للإصابة برعشة اليدين فإنّ الشخص يمكن أن يعاني من العديد من المشكلات اليوميّة المزعجة، منها اختلال قدرته على تناول الطّعام، بسبب عجزه عن إمساك أدوات الطعام واستعمالها بطريقة جيدّة، وأيضًا مواجهة المشكلات في القدرة على كتابة الحروف والكلمات كتابة واضحة[١][٢].
كما تجدُر الإشارة إلى أنّ رعشة اليدين من الممكن أن تظهر كأحد الأعراض المؤقّتة في بعض الحالات، مثلًا عند توتّر الشخص أو قلقه أو عند تعرّضه لإحدى نوبات الغضب، كما أنّ رعشة اليدين يمكن أن تكون أمرًا طبيعيًّا يعاني منه الأشخاص مع تقدّمهم في السنّ[٣].
أفضل علاج لرعشة اليدين
يعتمد العلاج المُقدّم في حالات الإصابة برعشة اليدين على السبب المؤدّي إليها في المقام الأوّل، ففي حال تشخيص السبب الرئيسي يمكن أن يُقدّم العلاج المناسب بما يتناسب مع التشخيص من أجل علاج رعشة اليدين، ويمكن تقسيم العلاج عامّةً، إلى العلاج الدوائي، والعلاج غير الدوائي، والعلاج الجراحي، وفيما يأتي بيان لهذه العلاجات المختلفة:
- العلاج الدوائي، يُمكن أن يبدأ الطبيب أولًا باستعمال الأدوية في علاج رعشة اليدين لدى الشخص، والتي عادةً ما تحتاج إلى وصفة طبيّة، ومن أمثلة هذه الأدوية ما يأتي[١][٤]:
- استعمال الأدوية المُضادّة للقلق، ويجب تنبيه المريض إلى أنّ استعمال هذه المجموعة الدوائيّة يمكن أن يضع المريض تحت خطر الإصابة بالإدمان الدوائي، إذ يمكن لجسم المريض أن يعتاد على الدواء مع استخدامه المُستمرّ، ومن أمثلة الأدوية المضادّة للقلق الدواء المسمّى بالألبرازولام.
- استعمال الأدوية الحاصرة لمستقبلات البيتا، فعلى سبيل المثال يمكن استعمال دواء البروبرانولول، والذي يُعدّ أحد أكثر الأدوية استعمالًا في علاج رعشة اليدين، كما يمكن أن تُستعمل أدوية أخرى من هذه العائلة الدوائيّة منها دواء الأتينولول أو السوتالول، في حال لم تنفع الأدوية الأخرى في علاج رعشة اليدين، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه الأدوية تستعمل في الأساس في علاج مرض ارتفاع ضغط الدم، وحالات عدم انتظام دقّات القلب.
- استعمال الأدوية المضادّة للنّوبات التشنجيّة، ومن هذه الأدوية هو دواء البريميدون الذي يعدّ أيضًا من الأدوية الأكثر استخدامًا في علاج رعشة اليدين بالإضافة إلى دواء البروبرانولول المذكور سابقًا، أو يمكن أن تُستعمل أدوية أخرى من هذه العائلة الدوائيّة منها، دواء الغابابنتين.
- استعمال حقن البوتوكس، إذ يمكن للمريض أن يأخذ حقنة من البوتوكس لتساعده على التلخّص من رعشة اليدين، ولكنّ المشكلة تكمن في أنّ المريض سيضطرّ لأخذ حقنة جديدة بعد ثلاثة أشهر لأنّ مفعول الحقنة الواحدة لا يستمرّ لأكثر من ذلك، وتجدُر الإشارة إلى أنّ الطبيب يجب أن يوُضّح للمريض المخاطر والفوائد المُتعلّقة باستعمال هذه الحقن، وذلك لأنّ استعمال البوتوكس يمكن أن يُسبّب العديد من الآثار الجانبيّة منها ضعف العضلات في منطقة حقن البوتوكس.
- استعمال أدوية علاج مرض باركنسون، في حال كان سبب رعشة اليدين راجعًا إلى الإصابة بهذا المرض، ومن هذه الأدوية، دواء الليفودوبا، والكاربيدوبا.
- العلاج غير الدوائي، توجد مجموعة من خيارات العلاج غير الدوائيّة، وفيما يأتي بيانٌ لها[١]:
- استعمال العلاج الفيزيائي، إذ يمكن أن يُساعد مختص العلاج الفيزيائي المريض على تحسين قدرته على استعمال عضلات اليدين خلال حياته اليوميّة، وذلك لأنّ العلاج الفيزيائي يُساهم في تحسين مستوى تنسيق العضلات، من خلال زيادة قوّتها وقدرة المريض على السّيطرة عليها.
- الحد من استهلاك المواد التي يمكن أن تؤدّي إلى رعشة اليدين بدورها، منها مواد الأمفيتامينات والكافيين.
- استعمال التقنيات النفسيّة، فعلى سبيل المثال يمكن استخدام تقنيات الاسترخاء كتمارين التنفّس، إذ إنّها تساعد في العلاج في حال كان سبب رعشة اليدين مرتبطًا بمعاناة الشخص من نوبات الهلع.
- العلاج الجراحي، يمكن اللجوء إلى العلاج الجراحي بما أنّه لا يعدّ من خيارات العلاج الأولى التي يلجأ لها الطبيب في بعض الحالات الخاصّة، منها عندما يتقدّم الشخص المصاب برعشة اليدين في العمر أو في الحالات التي يحصل فيها تفاقم شديد وحادّ ومفاجئ في رعشة اليدين، أو في الحالات التي أصبحت فيها رعشة اليدين أمرًا يعيق الحياة اليوميّة للمريض، ومن أمثلة هذه العمليّات الجراحيّة، العمليّة المُسمّاة بالتّحفيز العميق للدماغ[٤].
أسباب رعشة اليدين
قد يعاني بعض الأشخاص من رعشة اليدين في حالات التوتر والغضب، وقد يكون ذلك مرتبطًا بمرض معين، أو قد يكون ردّة فعل لتناول دواء معين، أو لنقص بعض الفيتامينات، أو لأسباب عَرَضية أخرى، وفيما يأتي بيان أكثر الأسباب شيوعًا لرعشة اليدين[٥]:
- الرعشة الأساسية: وهي أكثر الأسباب شيوعًا، وتُعرف بأنها من أمراض الجهاز العصبي، وتبدأ الرعشة في اليدين، وقد تنتقل للذراعين والرأس وباقي أجزاء الجسم، وتتميز الرعشة الأساسية عن باقي الأنواع الأخرى، بأنّ رعشة اليدين تحدث فقط أثناء حركتها، ويعتقد الأطباء أنّ سببها هو وجود طفرة جينية، ففي حال كان أحد الأبوين يُعاني من الرعشة الأساسية فإنّ المريض قد يُصاب بها كذلك، بالإضافة لعوامل أخرى.
- داء باركنسون: إذ تُعدّ رعشة اليدين من العلامات المبكرة للإصابة به، إذ يعاني المريض في المراحل المبكرة من رعشة خفيفة في حركة اليدين والقدمين والأصابع، وفي معظم الأحيان قد تُصيب جانبًا واحدًا من الجسم، وتحدث غالبًا أثناء استرخاء العضلات.
- داء التصلّب المتعدّد: وهو من الأمراض التي تستهدف جهاز المناعة، والدماغ، والأعصاب، والنخاع الشوكي، وتسبب الرجفة في اليدين أو الأقدام.
- انسحاب الكحول: يُسبب التوقف عن شرب الكحول بعد الإدمان عليه حدوث الرجفة، وقد تستمر لعدّة أيام، أمّا في حال كان الإدمان شديدًا فإنّ الرجفة تستمر لسنة أو أكثر.
- تناول بعض الأدوية: قد يُسبب تناول بعض الأدوية حدوث الرجفة كأحد أعراضها الجانبية، لكنّ أثرها يزول بعد التوقف عن تناولها.
- نقص فيتامين ب12: فهو أحد الفيتامينات الهامة للجهاز العصبي، ويتواجد فيتامين ب12 في اللحوم والأسماك، ومنتجات الحليب.
- الإجهاد: يُسبب الإجهاد أو التوتر من المشاكل المالية والوظيفية والمخاوف الصحية أو العلاقات الاجتماعية حدوث رجفة عند بعض الأشخاص، وتحدث أيضًا بسبب الغضب الشديد أو الجوع الشديد، أو الحرمان من النّوم، ويُعرف هذا النّوع من الرجفة بالرعشة الفسيولوجية أو النفسية.
- هبوط السكر في الدم: يتحفّز الجسم عند حدوث هبوط في سكر الدم، فيتسبب بحدوث الرجفة كردّة فعل.
- فرط نشاط الغدة الدرقية: إذ تقع الغدة الدرقية فوق الترقوة في الرقبة، ولها وظائف هامّة في الجسم، وعند حدوث فرط في نشاطها فإنّ الجسم كله سيتأثر، إذ يزداد معدّل ضربات القلب، ويعاني الشخص من اضطرابات في النّوم، ومن رجفة في اليدين.
- تلف الأعصاب: قد يحدث تلف في الأعصاب بسبب مرض ما، أو إصابة، أو مشكلة تؤثر على الجهاز العصبي، وتسبب حدوث الرجفة، وتعرف طبيًا باعتلال الأعصاب المُحيطة، وتؤثر عادةً على اليدين والقدمين.
المراجع
- ^ أ ب ت "What does it mean if you have shaky hands?"، medicalnewstoday, Retrieved 18-8-2019. Edited.
- ↑ "Shaking Hands (Hand Tremors)"، emedicinehealth, Retrieved 18-8-2019. Edited.
- ↑ "Tremor or shaking hands", nhs, Retrieved 18-8-2019. Edited.
- ^ أ ب "Shaking Hands: What Are My Treatment Options?"، healthline, Retrieved 18-8-2019. Edited.
- ↑ "Why Are My Hands Shaky?"، webmd, Retrieved 8-9-2019. Edited.