الحلبة
تُعدّ الحلبة عشبةً سنوية النمو، وهي تمتلك الزهور الصفراء والقرون التي تحتوي على البذور، وموطنها آسيا ومنطقة البحر الأبيض المتوسط، وقد استخدمت البذور على مرّ التاريخ للطهي، والتوابل، والعلاج الشعبي، وتتميّز بنكهةٍ قوية شبيهةٍ بشراب القيقب، وبشكلها الطازج، كما أنّ الحلبة تعرف بالطعم المرّ، لذلك يُمكن تسخينها أو تحميصها للتقليل من المرارة، وإمكانية استشعار الحلاوة منها[١].
الحلبة لزيادة الوزن
يمكن أن تسبب الحلبة زيادةً في الشّهية؛ ففي حالات اضطراب فقدان الشّهية عند تناول الطعام، يُوصَى بتناول 250 إلى 500 ملغ حتى ثلاث مرات في اليوم من بذور الحلبة، كما أنّ للحلبة آثارًا محفّزة للإنسولين، ولها آثارٌ في خفض السّكر في الدم لدى الأشخاص، وقد يُؤدي انخفاض نسبة السكر في الدم إلى الزيادة الشديدة في الرّغبة بتناول الأطعمة التي تحتوي على نسبةٍ مرتفعة من الكربوهيدرات، كما أنّ تناول الكربوهيدرات يُحفّز من إفراز الإنسولين، الذي يعمل بعد ذلك في الجسم لخفض نسبة السكر في الدم.
بالإضافة إلى أنّ الحلبة قد تُؤثر على الجهاز الهضمي نفسه، فقد تساعد في استرخاء العضلات الملساء في الجزء الأول من الأمعاء الدّقيقة، وفي بعض الحالات قد يُؤدي تناول الحلبة بكثرة أيّ ما يُقارب 100 غرام إلى اضطراباتٍ في الجهاز الهضمي مثل؛ الإسهال أو انتفاخ البطن[٢].
فوائد الحلبة للجسم
تتنوع الفوائد الصّحية التي توفّرها الحلبة للجسم، مثل؛ التخفيف من فقر الدم، واضطرابات المعدة، واضطرابات الجهاز التنفسي، وأمراض الفم، والسكري، والالتهابات، والجروح، والأرق، كما أنّها مفيدةٌ في الرضاعة، وتساعد في تحسين الهضم وتعزيز صحّة الشعر، كما أنها قد تخفّض مستويات الكوليسترول في الدم، وتُحسّن من صحة القلب، وفي الوقت نفسه تعزز الجهاز المناعي، وتحمي من الإنفلونزا والعدوى بأنواعها، ومن الفوائد التي توفّرها الحلبة للجسم ما يأتي[٣]:
- التعزيز من تدفق حليب الثدي: يمكن أن يزيد تأخر الرضاعة الطبيعية من خطر وفيات حديثي الولادة، ويحدث هذا عند عدم مقدرة الأم على إنتاج ما يكفي من حليب الثدي، وغالبًا ما يصف بعض أطباء الهند الحلبة للأمهات المرضعات، وتُعزَى هذه الفائدة إلى وجود مركبات الديوسجينين فيها، وخلصت الأبحاث التي أُجريَت في مجلة الطب البديل والتكميلي إلى أن تضمين شاي الحلبة في النظام الغذائي، يُمكن أن يُساعد الأمهات الجدد في التحسين من تدفق الحليب للرضاعة[٤][٥].
- التقليل من آلام فترات الحيض: يُمكن أن تُساعد بذور الحلبة على تخفيف أعراض الانزعاج، والألم المُرافِق لفترات الحيض؛ إذ وجدت دراسة[٦] أنّ مسحوق بذور الحلبة قد يسهِم في الحدّ من الألم، والحدّ من أعراض عسر الطمث.
- التقليل من أعراض انقطاع الطمث: يتميّز انقطاع الطّمث بعدّة أعراضٍ مثل؛ الهبّات السّاخنة، واضطراباتٍ في النوم، وتغيّرات الوزن، والجفاف المهبلي، ويمكن إدراج الحلبة بسهولة في الوجبات الغذائية، وبيّنت مراجعة عام 2017[٧] أنّ الحلبة يُمكن أن تخفف هذه الأعراض بتثبيط النّشاط الزائد لهرمون التستوستيرون.
- خفض مستويات الكوليسترول في الدم: أظهرت الأبحاث المنشورة في المجلة البريطانية للتغذية[٨] أنّ استهلاك الحلبة له فعالية في تقليل مستويات الكوليسترول في الدم؛ إذ يُساعد على تقليل مستويات الكوليسترول الضار بنسبة كبيرة، مما يقي من بعض الاضطراباتٍ الصحية المختلفة مثل؛ تصلّب الشرايين، والنوبات القلبية، والسكتات الدماغية، وذلك بتقليل محتوى الكوليسترول في مجرى الدم، وبالتالي التقليل من خطر تكوّن الخثرات الدموية.
- توفّر خصائص مضادة للسرطان: تمتلك الحلبة خصائص مضادة للسرطان، خصوصًا فيما يتعلّق بالوقاية من سرطان الثدي وسرطان القولون، ويُعزَى ذلك إلى مركبات الديوسجينين الموجود فيها إذ إنها تستخدم في الوقاية من سرطان القولون، علاوةً على ذلك تحتوي الحلبة على العديد من السّكريات غير النشوية مثل السابونين، والهيميسيلولوز، والصمغ، والعفص، والبكتين، وتُساعد في خفض مستويات الكوليسترول، وتمنع إعادة امتصاص الأملاح الصفراوية من القولون، كما يُمكن أن ترتبط هذه المركبات بالفضلات، وتحمي الغشاء المخاطي للقولون، الذي يُمكن أن يُقلل من سرطان القولون والمستقيم، وغيرها من الحالات التي يمكن أن تُؤثر سلبًا على القولون.
- تقلل الحلبة من مخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية: تحتوي بذور الحلبة على 25% من ألياف الجلاكتومانان الطبيعية القابلة للذوبان بالماء التي تُساعد على الوقاية من أمراض القلب.
- السّيطرة على مرض السكري: يُساعد مستخلص الحلبة على تخفيف أعراض مرض السكري من النوع الأول والنوع الثاني؛ إذ تشير دراسة[٩] إلى أنّ إضافة بذور الحلبة إلى النظام الغذائي لمرضى السكر، قد ساعد في خفض مستويات السكر في الدم، ونظرًا لوجود ألياف الجلاكتومانان الطبيعية، فإنها تبطّئ من معدل امتصاص السكر في مجرى الدم، كما عُثر على حمض أميني 4-هيدروكسي آيزوليوسين في الحلبة، الذي ينظّم إفراز الإنسولين، وعادةً ما يُنصَح بتناول 15-20 غرامًا من الحلبة، للسيطرة على نسبة السكر في الدم يوميًّا.
- التخفيف من الإمساك: تزيد الحلبة من حجم البراز، بسبب محتواها المرتفع من الألياف، فيُساعد في علاج الإمساك، والإسهال، وتخفيف عسر الهضم الطفيف.
- تحسين صحّة الكلى: يوصي الطب الصيني الشعبي باستخدام الحلبة للمرضى الذين يعانون من أمراض الكلى بأنواعها، ووفقًا لدراسة أجريت على الحيوانات[١٠]، قد تساعد الحلبة في تقليل معدّل التكلّس في الكلى، وتقليل خطر الإصابة بالحصوات في الكلى، ومع ذلك فإنّ هذه النتائج بحاجة إلى مزيد من البحوث لدعم هذا الادعاء.
- التخفيف من التهاب الحلق: تعدّ الحلبة مفيدةً أيضًا لتوفير الراحة من التهاب الحلق، والسعال، ونزلات البرد؛ إذ وجدت دراسة[١١] أنّ البذور يمكن أن تكون مفيدةً في تخفيف ألم الحلق، كما يمكن استخدامها أيضًا في حالات الربو، والسل، وحمى القش، والتهاب الجيوب الأنفية، والإمساك.
من حياتكِ لكِ
يجب عليكِ الحذر عند تعاملكِ مع الحلبة، فقد يتعرّض بعض الأشخاص من مرضى السكري من النوع الثاني لانخفاضٍ متزايدٍ في نسبة سكر الدم عند تناولهم الحلبة، فتجب استشارة الطبيب قبل إضافة هذه التوابل إلى النظام الغذائي، كما تحتوي الحلبة أيضًا على العديد من مركبات الكومارين التي يمكن أن تتفاعل مع أدوية سيولة الدم، وتزيد من خطر النّزيف، وفي الدراسات السريرية التي نُشرت في مجلة الطب البديل والتكميلي القائمة على الأدلّة التفاعلات بين الأعشاب والوارفارين المضاد للتخثّر، خلصت إلى أنّ التفاعل مع الحلبة قد يكون بسيطًا، ومع ذلك، فإنّ الأشخاص الذين يتناولون مضادات التخثّر، مثل الوارفارين، عليهم الحذر عند تناول الحلبة[١٢].
المراجع
- ↑ "The Health Benefits of Fenugreek", verywellfamily, Retrieved 22-01-2020. Edited.
- ↑ "The Side Effects of Fenugreek on the Appetite", livestrong, Retrieved 23-01-2020. Edited.
- ↑ "9 Amazing Benefits & Uses Of Fenugreek", organicfacts, Retrieved 23-01-2020. Edited.
- ↑ "The effect of galactagogue herbal tea on breast milk production and short-term catch-up of birth weight in the first week of life.", ncbi, Retrieved 23-01-2020. Edited.
- ↑ "Fenugreek", ncbi, Retrieved 23-01-2020. Edited.
- ↑ "Effects of fenugreek seed on the severity and systemic symptoms of dysmenorrhea.", ncbi, Retrieved 23-01-2020. Edited.
- ↑ "A review of effective herbal medicines in controlling menopausal symptoms", ncbi, Retrieved 23-01-2020. Edited.
- ↑ "The effect of an ethanol extract derived from fenugreek (Trigonella foenum-graecum) on bile acid absorption and cholesterol levels in rats.", ncbi, Retrieved 23-01-2020. Edited.
- ↑ "Effect of supplementation of traditional medicinal plants on blood glucose in non-insulin-dependent diabetics: a pilot study.", ncbi, Retrieved 23-01-2020. Edited.
- ↑ "Prophylaxis effect of Trigonella foenum graecum L. seeds on renal stone formation in rats", onlinelibrary, Retrieved 23-01-2020. Edited.
- ↑ "Fenugreek: A review on its nutraceutical properties and utilization in various food products", sciencedirect, Retrieved 23-01-2020. Edited.
- ↑ "What Is Fenugreek? Nutrition Facts, Health Benefits, Types, Side Effects, Dosage, and More", everydayhealth, Retrieved 23-01-2020. Edited.