محتويات
سبب نزول سورة المزمل
من أسباب نزول سورة المزمل[١][٢]:
- مخاطبة الله -عز وجل- لسيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، فقد كان الرسول -عليه الصلاة والسلام- متزملًا بأمِّ المؤمنين عائشة - رضي الله عنها- أي متشبثًا بها، وعليهم مِرْطٌ، أي غطاء يغطي نصفه السيدة عائشة وهي نائمة، ونصفه الآخر على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
- يُقال أيضًا أنَّ سبب تزمُّل النبي -عليه الصلاة والسلام- أنَّ قبيلة قريش اجتمعتْ في دار النَّدوة، وقررت أن تُطلق اسمًا على النبي ليصدوا الناس عنه، فاقترحوا أن يُسمُّوه بالكاهن، وآخرون اعترضو واقترحوا أن يسُمُّوه بالمجنون وحاشاه -عليه أفضل الصلوات وأتم التسليم-، ومنهم اعترضوا واقترحوا تسميته بالساحر، وافترقوا على هذه الآراء، فوصل هذا الكلام للنبي -صلى الله عليه وسلم- فتزمَّل في ثيابه حينها واندثر، حتى نزل عليه جبريل وقرأ عليه آيات الله التي تخاطبه في هذه السورة.
سبب تسمية سورة المزمل بهذا الاسم
سُمِّيت سورة المزمل بهذا الاسم لقوله تعالى في مطلعها:{يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ}[٣]، ولنداء الله تعالى لرسوله في بدايتها، ولم تُعرَف السورة باسم آخر، ولربما كان المراد بها حكاية اللفظ ذاته، أو لوصف حال النبي الذي نودي به[٤][٥].
أين نزلت سورة المزمل، وما ترتيب نزولها؟
هنالك آراء عدَّة بشأن مكان نزول هذه السورة، وهي كما يأتي[٢]:
- من العلماء من يقول أنَّها مكية، وجميع آياتها نزلت في مكة.
- من العلماء من يقول أنَّ جميع آياتها نزلت في مكة، إلا آيتين منها، وهما :{وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا * وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلًا}[٦]، وهذا كان رأي ابن عباس وقتادة.
- من العلماء من يقول أنَّها كلها مكية، إلا الآية الأخيرة نزلت بالمدينة، وهي قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِّنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَن لَّن تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}[٧].
وتجدُر الإشارة إلى أنّ سورة المزمل نزلت بعد سورة القلم، وقد كان نزول سورة القلم عندما بدأ نزول الوحي على النبي -صلى الله عليه وسلم- وأثناء الهجرة إلى الحبشة، فوقت نزول سورة المزمل في نفس هذا التاريخ أيضًا[٥].
الدروس المستفادة من سورة المزمل
هنالك العديد من المقاصد والمواعظ والعبر المستفادة من سورة المزمل نذكر بعضًا منها فيما يلي[٨]:
- أمر الله تعالى بإقامة الصلاة والدوام عليها، وأداء الزكاة، وإخراج الصدقات.
- نصح الله -جل علاه- النبي -عليه الصلاة والسلام- بأن يقوم بما أمره بتبليغ رسالته وأن يتوكل على ربِّه.
- ذكر فيها الله يوم القيامة وأوصافه وأهواله.
- خفَّف الله تعالى في هذه السورة بآية منها من قيام الليل، وبيّن إمكانية القيام ببعضٍ منه مراعاةً لأعذار العباد.
- وعد الله بالجزاء العظيم والكبير على الأعمال الصالحة وفعل الخير.
- أخبر الله أنَّ أعمال النهار لا يغني عنها قيام الليل.
- أمر الله العباد بالمبادرة السريعة للتوبة والتقيد بآداب قراءة القرآن وتدبره.
المراجع
- ↑ ابن عاشور، التحرير والتنوير، صفحة 254. بتصرّف.
- ^ أ ب صديق حسن خان، فتح البيان في مقاصد القرآن، صفحة 375. بتصرّف.
- ↑ سورة المزمل، آية:1
- ↑ "سورة المزمل"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 12/3/2021. بتصرّف.
- ^ أ ب جعفر شرف الدين، الموسوعة القرآنية خصائص السور، صفحة 2017. بتصرّف.
- ↑ سورة المزمل، آية:10 11
- ↑ سورة المزمل، آية:20
- ↑ ابن عاشور، التحرير والتنوير، صفحة 255. بتصرّف.