محتويات
ما هو غسيل القولون؟
غسيل القولون أو تطهير القولون هي علمية تضخ خلالها كمياتٌ كبيرة من الماء تصل أحيانًا إلى 16 جالونًا أو ما يساوي حوالي 60 لترًا داخل القولون، وربما تُضخ مواد أخرى مع الماء الصافي المقطّر مثل ماء بعض الأعشاب أو الماء مع القهوة عبر القولون باستخدام أنبوب يُدخَل في المستقيم، وفي بعض الحالات تُستخدم كميات أقل من الماء وتترك لتظل في القولون لفترة قصيرة قبل إزالتها، ويلجأ الكثير من الناس إلى هذا الإجراء بسبب الاعتقاد بأنّ السموم الموجودة في الجهاز الهضمي يمكن أن تسبب مجموعة متنوعة من المشكلات الصحية مثل التهاب المفاصل وارتفاع ضغط الدم، لذا قد يؤدي تطهير القولون إلى تحسين الصحة بإزالة السموم وتعزيز الطاقة وتقوية جهاز المناعة، لكن لا يوجد دليل علمي يؤكد تلك الفوائد لغسيل القولون، وفي بعض الأحيان يمكن أن يكون تطهير القولون ضارًّا، فقد رُبِط حقن القهوة الشرجية المستخدمة أحيانًا في تطهير القولون بالوفاة، كما يمكن أن يتسبب غسيل القولون بآثار جانبية أخرى أقل خطورة سنأتي على ذكرها في هذا المقال[١].
من الجدير بالذكر أن الغسيل يتم للقولون بالذات لأنه موطن لمليارات الخلايا من البكتيريا والتي تشكل ما يقارب 70 بالمئة من الوزن الجاف للبراز، إذ تلعب هذه البكتيريا دورًا في تكوين البراز، وتعدّ السلالات النافعة منها التي تعيش داخل القولون والجهاز الهضمي مهمةً لامتصاص العناصر الغذائية المتنوعة، وهي مهمة أيضًا في الحفاظ على التوازن الهيدروجيني، والسيطرة على الجوع، وفي مكافحة البكتيريا الضارة، لذلك يُعتَقَد بأن غسيل القولون يطرد السموم والعوالق التي قد تسبب تراكم البكتيريا الضارة، ويعدّ الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات هضمية أو بطء في الإخراج وإمساك مزمن مؤهلين للاستفادة من هذا الإجراء الصحي وفق ضوابط وإشراف طبي[٢].
ما هي فوائد غسيل القولون
تؤكد الدراسات على أهمية حركة الأمعاء الصحية في التخلص من البكتيريا الضارة، ومن السموم والمعادن الثقيلة والأحماض الدهنية الزائدة عن الحاجة، وقد يعود غسيل القولون ببعض الآثار الإيجابية على الجهاز العصبي، ويقلل القلق والإعياء، كما يسهم غسيل القولون أيضًا في التأثير على المزاج، لأن الأعصاب الموجودة في الأمعاء تتصل بالدماغ وتؤثر على الإشارات الكيميائية التي ترسل عبر الجهاز العصبي المركزي في أنحاء الجسم، كما تعدّ سلامة القولون ضرورية لتحقيق التوازن الهرموني وضبط الشهية والنوم والتفكير، وقد يؤدي استعمال بعض أنواع الحقن الشرجية إلى زيادة كفاءة الأمعاء في امتصاص بعض العناصر الغذائية، فمثلًا عند إجراء غسيل القولون باستخدام القهوة تنتقل مضادات الأكسدة والكافيين عبر الشريان الباسوري إلى الكبد، ليساعدا على فتح الأوعية الدموية وتحسين الدورة الدموية واسترخاء العضلات التي تتحكم بحركة الأمعاء، بالإضافة إلى زيادة إنتاج العصارة الصفراوية من الكبد والتي تختزن في المرارة وتحسن عمليتي الهضم والإخراج إضافة لكونها مادة هاضمة للمواد الدهنية في الأمعاء[٢]، ولعل من أبرز فوائد غسيل القولون والتي تحتاج للمزيد من الدراسة والإثبات العلمي ما يلي[٣]:
- تحسين أعراض القولون العصبي للمصابين بهذا الداء.
- تسريع فقدان الوزن وذلك بسبب التخلص من السموم التي قد تعيق نزول الوزن.
- تحسين القدرات العقلية وزيادة وضوح التفكير والتركيز.
- زيادة الطاقة والنشاط والحيوية في الجسم.
- تحسين عملية الهضم والإخراج.
- زيادة قدرة جهاز المناعة[٤].
- خفض احتمالية الإصابة بسرطان القولون[٤].
هل توجد أي آثار جانبية لغسيل القولون؟
إن وصف عملية غسيل القولون بأنها إجراء طبيعي لا يعني أنها آمنة بالضرورة، ومن هنا فإن العديد من الحكومات حول العالم لا تشرع اللجوء إلى هذا الإجراء، فلا يمكن ضمان أمانها ونجاعتها[٤]، وفيما يلي أهم المخاطر الصحية المحتملة لهذا الإجراء[٣]:
- الجفاف: قد ينقص بعض الوزن بعد غسيل القولون ويكون ذلك ناتجًا في معظمه عن التخلص من الفضلات، لكن غسيل القولون في بعض الأحيان قد يؤدي لخسارة الجسم للكثير من السوائل، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بالجفاف، وقد يتسبب بفشل كلوي في الحالات الحادة.
- اختلال الاتزان الحيوي في الأمعاء: يمكن أن يتسبب غسيل القولون في دخول بكتيريا ضارة إلى الجزء السفلي من الجهاز الهضمي مع الأدوات والسوائل المستخدمة، ناهيك عن أنه قد يتسبب بالتخلص من البكتيريا النافعة الموجودة أصلًا في الأمعاء والتي تؤدي مهامًّا صحية متعددة للجسم.
- اختلال اتزان المعادن: تحمل بعض المعادن الموجودة في الجسم شحنات تؤدي إلى اتزان شحنات الجسم ككل، وحين يُفقد أحد تلك المعادن مثل البوتاسيوم أو الصوديوم بكميات كبيرة يمكن أن يؤدي ذلك إلى فقدان الوعي بالإضافة إلى احتمال تلف الكلى.
- ارتشاح الأمعاء: قد تحدث ثقوب صغيرة في جدار الأمعاء، وعند حدوث هذه التمزقات في جدار الأمعاء السفلية تعدّ حالة طبية طارئة، إذ تسبب هذه التمزقات بعض الأعراض وتبدأ بارتفاع في درجة الحرارة وآلام وقشعريرة وغثيان، ويمكن أن تتطور لتسبب الوفاة.
- الغثيان ومشكلات الجهاز الهضمي: لا ينصح بإجراء غسيل القولون للنساء الحوامل وللمصابين بالبواسير ومن يعانون من مشكلات الكلى أو الإسهال، إذ إن غسيل القولون في هذه الحالات يمكن أن يتسبب بآثار جانبية من قبيل الضعف العام والدوار والتشنجات والغازات في المعدة والغثيان والتقيؤ[٢].
من حياتكِ لكِ
قبل غسيل القولون، يتوجب عليكِ الانتباه لبعض الأمور، منها[٣]:
- تحدثي إلى طبيبك أولًا، فقد يكون بعض الأشخاص أكثر عرضةً للإصابة بمضاعفات خطرة عند إجراء غسيل القولون.
- اشربي الكثير من السوائل والماء لتجنب الإصابة بالجفاف قبل الغسيل وبعده.
- اختاري المختص الذي سيجري لكِ هذا الإجراء بحرص كي تتجنبي أي مضاعفات ناتجة عن سوء ممارسة الإجراء والافتقار للخبرة، كما أنّ المختص الجيد سيجري لكِ الإسعافات الأولية والإنعاش القلبي الرئوي بحرفية في حال حدوث مضاعفات مفاجئة.
- تأكدي من استخدام معدات جديدة تستخدم لمرة واحدة فقط، وتأكدي من أن الاختصاصي لديه نظام تعقيم مناسب ويستخدم معدات يمكن التخلص منها كلما أمكن ذلك.
- تأكدي من أن الإجراء لا يشكل خطورةً عليكِ، إذ إن المصابين ببعض الأمراض قد يزيد غسيل القولون أمراضهم سوءًا، مثل التهاب الرتج وهو جزء من القولون، والتهاب القولون التقرحي، والمصابين بمرض كرون، والمصابين بالبواسير الحادّة الملتهبة، وأورام في المستقيم أو القولون، والأشخاص الذين أجروا جراحة في الأمعاء مؤخرًا، والمصابين بأمراض القلب أو أمراض الكلى[٤].
المراجع
- ↑ Michael F. Picco, M.D (2020-6-3), "Consumer health SECTIONS"، mayoclinic, Retrieved 2020-8-16. Edited.
- ^ أ ب ت Jillian Levy, CHHC (2011-28), "Is a Colon Cleanse Actually Beneficial? What You Must Know …"، draxe, Retrieved 2020-8-16. Edited.
- ^ أ ب ت Anna Schaefer (2018-6-14), "Colon Cleanse: What You Need to Know"، healthline, Retrieved 2020-8-16. Edited.
- ^ أ ب ت ث Brunilda Nazario, MD (2020-6-25), "Colon Cleanse"، webmd, Retrieved 2020-8-16. Edited.