محتويات
الخجل والانطواء
لا يحمل الخجل والانطواء المعنى نفسه، فلكل مصطلح من هذين المصطلحين دلالة مختلفة، فالفرق الواضح بين الكلمتين يتجلى في أن الانطوائي يستمتع بقضاء الوقت بمفرده، ويُرهق عاطفيًّا من قضاء الكثير من الوقت مع الآخرين، أما الشخص الخجول فليس بالضرورة أن يبقى وحده طوال الوقت، لكنه فقط يخشى من التفاعل مع الناس، فعلى سبيل المثال في حال وجود نشاط جماعي في مكان ما، فالشخص الانطوائي يفضل أن يقرأ كتابًا أو يفعل شيئًا وحده، أما الخجول فإنه يتمنى الانضمام للجميع ومشاركتهم ما يفعلون لكنه يشعر بالرهبة من هذا الأمر، وبعبارة أخرى يمكن القول أنه يمكن إيجاد علاج لمشكلة الخجل من الناس، ولكن بالنسبة للانطواء قد يبدو الأمر صعبًا بعض الشيء، فالشخص الانطوائي ليس خجولًا بالضرورة، بل يمكن أن تكون لديه مهارات اجتماعية وتفاعلية ممتازة، ولكنه يكره كثرة الانخراط مع الناس واستنزاف نفسه في الحياة الاجتماعية والعلاقات، ويشعر بأن ذلك استنزاف لعواطفه ويحتاج إلى أن ينطوي على نفسه بعض الوقت ليعود ويشحن ما فقد من طاقة.
قد يساعد علاج سلوك الشخص الخجول على تخطي الحالة التي يعيشها، ولكن محاولة العلاج السلوكي لصاحب الشخصية الانطوائية ومحاولة تحويله إلى شخص منفتح على المجتمع قد تسبب الإجهاد النفسي الكبير له، وقد تتسبب له بمشكلات في احترام الذات، وبدلًا من هذا الأفضل البحث عن أمور يمكن أن تساعده على التكيف مع شخصيته دون أن يكون لهذا تأثير سلبي على حياته الاجتماعية[١].
هل يؤثر الخجل على علاقتكِ الزوجية؟
هذا السؤال يخطر في بال الكثيرات، ففي حال أمكنكِ تشخيص حالة زوجك بأنه شخص خجول، يتبادر لذهنك مباشرة تخوفٌ يصحبه هذا السؤال، وفي الحقيقة ووفقًا لدراسات حديثة، فإن الخجل في العلاقات يؤثر في الرضا عنها، إذ أجريت دراسة في جامعة بريغام يونغ في ولاية يوتا بحثت كيف أثَّر الخجل على احترام الذات وكيف أثرت هذه الصفات معًا على الرضا في العلاقة بين الأزواج، ففي الدراسة طلب الباحثون من كل شريك تقييم الآخر من حيث مستوى خجله، ثم طُلب من كل شريك تقييم خجله وتقديره لذاته، وأخيرًا طُلب من كل شريك تقييم المستوى العام لرضاه عن العلاقة، وجاءت النتائج في مجملها تصب في أن الزوجة في حال كانت ترى زوجها خجولًا، فهي ستعطي مستوًى منخفضًا من احترامه لذاته، وهذا انعكس على تقييمها للعلاقة، فقد قيمتها أيضًا بدرجات منخفضة، وبالتالي تظهر هذه النتائج أن الخجل يمكن أن يخلق مسارًا غير سعيد للعلاقات.
يكون الأشخاص الخجولون في الغالب غير مرتاحين في التعبير عن آرائهم ويجدون أنه من الأسهل قبول علاقة غير مرضية من متابعة علاقة جديدة، كما يوجد احتمال آخر وهو عدم وجود تجارب مشتركة بين الشريكين، فعندما تتاح للأزواج فرصة المشاركة في الأنشطة معًا يكون التأثير إيجابيًّا على العلاقة، ولكن في حال كان أحد الشريكين خجولًا أو حتى انطوائيًّا فإنه سيكون غير راغب في المشاركة، وبالتالي فهو يؤثر سلبًا على سير العلاقة، كما أن الأشخاص الخجولين يجدون صعوبة في تغيير علاقتهم الرومانسية بينهم وبين أزواجهم، ومن أجل ذلك يجب الاهتمام بمساعدة الأفراد الخجولين وشركائهم من أجل تعزيز العلاقات الإيجابية، والسير بالاتجاه المرضي للطرفين[٢].
كيف يمكنكِ التعامل مع زوجكِ الخجول والانطوائي؟
توجد بعض النصائح والأمور التي يمكنكِ أن تتبعيها، والتي يمكن أن تساعدكِ في التعامل مع زوجكِ الخجول، ومن أهم هذه الأمور نذكر ما يلي[٣]:
- كوني المبادرة دائمًا، فقد لا يشعر الخجول بالراحة أو الرغبة في المبادرة في اتخاذ الخطوات الأولى في العلاقة أيًّا كانت هذه الخطوة، فهو في الغالب لا يحب تولي القيادة في المواقف المختلفة، وفي حال تسلمتِ أنت زمام الأمور قد يخفف هذا الضغط عنه.
- خططي لمواعيد استرخاء خارج المنزل أو داخله، وقد يحتاج منك هذا إلى بذل جهد كبير ليشعر زوجكِ بالراحة، ففي الغالب هو يرغب في المواعيد البسيطة غير المكتظة بوجود الآخرين، كي يشعر بالاسترخاء والراحة.
- اختاري النشاطات الخارجية التي لا تتطلب منه الكثير من الاندماج والتفاعل، فيمكن مثلًا أن تختاري مشاهدة فيلم يكون فيه كل الموجودين مندمجين مع الفيلم، فلا يجد نفسه مضطرًّا للاندماج والتفاعل مع الآخرين، كما يمكن أن تأخذيه في موعد يمكن أن يعلمكِ أشياء يتقنها هو، فهذا سيشعره بثقة أكبر في نفسه.
- حاولي طوال الوقت طرح الأسئلة المفتوحة التي تعطيه مساحة كبيرة للكلام، لتبقى المحادثة مستمرة لأطول وقت ممكن، وحاولي تجنب الأسئلة التي يمكن الإجابة عنها بنعم أو لا، والجئي دومًا للأسئلة التي تحتاج إلى سرد أحداث أو أسباب.
- اختاري الموضوع المناسب والصحيح، فمن السهل عليكِ التحدث بالأمور التي تهمك، ولكن هذا قد يشعره بالملل، ولن يبادر بالنقاش كثيرًا، ولهذا حاولي التحدث في الموضوعات التي تجذبه وتهمه وتشعره بالراحة والرضا والاسترسال عند الحديث بها.
- امدحي جهوده، فهذا سيسهم في بناء ثقته بنفسه، وأخبريه أنكِ تُقدرين الأشياء البسيطة التي يفعلها من أجلكِ مهما كانت، حتى لو كانت تحضير القهوة أو إخراج القمامة.
من حياتك لكِ
توجد بعض الأفكار التي يمكن تساعدكِ على التقرب من زوجكِ وتقوية علاقتكِ به، ومنها ما يلي[٤]:
- أكثري من طرح الأسئلة الشخصية والعميقة، والغاية من سؤال الأسئلة العميقة أو الخارجة عن المألوف هو أن تعرفيه أكثر وفي الوقت نفسه لا تشعري بأنك فضولية ولا تشعريه هو بذلك أيضًا، وهذا يفيد في بداية الزواج.
- تعلمي لغة الحب التي يفضلها زوجكِ، واجعليه أيضًا يتعلم اللغة التي تفضلينها، لأن كل شخص يعبر عن عاطفته بطريقة مختلفة عن الآخر، ولغات الحب التي قدمها غاري تشابمان في كتابه لغات الحب الخمسة هي تقديم الهدايا، كلمات التشجيع، منح الوقت، تقديم الخدمات، الاتصال الجسدي.
- اهتمي بالأشياء التي يحبها زوجكِ، ولكن هذا لا يعني أن تفعلي أشياء لا تحبينها وتزعجك، ولكن على أقل تقدير حاولي إشعاره بأنكِ مهتمة بها ولديك شغف في التعرف عليها.
- مارسي التمرينات الرياضية المختلفة معه، فهذا سيجعلكِ أقرب له، وستقضي مزيدًا من الوقت إلى جانبه.
- حاولي أن تستمعي معه إلى الموسيقى نفسها فهذا يمكنه أن يرفع لديكما هرمون الأوكسايتوسين المعروف بهرمون الحب والذي يُشعر بالسعادة أيضًا.
- حاولي أن يكون بينكما أصدقاء مشتركون، لتقضوا معهم أوقاتًا طويلةً دون ملل، وكي لا يضطر هو للسهر مع أصدقائه وحده ليبتعد عنكِ في كثير من الأوقات.
المراجع
- ↑ "The Difference Between Being Shy and Being Introverted", verywellfamily, Retrieved 21-06-2020. Edited.
- ↑ "Is Shyness the Silent Relationship Killer?", goodtherapy, Retrieved 21-06-2020. Edited.
- ↑ "How to Deal With Your Shy Guy", wikihow, Retrieved 21-06-2020. Edited.
- ↑ "13 Ways to Feel Immediately Closer to Your Partner", cosmopolitan, Retrieved 21-06-2020. Edited.