هل ينبغي عليك الاعتذار لأطفالكِ؟

هل ينبغي عليك الاعتذار لأطفالكِ؟

هل ينبغي للأهل الاعتذار لأطفالهم؟

يتردد الكثير من الآباء والأمهات عن الاعتذار لأطفالهم خوفًا من تأثير هذا الاعتذار على سلطتهم واحترامهم من قبل أبنائهم، في حين أنّ الحقيقة هي عكس ذلك، فالاعتذار يعزز متانة العلاقة، ومن النتائج الإيجابية لاعتذاركِ لأطفالكِ هو أنكِ ستخلقين لديهم دافعًا للاعتراف بسلوكهم السيء، وبالتالي تقديم الاعتذار لمن يخطئون في حقهم، وإلى جانب الاعتذار يجب أن تستمعي لمشاعر طفلكِ حتى وإن شعرتِ أنكِ لم تخطئي في حقه للتتأكدي من كيفية تفهمه لقراراتكِ وتصرفاتكِ وتصحيح المفاهيم المتشكلة لديه عنها، كما أن أطفالكِ سيفهمون أن الجميع يمكن أن يخطىء، ولكن المهم هي كيفية التصرف بعد ارتكاب الخطأ، ومن إيجابيات اعتذاركِ لأطفالكِ أيضًا أنهم سيشعرون أنّ اعتذارهم للناس سيُشعرهم بتحسن ورضا عن النفس[١]، ومن المواقف التي يجب عليكِ بالاعتذار عندها هي عدم وفائك بوعد أو اتفاق بينكِ وبينهم، وعند الصراخ عليهم، وهذا من المواقف الشائعة جدًا، واعتذري أيضًا عند نسيانكِ لشيء يخصهم أو عند عدم قضائكِ وقتًا كافيًا معهم[٢].

7 خطوات تساعدكِ في الاعتذار لأطفالكِ

الاعتذار للناس بشكل عام ليس بالأمر السهل لا سيما عندما يكون موجهًا لأطفالكِ، ولكن بسبب أهميته في بناء علاقة قوية معهم، وأهميته في جعلهم أكثر مرونة في تعاملهم مع الناس، وفي زيادة ثقتهم في أنفسهم، وتربيتهم على تحمل مسؤولية أفعالهم لا بد أن تقومي به، ومن أهم الأمور التي يجب أن تضعيها في عين الاعتبار عندما تريدين أن تحلّي مشكلة مع أبنائكِ وتعتذري لهم عن موقف خاطىء بدر منكِ هي التحلي بالهدوء والسكينة والشجاعة والتزام الصدق، ومن الخطوات المهمة أيضًا التي تساعدكِ في الاعتذار لهم ما يأتي[٣][٤]:


  • تحمّلي مسؤولية مشاعركِ، إذ لا بأس في أن تشعري بالإحباط، ولا بأس أن تشعري بالضيق أحيانًا، لكن تذكري أنّ الطريقة التي نستجيب بها لتلك المشاعر ليست جيدة دائمًا، وعند شعوركِ بهذا فليس من المقبول منكِ الصراخ، أو إغلاق الأبواب بشدة، أو التصرف بعنف أمام أطفالكِ، فهم عندما يشاهدونكِ يتشربون أفعالكِ، ولهذا لا تتفاعلي وتفرغي مشاعركِ بطريقة لا تريدين من أطفالكِ أن يرونها ويقلدونها.
  • اربطي شعوركِ بردة فعلكِ، إذ اشرحي لأطفالكِ في اعتذارك عن سبب شعورك بتلك المشاعر، وما الذي جعلكِ تتصرفين بتلك الطريقة، ولكن لا تستخدمي هذا الشرح كفرصة لإلقاء اللوم عليه، كقولكِ مثلًا: "أنا آسفة لأنني صرخت، لكنني لم أكن لأصاب في قدمي إذا كنت قد رفعت سياراتك عن الأرض"، وحاولي إصلاح الخطأ على الفور إذا كان الموقف يسمح بذلك، كقولكِ مثلًا: "أنا آسفة حبيبتي لم أقصد أن أتعامل معكِ بهذا الشكل، سأشرح لمِ ما قصدته بالفعل وهو أنني..".
  • حدّدي التصرّف الخاطىء أو غير المناسب الذي قمتِ به، واشرحي لهم سبب كونه خاطىء، وهكذا سيتعلّم أطفالكِ أنهم لا يستطيعون التصرف بهذه الطريقة أيضًا.
  • تفهمي مشاعر أطفالكِ واسأليهم عنها، وبيّني لهم تفهمكِ من خلال التوضيح أنّك تعرفين أنهم خائفون، وأكدّي لهم أنّ مشاعركِ وحبّك لهم ليس مشروطًا أو مرتطبًا بتصرفهم حسب توقعاتكِ عنهم.
  • شاركي مع أطفالكِ ما تنوين فعله لتجنّب حصول نفس الموقف في المستقبل، وضعي خطة فعلية للمواقف القادمة المشابهة، ووضحي لهم أهمية التعلم من الأخطاء، وتحسين ردود أفعالنا تجاه ما يزعجنا كتجنب الصراخ أو اللوم، واستشيريهم عما يمكن فعله دون اتخاذكِ لموقف الدفاع عن النفس.
  • اطلبي السماح منهم بطريقة بسيطة كسؤالكِ لهم: "هل يمكن أن تسامحوني؟".
  • اسأليهم عن مدى رغبتهم بالمصالحة في ذلك الوقت، فلا يجب أن يشعر الطفل أنّه تحت ضغط من أجل التسامح قبل أن يتأكد أنه مستعد تمامًا لذلك، فيمكنكِ مثلًا سؤاله: "هل نحن مستعدون الآن لعناق؟"، وناقشي المشكلات مع أطفالكِ، ووجّهي تركيزكِ وتركيزهم على الحلول.


ما الذي يحدث عندما لا تعتذرين لأطفالكِ؟

لفهم أهمية الاعتذار للأطفال تخيلي موقفكِ حين يسيء شخص في تعامله معكِ، ويؤذيك أو يكذب عليكِ، ثم يمضي الموقف دون رجوعه واعتذاره منكِ وطلب السماح، فإنّ هذه المواقف تترك أثرًا سلبيًا كبيرًا في نفس الإنسان، لهذا لا بد من معرفة ما يترتب على عدم اعتذاركِ لأطفالكِ في حال عدم تصرفكِ معهم بشكل غير مناسب لتفهمي أهمية ذلك الاعتذار، فمن الآثار السلبية ما يلي[١][٢]:

  • توتر العلاقة بينكِ وبينهم واضطرابها، إذ ينشأ في قلب الأطفال شيء من الاستياء والكراهية طوال فترة طفولته، وهذا بدوره يؤثر على مستقبل العلاقة بينكم بسبب شعوره المستمر بالغضب عند تذكره الإهانات التي تعرض لها من قبل.
  • شعور الأطفال بالإحباط نتيجة مطالبتهم بشيء لا يرونه عند آبائهم، أما عند تقديمكِ للاعتذار لهم فيشعرون بالعدالة في تربيتهم، وسيزيد مدى مراقبتهم لتصرفاتهم لتحديد الخاطئ منها وتصحيحها، على عكس إذا ما رأى أن ردة فعلكِ دائمًا هي الصراخ والسب والصفع والتهديد وغيرها من أنواع الإساءة الجسدية أو اللفظية، فيستخدم هو أيضًا تلك الأساليب عند حصول مواقف مزعجة معه، ومن المهم أن تدركي أن تصرفات طفلكِ ترتبط بالعادة ليس بما تقولينه له، بل بما يراكِ تفعلينه أمامه، أي أنّ تصرفاتكِ هي القدوة بالنسبة له.
  • عدم اعتذاركِ سيجعلكِ تخسرين فرصة توضيح ما هي التصرفات المقبولة وغير المقبولة في العائلة، كما ستوصلين رسالة غير مباشرة إلى أطفالكِ أنّ ليس عليهم الاعتذار لأحد بمجرد أن يصبحوا بالغين أو بمجرد أن يصبحوا أصحاب سلطة، كما سيعتقدون أنهم بالرغم من إساءتهم لمن يحبونهم فهذا لن يغير من طبيعية العلاقة، وأنّ كل شيء سيبقى كما هو.
  • عدم اعتذراكِ سيجعلكِ في عين طفلكِ إنسانًا غير قوي، وغير قادر على تحمل مسؤولية تصرفاته، وبالتالي سيخلق بعض الاضطرابات في العلاقة كانعدام الثقة والارتباك والغضب بين الطرفين، بالإضافة إلى تقليل الاحترام، فحتى الأطفال الصغار يعرفون أنّ الصراخ والعنف والعبوس وعبارات التهديد هي تصرفات غير صحيحة، وسيؤدي هذا بالنهاية إلى انخفاض احترامهم لكِ.


المراجع

  1. ^ أ ب "Apologizing To Your Child", momremade.com, Retrieved 2020-08-15. Edited.
  2. ^ أ ب "The Importance of Apologizing to Children", exploringyourmind.com, 2020-04-15, Retrieved 2020-08-15. Edited.
  3. "7 Steps For Apologizing To Your Child", www.positiveparentingsolutions.com, Retrieved 2020-08-15. Edited.
  4. Laura Markham. (2017-06-08), "How (and When) to Apologize to Your Child", www.psychologytoday.com, Retrieved 2020-08-15. Edited.

فيديو ذو صلة :