محتويات
السرطان وأضراره
الخلية هي الوحدة الأساسية لبناء جسم الإنسان، تنمو الخلايا وتنقسم لتكوين الخلايا الجديدة التي يحتاجها الجسم، وعادةً ما تموت عندما تُصبح قديمةً جدًا أو تالفةً ثم تأخذ مكانها الخلايا الجديدة، تتسبب التغيرات الجينية بتغير النظام الطبيعي لنمو الخلايا إذ تبدأ بالنمو نموًا غير منتظم وتُسبب تشكل كتلة من الخلايا تُسمى الورم الذي قد يكون حميدًا أو خبيثًا؛ يُمكن للورم الخبيث أن ينمو وينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم أما الحميد فيمكنه النمو لكن دون الانتشار، بعض أنواع السرطانات لا تُسبب ظهور الأورام مثل اللوكيميا ومعظم أنواع سرطانات الغدد اللمفاوية وسرطان نخاع العظم، أما بالننسبة لأكثر أنواع السرطان انتشارًا عند الرجال فهي البروستاتا والرئة والقولون، وعند النساء سرطان الثدي والقولون والرئة، لكن بالنسبة للأطفال تُعد اللوكيميا والليمفوما بالإضافة إلى سرطان الدماغ هي الأكثر انتشارًا[١][٢].
يُمكن أن تنتج عدة أضرار عن الإصابة بالسرطان منها الألم، والتعب، وصعوبة التنفس، والغثيان، والإسهال أو الإمساك، وفقدان الوزن، ومشاكل الدماغ والجهاز العصبيّ[٣].
أنواع السرطان
يقسم الأطباء السرطان للعديد من الأنواع، وتعتمد على المكان الذي يبدأ منه، إذ توجد أربعة أنواع أساسية للسرطان وهي[١][٢]:
- كارسينوما: وهو من سرطانات الجلد وأكثر أنواع السرطان انتشارًا، لسرطان الجلد العديد من الأنواع، أخطرها الذي يُصيب الأنسجة التي تُغطي الأعضاء الداخلية والغدد، إذ يُشكل أورامًا صلبةً مثل سرطان الثدي وسرطان البروستات وسرطان الرئة وسرطان القولون وسرطان المستقيم.
- الساركوما: يبدأ هذا النوع من السرطان في الأنسجة التي تدعم الجسم وتربطه، ويُمكن أن يتطور إلى الدهون والعضلات والأعصاب والأوتار والمفاصل والغضاريف والعظام والأوعية الدموية أو اللمفاوية.
- اللوكيميا: ويُقصد به سرطان الدم، إذ يبدأ عند إنتاج خلايا الدم السليمة إنتاجًا كبيرًا وغير سليم، ولسرطان الدم أربعة أنواع رئيسية هي سرطان الدم الليمفاوي الحاد، وسرطان الدم الليمفاوي المزمن، وسرطان الدم النخاعي الحاد، وسرطان الدم النخاعي المزمن.
- الليمفوما: وهو سرطان الغدد الليمفاوية، إذ يبدأ في الجهاز اللمفاوي الذي يُعد شبكةً من الأوعية والغدد الليمفاوية التي تساعد في محاربة الأمراض، ينقسم سرطان الغدد الليمفاوية لنوعين رئيسيين هما هودجكن ليمفوما وغير هودجكن لمفوما.
- سرطان الجهاز العصبي المركزي: وهو السرطان الذي يصيب أنسجة الدماغ والحبل الشوكي مثل الورم الدبقي أو الورم السحائي أو أورام الغدة النخامية أو الورم الشفائي الدهليزي.
أعراض السرطان
تختلف الأعراض الناتجة عن الإصابة بالسرطان حسب النوع ودرجة الانتشار والعضو المصاب، وفيما يأتي بعض الأعراض العامة التي ترافق الإصابة به مثل[٣]:
- التعب والإعياء.
- الشعور بوجود انتفاخ أو كتلة تحت الجلد.
- تغير الوزن سواء بالزيادة أو النقصان.
- حدوث تغيرات في الجلد مثل الاصفرار أو الاحمرار أو يصبح الجلد داكنًا أو وجود تقرحات وجروح لا تلتئم أو حدوث تغير بالشامات إن وجدت.
- سعال مستمر وصعوبة في التنفس.
- بحة في الصوت.
- صعوبة في البلع.
- عسر الهضمال مستمر أو التغير في عادات التبرّز.
- استمرار الآم العضلات أو المفاصل غير المبرر.
- ارتفاع الحرارة المستمر دون وجود أسباب أو التعرق الليلي.
- وجود نزيف أو كدمات مع غياب الأسباب.
كيفية انتشار السرطان
تنقل الخلايا الليمفاوية الخلايا السرطانية عبر مجرى إلى أجزاء أخرى من الجسم، إذ تتكاثر هذه الخلايا وتتطور إلى أورام جديدة في الجسم، وواحدة من الأجزاء الأولى التي ينتشر فيها السرطان هي الغدد اللمفاوية؛ وهي عقد صغيرة جدًا منتشرة في مختلف أجزاء الجسم المختلفة كالرقبة والفخد والإبط، فتعمل كخط دفاع لحماية الجسم من الإصابة بالأمراض، ولا بد من الإشارة إلى أن السرطان عندما ينتشر عبر الدم إلى أجزاء مختلفة من الجسم مثل العظام أو الكبد أو الرئة أو الدماغ تبقى تسميتُه تعود إلى المنطقة التي بدأَ فيها أولًا، فمثلًا الإصابة بسرطان الثدي وانتشاره إلى الرئتين لا يسمى سرطان الرئة بَل سرطان الثدي المنتشر[١].
تشخيص السرطان وعلاجه
عادةً ما يُكشف عن الإصابة بمرض السرطان عند زيارة الطبيب بأعراض غير اعتادية، لكن في الكثير من الأوقات لا يعاني المريض من أي أعراض ويتم الكشف عن وجوده من خلال إجراء الفحوصات لمشاكل طبية أخرى، عند وجود الأعراض يُجري الطبيب فحوصاتٍ أوليةً للتشخيص وللكشف عن أسباب هذه الأعراض، وفي بعض الأحيان قد يكشف الطبيب عن الإصابة من خلال إجراء فحوصات تشخيصية أخرى مثل إجراء تنظير القولون أو تصوير الماموجرام للثدي أو مسحة عنق الرحم[١].
تُعد الطريقة الوحيدة لتشخيص معظم أنواع السرطان الدقيق من خلال أخذ خزعة من المكان المشتبه به، وهي أخذ عينة صغيرة جدًا لدراستها دراسةً دقيقةً وإجراء الفحوصات اللازمة لها، ومن خلالها يُحدد نوع السرطان بدقة ودرجة انتشاره في الجسم[١][٢]. الاختصاصي الطبي الذي يعالج مرض السرطان هو طبيب اختصاص الأورام أو العلاج الإشعاعي بالإضافة إلى الحاجة لاستشارة طبيب الاختصاص حسب موقع الإصابة مثلًا استشارة طبيب اختصاص النسائية والتوليد في حالات سرطان الرحم، وعادةً ما يكون أول خيارات العلاج الجراحة بعدها العلاج الإشعاعي ثم العلاج الكيميائي[٢].
عوامل تزيد خطر الإصابة بالسرطان
توجد العديد من العوال التي قد تزيد احتمالية الإصابة بمرض السرطان ومنها[٣]:
- العمر: يُمكن تشخيص الإصابة بالسرطان عند جميع الفئات العمرية، لكن أغلب المصابين هم البالغون خاصةً كبار السن، إذ يعود ذلك إلى أنَّ السرطان يحتاج إلى سنين طويلة ليتطور ويُكتَشف.
- نمط الحياة: لا شك أنَّ بعض أنماط الحياة تزيد من خطر الإصابة بمرض السرطان، منها الإفراط في تناول المشروبات الكحولية والسمنة وحروق الشمس المتكررة.
- تاريخ العائلة المرضي: تنتقل الطفرات الجينية من جيل إلى آخر، وإذا كان السرطان شائعًا في العائلة قد تزداد احتمالية الإصابة، إذ من الممكن إجراء فحص للطفرات الوراثية الذي يكشف إنْ كان لدى المريض طفرات تزيد من فرصة الإصابة، لكن لا يعني وجود هذه الطفرات بضرورة الإصابة بالسرطان.
- الحالة الصحية للمريض: بعض الحالات الصحية المزمنة يمكن أن يزيد خطر الإصابة ببعض السرطانات، فالتهاب القولون التقرحي يزيد فرصة الإصابة بسرطان القولون.
- البيئة: البيئة المحيطة بالأشخاص لها دور كبير في زيادة خطورة الإصابة بالسرطان، فاحتواؤها على المواد الكيميائية أو ممارسة التدخين أو الجلوس مع المدخنين يزيد من احتمالية الإصابة.
الوقاية من السرطان
الأطباء يقدمون دائمًا بعض النصائح للتقليل من خطر الإصابة بالسرطان ومنها[٣]:
- الإقلاع عن التدخين: يُعد التدخين السبب الرئيسي للإصابة ببعض أنواع السرطان، إذ يساعد الإقلاع عنه في تقليل فرصة الإصابة مستقبلًا.
- تجنب التعرض المفرط للشمس: تحتوي أشعة الشمس على الأشعة فوق البنفسجية التي من الممكن أن تزيد خطر الإصابة بسرطان الجلد، ويمكن تقليل فرصة الإصابة عند تجنب التعرض لأشعة الشمس من خلال البقاء في الظل أو ارتداء الملابس الواقية أو استخدام واقي الشمس.
- النظام الغذائي الصحي الغني بالخضروات والفواكه والحبوب الكاملة، والقليل بالدهون، فيُساعد في تقليل فرص الإصابة بالسرطان.
- الالتزام بممارسة الرياضة بانتظام.
- الابتعاد عن المشروبات الكحولية.
- الالتزام بالفحوصات الدورية يساعد في الكشف المبكر عن السرطان، إذ يُقلل الكشف المبكر دائمًا من اكتشاف المرض في المراحل المتقدمة حتى لا تزداد صعوبة العلاج وفرص التعرض للمضاعفات.