أضرار الكركم

الكركم

الكركم، هو أحد التوابل الهندية القديمة والأعشاب الطبية المُستخدمة كصبغة للطعام، وينتمي لعائلة الزنجبيل، ويُزرع معظم الكركم الموجود في العالم ويُستهلك في الهند، ويتميز بسيقانه الجذرية ذات اللون الأصفر أو البرتقالي، وعادةً ما تُجفف وتتحول إلى مسحوق، ويُعد الكركم عنصرًا أساسيًا في الكاري الهندي، ويتميز بطعمه المر والحار قليلًا، ويتكون معظم الكركم من الكربوهيدرات، ومعظمها تتكون من النشا والألياف، لكنه يحتوي أيضًا كغيره من التوابل على العديد من المركبات النباتية والمواد الغذائية، والمركبات النشطة في الكركم هي مادة الكركمين التي تمنحه اللون الأصفر البرتقالي ومعظم فوائده الصحية، ويشكل الكركمين نسبة حوالي 3% من الكركم^[١]، ويمتاز بخصائص بيولوجية قوية، ويتوفر الكركم تجاريًا ككبسولات، أو شاي، أو مستخلص، ويُستخدم لعلاج مجموعة متنوعة من الحالات المرضية كالألم المزمن والالتهابات، ويتطرق هذا المقال إلى توضيح هذه الفوائد، فضلًا عن الأضرار التي قد تترتب على استهلاك الكركم^[٢].

أضرار الكركم

للكركم فوائد صحية عديدة؛ إلا أن الإفراط في تناوله قد يسبب بعض الأضرار، بما في ذلك^[٣][٢]:

• النساء الحوامل: قد يكون استخدام الكركم مضرًا جدًا بالنسبة للنساء الحوامل؛ إذ إن استخدام الكثير منه في فترة الحمل قد يؤدي إلى تحفيز التقلصات في الرحم، أو قد يؤدي إلى نزيف في الرحم بسبب دوره في تمييع الدم، كما يجب على السيدات الحوامل تجنب تناول مكملات الكركم، وإضافة كميات صغيرة منه كتوابل إلى الطعام، وبهذه الحالة لا يسبب أي ضرر.
• قد يسبب الحساسية: فقد يكون لدى البعض حساسية من بعض المركبات الموجودة في الكركم، والتي قد تسبب طفحًا جلديًا، وضيقًا في التنفس، ومن الجدير بالذكر أن تفاعلات الحساسية قد تحدث من تناوله أو لمسه.
• الإصابة بالأنيميا: قد يسبب تناول الكركم زيادة خطر الإصابة بمرض نقص حديد الدم؛ لأنه قد يثبط امتصاص الحديد عند تناوله بكميات كبيرة؛ لذا يجب على الأشخاص المصابين بنقص الحديد تجنب إضافة الكثير منه إلى طعامهم.
• تميع الدم: إن خصائص الكركم قد تميع الدم، وتجعل النزف أسهل، وليس من الواضح حتى الآن السبب للتميع، لكن قد تكون فوائد الكركم الأخرى كخفض الكوليسترول في الدم، وخفض ضغط الدم علاقة بذلك، ويجب على الأفراد الذين يتناولون أدوية لتمييع الدم كالوارفارين تجنب تناول جرعات كبيرة من الكركم.
• يسبب الشعور بالغثيان: إن استهلاك كمية كبيرة من الكركم تؤدي إلى الشعور بالغثيان؛ نظرًا لاحتوائه على مركب الكركمين الذي قد يسبب اضطراب جهاز الهضم.
• يسبب مشكلات في المعدة: رغم وجود بعض العناصر الغذائية في الكركم التي تحسن صحة جهاز الهضم؛ إلا أن هذه العناصر نفسها قد تسبب تهيجًا عند استهلاكها بكميات كبيرة، واضطر بعض المشاركين وفي إحدى الدراسات التي تبحث في استخدام الكركم لعلاج السرطان إلى الانسحاب؛ لأن الهضم تأثَّر سلبًا لديهم؛ فالكركم يحفز المعدة لإنتاج المزيد من العصارة الهضمية، فبينما يساعد هذا على الهضم عند البعض، فإنه يمكن أن يضر بعضًا آخر.

فوائد الكركم

تُوجد بعض الفوائد الصحية للكركم، بما في ذلك ما يأتي^[٢][٤]:

• خصائص مضادة للالتهاب: قد تقلل هذه الخصائص من تفاقم الشعور الذي يعاني منه المصابون بالتهاب المفاصل في مفاصلهم، وتوصي مؤسسة التهاب المفاصل بتناول كبسولات من 400 - 600 ملليغرام من الكركم ما يصل لثلاث مرات تقريبًا يوميًا لتخفيف الالتهاب.
• يحسن وظائف الكبد: وذلك بسبب خصائصه المضادة للأكسدة التي قد تقي الكبد من التلف الذي تسببه السموم، لا سيما عند أولئك الذين يتناولون أدوية قوية لمرض السكري أو غيرها من الحالات المرضية التي قد تؤذي الكبد بالاستخدام طويل الأجل.
• الحد من خطر الإصابة بالسرطان: تشير الدراسات إلى أن للكركمين تأثيرات وقائية ضد سرطان البنكرياس، وسرطان البروستات، والورم النخاعي المتعدد^[٥].
• يُحسن عملية الهضم: قد يلعب الكركم دورًا هامًا في هضم الطعام؛ وذلك بسبب خصائصه المضادة للأكسدة والالتهابات.
• الحد من خطر الإصابة بأمراض القلب: ويتمثل ذلك في قدرة الكركمين على تحسين وظيفة بطانة الأوعية الدموية، وضعفف بطانة الأوعية الدموية هو المحرك الرئيس لأمراض القلب، والتي تشمل عدم قدرة البطانة على تنظيم ضغط الدم، وتجلط الدم، وغير ذلك، كما أن الكركمين يقلل من الالتهابات والأكسدة التي تلعب دورًا في الإصابة بأمراض القلب.
• يزيد من قدرة مضادات الأكسدة في الجسم: يُعد الكركمين الموجود في الكركم أحد مضادات الأكسدة القوية التي يمكن أن تقضي على الجذور الحرة، فضلًا عن أن الكركمين يزيد نشاط إنزيمات الجسم المضادة للأكسدة.
• يحسن وظائف الدماغ: إن الخلايا العصبية قادرة على تكوين روابط جديدة، وفي مناطق معينة من الدماغ يمكن أن تتضاعف ويزيد عددها، وأحد أهم العوامل المحركة لهذه العملية هو عامل التغذية العصبية المستمد من الدماغ، وهو نوع من هرمون النمو الذي يعمل في الدماغ، وترتبط العديد من اضطرابات الدماغ الشائعة بانخفاض مستويات هذا الهرمون، بما في ذلك مرض الاكتئاب ومرض الزهايمر، وقد يزيد الكركمين من مستويات عامل التغذية العصبية المستمد من الدماغ؛ مما قد يسهم في تأخير أو حتى علاج العديد من أمراض الدماغ.
• تأخير الشيخوخة والحد من الأمراض المزمنة المرتبطة بالعمر: نظرًا لقدرة الكركمين على الوقاية من أمراض القلب والسرطان ومرض الزهايمر؛ فإنه كثيرًا ما يُستخدم كمكمل مضاد للشيخوخة.
• يخفف التهاب المفاصل: وترجع قدرة الكركم على تخفيف التهاب المفاصل إلى احتوائه على الكركمين الذي يعد مضادًا قويًا للالتهابات، وقد أظهرت إحدى الدراسات التي أجريت على أفراد مصابين بالتهاب المفاصل الروماتويدي أن الكركمين كان أكثر فاعلية من عقار مضاد للالتهابات^[٦].

الجرعات المسموح بها من الكركم

في الواقع، لا توجد توصيات رسمية حول تناول الكركم، ولم يُحدد الحد الأقصى المسموح به، لكن كقاعدة عامة يجب عدم تجاوز توصيات الجرعة المكتوبة على الملصقات، ومن ناحية أخرى، تُوجد بعض التوجيهات الرسمية لاستهلاك الكركمين؛ إذ حددت لجنة الخبراء المشتركة بين منظمة الأغذية والزراعة ومنظمة الصحة العالمية المعنية بالمضافات الغذائية أن المدخول الغذائي المقبول هو 3 ميليغرامات / 1 كيلوغرام من وزن الجسم يوميًا، إلا أن إحدى المراجعات^[٧] خلصت إلى أن الجرعات التي تتراوح من 3600 - 8000 ميلغرام يوميًا لا تسبب أي آثار جانبية خطيرة^[١].

المراجع

1. ^ ^{أ ب} "Does Too Much Turmeric Have Side Effects?", healthline, Retrieved 26-12-2019. Edited.
2. ^ ^{أ ب ت} "The positive and negative health effects of turmeric", medicalnewstoday, Retrieved 25-12-2019. Edited.
3. ↑ "5 Side-Effects of Turmeric (Haldi): How Much Is Too Much?", food.ndtv, Retrieved 25-12-2019.
4. ↑ "10 Proven Health Benefits of Turmeric and Curcumin", healthline, Retrieved 26-12-2019. Edited.
5. ↑ "Discovery of Curcumin, a Component of the Golden Spice, and Its Miraculous Biological Activities", Clin Exp Pharmacol Physiol, 2012, Page 283–299. Edited.
6. ↑ "A randomized, pilot study to assess the efficacy and safety of curcumin in patients with active rheumatoid arthritis.", Phytotherapy Research , 2012, Page 1719-25. Edited.
7. ↑ "Clinical studies with curcumin.", Advance in Experimental Medicine and Biology, 2007, Page 471-80. Edited.