ما علاج عسر الهضم

ما علاج عسر الهضم

عسر الهضم

يُعرف عسر الهضمِ بأنَّه الشّعور بعدم الراحة والضّيق أثناء تناول الوجبة أو بعد ذلك مباشرةً، ويترافق هذا الشّعور عادةً مع حرقة وألم في الجزء العلوي من المعدة، وقد يُصيب كلا الجنسين، كما يُمكن أن يُصيب المرأة الحامل أو الأطفال، ويدل تكرار عسر الهضم لدى الشخص المصاب على الإصابة بأمراض كامنة أخرى، مثل أمراض المرارة أو الارتجاع المريئي أو القرحة التي تستلزم من المصاب مراجعة الطبيب المختص لإجراء الفحوصات المخبرية والسريرية اللازمة، والحصول على العلاج والتوجيه المناسب لعلاج عسر الهضم أو المرض الكامن وراء تكرار عسر الهضم[١].


علاج عسر الهضم

توجد العديد من الخيارات التي يُمكن استخدامها لعلاج عسر الهضم، لكن يجب الأخذ بعين الاعتبار ضرورة معالجة البكتيريا الحلزونية في حال إصابة المصاب بها باستخدام المضادات الحيوية كالأموكسيسلين، والكلاريثرومايسين، إذ إنّ إهمال معالجتها قد يؤدي إلى زيادة أعراض عسر الهضم، وتوجد العديد من الطرق العلاجية والوقائية التي يمكن استخدامها لعلاج عسر الهضم نذكر منها ما يأتي[٢][٣]:

  • العلاج الدوائي: يُمكن استخدام العديد من الأدوية لعلاج الحموضة المرافقة لعسر الهضم، نذكر بعضًا منها فيما يأتي:
    • مضادات الحموضة، يبدأ عادةً الطبيب بإعطاء هذه المجموعة التي تُعادل حمض المعدة ككربونات الكالسيوم أو بيكربونات الصوديوم، ومن آثارها الجانبية الإسهال أو الإمساك.
    • مضادات مستقبلات الهستامين 2، تقلل هذه الأدوية من كمية الحمض الذي تفرزه المعدة، منها دواء الرانتدين أو الفاموتدين، وقد تُسبب بعض الآثار الجانبية كالتقيؤ، أوالغثيان، أو الإسهال، أو الإمساك.
    • مثبطات مضخة البروتون، وتُعدّ هذه المجموعة من الأدوية الأقوى تأثيرًا لعلاج حرقة المعدة، ويتمحور عملها حول تثبيط إنتاج حمض المعدة كاللّانزوبرازول والبانتوبرازول.
  • تغيير نمط الحياة: حقيقةً توجد العديد من الطرق التي تساعد المصاب على التخلص من عسر الهضم، نذكر منها ما يأتي:
    • تحسين نوعيّة الوجبات الغذائية.
    • الإكثار من تناول الخضروات والفواكه.
    • تقليل تناول الكافيين والمشروبات الغازية.
    • تجنب الأطعمة الدسمة أو الحارّة.
    • تقليل تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الحمض، كالطماطم والحمضيات.
    • مضغ الطعام جيّدًا قبل بلعه.
    • تجنّب ممارسة التمارين الرياضية بعد تناول الوجبة مباشرةً.
    • عدم تناول الوجبات في وقتٍ متأخرٍ من اللّيل.
    • عدم تناول الكثير من أدوية مضادات الالتهاب غير الستيرويدية.
    • الإقلاع عن التدخين.
    • محاولة الاسترخاء وعدم التوتر.
    • عدم الاستلقاء مباشرةً بعد تناول الوجبات.
  • العلاجات المنزلية: إضافةً إلى ما سبق، يُمكن اللجوء إلى علاج عسر الهضم في المنزل باتباع إحدى الطرق الآتية[٤]:
    • النعناع: شرب شاي النعناع الذي يُعد مضادًا للمغص والغثيان، لكن لا يُنصَح بأكل النعناع أو شربه للمصابين بالارتجاع المريئي أو الحرقة لأنه يُرخي العضلة بين المعدة والمريء، وبالتالي يزيد من الارتجاع المريئي أو الحرقة.
    • البابونج: شرب شاي البابونج الذي يحثّ على النوم والاسترخاء وتقليل التوتر والألم، ومن الجدير بالذكر أنه يجب على الصيدلانيّ أو الطبيب تنبيه المصاب الذي يتناول مميعات الدم من شرب البابونج بكثرة، إذ يُمكن أن يُسبّب النزيف للمصاب.
    • الزنجبيل: تناول الزنجبيل لتخفيف عسر الهضم والأعراض المرافقة له، إذ يُقلّل من الحمض الذي تفرزه المعدة، ويجب التنويه إلى أهمية عدم زيادة كمية الزنجبيل المستهلكة أكثر من 3-4 غرامات يوميًا، لأنّها تؤدي إلى زيادة الشعور بالحرقة وإنتاج الغازات.
    • بذور الشمر: تناول أو شرب بذور الشمر التي تُخفّف من تشنّج المعدة والغثيان والانتفاخ، ومن الجدير بالذكر أنه يجب على الطبيب أو الصيدلانيّ تنبيه المصاب لعدم الإفراط في تناول أو شرب بذور الشمر لأنها تؤدي إلى التقيؤ والشعور بالغثيان والتسبّب بحساسية الضوء للمصاب.
    • شرب بيكربونات الصوديوم: لأنّها قد تعادل حموضة المعدة بسرعة، وبالتالي تُخفّف عسر الهضم والانتفاخ، كما يجب تنبيه المصاب لضرورة عدم الإكثار من شرب بيكربونات الصوديوم لأنها قد تؤدي إلى الإمساك أو الإسهال أو التشنّجات العضلية.
    • الليمون: إذ يمكن خلط الليمون مع الماء الدافئ وشربه قبل الطعام، لكي يعادل حمض المعدة الزائد، ويحسّن الهضم، بالإضافة إلى أن اللّيمون مصدر غنيّ بفيتامين سي، لذا لا بد من الضروريّ تنبيه المصاب بضرورة غسل الأسنان بعد تناول الليمون لمنع تآكل مينا الأسنان وعدم الإكثار من شربه لأنه يزيد من التبوّل.
    • عرق السوس: شرب منقوع جذور عرق السوس يهدئ من التشنجات العضلية، ويقلّل الالتهابات بالتالي يحسّن من أعراض عسر الهضم، لكن يجب تنبيه المصاب لضرورة شرب جذور عرق السوس باعتدال، إذ لا يجب أن تتعدّى الجرعة 2.5 غرام يوميًا، لأن زيادته تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم واختلال نسبة أملاح الصوديوم والبوتاسيوم في الجسم.
    • خل التفاح: قد ينشأ عسر الهضم نتيجة الزيادة في حمض المعدة، وكذلك الانخفاض في حمض المعدة أيضًا، وفي حال كان ناشئًا عن الحالة المذكورة أخيرًا فإنّ خل التفاح قد يُساعد على التخلّص من هذه المشكلة، ويمكن استخدامه بإضافة ملعقتين من خل التفاح إلى كوب من الماء وتناوله قبل نصف ساعة من تناول الطعام.
    • الشومر: وهو أيضًا مضاد للتشنّج، كما أنه مفيد للمشاكل الهضمية الأخرى، مثل مغص المعدة، والانتفاخ، والغثيان.


أعراض عسر الهضم

يبدأ الطبيب عادةً بسؤال المصاب عن تاريخه المرضيّ وعاداته الغذائية، ويُجرِي الفحص السريري لتشخيص عسر الهضم، وفي بعض الأحيان قد يَطلب إجراء صور بواسطة الأشعة السينيّة أو الموجات فوق الصوتية، أو عمل تحليل للدم أو البراز، أو التنظير للكشف عن وجود أي أمر غير طبيعي[٥]، ويترافق عسر الهضم غالبًا مع عدة أعراض، نذكر منها ما يأتي[٦]:

  • الشعور بحرقة في الصدر.
  • الشعور بالغثيان.
  • التقيؤ.
  • الشعور بالانتفاخ وإخراج الغازات.
  • الشعور السريع بالشبع.


تجدر الإشارة لضرورة مراجعة الطبيب، وعدم تجاهل الأعراض الشديدة والمتكررة من عسر الهضم والتي تتضمّن ما يأتي[٥]:

  • ضيق وصعوبة في التنفس.
  • صعوبة بالبلع.
  • القيء المصاحب للدم باستمرار.
  • خروج براز أسود مصحوب بالدم باستمرار.
  • ألم مفاجئ في الصدر أو الذراعين أو الرقبة أو الفك.


أسباب عسر الهضم

توجد العديد من الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بعسر الهضم، نذكر منها الأسباب الآتية[٥]:

  • تناول الوجبات الحارّة أو الحامضة أو المليئة بالدهون التي تُجهد الجهاز الهضمي.
  • تناول وجبات الطعام في وقت متأخر من اللّيل.
  • شرب المشروبات الكحولية.
  • تناول الكافيين بكثرة.
  • عدم الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم.
  • الإصابة ببعض الأمراض الصحية، خصوصًا أمراض الجهاز الهضمي، ونذكر منها ما يأتي:
    • الارتجاع المعدي المريئي.
    • الإصابة بمتلازمة القولون العصبي.
    • الإصابة بعدوى البكتيريا الحلزونية.
    • الإصابة بقرحة المعدة.
    • الإصابة بالتهاب المعدة.
    • الإصابة بسرطان المعدة.
  • تناول بعض الأدوية التي يكون عسر الهضم أحد آثارها الجانبية؛ كمضادات الالتهاب غير الستيرودية[٦].
  • التغيّرات الهرمونية أثناء الحمل، إذ تُعدّ المسؤولة عن الإصابة بعسر الهضم الذي يُصيب المرأة الحامل، لأنَّها تبطئ من عملية الهضم، وتزيد من الحموضة نتيجةً لنمو حجم الرحم وزيادته والذي يضغط بدوره على المعدة[٧].


من حياتكِ لكِ

تظهر أعراض عسر الهضم عندما يتسبب الحمض الموجود في المعدة بتهيج بطانة المعدة أو المريء، وهذا ما يسبب الألم والشعور الحارق، وعندما تكون المرأة حاملًا توجد عدة عوامل تجعلها تُعاني من عسر الهضم خلال الحمل، كالتغيرات الهرمونية، وزيادة ضغط الجنين على المعدة واسترخاء عضلات المريء مما يسمح لحمض المعدة بالرجوع إلى الحلق، كما أن النساء اللواتي يكن أكثر عرضةً لعسر الهضم في الحمل، هن اللواتي عانين من عسر هضم في الأحمال السابقة، واللواتي وصلن إلى المراحل الأخيرة من الحمل، ويكون علاج عسر الهضم خلال الحمل بتغيرات نظام الطعام وذلك بتناول وجبات طعام صغيرة، وتقسيمها على مدار اليوم، وعدم تناول الطعام قبل 3 ساعات من النوم، مع ضرورة تجنب المشروبات التي تحتوي على الكافيين والأطعمة الدهنية والغنية بالتوابل، كما أنّ الجلوس باستقامة بعد تناول الطعام يمكن أن يُقلّل الضغط على المعدة[٨].


المراجع

  1. "Indigestion", webmd, Retrieved 4-3-2020. Edited.
  2. "Treatment options for indigestion", healthline, Retrieved 20-11-2019. Edited.
  3. "Treatment of Indigestion", niddk, Retrieved 19-11-2018. Edited.
  4. "How to Treat Indigestion at Home", healthline, Retrieved 21-11-2019. Edited.
  5. ^ أ ب ت familydoctor.org editorial staff (17-10-2018), "What is indigestion (dyspepsia)?"، familydoctor, Retrieved 21-11-2019. Edited.
  6. ^ أ ب "Why Do I Have Indigestion?", healthline, Retrieved 21-11-2019. Edited.
  7. Carol DerSarkissian (8-7-2019), "What causes pregnancy heartburn or indigestion?"، webmd, Retrieved 19-11-2019. Edited.
  8. "Indigestion and heartburn in pregnancy", nhs, Retrieved 4-3-2020. Edited.

فيديو ذو صلة :