أضرار الزعفران على الحامل

أضرار الزعفران على الحامل

الزعفران

إن الزعفران واحد من التوابل ذات الرائحة القوية، واللون المميز، كما أنه من أعلى التوابل ثمنًا، إذ تتراوح كلفة 450 غرامًا منه بين 500 و 5000 دولار أمريكي؛ ويعود السبب في ذلك إلى صعوبة حصاده؛ مما يجعل الإنتاج مكلفًا، إذ يحصد الزعفران يدويًا من زهرة الزعفران السوسني أو الزعفران المزروع، ويرجع أصل نشأة هذا النبات في اليونان، إذ كان يُستخدم لخصائصه الطبية، فكان الناس يتناولونه لتعزيز الرغبة الجنسية، وتحسين الذاكرة والمزاج، ولأن فترة الحمل من الفترات الحساسة التي تمر بها المرأة في حياتها؛ إذ تصبح بعض أصناف الطعام تشكل خطرًا عليها وعلى الجنين؛ وقد يحذر البعض المرأة الحامل من تناول بعض الأعشاب بما فيها الزعفران، ويتطرق هذا المقال إلى توضيح إذا كان الزعفران خطرًا على المرأة أثناء الحمل أم لا[١].


أضرار الزعفران على الحامل

يوجد اعتقاد سائد عند بعض الثقافات بأن تناول الزعفران أثناء فترة الحمل قد يسهم في منح الطفل بشرة أفتح، كما ينصح الناس السيدات الحوامل بخلطه باللبن أو بعض أصناف الأطعمة؛ إلا أنه لا يوجد أي دليل علمي يثبت صحة ذلك، ويعد الزعفران آمنًا أثناء الحمل، بشرط تناوله بكمية صغيرة؛ فاستهلاك الزعفران بكميات زائدة قد يؤدي إلى النزيف، وتقلصات الرحم، ونقص الصفائح، والإجهاض، والغثيان، و الإسهال، والتقيؤ، وبالنسبة لمستخلص الزعفران؛ فإنه شديد التركيز، ويُستخدم في بعض البلدان الآسيوية كمكمل للاكتئاب، وحرق الدهون، وخسارة الوزن، والحد من الرغبة الشديدة بتناول السكر، لكن في الواقع لا يوجد بحث علمي حول مدى سلامة استهلاك مستخلص الزعفران أثناء الحمل؛ لذا يُفضل تجنبه لاحتوائه عادة على تركيزات عالية من مادتي كروسين وسافرانال، ويعتقد ممارسو الطب البديل أن الأمهات الحوامل يمكنهن تناول الزعفران خلال الثلث الثاني من الحمل، ويفضل أن يكون ذلك ابتداءً من الشهر الخامس؛ نظرًا لأن الحمل يصبح مستقرًا بحلول ذلك الوقت، ويمكن للسيدات الحوامل تناول 20 إلى 30 ملليغرامًا، أو ما يعادل خيطين من الزعفران يوميًا، وتناول أكثر من الكمية المذكورة قد يكون له بعض الآثار الجانبية[٢].


فوائد الزعفران للحامل

أما عن فوائده للحامل فهي متعددة، بما في ذلك[٢]:

  • تحسين الهضم: وفقًا لاستطلاع للرأي نشرته المجلة الإيرانية للعلوم الطبية الأساسية[٣]، فإن الزعفران يسهم في تطهير الجهاز الهضمي، وتحسين تدفق الدم فيه، وزيادة الشهية، وتعزيز الهضم.
  • الآلام والتشنجات: إن عضلات الأم وعظامها تمتد أثناء الحمل لاستيعاب الجنين المتنامي؛ مما قد يسبب تشنجات وآلام في المفاصل والمعدة، وقد تهدئ الخصائص المضادة للتشنج وللالتهابات من هذه الأعراض.
  • تحسين النوم: إن خصائص الزعفران المهدئة والمنومة قد تساعد في مشاكل النوم التي تحدث أثناء الحمل.
  • تحسين المزاج: من الشائع أثناء الحمل حدوث بعض التقلبات المزاجية، ويعد الزعفران مضادًا للاكتئاب، وقد يحسن المزاج.
  • تعزيز صحة القلب: إن خواص الزعفران المضادة للأكسدة واللالتهابات قد تحافظ على مستويات الكوليسترول السليمة، وتعزز صحة الشرايين والأوعية الدموية.
  • تسهيل الولادة: من المعروف أن الزعفران يحفز تقلصات الرحم، وقد يسهل الولادة عند تناوله أثناء المخاض.


فوائد الزعفران الصحية

أما عن الفوائد التي تعود على الجسم من الزعفران فهي كالآتي[٤][١]:

  • ذو خصائص مكافحة للسرطان: إن الزعفران غني بمضادات الأكسدة التي تساعد على التخلص من الجذور الحرة الضارة، والتي تسبب السرطان، وفي إحدى الدراسات الأنبوبية[٥]؛ وُجد أن مركبات الزعفران تقتل خلايا سرطان القولون أو تكبح نموها، في حين تترك الخلايا الطبيعية سليمة، كما ينطبق هذا التأثير أيضًا على خلايا الجلد، ونخاع العظام، والبروستاتا، وعنق الرحم، والرئة، والثدي السرطانية[٦].
  • تخفيف أعراض متلازمة ما قبل الدورة الشهرية: يشير مصطلح متلازمة ما قبل الدورة الشهرية إلى الأعراض الجسدية والنفسية التي تحدث قبل بدء فترة الحيض، وأثبتت إحدى الدراسات[٧] أن الزعفران قد يسهم في علاج هذه الأعراض؛ إذ تناولت مجموعة من السيدات اللواتي تتراوح أعمارهن من 20 إلى 45 عامًا 30 ملغ من الزعفران يوميًا، في حين تناولت سيدات المجموعة الثانية علاجًا وهميًا، وكان الزعفران أكثر فعالية في علاج أعراض الدورة الشهرية كالصداع والألم.
  • تقليل الشهية وتعزيز خسارة الوزن: وفقًا لإحدى الدراسات[٨]؛ فإن الزعفران قد يمنع الرغبة بتناول الوجبات الخفيفة من خلال كبح الشهية، إذ استمرت هذه الدراسة لثمانية أسابيع، وشعرت السيدات اللواتي يتناولن مكملات الزعفران بالشبع والامتلاء بشكل ملحوظ، كما انخفض عدد مرات تناول الوجبات الخفيفة، وخسرن وزنًا أكبر بكثير من النساء في المجموعة الثانية، إلا أن العلماء غير متأكدين حتى الآن من أن الزعفران يحد من الشهية ويعزز خسارة الوزن، لكن إحدى النظريات المرتبطة بهذه الفكرة هي أن الزعفران يرفع من الحالة المزاجية؛ مما يقلل من الرغبة بتناول الوجبات الخفيفة.
  • تحسين المزاج وعلاج أعراض الاكتئاب: في المراجعة العلمية لخمس دراسات، تفوقت مكملات الزعفران على الدواء الوهمي في علاج أعراض الاكتئاب الخفيف إلى المعتدل[٩]، كما خلصت دراسات أخرى إلى أن تناول 30 ملغ من الزعفران يوميًا، كان بنفس فعالية العلاج بأدوية الاكتئاب مثل الفلوكستين، والإيميبرامين، وسيتوبرام، كما أن عدد الأشخاص الذين عانوا من آثار جانبية من الزعفران، كان أقل مقارنةً بالعلاجات الأخرى[١٠][١١].
  • الوقاية من اضطرابات الجهاز العصبي: قد تحمي مضادات الأكسدة الموجودة في الزعفران الجسم من الاضطرابات التي تصيب الجهاز العصبي، إذ أوجدت إحدى الدراسات[١٢] التي أجريت عام 2015 أن المركبات الموجودة في الزعفران كمركب كروسين تقلل من الالتهاب والأضرار التأكسدية في المخ، في حين أشارت دراسة أخرى نُشرت في مجلة مضادات الأكسدة إلى أن الزعفران قد يساعد في علاج أعراض الزهايمر؛ بسبب خصائصه المعززة للذاكرة وتأثيراته المضادة للأكسدة والالتهابات، إذ تناول الأشخاص الذين يعانون من مرض الزهايمر الخفيف إلى المعتدل لمدة 22 أسبوعًا، وتحسنت لديهم المهارات الإدراكية بصورة مماثلة لتلك التي تسبب بها دواء دونيبيزيل، كما عانوا من آثار جانبية أقل[١٣].
  • خفض مستويات السكر في الدم: أثبتت الدراسات التي أُجريت على فئران مصابة بمرض السكري، قدرة الزعفران على خفض مستويات السكر في الدم، وزيادة حساسية الإنسولين[١٤][١٥].
  • التخفيف من آثار التنكس البقعي المرتبط بالعمر: قد يحسن الزعفران البصر لدى البالغين المصابين بالتنكس البقعي المرتبط بالعمر، ويحميهم من أضرار الجذور الحرة، المرتبطة بهذا المرض.
  • التقليل من خطر الإصابة بأمراض القلب: أثبتت الدراسات التي أجريت على الحيوانات أن الزعفران يمتاز بخصائص مضادة للأكسدة، والتي بدورها قد تخفض نسبة الكوليسترول في الدم، وتمنع انسداد الأوعية الدموية والشرايين[١٦].


المراجع

  1. ^ أ ب "11 Impressive Health Benefits of Saffron", healthline, Retrieved 18-12-2019. Edited.
  2. ^ أ ب "Saffron (Kesar) During Pregnancy: Safety, Benefits And Side Effects", momjunction, Retrieved 18-12-2019. Edited.
  3. "A Survey on Saffron in Major Islamic Traditional Medicine Books", Iran J Basic Med Sci, 2013, Page 1–11. Edited.
  4. "What are the health benefits of saffron?", medicalnewstoday, Retrieved 18-12-2019. Edited.
  5. "Crocin from Crocus sativus possesses significant anti-proliferation effects on human colorectal cancer cells.", Experimental Oncology, 2007, Page 175-80. Edited.
  6. "Anticarcinogenic effect of saffron (Crocus sativus L.) and its ingredients.", Pharmacognosy Research, 2014, Page 99-107. Edited.
  7. "Epidemiology of Premenstrual Syndrome (PMS)-A Systematic Review and Meta-Analysis Study.", Journal of Clinical and Diagnostic Research, 2014, Page 106-9. Edited.
  8. "Satiereal, a Crocus sativus L extract, reduces snacking and increases satiety in a randomized placebo-controlled study of mildly overweight, healthy women.", Nutrition Research, 2010, Page 305-13. Edited.
  9. "Saffron (Crocus sativus L.) and major depressive disorder: a meta-analysis of randomized clinical trials.", Journal of Integrative Medicine, 2013, Page 377-83. Edited.
  10. "Hydro-alcoholic extract of Crocus sativus L. versus fluoxetine in the treatment of mild to moderate depression: a double-blind, randomized pilot trial.", Journal of Ethnopharmacology, 2005, Page 281-4. Edited.
  11. "Comparison of Saffron versus Fluoxetine in Treatment of Mild to Moderate Postpartum Depression: A Double-Blind, Randomized Clinical Trial.", Pharmacopsychiatry, 2017, Page 64-68. Edited.
  12. "The effects of Crocus sativus (saffron) and its constituents on nervous system: A review", Avicenna J Phytomed, 2015, Page 376–391. Edited.
  13. "Vitamin E, Turmeric and Saffron in Treatment of Alzheimer’s Disease", Antioxidants , 2016, Page 40. Edited.
  14. "Immunomodulatory and antioxidant effects of saffron aqueous extract (Crocus sativus L.) on streptozotocin-induced diabetes in rats.", Indian Heart Journal, 2017, Page 151-159. Edited.
  15. "Saffron (Crocus sativus L.) increases glucose uptake and insulin sensitivity in muscle cells via multipathway mechanisms.", Food Chemistry, 2012, Page 2350-8. Edited.
  16. "Cardiovascular effects of saffron: an evidence-based review.", The Journal of Tehran Heart Center, 2011, Page 59-61. Edited.

فيديو ذو صلة :