محتويات
متى تُعدّ الدورة الشهرية متأخرة؟
معظم السيدات اللواتي لم يصلنَ بعد إلى سن اليأس تأتي دورة الحيض لديهنّ عادةً كل 28 يومًا، وقد تتراوح مدة الدورة الشهرية الطبيعية من 21 إلى 35 يومًا، فإذا كانت دورتكِ الشهرية لا تقع ضمن هذه النطاقات؛ فقد يرجع ذلك إلى أحد الأسباب التي ستُذكر في هذا المقال[١].
ما هي أسباب تأخر الدورة الشهرية؟
بغضّ النظر عن الأسباب التي ستُذكر في المقال، فإنّ ملاحظة أحدها أو الإصابة بأحدها لا يعني بالضرورة تشخيص الحالة، فالطبيب المسؤول هو الشخص الوحيد الذي يستطيع معرفة سبب تأخر الدورة الشهرية، لذا لا بدّ لكِ من الذهاب للطبيب لمعرفة السبب الدقيق، وتتضمّن الأسباب المحتملة لتأخر الدورة الشهرية ما يلي[٢]:
- التوتر: عندما يصل مستوى التوتر لديكِ إلى ذروته؛ يخبر العقل نظام الغدد الصماء بإغراق الجسم بالهرمونات التي تفعِّل استجابة الكرّ أو الفرّ، أو كما تُعرَف بالإنجليزية باسم (fight or flight response)، وهي استجابة فسيولوجية للجسم، تظهر عند تعرّضه لما يُوتّره جسديًّا أو نفسيًّا[٣]، كما تُثبّط هذه الهرمونات الوظائف غير الضرورية للهروب من التهديد، بما في ذلك وظائف الجهاز التناسلي، لذا فإذا كانت السيدة تعاني من الكثير من الضغط والتوتر؛ يبقى جسمها في وضع الاستجابة للكرّ أو الفرّ؛ ممّا قد يجعلها تتوقف عن التبويض مؤقّتًا، وهذا النقص في الإباضة يمكن أن يُؤخّر الدورة الشهرية.
- فقدان الوزن أو اكتسابه: تؤثر التغيرات الحادّة في وزن الجسم في توقيت الدورة الشهرية، فقد تؤدي الزيادة أو النقص الشديد في دهون الجسم إلى اختلال التوازن الهرموني الذي يتسبب في تأخر الدورة الشهرية أو توقفها تمامًا، ويؤثر التقييد الشديد للسعرات الحرارية على الجزء الذي يتواصل مع الغدد الصماء من الدماغ (هي غدد تُطلِق هرموناتها في الدم مباشرةً للتحكّم بالعديد من وظائف الجسم المختلفة[٤])، ويعطي تعليمات لإنتاج الهرمونات التناسلية، وعندما تتعطّل قناة الاتصال بين الدماغ والغدد الصماء قد تخرج الهرمونات عن السيطرة.
- التمارين الرياضية المرهِقة: يمكن أن يؤدي التمرين الشاقّ إلى غياب الدورة الشهرية، وهو أكثر شيوعًا بين السيدات الرياضيات اللواتي يتدرّبنَ لعدة ساعات في اليوم، ويحدث ذلك لأنّ السيدة تحرِق سعرات أكثر من التي تتناولها سواء عن قصد أم دون قصد، وحين يحدث ذلك؛ قد يستغني الجسم عن بعض الوظائف غير الضرورية، منها وظائف الجهاز التناسلي، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى اختلال التوازن الهرموني الذي يسبب اختلال أو غياب الدورة الشهرية.
- متلازمة تكيس المبايض: وهي حالة طبية تتميز بمجموعة من الأعراض التي يسببها اختلال الهرمونات التناسلية، وتتجسّد في عدم حدوث الإباضة بانتظام لدى المصابات بها؛ ونتيجةً لذلك قد تكون الدورة الشهرية أخفّ من المعتاد، أو تنزل في أوقات غير منتظمة، أو تغيب تمامًا، وتتضمّن أعراض متلازمة تكيس المبايض الأخرى ما يأتي:
- نمو شعر الوجه والجسم الزائد.
- حب الشباب على الوجه والجسم.
- ترقّق شعر الرأس.
- زيادة الوزن أو صعوبة فقدان الوزن.
- ظهور بقع داكنة على الجلد غالبًا في طيات الجسم، مثل الرقبة، والفخذ، وتحت الثديين.
- ظهور الزوائد الجلدية في الإبط، أو الرقبة.
- العقم.
- استخدام وسائل منع الحمل الهرمونية: قد يكون لحبوب منع الحمل الهرمونية تأثير معاكس في بعض الأحيان خاصةً خلال الأشهر القليلة الأولى من الاستخدام، أيّ أنّها قد لا تجعل الدورة منتظمة كما هو متوقع عند الكثير من النساء، وكذلك عندما تتوقف السيدة عن تناولها قد يستغرق الأمر بضعة أشهر حتى تعود دورتها إلى طبيعتها، وقد تتأخر أو تغيب الدورة في كثير من الأحيان.
- ما قبل سن اليأس: تبدأ مرحلة ما قبل الوصول إلى سن اليأس عادةً في منتصف الأربعينيات إلى أواخرها، وتستمرّ أعراضها لعدة سنوات قبل أن تتوقف الدورة الشهرية تمامًا، ومن مميزات هذه المرحلة تأخر الدورة عن موعدها في كثيرٍ من الأحيان واضطرابها.
- سن اليأس المُبكّر: أو انقطاع الطمث المُبكّر، ويُعرف أيضًا باسم فشل المبايض المُبكّر، والذي يحدث عندما يتوقف المبيضان عن العمل قبل بلوغ سنّ الأربعين، وعندما لا يعمل المبيضان كما ينبغي؛ فإنهما لا ينتجان ما يكفي من الإستروجين، ممّا يُؤدّي لحدوث أعراض انقطاع الطمث، من بينها تأخر الدورة الشهرية أو غيابها، وكذلك الهبات الساخنة، وصعوبة النوم، ومشاكل الحمل، وانخفاض الرغبة الجنسية، وصعوبة التركيز، وجفاف المهبل، والتعرّق الليلي.
- أمراض الغدة الدرقية: تُنظّم هرمونات الغدة الدرقية العديد من الأنشطة الحيوية من بينها الدورة الشهرية، لذا يمكن أن يُؤثر كلّ من قصور الغدة الدرقية، وفرط نشاطها في الدورة الشهرية؛ ممّا يُسبّب عدم انتظامها، ولكن تجدُر الإشارة إلى أنّ فرط نشاط الغدة الدرقية هو عادةً من يتسبّب بتأخر الدورة الشهرية، أو غيابها لعدّة أشهر.
- الأمراض المزمنة: ترتبط بعض المشكلات الصحية المزمنة بعدم انتظام الدورة الشهرية، منها ما يأتي:
- مرض الداء الزلاقي، أو السيلياك، أو مرض حساسية القمح، وهو مرض مناعي ذاتي يؤثّر على الجهاز الهضمي للشخص المصاب، إذ عند تناول الشخص للمواد الغذائية التي تحتوي على الجلوتين، يستجيب الجهاز المناعي في الجسم من خلال مهاجمة بطانة الأمعاء الدقيقة في الجسم، مما يُؤثر سلبًا عليها، وبالتالي على قدرتها على امتصاص الطعام بطريقةٍ صحيحة، ممّا قد يتسبّب بسوء التغذية الذي يؤثر على إنتاج الهرمونات الطبيعية في الجسم، وبالتالي تأخر الدورة الشهرية، أو غيرها من الاضطرابات الخاصة بها.
- مرض السكري من النوع الأول والثاني، إذ في حالات نادرة (عند عدم ضبط مستويات السكر في الدم)، يمكن أن يؤثر مرض السكري بنوعيه الأول والثاني على انتظام الدورة الشهرية.
- الحمل: إذا كان هناك احتمال أن تكون السيدة حاملًا، وكانت دورتها غير منتظمة؛ فقد يدل ذلك على بداية حمل جديد، ويمكنها إجراء اختبار الحمل المنزلي بعد حوالي أسبوع من غياب دورتها الشهرية عن موعدها، لكن قد يؤدي إجراء الاختبار في وقتٍ مُبكّرٍ جدًا إلى الحصول على نتيجة سلبية خاطئة، وتشمل الأعراض المبكرة الأخرى للحمل التي يجب مراقبتها، الشعور بألم وتورم في الثديين، والغثيان أو القيء، والإعياء، والتعب.
ما هو علاج تأخر الدورة الشهرية؟
يمكن لطبيبك أن يُشخّص بطريقةٍ صحيحةٍ سبب تأخر الدورة الشهرية أو غيابها عند إجراء فحوصات مُخصّصة، ومناقشة خيارات العلاج معكِ، ويمكنكِ الاحتفاظ بسجل للتغيّرات التي تطرأ على دورتكِ، إضافةً إلى التغيرات الصحية الأخرى لمساعدة الطبيب في التشخيص[١]، واعتمادًا على ما يشتبه به طبيبكِ؛ قد يحيلكِ إلى طبيب أمراض نسائية متخصّص في علاج الحالات التي تؤثر في الجهاز التناسلي، أو أخصائي الغدد الصماء، كما قد يطلب الطبيب فحصًا كاملًا يشمل الأمراض النسائية واختبارات مُتعدّدة، مثل اختبارات الدم، وفحص بالموجات فوق الصوتية أو الأشعة المقطعية أو التصوير بالرنين المغناطيسي للكشف عن أي مشاكل في الجهاز التناسلي أو الغدة النخامية في الدماغ[٥].
متى يجب الذهاب إلى الطبيب بسبب تأخر الدورة الشهرية؟
إذا كانت لديكِ أي من الأعراض التالية؛ يجب عليكِ مراجعة الطبيب على الفور[٦][١]:
- نزيف حادّ بطريقة غير عادية خلال دورة الحيض.
- ألم حادّ واستفراغ و غثيان.
- ارتفاع في درجة حرارة الجسم.
- نزيف حيض يستمرّ لأكثر من 7 أيام.
- نزيف مهبلي بعد الدخول في سن اليأس، وانقطاع الدورة لمدة عام.
- غياب عدة دورات متتالية.
- الحصول على نتيجة اختبار حمل إيجابية.
- وجود أعراض لمتلازمة تكيس المبايض.
- اكتساب أو فقد الكثير من الوزن.
- الشعور بالتوتر المُفرِط.
المراجع
- ^ أ ب ت Healthline Editorial Team (2018-05-02), "Why Is My Period Late: 8 Possible Reasons", www.healthline.com, Retrieved 2020-10-10. Edited.
- ↑ Corinne O'Keefe Osborn (2019-07-24), "How Late Can a Period Be? Plus Why It s Late", healthline, Retrieved 2020-10-06. Edited.
- ↑ "How the Fight-or-Flight Response Works", verywellmind, Retrieved 2020-10-12. Edited.
- ↑ "Endocrine Glands", msdmanuals, Retrieved 2020-10-12. Edited.
- ↑ nhs staff (2019-08-01), "Stopped or missed periods", nhs, Retrieved 2020-10-06. Edited.
- ↑ Nicole Galan, RN (2020-01-14), "Eight possible causes of a late period", medicalnewstoday, Retrieved 2020-10-06. Edited.