محتويات
إبر البلازما
خلال السنوات السابقة، وجد العلماء أن الجسم قادر على معالجة نفسه، فظهر العلاج باستخدام إبر البلازما، والذي يعد شكلًا من أشكال الطب التجديدي الذي يُمَكّن من تحسين عوامل النمو الطبيعية التي يستخدمها الجسم لمعالجة نفسه، وتُعرف إبر البلازما بأنها بلازما غنيّة بالصفائح الدموية[١].
إنّ البلازما هي الجزء المائي من الدم، إذ يتألف الدم من الماء والبروتينات، وهو يوفر وسيلة لخلايا الدم الحمراء وخلايا الدم البيضاء والصفائح الدموية لتدور عبر الجسم، إذ إنّ الصفائح الدموية وتسمى أيضًا بالصفيحات هي خلايا دموية مسؤولة عن تخثر الدم وهي عامل مهم في النمو وعلاج الأنسجة، إذ يلعب تنشيط الصفائح الدموية دورًا رئيسيًّا في عملية الشفاء الطبيعية للجسم، وإبر البلازما الغنيّة بالصفائح الدموية تُستخدم طبيًّا لتسريع شفاء الأوتار أو الأربطة أو العضلات أو المفاصل المتضررة، في هذه الحالات فإن إبر البلازما تستخدم نظامًا علاجيًّا طبيعيًّا خاصًّا بكل مريض لتحسين مشكلات العضلات والعظام[١].
يمكن تحضير إبر البلازما من خلال سحب عينة من دم الشخص المعالَج ثم تعريض هذه العينة للطرد المركزي لفصل مكونات الدم ثم حقنها مجددًا في الأنسجة المتضررة أو المنطقة المصابة، مما يؤدي إلى تحرر عوامل النمو التي تُحفز من الخلايا التي يُنتجها الجسم وتزيدها[١].
يَكمن الهدف الرئيسي من العلاج بإبر البلازما في تحفيز نمو خلايا جديدة صحيّة بدلًا من الخلايا السابقة والمتضررة؛ وذلك بسبب احتواء البلازما على عوامل النمو البروتينية، وبالرغم من أن العلاج لم يُثبت فعاليته إثباتًا حتميًّا، كما أن مركز الغذاء والدواء الأمريكي لم يوافق عليه بعد، ومع ذلك فقد تعالج بعض الرياضيين المشهورين باستخدام إبر البلازما، وقد ساعدتهم في الشفاء من الإصابات[٢].
أضرار استخدام إبر البلازما
بما أن إبر البلازما يجب حقنها في الجلد فتوجد لها آثار جانبية محتملة نتيجة الحقن فقط، ولا توجد أي أضرار من مادة البلازما بحد ذاتها؛ وذلك لأن البلازما مادة مصدرها جسم المريض نفسه فلا تُتوقع أي ردة فعل من الجسم للبلازما، ومن الآثار الجانبية التي تحدث أثناء إجراء الحقن ما يأتي[٣]:
- حدوث التهاب في منطقة الحقن، ولكن هذا نادر الحدوث؛ وذلك لأن إبر البلازما تحتوي على خلايا الدم البيضاء التي تُمكنها من محاربة أي مسببات للأمراض التي قد تدخل من خلال عملية الحقن، بالإضافة إلى ذلك فإن الطبيب المختص سيحرص على تعقيم كل ما يتعلق بحقن إبر البلازما مما يقلل من فرص حدوث الالتهابات.
- الحساسية، تظهر الحساسية عن دخول دواء معين أو طعام داخل الجسم، فتكون ردة فعل جهاز المناعة بتطوير أجسام مضادة لمحاربة الجسم الغريب، ولكن عند حقن البلازما لا يكون الأمر مشابهًا؛ وذلك لأن البلازما أُخِذت من دم الشخص المُعالَج، ولكن يُوجد احتمال نادر جدًّا لأن يتحسس الجسم تجاه خلايا البلازما، ولذلك يُضيف بعض الأطباء الأدرينالين إلى إبر البلازما، ليس فقط لأنها تخفف الألم وإنما لأنها تساعد في تخفيف أي آثار جانبية محتملة لإبر البلازما.
- تخثر الدم، ويعد احتمالًا نادر الحدوث، ويحدث ذلك عند منطقة الحقن إذا اخترقت الإبرة أوعية دموية مثل الشريان أو الوريد، ولتجنب مثل هذه المشكلة، يستخدم الأطباء أجهزة التصوير الرقميّة مثل الموجات فوق الصوتية أو التنظير لتوجيه الإبرة بحذر للمكان المطلوب.
أمّا الآثار الجانبية التي تظهر بعد الانتهاء من إجراء الحقن، فتتمثل بما يأتي[٣]:
- الشعور بالألم، قد يشعر المريض بقليل من الألم أو الانزعاج في منطقة الحقن مدة يوم أو يومين، ولتخفيف ذلك الألم قد يستخدم الطبيب المختص كريمًا مخدرًا على المنطقة قبل إجراء الحقن أو ينصح بتناول بعض مسكنات الآلام.
- احمرار وانتفاخ، قد يلاحظ المريض رضوضًا وتغيّرًا في لون الجلد وانتفاخًا في منطقة العلاج، ولكن هذه الآثار تختفي خلال يوم أو يومين إذ إنّ التورم هو جزء أساسي من عملية الشفاء كما أنه يساعد في نجاح العلاج، ويمكن وضع أكياس من الثلج للتخفيف منه.
إجراءات العلاج باستخدام إبر البلازما
إن العلاج باستخدام إبر البلازما يحتاج عدة جلسات لاستكمال العلاج، وغالبًا ما تكون ثلاث جلسات يفصل بينها 4-6 أسابيع، ويُفضل إعادة الجلسات كل 4-6 أشهر، وللبدء في العلاج باستخدام إبر البلازما تسحب عينة من الدم من الذراع وتوضع العينة في جهاز الطرد المركزي لفصل مكونات الدم حسب الكثافة، وبعد مرور 10 دقائق من الطرد المركزي تُفصل مكونات الدم إلى ثلاث طبقات، وهي: طبقة البلازما فقيرة الصفائح الدموية، وطبقة البلازما الغنيّة بالصفائح الدموية، وطبقة كريات الدم الحمراء، وتُسحب طبقة البلازما الغنيّة بالصفائح بإبرة تُحقن في المنطقة المراد معالجتها مباشرة[٤].
استخدامات إبر البلازما
توجد استخدامات عدة لإبر البلازما بالرغم من أن الأبحاث لم تُثبت كفاءة إبر البلازما في تحقيق الفوائد المتوقعة منها إثباتًا قاطعًا، إذ تُوجد عدة عوامل تؤثر على كفاءتها وفعاليتها ومن هذه العوامل: المنطقة التي تُعالج بالإبر، والصحة العامة للمريض، وحالة الإصابة إن كانت حادة أم مزمنة[٥]، ومن الحالات الصحيّة التي يلجأ الأطباء معالجتها باستخدام إبر البلازما[٥]:
- التهاب الأوتار المزمن، استنادًا إلى الأبحاث مؤخرًا وجدوا أن إبر البلازما أكثر فعاليّة لمعالجة التهاب الأوتار المزمن وخصوصًا إصابات الكوع نتيجة ممارسة رياضة التنس.
- الإصابات الحادة للعضلات والأربطة، خصوصًا عند الرياضيين، وبالرغم من غياب الأبحاث على فعاليتها إلا أن إبر البلازما تستخدم لتسريع عملية الشفاء في مثل هذه الإصابات.
- أثناء بعض العمليات الجراحية، مؤخرًا أصبح الأطباء يستخدمون إبر البلازما أثناء إجراء عمليات جراحية مختلفة لمساعدة الأنسجة على الشفاء، ولكن قد تكون نسبة الاستفادة منها قليلة أو معدومة وما زالت الأبحاث تُجرى للتأكد من فعاليتها.
- التهاب مفصل الركبة، قد تستخدم إبر البلازما في معالجة التهاب مفصل الركبة، ولكن لم يثبت نجاح الإبر في معالجة الالتهاب وما زالت الأبحاث قائمة.
- كسور في العظام، إن استخدام إبر البلازما في تحفيز شفاء العظام المكسورة محدودٌ، ولم يُظهر أي نتائج إيجابية بعد.
- علاج تساقط الشعر، يحقن الأطباء إبر البلازما في قشرة الرأس لتحفيز نمو الشعر ومنع تساقطه، واستنادًا إلى دراسة في عام 2014 وجدوا فيها نتائج إيجابية لمعالجة الصلع الوراثي[٢].
موانع استخدام إبر البلازما
لا يُنصح بالعلاج باستخدام إبر البلازما إن وُجدت هذه الحالات الصحيّة[٦]:
- وظائف غير طبيعية للصفائح الدموية.
- انخفاض عدد الصفائح الدموية.
- فقر الدم.
- الإصابة بالسرطان.
- وجود التهابات.
المراجع
- ^ أ ب ت [ https://www.hss.edu/condition-list_prp-injections.asp "Platelet-Rich Plasma (PRP) Injections"], HSS.edu, Retrieved 24-12-2019. Edited.
- ^ أ ب Elaine K. Luo, Rachell Nall (24-5-2017), [ https://www.healthline.com/health/prp#recovery-time "What Is PRP"]، Healthline, Retrieved 25-12-2019. Edited.
- ^ أ ب [ https://prpinjectionmd.com/prp-injection-side-effects/ "PRP Injection Side Effects"], prpinjectionmd, Retrieved 24-12-2019. Edited.
- ↑ Catherine Hannan, Scott Frothingham (3-1-2019), "PRP for Hair loss"، Healthline, Retrieved 25-12-2019. Edited.
- ^ أ ب "Platelet-Rich Plasma (PRP", orthoinfo.aaos.org,1-9-2011، Retrieved 25-12-2019. Edited.
- ↑ Melinda Ratini (13-8-2019), "Platelet-Rich Plasma Injections: What to Know"، Webmed, Retrieved 25-12-2019. Edited.