الجهاز الصوتي للإنسان

الجهاز الصوتي للإنسان

الصوت

يُنتج الإنسان الصوت للتعبير عن المشاعر والصور الذهنية واللغة، ويعد صوت الإنسان هو الوسيلة الطبيعية للتواصل مع البيئة المحيطة، ويعتمد إنتاج الصوت لدى الإنسان على العلاقة المتبادلة بين العديد من المكونات الفسيولوجية المختلفة، وتشمل مكونات الصوت التنفس الذي يولد الطاقة، والصوت الناتج من الحنجرة، والرنين الناتج من الحلق والأسنان والفك، بالإضافة إلى دور المكونات النفسية في إنتاج الصوت، بما في ذلك ارتفاع الصوت، ويؤدي حدوث تداخل في توازن هذه المكونات إلى حدوث خلل، كما أن إساءة استخدام أي مكون من هذه المكونات قد يؤدي إلى الإصابة بأمراض الحنجرة.


عند الرغبة في الكلام يصدر الدماغ إشارات إلى كل من عضلات التنفس وعضلات الحنجرة والعضلات المسؤولة عن النطق للاستعداد لإطلاق الصوت، ويجب أخذ نفس يؤدي إلى فتح الحبال الصوتية وتقلص عضلات الحجاب الحاجز، مما يسبب حدوث فراغ في الرئتين واندفاع الهواء، ثم تجتمع الحبال الصوتية معًا وتُغلِق الجزء العلوي من مجرى الهواء، وعند وجود ضغط هواء كافٍ تحت الحبال الصوتية، أو تحت لسان المزمار، يخرج الصوت، وستستمر القدرة على الكلام عند بقاء ضغط التنفس كافيًا للتغلب على الضغط تحت لسان المزمار، وتظهر وظيفة البلعوم والفك والفم واللسان والحنك الرخو في تشكيل الصوت إلى أحرف العلة والحروف الساكنة[١].


على الرغم من أن تردد الصوت أو درجاته تختلف بين الذكور والإناث، إلا أنه من المحتمل أن يوجد تداخل بين أصواتهم، وغالبًا ما يتحدث الذكور بصوت تردده ما بين 65-260 هيرتز، بينما تتحدث الإناث غالبًا بتردد ما بين 100-525 هيرتز، وبالتالي فإن الصوت الواقع بين 100-260 هيرتز هو ذكوري تمامًا كما أنه أنثوي أيضًا[٢].


الجهاز الصوتي

ينتج الصوت البشري من هياكل توليد الصوت، وهي:

  • الحنجرة، تعد الحنجرة من الهياكل المتخصصة للغاية، وتوجد على قمة القصبة الهوائية، وهي المسؤولة عن إنتاج الصوت ومرور الهواء أثناء التنفس وحماية مجرى الهواء أثناء البلع، وتحتوي الحنجرة على ثلاثة غضاريف، وهي[٣]:
    • الغضروف الدرقي، وهو الجزء الأمامي من الحنجرة، ويحتوي على تفاحة آدم والحبال الصوتية المعلقة أسفل تفاحة آدم مباشرة.
    • الغضروف الحلقي، ويوجد تحت الغضروف الدرقي ويشبه الحلقة، يزداد طوله في الجزء الخلفي من الحنجرة، ويعد منصة للغضروف الشرياني في الحنجرة.
    • الغضروف الشرياني، وهو زوج من الغضاريف التي تكون بشكل هرمي صغير، يتصل مع الغضروف الحلقي في الجزء الخلفي من الحبال الصوتية، ويشكل مع الغضروف الحلقي مفصلًا حلقيًّا شريانيًّا.
  • الحبال الصوتية: توجد الحبال الصوتية في الحنجرة وهي المسؤولة عن توليد الصوت، وتهتز هذه الحبال الصوتية وفقًا لفتح وإغلاق لسان المزمار، ويمر بعد ذلك الهواء عبر المسالك الصوتية وهي بمنزلة مرنان للصوت، وتشمل المسالك الصوتية البلعوم واللسان والحنك وتجويف الفم والأنف، ويحدد صدى هذه الهياكل جودة الصوت الناتج، وتختلف أحجام الحبال الصوتية ما بين الذكور والإناث، مما يعكس الاختلاف في حجم الحنجرة بينهم، وعادةًّ ما تكون أصوات الذكور البالغين أقل درجة ولديهم حبال صوتية أكبر، إذ يتراوح طول الحبال الصوتية الذكورية ما بين 17-25 ملم، في حين أن طول الحبال الصوتية للإناث يتراوح ما بين 12.5-17.5 ملم[٤].
  • لسان المزمار: يفتح لسان المزمار بين الحبال الصوتية، إذ إنه يفتح أثناء التنفس ويغلق أثناء البلع وإنتاج الصوت[٥].


التغيرات الصوتية لدى الإناث

تؤثر التغيرات الهرمونية للمرأة على المزاج والوزن ومستوى الطاقة والصوت أيضًا، إذ نلاحظ تقلب أصوات بعض النساء قبل الحيض أو خلال التبويض، ويعود ذلك لانخفاض مستويات هرمون الإستروجين، وعادةً ما تحدث في اليوم الواحد والعشرين من الدورة بحة في الصوت وانخفاض القوة الصوتية أو عدم استقرار الصوت.


تسبب التغيرات الهرمونية تغيرات داخل الحنجرة، فتتمدد الأنسجة التي تحمل السوائل والأوعية الدموية، مما يؤدي إلى زيادة حجم الحبال الصوتية واهتزازها بطريقة مختلفة، مما يتطلب جهدًا أكبر للتحدث والغناء، ومن المثير للاهتمام أن دار الأوبرا الأوروبية اعتادت على إعفاء المغنيات من الغناء خلال فترة ما قبل الحيض وأوائل فترة الحيض.


كما أن التغيرات الهرمونية خلال فترة الحمل، وأبرزها ارتفاع مستويات هرمون الإستروجين والبروجستيرون، تسبب تورم أنسجة الحبال الصوتية، مما يجعلها أثقل وأبطأ في الاهتزاز، كما أن زيادة مستويات هرمون البرولاكتين خلال فترة الرضاعة الطبيعية يقلل من هرمون الإستروجين، وبالتالي التأثير على الحبال الصوتية، ومن التغيرات التي قد تلاحظها المرأة خلال فترة الحمل والرضاعة التعب الصوتي والبحة في الصوت وزيادة الجهد الصوتي وعدم وجود مرونة صوتية.


عند انقطاع الطمث وبداية الهبات الساخنة قد تحدث بعض التغيرات في الصوت والحبال الصوتية، بما في ذلك جفاف الحنجرة وضعف قوة الرئتين وضعف عضلات الحنجرة وزيادة سمك الحبال الصوتية وقلة عدد الألياف المرنة والكولاجين[٢].


نصائح للحفاظ على الجهاز الصوتي بصحة جيدة

توجد عدة نصائح يمكن اتباعها للحفاظ على صحة الجهاز الصوتي[٦]:

  • شرب الماء وذلك للحفاظ على الجسم رطبًا، وإنّ وجود توازن مائي مناسب يساعد في الحفاظ على رطوبة الحبال الصوتية.
  • إراحة الصوت كل يوم خصوصًا خلال فترات الاستخدام المطوّل، فعلى سبيل المثال، يجب على المدرسين تجنب التحدث أثناء فترات الراحة بين الحصص الدراسية وإيجاد طرق هادئة لقضاء ساعة الغداء بدلًا من التحدث في غرفة المعلمين المزدحمة بالزملاء.
  • الإقلاع عن التدخين فيمكن للتدخين أن يهيج الحبال الصوتية.
  • تجنب الصراخ والتحدث بصوتٍ عالٍ في المناطق التي تكثر فيها الضجة.
  • ترطيب المنزل ومناطق العمل، فالرطوبة جيدة للصوت.
  • عدم التحدث كثيرًا عندما يكون الشخص مريضًا، ويُنصح بعدم التحدث عندما يكون الصوت مبحوحًا بسبب الإصابة بالبرد أو العدوى.
  • عند الاضطرار إلى التحدث علانيةً أو إلى مجموعات كبيرة أو في الهواء الطلق، فيُنصح باستخدام مكبر الصوت لتجنب إجهاد الصوت.


المراجع

  1. "NORMAL VOICE PRODUCTION", The ProVoice Center of Cincinnati, Retrieved 2019-5-20. Edited.
  2. ^ أ ب "Male and female voices", voice-academy, Retrieved 2019-5-20. Edited.
  3. "The Voice Mechanism", The Voice Foundation , Retrieved 2019-5-20. Edited.
  4. D.Mohankumar (2012-7-31), "Why Female Voice is sharper than that of Male? Fact File 4"، WordPress, Retrieved 2019-5-20. Edited.
  5. "Voice Anatomy & Physiology", The Voice Foundation, Retrieved 2019-5-20. Edited.
  6. "10 Tips for a Healthy Voice", live science,17-4-2006، Retrieved 16-5-2019. Edited.

فيديو ذو صلة :