تأثير نقص فيتامين د على الشعر

تأثير نقص فيتامين د على الشعر

فيتامين د

يُعدّ فيتامين د عنصرًا غذائيًا مهمًا وضروريًا للصحة؛ إذ إنه يلعب دورًا أساسيًا في العديد من وظائف الجسم بما في ذلك تعزيز المناعة، والحفاظ على عظام الجسم قويةً وحمايتها من الهشاشة، كما له فوائد جمالية للبشرة؛ وذلك لما يتمتع به فيتامين د من تحفيز لنمو الخلايا والمساعدة على خلق بصيلات جديدة للشعر، وتُعدّ الأسماك كسمك التونا خاصّةً والمأكولات البحرية عامّةً من أغنى الأطعمة بفيتامين د، ويمكن الحصول على فيتامين د أيضًا من مصادر أخرى كالمكملات الغذائية[١][٢].


يُعدّ فيتامين د فريدًا من نوعه بالنسبة لغيره من الفيتامينات؛ لأن الجلد ينتجه باستخدام أشعة الشمس، وفي الواقع يحوّل الأفراد ذوو البشرة الفاتحة والأفراد الأصغر سنًا أشعة الشمس إلى فيتامين د بطريقة أفضل بكثير مقارنةً بذوي البشرة الداكنة والذين تزيد أعمارهم عن 50 عامًا، وقد تترتب على نقص فيتامين د مشاكل صحية عديدة، وتتعلق بأجزاء الجسم المختلفة، ويتطرق هذا المقال إلى الحديث عن تأثير نقص فيتامين د على الشعر خصوصًا، وعن فوائد هذا الفيتامين، ومصادره[٣].


تأثير نقص فيتامين د على الشعر

يحتاج الشّعر للفيتامينات الضّرورية لزيادة نموّه ومن بين هذه الفيتامينات فيتامين د، إذ يُعدّ عاملًا رئيسًا لزيادة نموّ الشّعر، فهو يحفز نمو بصيلات الشّعر، وقد أظهر أحد الأبحاث أن الأشخاص الذين يعانون من داء الثعلبة -وهي من أمراض المناعة الذاتية تؤدي إلى تساقط شعر بقعي- كانت مستويات فيتامين د عندهم أقل بكثير من غيرهم من الذين لا يعانون من هذا الداء، بالإضافة إلى ذلك فإن نقص فيتامين د يلعب دورًا في تساقط الشعر عند الأشخاص غير المصابين بداء الثعلبة، كما أوجدت إحدى الدراسات أن النساء اللواتي يعانين من أشكال أخرى من تساقط الشعر، كانت مستويات فيتامين د منخفضةً لديهن[٤][٥][٢].


أُجريت دراسة أخرى عن تأثير فيتامين د على الشعر وعملية تدوير بصيلات الشعر، وأثبتت الدراسة أن فيتامين د يلعب دورًا مهمًا وأساسيًا في انتشار الخلايا الكيراتينية، وخلق بصيلات جديدة للشعر، إذ إنّ بصيلات الشعر هي المسام الصغيرة التي ينمو منها الشعر الجديد، بينما أثبتت دراسات متوفرة في المكتبة الوطنية للطب في الولايات المتحدة الأمريكية أنّ انتشار الخلايا الكيرياتينية الذي يُسببه فيتامين د يُعزز بقاء بصيلات الشعر القديمة ويمنعها من التساقط[٦].


تُشير دراسات أخرى إلى أنّه توجد أهمية كبيرة لمستقبلات فيتامين د في الجسم، وليس لفيتامين د فقط، وذلك في استعادة نمو الشعر، إذ وجدت دراسة نشرت عام 2014 في علم الغدد الصماء الجزيئي حينما أُدخلت مستقبلات فيتامين د في أجسام فئران تجارب، سُجِّل أنّ الشعر ينمو في الفئران بعد أسبوعين من إدخال هذه المستقبلات، وأثبتت مستقبلات فيتامين د أنها تساعد على إنتاج بصيلات شعر جديدة، وأنّها تُعيد نمو الشعر، بالرغم من أن الأبحاث العلمية حول المدة التي يستغرقها نمو الشعر وعن كمية الشعر الذي ينمو بعد تناول كمية كافية من فيتامين د وارتفاع نسبته في الجسم تعدّ قليلةً، إلا أنّ الدلائل تُشير إلى توقف تساقط الشعر، وتجدده في فتره لا تزيد عن شهرين بعد العلاج [١].


أسباب نقص فيتامين د

توجد عدة أسباب لنقص فيتامين د في الجسم، ومن ذلك[٧]:

  • عدم التعرض الكافي لأشعة الشمس: يختلف فيتامين د عن بقية الفيتامينات الموجودة في الجسم، إذ ينتجه الجلد عن طريق التعرض لأشعة الشمس المباشرة، وتُعدّ الشمس المصدر الرئيس لفيتامين D3، وهو نوع من أنواع فيتامين د، وهذا النوع يزيد من إفراز هرمونات الشعور بالراحة، مثل: هرمون الدوبامين والسيروتونين، فبالتالي نقصها من الجسم يُعدّ مسببًا أساسيًا للاكتئاب؛ لذلك فإنّ عدم التعرض لأشعة الشمس لفترات طويلة وكافية يمكن أن يؤدي إلى الاكتئاب.
  • قلة تناول الأطعمة الغنية بفيتامين د: ذكرنا أنّ أشعة الشمس تُعدّ المصدر الرئيسي للحصول على فيتامين د، وعلى الرغم من ذلك إلّا أنّه يمكن الحصول على فيتامين د من بعض الأطعمة، مثل: الأسماك (سمك السلمون، التونة، سمك القد، الروبيان) وكبد البقر والبيض، وتعدّ بعض الحبوب والحليب وعصير البرتقال من المواد الغذائية التي تحتوي على فيتامين د، إلّا أنّ نسبة فيتامين د الموجودة فيها لا تُعد كافيةً[١].
  • التقدم في السن: تصبح الكلى مع التقدم في السن غير قادرة على تحويل فيتامين د إلى شكله النشط (الكولسيترول) الذي يمكن أن يؤدي بدوره إلى نقص فيتامين د في الجسم.
  • مشكلات في الجهاز الهضمي: يؤدي وجود مشكلات في الجهاز الهضمي في بعض الحالات إلى عدم امتصاص كميات كافية من فيتامين د، مما يُسبب نقصًا في فيتامين د.


أعراض نقص فيتامين د

قد لا تظهر أعراض نقص فيتامين د على بعض الأشخاص، أو قد تكون الأعراض غير محددة، ومتغيرةً بمرور الوقت، وتشمل أعراض نقص فيتامين د ما يأتي[٢]:

  • تقلبات في المزاج، بما في ذلك الاكتئاب أو القلق.
  • كسور متكررة في العظام.
  • بطء التئام الجروح.
  • ضعف العضلات.
  • تفاقم ارتفاع ضغط الدم أو الإصابة به.
  • التعب المستمر.
  • الألم المزمن.
  • العقم.
  • فقدان كثافة العظام.


علاج نقص فيتامين د

إنّ اتباع نظام غذائي صحي غني بفيتامين د، والتعرض لأشعة الشمس لأوقات طويلة للحصول على كمية كافية منها يساعد على رفع نسبة فيتامين د في الجسم، إلّا أنّ بعض الأشخاص قد يحتاجون إلى استخدام مكمّلات فيتامين د المتوفرة في الصيدليات على شكل أقراص بنسب مختلفة، لكن في البداية تجب مراجعة الطبيب لإجراء الفحص اللازم لمعرفة نسبة فيتامين د في جسم المريض، ووصف الجرعة المناسبة التي يحتاجها المريض[٦].


فوائد فيتامين د

إنّ فيتامين د ضروري لبناء العظام والحفاظ على صحتها؛ وذلك لأن الكالسيوم لا يستطيع الجسم امتصاصه إلا عند وجود فيتامين د، ويلعب فيتامين د دورًا في علاج العديد من الحالات المرضية كما يأتي[٨]:

  • حماية الجسم من الإصابة ببعض أنواع السرطان.
  • تحسين المهارات الإدراكية لدى مرضى الزهايمر.
  • تسهم مكملات فيتامين د في علاج الاضطرابات الموروثة الناتجة عن عدم القدرة على امتصاص أو معالجة فيتامين د.
  • إن الحصول على ما يكفي من فيتامين د والكالسيوم في النظام الغذائي قد يبطىء فقدان المعادن في العظام؛ مما يقي من هشاشة العظام ويقلل خطر الإصابة بالكسور.
  • قد يقي تناول مكملات فيتامين د أو يعالج مرض الكساح، وهو حالة تتطور لدى الأطفال المصابين بنقص فيتامين د.
  • إن تناول مكملات فيتامين د على المدى الطويل يقلل من خطر الإصابة بالتصلب اللويحي المتعدد.
  • تُستخدم مكملات فيتامين د لعلاج الأفراد البالغين الذين يعانون من نقص حاد في هذا الفيتامين؛ مما يؤدي إلى فقدان المحتوى المعدني للعظام، وضعف العظام، وآلام العظام.


مصادر فيتامين د

فيما يأتي أبرز المصادر الغذائية لفيتامين د[٩]:

  • السلمون: يُعد السلمون من الأسماك الدهنية، ومن أهم مصادر فيتامين د، وتحتوي 100 غرام منه على ما بين 361 و685 وحدةً دوليةً منه.
  • الرنجة والسردين: تُعد سمكة الرنجة واحدةً من أفضل مصادر فيتامين د، وتحتوي كل 100 غم طازج منها على 1628 وحدةً دوليةً، وإذا لم تكن الرنجة طازجةً فإن الرنجة المخللة تُعد أيضًا مصدرًا ممتازًا لفيتامين د، إذ تحتوي كل 100غم منها على 680 وحدةً دوليةً، إلا أن الرنجة المخللة تحتوي على كمية كبيرة من الصوديوم، وبالنسبة للسردين فإن الحصة الواحدة منها تحتوي على 272 وحدةً دوليةً من فيتامين د.
  • زيت كبد سمك القد: يُعد هذا الزيت من المكملات الشائعة، ويمكن اللجوء إليه في حال كان الفرد لا يحب تناول الأسماك، وتحتوي الملعقة الصغيرة منه أي ما يساوي 4.9 مل على حوالي 450 وحدةً دوليةً من فيتامين د.
  • التونة المعلبة: تحتوي 100 غم من التونة المعلبة على ما يصل إلى 236 وحدةً دوليةً من فيتامين د، والجدير بالذكر أن التونة المعلبة تحتوي على ميثيل الزئبق، وهو سم موجود في أنواع كثيرة من الأسماك، والذي قد تترتب على تراكمه في الجسم مشاكل صحية خطيرة.
  • المحار: يمتاز المحار بانخفاض محتواه من السعرات الحرارية وغناه بالمواد الغذائية، إذ تحتوي 100 غم منه على 68 سعرةً حراريةً فقط، وعلى 320 وحدةً دوليةً من فيتامين د.
  • الجمبري: على عكس معظم المأكولات البحرية الأخرى الغنية بفيتامين د، فالروبيان قليل الدسم، لكنه يحتوي على كمية جيدة من فيتامين د، أي حوالي 152 وحدةً دوليةً لكل حصة.
  • الفطر: يتشابه الفطر مع البشر في أنه يكوّن فيتامين د عندما يتعرض لضوء الأشعة فوق البنفسجية، إلا أن الفطر ينتج فيتامين د2، في حين تنتج الحيوانات فيتامين د3، وعلى الرغم من أن فيتامين د2 يساعد على رفع مستويات الدم من فيتامين د، إلا أنه قد لا يكون بنفس فعالية فيتامين د3، ويُعد الفطر البري مصدرًا ممتازًا لفيتامين د2، ويحتوي كل 100 غم على ما يصل إلى 2300 وحدة دولية.


أثر الإفراط في استهلاك فيتامين د

غالبًا يواجه الأشخاص الذين يستهلكون كمياتٍ كبيرةً من فيتامين د على الأقل اثنين من الأعراض الآتية، في غضون بضعة أيام من تناول الجرعة الزائدة[١٠]:

  • إرهاق غير مبرر.
  • فقدان الشهية وفقدان الوزن.
  • الإمساك.
  • جفاف الفم.
  • استغراق الجلد وقتًا أطول للعودة إلى وضعه الطبيعي بعد القرص.
  • زيادة العطش والتبول المتكرر.
  • الصداع المستمر.
  • التقيؤ والغثيان.
  • التشوش أو صعوبة في التفكير.
  • عدم انتظام ضربات القلب.
  • ضعف العضلات ونقص قوتها.
  • تغيرات في طريقة المشي.


قد يصاب الأشخاص الذين يعانون من تسمم فيتامين د الشديد أو المزمن بأعراض مهددة للحياة، بما في ذلك[١٠]:

  • الجفاف الشديد.
  • ارتفاع ضغط دم.
  • بطء النمو.
  • مشاكل في التنفس.
  • فقدان الوعي المؤقت.
  • فشل القلب والنوبة القلبية.
  • حصى الكلى والفشل الكلوي.
  • فقدان السمع.
  • طنين الأذنين.
  • التهاب البنكرياس.
  • قرحة المعدة.
  • الغيبوبة.


المراجع

  1. ^ أ ب ت Annamarya Scaccia (2017-2-13), "Vitamin D Deficiency and Hair Loss"، healthline, Retrieved 2019-1-26. Edited.
  2. ^ أ ب ت Jenna Fletcher (2018-4-30), "Can a vitamin D deficiency cause hair loss?"، medicalnewstoday, Retrieved 2019-1-26. Edited.
  3. "Vitamin D Deficiency", clevelandclinic, Retrieved 16-12-2019. Edited.
  4. "Vitamin D Deficiency in Alopecia Areata", BritishJournalofDermatology, 2014, Page 6. Edited.
  5. "Serum ferritin and vitamin d in female hair loss: do they play a role?", Skin Pharmacology and Physiology, 2013, Page 101-7. Edited.
  6. ^ أ ب Will Hartfield (2018-10-18), "The Truth About Vitamin D Deficiency Causing Hair Loss"، hairlossrevolution, Retrieved 2019-1-26. Edited.
  7. JAMI COOLEY, RN, CNWC (2018-9-28), "10 Vitamin D Deficiency Symptoms You Can Identify Yourself"، universityhealthnews, Retrieved 2019-1-26. Edited.
  8. "Vitamin D", mayoclinic, Retrieved 16-12-2019. Edited.
  9. "9 Healthy Foods That Are High in Vitamin D", healthline, Retrieved 16-12-2019. Edited.
  10. ^ أ ب "Can too much vitamin D hurt you?", medicalnewstoday, Retrieved 16-12-2019. Edited.

فيديو ذو صلة :