محتويات
معاقبة ابنكِ المراهق
ربما استخدمتِ مجموعة من استراتيجيات الانضباط عندما كان طفلك صغيرًا؛ لتعليمه أساسيات السلوك الجيد، وعندما كبر طفلك وأصبح مراهقًا وجب عليك تغيير هذه الاستراتيجيات؛ إذ يمكنك وضع الحدود والقواعد لمساعدته على تعلم الاستقلالية في حياته، وتحمّل مسؤولية سلوكه ونتائجها، وحل المشكلات التي يواجهها، ويعد التمسك ببعض القواعد الواضحة المتفق عليها مسبقًا معه، مع توضيح العواقب المترتبة على تجاوزها مهمًا؛ ليكبر ابنك ويصبح لديه معاييره الخاصة بالسلوك واحترام الآخرين، إذ يكون تأديب المراهقين أكثر فاعلية عندما تستخدمين التواصل الصريح معه، وذلك بالتحدث عن وجوب وضع حدود يشارك هو في صنعها، كما أن التفاوض معه جزء أساسي يساعد في تجنب المشاكل، إذ إنّ التفاوض يظهر له أنك تحترمين أفكاره، ويعلمه استخدام أسلوب التسوية كجزء من عملية صنع القرار فيما بعد، مع ضرورة الحفاظ على بيئة عائلية يسودها الدفء والمحبة؛ ليشعر ابنك المراهق بالأمان عند ارتكابه بعض الأخطاء، وبالتالي يتحكمون في سلوكهم بشكل أفضل[١].
إليكِ الطريقة الصحيحة لمعاقبة ابنكِ المراهق
يمكن أن تجلب سنوات المراهقة بعض أصعب تحديات الانضباط التي يتعين على الآباء مواجهتها، فالمراهقون يسؤون التصرف بالعديد من الطرق، منها التمرد والجدال والكذب وغيرها الكثير، وذلك لأنهم يبحثون عن الاستقلالية، إلا إنهم يفتقرون إلى النضج العاطفي الذي يحتاجونه لاتخاذ قرارات مدروسة وصحيحة، إذ يمكن أن يؤدي الجمع بين الاستقلالية وعدم النضج إلى سلوكيات مراهقة محفوفة بالمخاطر، مثل التدخين وغيره، ويعد تأديب المراهقين و انضباطهم أمرًا صعبًا؛ فلا يمكنك وضعهم في غرفة العقاب كما فعلت عندما كانوا أطفالًا صغارًا، وتتطلب التربية الفعالة للمراهقين العديد من استراتيجيات الانضباط القوية والذكية، ومنها[٢]:
- ارسمي قواعد واضحة: يحب المراهقون تخطي الحدود كثيرًا؛ ليروا كيف سيستجيب آباؤهم لذلك، ولذا يعد وضع قواعد واضحة لها عواقب مترتبة على خرقها أمرًا مهمًا للغاية، كما أنك ستحصلين على مقاومة أقل إذا أشركتِ أطفالك في تصميم عواقبهم الخاصة، مع بقاء الكلمة النهائية لك، على سبيل المثال؛ قد تكون عقوبة كسر وقت النوم هي أن يبقى ابنك المراهق في المنزل في عطلة نهاية الأسبوع القادمة.
- اكتبي القواعد في قائمة: قومي بإنشاء قائمة رسمية لقواعد المنزل، أو اكتبي عقد سلوك يوقّعه ابنك المراهق؛ حتى لا يكون هناك سوء تفاهم فيما بعد، ألصقي القائمة أو العقد على الثلاجة أو في مكان ظاهر آخر؛ ليتمكن أطفالك من رؤيتها وتذكر القواعد دائمًا، ومن الأمثلة على كيفية كتابة القواعد الواضحة ما يلي، حظر الخروج من المنزل بعد الساعة 8 مساءً في أيام الأسبوع، و 10 مساءً في عطلة نهاية الأسبوع، ويمنع الخروج حتى انتهاء الواجب المنزلي، ثم وضحي العقاب أيضًا، من يخالف إحدى هذه القواعد يُحرم من مشاهدة التلفزيون ليوم واحد.
- كوني حازمة وواضحة عندما يتعلق الأمر بالقواعد المتفق عليها: يعرف المراهقون بأنهم مفاوضون بارعون، كما يجيدون التلاعب أيضًا، إذ إنهم بارعون في اكتشاف أي علامة ضعف عند الوالدين، لذا عليك عدم الاستسلام لمناشداتهم من أجل التساهل في تطبيق القواعد؛ لأن ذلك يؤدي إلى توقعهم نفس الاستجابة منك في كل مرة يسيئون التصرف فيها، أو يخالفون قاعدة ما، ويجب على كلا الوالدين أن يكونوا في نفس الصف؛ فإذا كان أحد الوالدين دائمًا يقول نعم، والآخر دائمًا يقول لا، فإن ابنك المراهق سيعرف بالضبط أي من الوالدين سيسأل ويفاوض، ويجب عليك عند التحلي بالحزم أن تكوني عادلة ومتفهمة، فالقليل من التعاطف يقطع شوطًا طويلاً عند تأديب المراهقين.
- كوني قدوة جيدة له: تعد أفضل طريقة لتشجيع السلوكيات الإيجابية للمراهقين هي رؤية الآباء يطبقونها، على سبيل المثال، إذا كانت القاعدة تمنع الشتائم في المنزل، فعليكِ تطبيقها أولًا والابتعاد عن التلفظ بالشتائم وغيرها أمامه، إذ إنك تمنحين ابنك المراهق تصريحًا مجانيًا ليقوم بنفس الشيء عند فعلها.
- علمي ابنك المراهق المسؤولية: يعد تعليم ابنك المراهق كيفية اتخاذ القرارات جزءًا مهمًا من التربية، إذ يحتاج المراهق الى تعلم أن القرارات التي يختارها سواء كانت جيدة أو سيئة لها عواقب، لذا اجلسي وتحدثي مع ابنك عن بعض العواقب الخطيرة وطويلة المدى للسلوكيات المحفوفة بالمخاطر، بما في ذلك تعاطي المخدرات والتدخين والقيادة المتهورة، واعلمي أن ابنك المراهق سوف يرتكب بعض الأخطاء بغض النظر عن مدى جودة تربيتك له، لكن المهم هو أن توضحي له كيفية التعلم من تلك الأخطاء.
- ابقي على تواصل دائم مع ابنك المراهق: يعد توقع أفعال ابنك المراهق أحد أفضل الطرق لمنعه من ارتكاب السلوك السيئ، وما عليك سوى التواصل والاهتمام بابنك ونشاطاته اليومية، مثل أن تسالي ابنك عما يفعله عند الخروج مع أصدقائه، كما يجب عليك مراقبة أي علامات تحذيرية تدل على وجود خلل في تصرفات ابنك، مثل الهروب من المدرسة، أو فقدان أو اكتساب الكثير من الوزن بسرعة، أو صعوبة النوم، أو قضاء المزيد من الوقت بمفرده، أو الوقوع في مشاكل مع القانون، أو التحدث عن الانتحار، والإدمان، فإذا رأيتِ أيًا من هذه التغييرات في ابنك المراهق، فاطلبي المساعدة من الطبيب أو معالج مختصّ على الفور.
استراتيجيات للتقليل من المشاكل السلوكية لابنكِ المراهق
نقدم إليك أدناه بعض أهم الاستراتيجيات لمنع المشاكل السلوكية لدى المراهقين في المستقبل، منها[٣]:
- تجنبي الدخول معه في صراعات: قاومي الدخول في صراع ساخن على السلطة مع ابنك المراهق، فعندما يقول لك أن هذا ليس عدلاً أو سأفعل ذلك لاحقًا، قاومي الدخول في جدال معه، وضعي حدًا ثابتًا ووضحي العقاب في حال تم خرقه.
- دعي ابنك المراهق يكتسب الامتيازات: وضحي له أنه ليحصل على امتيازات إضافية يجب أن يسعى للحصول عليها، سواء كان ابنك المراهق يريد أحذية رياضية باهظة الثمن، أو يطلب وقتًا متأخرًا للنوم، حددي الطريقة الواجب اتباعها ليحصل على هذه الامتيازات.
- اقضي وقتًا ممتعًا معه: امنحي ابنك المراهق اهتمامًا إيجابيًا لبناء أساس متين لعلاقتك معه، كوني على استعداد للدخول إلى عالم ابنك المراهق من خلال تعلم كيفية لعب لعبة فيديو أو مشاهدة فيلم للمراهقين.
- تواصلي معه بانتظام: يعد التواصل الصحي جوهر أي علاقة جيدة؛ لذا من المهم التحدث عن كل شيء من ضغط الأصدقاء إلى الأهداف المستقبلية، فعندما يعرف ابنك المراهق أنه بإمكانه التحدث إليك، فمن المرجح أن يسعى للحصول على إرشاداتك دومًا عند التعرض لأي عقبة.
- ابعدي عنه الإلكترونيات: يعد استخدام الإلكترونيات من الهواتف الذكية إلى أجهزة الكمبيوتر المحمولة أمرًا مهمًا لمعظم المراهقين، لذا يمكن أن يكون لتقييد امتيازات الهاتف الخاصة بمراهقك نتيجة فعالة، فحرمانه لمدة يوم كامل من استخدامها يعد كافيًا لإرسال رسالة واضحة إلى ابنك المراهق بعدم تكرار تجاوز بعض القواعد، كما احرصي على إلزامه بساعات محددة لاستخدامها.
- اجعليه يقضي وقتًا بعيدًا عن أصدقائه: إذا كان السلوك السيء لابنك المراهق ناتج عن تقليده لأصدقائه، فخذي منه حقه في مقابلتهم لفترة من الوقت، أو إلغي خططه الخاصة في عطلة نهاية الأسبوع معهم، فقد يذكره حرمانه من رفاقه باتخاذ خيار أفضل في المرة القادمة.
- اطلبي من ابنك المراهق تصحيح أخطائه: فإذا تصرف ابنك المراهق بسلوك أدى إلى إيذاء شخصًا آخر ، ضعي خطة لتعويض خطؤه؛ إذ إنّ إصلاحه لشيء كسره، أو القيام بعمل إضافي لشخص ما يصلح العلاقة بينهم، ويذكره بتحمل المسؤولية الناتجة عن سلوكه.
المراجع
- ↑ "Discipline strategies for teenagers", raisingchildren.net.au, 2019-01-10, Retrieved 2020-08-14. Edited.
- ↑ Amita Shroff, MD (2017-11-10), "Curb Your Teens Bad Behavior with Discipline that Works", www.webmd.com, Retrieved 2020-08-14. Edited.
- ↑ Steven Gans, MD (2019-01-20), "Teen Discipline: Strategies and Challenges", www.verywellfamily.com, Retrieved 2020-08-14. Edited.