حديث عن علامات الساعة

حديث عن علامات الساعة

حديث عن علامات الساعة

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تَقُومُ السَّاعَةُ حتَّى تَقْتَتِلَ فِئَتانِ عَظِيمَتانِ، يَكونُ بيْنَهُما مَقْتَلَةٌ عَظِيمَةٌ، دَعْوَتُهُما واحِدَةٌ، وحتَّى يُبْعَثَ دَجَّالُونَ كَذّابُونَ، قَرِيبٌ مِن ثَلاثِينَ، كُلُّهُمْ يَزْعُمُ أنَّه رَسولُ اللَّهِ، وحتَّى يُقْبَضَ العِلْمُ وتَكْثُرَ الزَّلازِلُ، ويَتَقارَبَ الزَّمانُ، وتَظْهَرَ الفِتَنُ، ويَكْثُرَ الهَرْجُ: وهو القَتْلُ، وحتَّى يَكْثُرَ فِيكُمُ المالُ فَيَفِيضَ حتَّى يُهِمَّ رَبَّ المالِ مَن يَقْبَلُ صَدَقَتَهُ، وحتَّى يَعْرِضَهُ عليه، فَيَقُولَ الذي يَعْرِضُهُ عليه: لا أرَبَ لي به، وحتَّى يَتَطاوَلَ النَّاسُ في البُنْيانِ، وحتَّى يَمُرَّ الرَّجُلُ بقَبْرِ الرَّجُلِ فيَقولُ: يا لَيْتَنِي مَكانَهُ، وحتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِن مَغْرِبِها، فإذا طَلَعَتْ ورَآها النَّاسُ - يَعْنِي آمَنُوا - أجْمَعُونَ، فَذلكَ حِينَ لا يَنْفَعُ نَفْسًا إيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ، أوْ كَسَبَتْ في إيمانِها خَيْرًا، ولَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وقدْ نَشَرَ الرَّجُلانِ ثَوْبَهُما بيْنَهُما، فلا يَتَبايَعانِهِ ولا يَطْوِيانِهِ، ولَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وقَدِ انْصَرَفَ الرَّجُلُ بلَبَنِ لِقْحَتِهِ فلا يَطْعَمُهُ، ولَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وهو يُلِيطُ حَوْضَهُ فلا يَسْقِي فِيهِ، ولَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وقدْ رَفَعَ أُكْلَتَهُ إلى فيه فلا يَطْعَمُها) [المصدر: صحيح البخاري|خلاصة حكم المحدّث: صحيح][١].


علامات الساعة الصغرى والكبرى

يمكن بيان كل من علامات الساعة الصغرى والكبرى كما يأتي:

علامات الساعة الصغرى

تُقسّم علامات الساعة الصغرى إلى قسمين، قسم حدث وآخر لم يحدث بعد، وهي كما يأتي[٢]:

علامات الساعة الصغرى التي حدثت ولن تتكرّر

هذه العلامات قد حصلت مسبقًا وانتهت ولن تتكرّر، وهي كما يأتي[٢]:

  1. انشقاق القمر.
  2. بعثة النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته.
  3. نار الحجاز التي أضاءت أعناق الإبل في بلدة في الشام تسمى بُصرى.
  4. توقّف الخراج والجزية.

علامات الساعة التي وقعت وقد تتكرّر

هذه العلامات قد حدثت مُسبقًا مرّة على الأقل، وقد تتكرّر لاحقًا وبعضها لا يزال مستمرًا، وهي كما يأتي[٢]:

  1. الحروب والفتوحات، فقد غزا المسلمون الهند وفتحوا العديد من المدن والممالك، مثل فارس، والروم، والقسطنطينية لنشر الإسلام، وسيفتح روما فقد قال صلى الله عليه وسلم: (لا يَبْقى على ظَهرِ الأرضِ بَيتُ مَدَرٍ ولا وَبَرٍ إلَّا أدْخَلَه اللهُ كَلِمةَ الإسلامِ؛ بعِزِّ عَزيزٍ، أو ذُلِّ ذَليلٍ؛ إمَّا يُعِزُّهُم اللهُ فيَجْعَلُهم مِن أهْلِها، أو يُذِلُّهم فيَدينون لها) [المصدر: تخريج المسند|خلاصة حكم المحدّث: صحيح].
  2. اختلال المقاييس، قد ذكر لنا النبي صلى الله عليه وسلم أن مقاييس الأمور ستختلّ قبل قيام الساعة، فيُصدّق الكاذب ويُكذّب الصادق، ويُتّهم الأمناء ويخونون، أما الخونة فيؤتمنون على الأعراض والأموال، ويتكلّم السفهاء في أمور العامّة وسيهدون إلى الأمور غير الصحيحة، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (سيأتِي على الناسِ سنواتٌ خدّاعاتٌ؛ يُصدَّقُ فيها الكاذِبُ، ويُكذَّبُ فيها الصادِقُ، ويُؤتَمَنُ فيها الخائِنُ، ويخَوَّنُ فيها الأمينُ، وينطِقُ فيها الرُّويْبِضَةُ، قِيلَ وما الرُّويْبِضةُ؟ قال: الرجُلُ التّافِهُ يتَكلَّمُ في أمرِ العامةِ) [المصدر: صحيح الجامع|خلاصة حكم المحدّث: صحيح].
  3. إسناد الأمر لغير أهله.
  4. قتال التّتر والتّرك.
  5. فساد المسلمين.
  6. تطاول الحفاة العراة رعاة الشاة في البنيان، وولادة الخادمة لسيدتها.
  7. الخسف والمسخ والقذف الذي يرسله الله لعقاب أقوام من الأمة.
  8. زيادة المال.
  9. اجتماع الأمم ضد الأمة الإسلامية.
  10. قطع الأرحام، وتسليم الخاصّة وفشو التجارة.
  11. شرطة آخر الزمان الذين يجلدون الناس

علامات الساعة الصغرى التي لم تقع بعد

توجد بعض العلامات التي لم تقع بعد، وهي كما يأتي[٢]:

  1. عودة الجزيرة العربية جنّات وأنهارًا، ذلك بأن تعود الجزيرة العربية لما كانت عليه في سالف عهدها، وقد يعود ذلك لما يفعله أهلها من زراعة الأرض وحفر الآبار وغيره من الأمور التي قد تحصل في زماننا، كما أنّه قد يكون ذلك بسبب تغيّر المناخ فيتحول الجو الحار إلى لطيف، وتتفجّر فيها العيون والأنهار ممّا يجعل أرضها خصبة، ويجعل سهولها خضراء.
  2. انتفاخ الأهلّة، ذلك يعني ظهور الهلال كبيرًا عند بداية ظهوره، وقد يستمر ذلك لليلتين أو ثلاث، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (مِنَ اقترابِ الساعَةِ انتفاخُ الأهِلَّةِ) [المصدر: صحيح الجامع|خلاصة حكم المحدّث: صحيح].
  3. حديث الجماد والسباع للإنس، إذ عن أبي سعيدٍ الخُدريِّ قال: عدا الذئبُ على شاةٍ فأخذها فطلبه الراعي فانتزعَها منه فأقعى الذئبُ على ذَنَبِه فقال ألا تتقِي اللهَ ؟ تنزعُ مني رزقًا ساقه اللهُ إليَّ فقال : يا عجَبي ذئبٌ مُقعٍ على ذنَبِه يكلِّمُني كلامَ الإنسِ فقال الذئبُ ألا أخبرُك بأعجبَ من ذلك؟ محمدٌ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بيثربَ يخبرُ الناسَ بأنباءِ ما قد سبق قال: فأقبل الراعي يسوقُ غنمَه حتى دخل المدينةَ فزواها إلى زاويةٍ من زواياها، ثم أتى رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فأخبره فأمر رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فنُوديَ بالصلاةِ جامعةً، ثم خرج فقال للرَّاعي: أخبِرْهم فأخبرَهم فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (صدق والذي نفسي بيدِه لا تقومُ الساعةُ حتى يكلمَ السِّباعُ الإنسَ ويكلِّمُ الرجلُ عذبةَ سوطِه وشِراكَ نعلِه ويُخبرُه فخُذْه بما أحدث أهلُه بعدَه) [المصدر: السلسلة الصحيحة|خلاصة حكم المحدّث: صحيح].
  4. انحسار الفرات عن جبل من ذهب، يعني ذلك أنّ نهر الفرات سيذهب ماؤه، وقد يكون بسبب تحوّل مجراه، وسيظهر كنز مطمور بالتراب وعندما يمرّ الماء قريبًا من هذا الجبل سيكشف والله أعلم، وقد نهانا الرسول الكريم عن أخذ شيء منه لأنّ ذلك سيبب الفتنة وسفك الدماء، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تقومُ الساعةُ حتى يحسرَ الفراتُ عن جبلٍ من ذهبٍ، يقتتلُ الناسُ عليه، فيُقتلُ من كلِّ مائةٍ تسعةٌ وتسعونَ، و يقولَ كلُّ رجلٍ منهم: لعلي أكونُ أنا الذي أنجو) [المصدر: صحيح الجامع |خلاصة حكم المحدّث: صحيح].، وفي حديث آخر قد قال عليه أفضل الصلاة والسلام: (يُوشِكُ الفُراتُ أنْ يَحْسِرَ عن كَنْزٍ مِن ذَهَبٍ، فمَن حَضَرَهُ فلا يَأْخُذْ منه شيئًا) [المصدر: صحيح البخاري |خلاصة حكم المحدّث: صحيح].
  5. إخراج الأرض كنوزها المخبّئة، يأمر الله الأرض بأن تخرج كنوزها المُخبّئة في جوفها، ويزهد به الناس لكثرة الفضة والذهب، ويتألمون لارتكابهم المعاصي للحصول على هذه الأمر التافه، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تَقِيءُ الأرْضُ أفْلاذَ كَبِدِها، أمْثالَ الأُسْطُوانِ مِنَ الذَّهَبِ والْفِضَّةِ، فَيَجِيءُ القاتِلُ فيَقولُ: في هذا قَتَلْتُ، ويَجِيءُ القاطِعُ فيَقولُ: في هذا قَطَعْتُ رَحِمِي، ويَجِيءُ السَّارِقُ فيَقولُ: في هذا قُطِعَتْ يَدِي، ثُمَّ يَدَعُونَهُ فلا يَأْخُذُونَ منه شيئًا) [المصدر: صحيح مسلم |خلاصة حكم المحدّث: صحيح].
  6. مُحاصرة المسلمين إلى المدينة، فمن أهم علامات الساعة هزيمة المسلمين وحصار أعداؤهم لهم في المدينة المنورة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يوشك المسلمون أن يحاصروا إلى المدينة، حتى يكون أبعدَ مسالحِهم سلاحٌ) [المصدر: تخريج مشكاة المصابيح |خلاصة حكم المحدّث: إسناده صحيح].
  7. إحراز الجهجاه الملك، والجهجاه هو رجل من قحطان سيصير إليه الملك، وهو شخص شديد الجبروت والبطش والقوة، فقد قال صلى الله عليه وسلم: (لا تَقُومُ السَّاعَةُ حتَّى يَخْرُجَ رَجُلٌ مِن قَحْطانَ، يَسُوقُ النَّاسَ بعَصاهُ) [المصدر: صحيح البخاري |خلاصة حكم المحدّث: صحيح].
  8. فتنة الأحلاس وفتنة الدهيماء، والأحلاس جمع حلس، وهو الكساء الذي يوضع أسفل القتب على ظهر البعير، وهنا تشبيه للفتنة بالأحلاس لظلمتها، والدهيماء هي الداهية التي تقع بشرّها على البشر، وقد قال قائل يا رسول الله: وما فتنة الأحلاس؟ قال: (هي فتنةُ هرَبٍ وحرْبٍ ثم فتنةُ السَّرَّاءِ دخَلُها أو دخَنُها مِنْ تحت قدمَي رجلٍ مِنْ أهلِ بيتي يزعمُ أنه مِنِّي وليس مِنِّي إنما وليِّيَ المُتَّقُونَ ثم يصطلحُ الناسُ على رجلٍ كورِكٍ على ضِلَعٍ ثم فتنةُ الدُّهَيماءِ لا تدَعُ أحدًا مِنْ هذه الأمةِ إلا لطَمتْه لطمةً فإذا قيل انقطعتْ تمادتْ يُصبِحُ الرجلُ فيها مؤمنًا ويُمسى كافرًا حتى يصيرَ الناسُ إلى فُسطاطَينِ فُسطاطُ إيمانٍ لا نفاقَ فيه وفُسطاطُ نفاقٍ لا إيمانَ فيه إذا كان ذاكم فانتظِروا الدجَّالَ مِنَ اليومِ أو غدٍ) [المصدر: مسند أحمد |خلاصة حكم المحدّث: إسناده صحيح].
  9. خروج المهدي، يبعث الله تعالى في آخر الزمان خليفةً عادلًا اسمه المهدي، وهو من سلالة فاطمة، ويوافق اسمه واسم أبيه اسم الرسول صلى الله عليه وسلم وأبيه، وقد وصَفَه الرسول عليه السلام في العديد من الأحاديث بأنّه يملئ الأرض عدلًا بعدما امتلئت بالظلم، وبأنّه أجلى الجبهة، وأقنى الأنف، فقد قال رسول الله عليه وسلم: (لا تذهبُ الدُّنيا حتَّى يملكَ العربُ رجلٌ من أهلِ بيتي يُواطئُ اسمُه اسمِي) [المصدر: صحيح الترمذي |خلاصة حكم المحدّث: حسن صحيح].

علامات الساعة الكبرى

ندرج علامات الساعة الكبرى التي ذكرها الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وهي علامات متتالية تظهر بالتتابع بعد ظهور أولى العلامات، وهي كما يأتي[٢]:

  1. ظهور الأعور الدجال.
  2. نزول عيسى بن مريم.
  3. ظهور يأجوج ومأجوج.
  4. ظهور 3 خسوفات، خسف في المغرب، وخسف في المشرق، وخسف في جزيرة العرب.
  5. ظهور الدخان.
  6. طلوع الشمس من مغربها.
  7. الدابة.
  8. النار التي تسوق الناس إلى محشرهم.


آثار الإيمان باليوم الآخر

يُعدّ الإيمان باليوم الآخر من أركان الإيمان، وقد خشي النبي صلى الله عليه وسلم على الأمة أن تنشغل بالحياة الدنيا وتتنافس عليها وتنسى الحياة الآخرة، ولذلك يجب التفكير في حقيقة الدنيا والآخرة، واختيار الأفضل للنفس[٣]، وتوجد العديد من آثار الإيمان باليوم الآخر، وهي كما يأتي[٤]:

  1. استشعار العبد لكلّ عمل يعمله فيشعر بالمسؤولية عن كل أفعاله صغيرها وكبيرها.
  2. الجد والاجتهاد في العمل لأنّ العبد يُحاسب نفسه عن أيّ تقصير قد يرد منه.
  3. عدم نسيان الهدف الأساسي من وجود العبد في الحياة الدنيا، فهي طريق مرور للوصول إلى الحياة الآخرة، ويجب أن يكون زاده التقوى والأعمال الصالحة.
  4. حرص المسلم على جمع الحسنات للدار الآخرة وليس كنز الأموال لأمور الدنيا الفانية.
  5. بذل الدينار والدرهم في سبيل إرضاء الله تعالى.
  6. تهوين الشدائد على المسلم بغض النظر عن شدتها.


المراجع

  1. "فتح الباري شرح صحيح البخاري"، اسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 6/12/2020. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت ث ج "دليل المسلم الجديد 34 علامات الساعة الصغرى والكبرى"، طريق الإسلام، 2016-08-13، اطّلع عليه بتاريخ 2020-12-05. بتصرّف.
  3. "الإيمان باليوم الآخر وأثره في صلاح الفرد والمجتمع"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 2020-12-05. بتصرّف.
  4. "آثار الإيمان باليوم الآخر"، المكتبة، اطّلع عليه بتاريخ 2020-12-05. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :