محتويات
طرق تقوية الصلة بالله تعالى
إنّ تقوية الصلة باللّه سبحانه وتعالى أمر يسير يُيسّره الله على المسلم الذي يطلب الهداية والعون منه سبحانه، وتوجد عدة طرق لتقوية الصلة باللّه تعالى، منها ما يأتي[١]:
- طاعة الله وامتثال أوامره، والبعد عن معصيته واجتناب نواهيه.
- التقرب إلى الله سبحانه بالنوافل.
- دعاء الله سبحانه، فهو وسيلة عظيمة للتقرب إليه، يدعو العبد خالقه بالتوفيق والعون والتقرب منه ونيل رضاه.
- الإكثار من ذكر الله سبحانه، ومن أهم أنواع الذكر القرآن الكريم، لذا يجب على العبد تأمّله وتدبّر آياته.
- التحلّي بمكارم ومحاسن الأخلاق، والبعد عن مساوئها.
أعمال تُثقّل الميزان
إنّ كل عمل صالح يعمله العبد مُخلصًا لله سبحانه فيه، يُثقّل الله به موازين الحسنات الخاصة به يوم القيامة؛ فقد قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا} [النساء:40]، ومن الأعمال التي يُثقل بها الميزان يوم القيامة ما يلي[٢][٣]:
- التهليل، بمعنى قول لا إله إلا الله، وهي من أثقل الأشياء في الميزان، وكلمة الحق والإخلاص والتوحيد التي قامت بها السماوات والأرض، ومن أجلها أرسل الله سبحانه الرسل وأنزل الكتب، وبلغ من عِظمها، وجليل وصفها، ما جاء في الحديث القدسي: (يا موسى، لو أن السموات السبع وعامرهن غيري، والأرضين السبع في كفة ولا إله إلا الله في كفة مالت بهنّ لا إله إلا الله) [الصحيح المسند | خلاصة حكم المحدث: صحيح].
- التسبيح والتكبير والتحميد: التسبيح والتحميد كلمتان خفيفتان على اللسان؛ باعتبار قلة كلماتها، وسهولة تعلمها،.ولكنهما ثقيلتان في الميزان والأجر، عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن، سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم) [صحيح البخاري | خلاصة حكم المحدث: صحيح].
- المحافظة على الأذكار بعد الصلاة المكتوبة: قال صلى الله عليه وسلم: (خصلتان، لا يحافظ عليهما عبدٌ مسلم إلا دخل الجنة، هما يسير، ومن يعمل بهما قليل: يسبّح في دبر كل صلاة عشرًا، ويحمد عشرًا، ويكبّر عشرًا، فذلك خمسون ومائة باللسان، وألف وخمس مائة في الميزان، ويكبّر أربعا وثلاثين إذا أخذ مضجعه، ويحمد ثلاثا وثلاثين، ويسبح ثلاثا وثلاثين، فذلك مائة باللسان، وألف في الميزان) [صحيح أبي داود | خلاصة حكم المحدث: صحيح].
- الاحتساب والصبر على فقدان الولد الصالح: من صبر على مُر الابتلاء، واحتسب أجره عند الله سبحانه، وسألَه أن يبدله خير منه، له أعظم سلوى وأكبر بشارة، وذلك في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (بخٍ بخٍ!ما أثقلهن في الميزان: لا إله إلا الله، والله أكبر، وسبحان الله، والحمد لله، والولد الصالح يتوفى فيحتسبه والده) [صحيح الترغيب | خلاصة حكم المحدث: صحيح].
- التحلّي بمكارم الأخلاق ومحاسنها: التحلّي بمحاسن الأخلاق، والبعد عن مساوئها، من أعظم الأعمال الصالحة التي تثقل الميزان ولا يكاد يعدل فضلها ورفعتها غيرها من الأعمال، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:(ما من شيء يوضع في الميزان أثقل من حسن الخلق، وإن صاحب حسن الخلق ليبلغ به درجةَ صاحب الصوم والصلاة) [صحيح الجامع | خلاصة حكم المحدث: صحيح].
- اتباع الجنائز والصلاة عليها: إنّ حضور الجنازة حتى دفنها والصلاة عليها لها أجر عظيم، وثقل كبير في الميزان، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من تبع جنازةً حتى يُصلّى عليها، ويفرغ منها، فله قيراطان، ومن تبعها حتى يصلى عليها، فله قيراط، والذي نفس محمد بيده لهو أثقل في ميزانه من أحد) [تخريج المسند | خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح].
أعمال بسيطة تُدخل صاحبها الجنة بفضل الله
يسعى المسلمون لدخول الجنة والتلذذ برضوان الله، والتنعّم بعطاياه، إذ في الجنة لا سقم ولا موت ولا كدر ولا بأس فيها يُعكّر صفو النفوس، وهناك أعمال يسيرة يدخل الله سبحانه أصحابها الجنة بفضل منه، قال عز وجل: {وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [الأعراف من الآية:43]، لذا علينا المسارعة والمثابرة في فعل الخير، دون التحقير أو التقليل من أي فعل أو قول، فربّ عمل يسير يكون سببًا في دخول الجنة، وقد ورد في السنة النبوية بعض هذه الأعمال التي يجب أن نتدبرها ونتدبر الحكمة والموعظة منها، ومن هذه الأعمال[٤]:
- التمرة التي أدخلت صاحبتها الجنة، إذ عن صعصعة بن معاوية عم الأحنف قال: (دخَلت على أم المؤمنين عائشَةَ رضي الله تعالى عنها- امرأةٌ معَها ابنتانِ لَها ، فأعطَتها ثلاثَ تمراتٍ، فأعطَت كلَّ واحدةٍ منهما تمرةً، ثمَّ صَدعتِ الباقيةَ بينَهُما، قالت: فأتى النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ، فحدَّثتُهُ، فقالَ: (ما عجبُكِ، لقد دخلَت بِهِ الجنَّةَ) [صحيح ابن ماجه| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، فمن الدروس المستفادة من هذا الحديث مدى عظمة الصدقة على الأهل، وأنّهم أحق الناس بالمعروف، وأنّ الصدقة باب للرزق والبركة في الدنيا والقبر والآخرة، وباب للصلاح والفلاح والسعادة الوافرة، وهي من أيسر الأعمال لتجنب جهنم وحرِّها.
- سقي الماء الذي أدخل بغيًّا الجنة، عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (بينما كلبٌ يُطِيفُ برَكيَّةٍ، كاد يقتُلُه العطشُ، إذ رأَتْه بغيٌّ من بغايا بني إسرائيلَ، فنزَعَت مُوقَها، فسَقَتْه فغُفِر لها به) [صحيح البخاري| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، وهنا يتبيّن أنّ الرحمة والعطف من أسباب رحمة الله تعالى، ومهما بلغت ذنوبنا، لا بدّ لنا من فعل الخير والإسراع في التوبة، ومزاحمة أهل الصلاح، دون أن نقنط من من رحمة الله سبحانه، فاللّه غفور كثير المغفرة غفر لهذه المرأة ذنوبها وبغيها وأكرمها وأحسن إليها بفضل عملها الصالح.
- إماطة الأذى عن الطريق، عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لقد رأيتُ رجلًا يتقلَّبُ في الجنَّةِ، في شَجرةٍ قطعَها من ظَهْرِ الطَّريقِ، كانت تؤذي النَّاسَ) [صحيح مسلم| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، فإماطة الأذى عن الطريق من الأعمال التي تنفع الناس وتدفع الضرّ عنهم، وتفيد المؤمن بأن تنجّيه من حرّ جنهم يوم القيامة وتدخله الجنة برحمة الله، فمن أراد دخول الجنة يجب عليه الحرص على خدمة الناس وقضاء حوائجهم والتيسير عليهم بالكلمة الطيبة والمال.
- الرغيف الذي أدخل صاحبه الجنة، عن عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ رضي الله تعالى عنه حيث قال: (إن راهبًا عبد اللهَ في صومعتِه ستين سنة، فجاءت امرأةٌ فنزلت إلى جنبِه، فنزل إليها، فواقعها ستَ ليالٍ، ثم سقط في يدِه، فهرب، فأتى مسجدًا، فأوى فيه ثلاثًا ؛ لا يَطعمُ فيه شيئًا، فأتي برغيفٍ، فكسره، فأعطى رجلًا عن يمينِه نصفه، وأعطى آخرَ عن يسارِه نصفَه، فبعث اللهُ إليه ملكُ الموتِ، فقبض روحَه، فوضعتْ الستون في كفةٍ، ووضعت الستُ في كفةٍ، فرجحت - يعني الستَ - ثم وضع الرغيفَ، فرجح - يعني رجح [الرغيفَ] الستَ)[صحيح الترغيب| خلاصة حكم المحدث: صحيح موقوف]، بسبب رغيف واحد أُدخِل صاحبه الجنة، إنّ مساعدة المحتاجين والضعفاء وإطعام الطعام قدر المستطاع من أفضل الوسائل للتقرّب من الله سبحانه ودخول الجنة.
المراجع
- ↑ "وسائل تقوية العلاقة بالله تعالى"، إسلام ويب، 2016-12-19، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-02. بتصرّف.
- ↑ "أعمال تثقل الميزان"، إسلام ويب، 2014-05-04، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-03. بتصرّف.
- ↑ "الأعمال الصالحة في الميزان "، طريق الإسلام، 2015-10-14، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-02. بتصرّف.
- ↑ "أعمال يسيرة أدخلت بفضل الله الكريم أصحابها الجنة "، طريق الإسلام، 2018-05-01، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-03. بتصرّف.