كيف يحدث الاغماء

كيف يحدث الاغماء

كيف يحدث الإغماء؟

الإغماء هو فقدان الوعي المؤقّت والمفاجئ الذي يصيب الإنسان نتيجة انخفاض تدفق الدم المفاجئ إلى الدماغ، فكما هو معلوم، يتكوّن دماغ الإنسان من أجزاء عديدة، مثل نصفي الكرة المخية، والمخيخ، وجذع الدماغ، وهو يحتاج إلى تدفّق الدم الناقل للأكسجين والجلوكوز إلى خلاياه حتى يبقى حيًا، ويكون جسم الإنسان مستيقظًا عندما يؤدي جهاز التنشيط الشبكي في جذع الدماغ وظيفته ويكون نشطًا، وعندما يكون أحد نصفي الكرة المخية نشطًا، أما الإغماء فيحصل عندما يتراجع تدفق الدم إلى جهاز التنشيط الشكبي، أو حينما يُحرَم نصفا الكرة المخية من الدم أو الأكسجين أو الجلوكوز، وبذلك، لا يحدث الإغماء عندما تكون مستويات سكر الدم طبيعيةً إلّا نتيجةً لعرقلة تدفّق الدم لمدة وجيزة إلى الدماغ بأكمله، أو إلى جهاز التنشيط العصبي[١].


ما هي أنواع الإغماء؟

ثمة أنواع عديدة من حالات الإغماء التي تصيب الإنسان، تتشمّن أبرزها كلًا مما يلي[٢][٣]:

  • النوبة الوعائية المبهمة (Vasovagal syncope): تحدث النوبة الوعائية المبهمة جرّاء تعرّض الشخص لصدمة عاطفية قوية أو لإجهاد، أو بسبب رؤيته لأمرٍ صادمٍ أو نتيجة الوقوف لمدة زمنية طويلة.
  • إغماء الجيب السباتي (Carotid sinus syncope): يعاني الإنسان من إغماء الجيب السباتي حينما ينقبض الشريان السباتي في الرقبة، ويحصل هذا الأمر في معظم الحالات نتيجةَ إدارة الرأس بسرعة نحو جانب واحد، أو نتيجة ارتداء طوق ضيق جدًا حول الرقبة.
  • الإغماء الظرفي (Situational syncope): يصاب الإنسان بالإغماء الظرفي نتيجة بعض الحالات التي تؤثر في وظيفة جهاز الأعصاب، والتي تسبب الإجهاد والضغط الشديد، وهذا يشمل كلًا من القلق، والخوف، والألم، والجوع، وتعاطي الكحول أو المُخدّرات، والسعال القوي، والتبول وفرط التنفس.


ما هي أسباب الإغماء؟

ترجع الإصابة بالإغماء غالبًا إلى نقص الأكسجين في الدماغ، وهو أمر يحصل عادة نتيجة بعض الحالات الطبية، مثل أمراض الرئة، وأمراض الدورية الدموية، والتسمّم بأول أكسيد الكربون، ويكون الإغماء في حالاتٍ كهذه آلية دفاعية يتبّعها الجسم للبقاء على قيد الحياة؛ فحالما تنخفض مستويات الدم والأكسجين في الدماغ انخفاضًا كبيرًا؛ يوقِف الجسم فورًا وظيفة الأعضاء غير الحيوية لتوجيه الأكسجين والموارد الأخرى إلى الأعضاء الحيوية، وعندما يكتشف الدماغ أنه يفتقر إلى الأكسجين؛ فإنه يعطي أوامره لتسريع عملية التنفس وزيادة مستويات الأكسجين، وهذا الأمر بدوره يُسبّب تسارع معدل دقات القلب للسماح بوصول كميات إضافية من الأكسجين إلى الدماغ، وعندما يحصل هذا الأمر، تكون النتيجة هي انخفاض ضغط الدم في مناطق أخرى من الجسم، ويسهم ذلك، جنبًا إلى جنب مع فرط التنفس، في إصابة الشخص بفقدان الوعي والإغماء وضعف العضلات لمدة زمنية قصيرة، وعمومًا، تتنوع الأسباب المحفزة لحدوث الإغماء عند الإنسان، وهي تختلف تبعًا لنوع الإغماء، بيد أنها تشمل عمومًا كلًا مما يلي[٤]:

  • رؤية صورة صادمة أو مزعجة، مثل صور ضحايا الحروب وصور الدم.
  • التعرض إلى موقف محرج جدًا.
  • المكوث في بيئة حارة وخانقة لمدة طويلة.
  • المعاناة من اضطراب عاطفي مفاجئ بعد تلقّي أخبار مفجعة.
  • ممارسة التمارين والأنشطة البدنية المرهقة، مثل رفع الأثقال.
  • تناول بعض الأدوية، مثل حاصرات البيتا، ومدرات البول، وأدوية خفض ضغط الدم؛ إذ تساهم جميعها في احتمال حدوث انخفاض ضغط الدم الانتصابي المسبب للإغماء عند بعض الأفراد.
  • الإصابة بارتفاع ضغط الدم.
  • عدم انتظام دقات القلب.
  • الإصابة بتضيق صمامات القلب أو انسدادها.
  • الإصابة بنوبة قلبية مسببة لموت عضلة القلب نتيجة نقص الدم والأكسجين.


ما ينبغي لكِ فعله مع حالات الإغماء

تختلف الإجراءات التي ينبغي لكِ اتباعها في حالات الإغماء إذا كنتِ أنتِ المصابة أم أحد أفراد أسرتكِ، وتتضمّن هذه الإجراءات ما يلي[٥]:

  • إذا أصبتِ بالإغماء، فإنّ أول ما ينبغي لكِ فعله هو الاستلقاء على ظهركِ تجنبًا لحدوث الإغماء مرة أخرى، ويجب أيضًا تجنّب النهوض بسرعة من مكانكِ، وعليكِ البقاء مستلقية لبعض الوقت ريثما تشعرين بالتحسن، وإذا قررتِ أن تتخذي وضعية الجلوس؛ فيجب عليكِ عندئذ أن تضعي رأسكِ بين ركبتيكِ، وإذا لم تشعري بالتحسّن عليكِ محاولة الاتصال لطلب العناية الطبية.
  • إذا أصيب أحد أفراد أسرتكِ بالإغماء، ينبغي أولًا أن تَدعيه يستلقي على ظهره مباشرةً، ثم تتحري حالته الجسدية؛ فإذا كان خاليًا من أي إصابةٍ وكان يتنفس طبيعيًا؛ يجب عليكِ عندها أن ترفعي ساقيه فوق مستوى قلبه بنحو 30 سم، وأن تفكّي الأحزمة أو الياقات أو الملابس الضيقة التي يرتديها، وبعدها يجب أن تتركيه مستلقيًا حتى لا تحدث نوبة الإغماء مجددًا، فإن لم يستعِد وعيه في غضون دقيقة؛ يجب عندئذ أن تطلبي العناية الطبية، وتتصلي برقم الطوارئ، وتحرصي دائمًا على فحص تنفسه، فإنّ توقف عن التنفس؛ ابدئي بخطوات الإنعاش القلبي الرئوي إذا كنتِ تعرفينها، ومن جهة ثانية، إذا أصيب أحد أفراد أسرتكِ بالإغماء نتيجة السقوط على الأرض، يجب عليكِ أن تعالجي الكدمات والجروح الحاصلة عبر الضغط عليها حتى يتوقف النزيف ريثما يأتي طاقم العناية الطبية.


الذهاب إلى الطوارئ بسبب الإغماء

إذا أصبتِ أنتِ أو أحد أفراد أسرتكِ بالإغماء؛ ينبغي أن تقصدوا غرفة الطوارئ الطبية في الحالات التالية[٣]:

  • معاناتكِ من عدم القدرة على التنفس.
  • عدم استعادة الشخص المغمى عليه وعيَه (سواء كنتِ أنتِ أم أحد أفراد أسرتكِ) بعد انقضاء عدة دقائق على الإغماء.
  • إصابتكِ أو أحد أفراد أسرتكِ بالإغماء نتيجة التعرض لإصابة مباشرة مترافقة مع النزيف.
  • إصابتكِ بالإغماء وأنتِ حامل.
  • إصابتكِ بمرض السكري.
  • بلوغكِ عمر الـ50 عامًا دون أن تعاني سابقًا من حالات الإغماء.
  • معاناتكِ من عدم انتظام دقات القلب.
  • الشكوى من آلام الصدر قبل حدوث الإغماء، خاصةً إذا كان الشخص المغمى عليه مصابًا بأمراض القلب.
  • إصابتكِ بالتشنج والارتباك والتشوش حتى بعد استعادة وعيكِ، وعجزكِ عن تحريك أطرافكِ أو الرؤية أو الكلام بوضوح.
  • فقدانكِ القدرة على التحكم بعمليتي التبول والتبرز.


المراجع

  1. Benjamin Wedro, "Fainting (Syncope) Symptoms, Causes, Treatment, and Prevention", medicinenet, Retrieved 2020-10-24. Edited.
  2. "Syncope", my.clevelandclinic, Retrieved 2020-10-24. Edited.
  3. ^ أ ب Ann Pietrangelo (2019-03-26), "What Causes Fainting?", healthline, Retrieved 2020-10-24. Edited.
  4. Adam Felman (2019-07-08), "What is fainting, and what causes it?", medicalnewstoday, Retrieved 2020-10-24. Edited.
  5. "Fainting", mayoclinic, 2018-05-16, Retrieved 2020-10-24. Edited.

فيديو ذو صلة :