ما هي أدوات النفي

ما هي أدوات النفي

أسلوب النفي في اللغة العربية

تبادل النُحاة تعاريف مختلفة لأسلوب النفي في اللغة العربية، وانطوت من وجهة نظر كل مختص منهم، إذ عرفه الجوهري بالطرد، وابن سيده بالسلب، أما الزمخشري فقال أنه التنحية والإخراج، أما ابن منظور فوجده بالجحد، وينطلق الجرجاني لتعريفه بأنه: "ما لا يجزم بلا، وهو عبارة عن الإخبار بترك الفعل"، هذا وقد تناول بعض النّحاة النّفي، ولكن دون قصد التعريف، فسيبويه قال: " قد فعل، فإن نفيه لم يفعل"، ومن هذه الآراء في تعريف أسلوب النفي نُجمع لنؤكد أن النفي بالعربية هو الإخبار بالسلب والانتفاء والترك والجحد، ويرتبط بأدوات معينة خاصة وكل أداة لها دلالة خاصة بها أو قد تشترك بعضها بالدلالات، كما يندرج في أسلوب النفي في لغتنا العربية الكثير من الأساليب، ومنها ما يدخل للجملة الفعلية والآخر الجملة الإسمية ومنها ما يشمل كلتيهما[١].


ما هي أدوات النفي في اللغة العربية

تتعدد أدوات النفي في اللغة العربية، وتتعدد الأنماط التي تدخل بها على الفعل، والتي تندرج كالآتي[١]:


لا النافية للفعل

تدخل لا على الأفعال والأسماء، ووردت في نفيها للفعل على النحو الآتي:

  • لا مع الفعل الماضي: وتشمل عدة أشكال، فقد تكون:
    • مراد بها الدعاء يتبعها فعل ماض، وتكون بمعنى المستقبل، مثل: لا بارك الله في الغواني هل ... يصبحن إلا لهن مطلبُ
    • قسم مع لا ويتبعها فعل ماضٍ، وتفيد معنى المستقبل، مثل: والله لا فعلت.
    • لا مقدمة على القسم ويتبعها القسم ثم فعل منفي بلا المقدرة، مثل: فلا والله نادى الحي قومي ... هدوءًا بالمساءة والعلاط
    • فعل ماضٍ دال على الدعاء منفي بلا المقدرة، مثل( نسيتك) في: نسيتك ما دام عقلي معي ... أمد به أمد السرمد
    • لا(ليس مرادًا بها الدعاء) ويتبعها فعل ماضٍ يفيد معنى المستقبل، مثل: حسب المحبين في الدنيا عذابهم ... تالله لا عذبتهم بعدها سقر.
    • لا النافية يتبعها فعل ماضٍ ثم لا النافية ويتبعها فعل ماضٍ، مثل: كيف أغرم من لا شرب ولا أكل.
  • لا مع الفعل المضارع: إذ تدخل على الفعل المضارع لتنفي الحدث، وتشمل عدة أشكال، لتكون:
    • لا ويتبعها فعل مضارع مرفوع (المستقبل)، مثل: لا يقوم زيد.
    • حرف النصب ثم لا النافية ويتبعها فعل مضارع منصوب، مثل: قوله تعالى: إِلَّا أَن يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ [البقرة: 229].
    • قسم ثم لا ويتبعها فعل مضارع مرفوع، مثل: والله لا أفعلُ ذلك أبدًا.
    • عوض الظرفية ثم لا ويتبعها فعل مضارع مرفوع، مثل: رضيعي لبان ثدي أم تقاسما ... بأسحم داج عَوضَ لا نتفرق
    • لا ويتبعها فعل منفي مضارع ثم فاء ويتبعها فعل مضارع مرفوع، مثل: قوله تعالى: وَلَا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ [المرسلات: 36].
    • إن الشرطية ثم لا ويتبعها فعل مضارع مجزوم ثم فعل مضارع مجزوم، مثل: إن لا تقم أقم.
    • لا ثم جملة فعلية معترضة ويتبعها فعل منفي، مثل: ولا- أراها- تزال ظالمة ... تحدث لي نكبة فتنكؤها
    • لا ويتبعها فعل مضارع مرفوع(جواب الشرط)، مثل: فقلتُ تحمل فوق طوقك، إنّها ... مطبّعة من يأتها لا يضيرها
    • معمول خبر لا يزال ثم لا يزال ويكون اسمها محذوف ويتبعها خبرها، مثل: ورجّ الفتى للخير ما إن رأيته ... على السّن خيرًا لا يزال يزيد
    • لا(حرف جواب) ثم لا النافية مؤكدة ويتبعها فعل مضارع مرفوع، مثل: لا لا أبوح بحبّ بثنة إنها ... أخذت علي مواثقًا وعهودًا
    • قسم ثم فعل منفي بلا المحذوفة، مثل: يمين الله أبرح قاعدًا .
    • لا والكلام بعدها محذوف، مثل: أجاءك زيد، فتجيب: لا، أي لا لم يجيء.
    • فعل مضارع مرفوع منفي بلا المحذوفة، مثل: والله أفعل ذلك أبدا.
    • حرف جزم ثم لا الزائدة ويتبعها فعل مجزوم، مثل قوله تعالى: "إلا تفعلوه" [الأنفال: 73].


لم النافية للفعل

تدخل لم النافية على الفعل المضارع، وتظهر بأشكال عدة وعلى النحو الآتي:

  • لم ثم فعل مضارع مجزوم والمعنى معنى الماضي، مثل: لم ينفعه الندم.
  • لم ثم فعل مضارع منصوب، مثل: في أي يوميّ من الموت أفرّ... أيوم لم يقدر أم يوم قدر .
  • لم ثم فعل مضارع مرفوع، مثل: لولا فوارس من نُعم أسرتهم ... يوم الصّليفاء لم يوفون بالجار
  • لم ثم فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد، مثل: إنّ إنّ الكريم يحلم ما لم ... يرين من أجاره قد ضيما
  • لم(مجزومها محذوف لضرورة الشعرية)، مثل: احفظ وديعتك التي استودعتها ... يوم الأعازب إن وصلت و إن لم
  • حرف شرط ثم لم ثم فعل مضارع مجزوم، مثل قوله تعالى: "إن لم تفعل فما بلغت رسالته" [المائدة: 67].
  • لم ثم ظرف ثم فعل مضارع مجزوم، مثل: فذاك ولم، إذا نحن امترينا ... تكن في الناس يدركك المراء
  • لم ثم فعل مضارع ناقص ثم اسمه ويتبعه باء زائدة وخبره، مثل: وإن مدّت الأيدي إلى الزاد لم أكن ... بأعجلهم إذا أجشع القوم أعجل
  • لم ثم يكن ثم لام الجحود ويتبعها فعل مضارع، مثل قوله تعالى: "لم يكن الله ليغفر لهم" [النساء: 168].
  • همزة استفهام ثم لم ويتبعها فعل مضارع، مثل قوله تعالى: "ألم نشرح لك صدرك" [الشرح: 1].


ما النافية للفعل

تدخل ما على الجملة الاسمية والفعلية، وظهرت على أنماط عدة، كالآتي:

  • ما يتبعها فعل ماضٍ، مثل: ما فعل.
  • ما يتبعها فعل في أسلوب الحصر، مثل قوله تعالى: "وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله" [البقرة: 272].
  • اللام الابتدائية ثم ما ويتبعها فعل مضارع، مثل: لما أغفلت شكرك فاصطنعني ... فكيف ومن عطائك جلّ مالي؟
  • ما يتبعها فعل مضارع ثم من زائدة لتوكيد النفي، مثل قوله تعالى: "وما تسقط من ورقة إلا يعلمها" [الأنعام: 59].
  • قسم ثم ما يتبعها فعل، مثل: والله ما أكرمك.
  • ما ثم كان يتبعها لام الجحود، مثل قوله تعالى: "ما كان الله ليذر المؤمنين" [العمران: 179].
  • ما يتبعها كان ولام الجحود محذوفة، مثل: ما كان زيد أن يفعل.
  • ما ثم كان المحذوفة يتبعها لام الجحود، مثل: فما جمع ليغلب جمع قومي ... مقاومة ولا فرد لفرد.
  • ما يتبعها اسم ثم فعل، مثل: ما زيد قتلته.


النفي بـ(لن)

وردت لن النافية في اللغة العربية على أنماط مختلفة، وعلى النحو الآتي:

  • لن حرف نصب ونفي واستقبال، عندما يتبعها فعل مضارع منصوب، مثل: لن يذهبَ زيد.
  • لن تفيد التأبيد، عندما يتبعها فعل مضارع منصوب ثم مطلق النفي، مثل قوله تعالى: "ولن يتمنوه أبدًا" [البقرة: 95].
  • لن مفصولة عن منصوبها، عندما تتبعها جملة معترضة ثم فعل مضارع منصوب، مثل: لن، ما رأيت أبا يزيد مقاتلا ... أدع القتال وأشهد الهيجاء.
  • لن جازمة للفعل المضارع، مثل: لن يخبِ الآن من رجائك من ... حرّك من دون بابك الحلقه.
  • التقاء القسم بـ(لن)، مثل: والله لن يصلوا إليك بجمعهم ... حتى أوسّد في التراب دفينا.


النفي بـ(لمّا)

تدخل لما على الجملة الفعلية مضارعة الفعل، فتجزمه وتنفيه وتقلبه قلبًا ماضيًا، وتظهر بالأنماط التالية:

  • لمّا يتبعها فعل مضارع مجزوم، مثل قوله تعالى: "ولمّا يدخل الإيمان في قلوبكم" [الحجرات: 14].
  • لمّا ومنفيها محذوف، مثل: قاربت المدينة ولمّا، والأصل ولمّا أدخلها.
  • لمّا يتبعها فعل مضارع منفي مستمر الحال ومتوقع ثبوته في المستقبل، مثل: فإن كانت مأكولاً فكن خير آكل ... وإلا فأدركني ولمّا أمزق.
  • لمّا غير مقترنة بحرف تعقيب يتبعها فعل مضارع، مثل: لمّا يكن وقد يكون.


إن النافية

تدخل إن على الجملة الفعلية، وتظهر على النحو الآتي:

  • إن ثم فعل ويتبعها إلا، مثل قوله تعالى: " إن يدعون من دونه إلا إناثًا" [النساء: 117].
  • إن الشرطية يتبعها فعل ثم إن النافية يتبعها فعل، مثل قوله تعالى: "وإن زالتا إن أمسكهما من أحدٍ من بعده" [فاطر: 41].


ما هي أساليب النفي في اللغة العربية؟

تُقسم أساليب النفي في اللغة العربية إلى قسمين يظهران على النحو الآتي[٢]:

  • النفي الصريح، ويكون هذا الأسلوب من النفي مُسبقًا بإحدى أدوات النفي، والتي سبق لنا وذكرنا حالاتها والأنماط التي ظهرت عليها تفصيلًا، وأدوات النفي هي، لا، وليس، وغير، ولم، ولمّا، ولن، وإن، وما.
  • النفي الضمني، ويكون هذا الأسلوب بغير أدوات النفي، ويظهر في الأساليب التالية:
    • أسلوب الاستفهام، وهو أسلوب لا يراد به طلب الفهم وإنما يراد النفي، مثل قوله تعالى: {وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ} [آل عمران: 135].
    • أسلوب الشرط، ويكون بالأدوات: (لو، ولولا، ولوما) وهي أدوات شرط غير جازمة، مثل: لو زارني علي لأكرمته.
    • أسلوب التمني، ويتضمن هذا الأسلوب معنى النفي لأن التمني هو طلب شيء لا يمكن حصوله، مثل قوله تعالى: {وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَابًا} [النبأ: 40].


من حياتكِ لكِ

لكِ سيدتي أمثلة لتثري فهمك لما سبق من أساليب وأدوات النفي حسب دخولها في جمل العربية[٣]:

  • أدوات لنفي الاسم: يكون بأداة واحدة وهي (لات)، مثل قوله تعالى: "ولات حين مناص" [ص: 3].
  • أدوات نفي الفعل: وتظهر بعدة أدوات، نبدأها بـ(لن) مثل: لن يدخل مكة مشركًا، وأخرى بـ(لم)، مثل: لم يدخل بيتي كذاب، وآخرها بـ(لما)، مثل: لما يذهب أخوك إلى الطائف.
  • أدوات لنفي الفعل والاسم: والأداوت المشتركة بين الاسم والفعل، على النحو التالي:
    • لا النافية، ولها عدة أنواع:
      • لا النافية للجنس، مثل: لا طالب في الفصل.
      • لا النافية للوحده، مثل: تعز فلا شيء على الأرض باقيا ... ولا وزر من قضى الله واقيا.
      • لا النافية العاطفة، مثل: الذي جاء زيد لا محمد.
      • لا النافية الجوابية، مثل: هل ذهب محمد إلى المدرسة؟ لا.
      • لا النافية المهملة (غير العاملة)، مثل قوله تعالى: "لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار" [يس: 40].
      • لا النافية المعترضة، مثل: غضبت من لا شيء، و ما رأيت عمادًا ولا محمودًا.
    • ما النافية، وتكن على شكلين، أولهما ما العاملة، مثل قوله تعالى: "ما هذا بشرًا"، وثانيهما ما المهملة (غير العاملة)، مثل قوله تعالى: "ما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله" [البقرة: 272].
    • إن، وتكون على شكلين، أولهما إن العاملة، مثل: إن هو مستوليًا على أحد ... إلا على أضعف المجانين، وثانيهما، إن المهملة (غير العاملة)، مثل قوله تعالى: "إن أردنا إلا الحسنى" [التوبة: 107].
    • ليس، وتكون على شكلين، أولهما، ليس العاملة، مثل: ليس زيد شاعرًا، وثانيهما، ليس المهملة (غير العاملة)، مثل: ليس خلق الله مثله.


المراجع

  1. ^ أ ب محمد عبد الله عوض الخباص (2007)، النفي بين النظرية والتطبيق، عمان-الأردن: كلية الدراسات العليا- الجامعة الأردنية، صفحة 6-33. بتصرّف.
  2. "أسلوب النفي"، marefa، اطّلع عليه بتاريخ 7-6-2020. بتصرّف.
  3. الدكنور عبد الهادي الفضلي، مختصر النحو، جدة: دار الشروق للنشر والتوزيع والطباعة، صفحة 237-239. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :