محتويات
متى صلاة قيام الليل؟
يبدأ وقت قيام الليل بعد صلاة العشاء وينتهي بطلوع الفجر، وأفضل وقت يكون في النصف الأخير أو الثلث الأخير من الليل؛ لأنّ الله سبحانه وتعالى ينزل إلى السماء الدّنيا في الثلث الأخير من كل ليلة نزولًا يليق به جلّ وعلا ولا يَعلم كيفيته إلا هو، وذلك في قوله صلى الله عليه وسلم: (يَنْزِلُ رَبُّنا تَبارَكَ وتَعالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إلى السَّماءِ الدُّنْيا، حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ فيَقولُ: مَن يَدْعُونِي فأسْتَجِيبَ له، مَن يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَن يَسْتَغْفِرُنِي فأغْفِرَ له) [صحيح البخاري| خلاصة حكم المحدث: صحيح][١].
كيفية صلاة قيام الليل
تؤدّى صلاة الليل مثنى مثنى؛ فيسلِّم المسلم بعد كل ركعتين، ثم يُوتر بركعة واحدة قبل طلوع الفجر، ففي الحديث أنَّ رجلًا سألَ رسولَ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ- عَن صلاةُ اللَّيلِ، فقالَ -عليه السّلام- : (صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلى) [صحيح مسلم| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، ومن خَشِي أن لا يستطيع القيام آخر الليل أو كان له عمل في أوله، فإنّه يُوتر أوّل الليل حتى لا ينام عن وتره[١].
عدد ركعات صلاة قيام الليل
إنَّ أفضل عدد هو ما ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- إحدى عشرة ركعةً ويُستفتحن بركعتين خفيفتين، يسلَّم من كل ثنتين ويوتر بواحدة، وإن زاد أو نقص عن هذا العدد فلا بأس، يقول الله جلّ وعلا: {وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا} [الفرقان:64][٢].
فضل صلاة قيام الليل
من أعظم العبادات التي يتقرّب بها العبد من ربّه قيام الليل، لما له من فضائل عظيمة، نذكر منها[٣]:
- مدح الله جلَّ وعلا لمن يقومون الليل والثّناء عليهم، ووعدهم بما لم ترَ عينٌ ولم تسمع به أذن من نعيمٍ ولذّات، يقول الله جلَّ وعلا: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}[السجدة:16-17].
- وصف الله الذين يقومون الليل بالمتّقين، وجعل قيام الليل من أبرز العلامات الدّالة عليهم، يقول جلّ وعلا: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ * كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} [الذاريات: 15- 18].
- سبب لدخول الجنة بسلام وبلا عذاب، قال -صلى الله عليه وسلم-: (يا أَيُّها الناسُ! أَفْشُوا السلامَ، وأطعموا الطعام، وصِلُوا الأرحام، وصَلُّوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام)[صحيح الجامع| خلاصة حكم المحدث: صحيح].
- سبب لنيل رحمة الله سبحانه وتعالى، قال صلى الله عليه وسلم: (رحمَ اللهُ رجلاٌ قامَ من الليلِ فصلَّى وأيْقظَ امرأتَه فصلتْ فإن أبَتْ نضحَ في وجهِها الماءَ, رحم اللهُ امرأةً قامتْ من الليلِ فصلَّت وأيقظتْ زوجَها فصلَّى ، فإن أبَى نضحتْ في وجهِه الماءَ) [الجامع الصغير| خلاصة حكم المحدث: صحيح].
- تفضيل صلاة الليل على صلاة النهار في الأجر؛ فهي أقرب إلى الإخلاص للّه إذ يُصلّي المسام وحده في الليل، كما فيها من المشقّة والمعاناة على المصلّي بين نفسه وبين شيطانه ليقوم من فراشه الدافئ ويقف بين يدي الله سبحانه، عدا عن أنّ قراءة القرآن في الليل أقرب إلى التدبّر والتفكّر والخشوع، فعن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- قال -صلى الله عليه وسلم-: (... وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل)[صحيح مسلم| خلاصة حكم المحدث: صحيح].
- تشريف المؤمن، إذ يرفع قيام الليل من مكانته ومنزلته عند الله، لأنَّه دليل على صدق إخلاص المؤمن لخالقه إذ ترك النوم الذي يحبُّه من أجل أن يفعل ما يُحبّ الله تعالى، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (... واعلم أنَّ شرف المؤمن قيامه بالليل...)[الجامع الصغير| خلاصة حكم المحدث: صحيح].
- موافقة ساعة استجابة الدعاء في الثلث الأخير من الليل، فهي لحظات مباركة يغفر الله بها ذنوب العبد المقصِّر والفقير إليه ويُجيب دعواته.
- تفضيل الله تبارك وتعالى لمن يقوم الليل على من لا يقومه، إذ لا يستوي الإنسانٌ الغافلٌ والنائم بالمصلّي القائم ليلًا يدعو ربّه ويبكي من خشية الله جلّ وعلا، قال الله تعالى: {أَمْ مَّنْ هُوَ قَانِتٌ آَنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الآَخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ}[الزمر: 9].
- وصف النبي -عليه السلام- لمن كان يقوم الليل بنِعم الرجل، عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أنَّ نبيَّنا محمد -صلى الله عليه وسلم- قال: (... نِعم الرجل عبد الله لو كان يصلِّي من الليل...)[صحيح البخاري| خلاصة حكم المحدث: صحيح].
أسئلة تجيب عنها حياتكِ
هل تكفي ركعتين في قيام الليل؟
صلاة الليل لا حدَّ معيّنَ لها من الركعات إلا أنّ الأفضل أن تؤدى إحدى عشرة ركعةً مع الوتر كحد أعلى اقتداءً بالنبي وتطبيقًا لسُنَّته، وإن صُليّت ركعتين ثمَّ أُتبعت بالوتر فهي صلاة صحيحة وتُعد من قيام الليل ولا بأس بذلك، إذ يجوز للمسلم أن يصليها خمسًا أو سبعًا أو تسعًا مع ركعة الوتر[٢][٤].
ما هو الفرق بين قيام الليل والشفع والوتر؟
إن كل ما يُصلّى في الليل يُعد من قيام الليل، ما يعني أنّ الشفع والوتر جزءان من القيام، أمّا الوتر فهي الصلاة الفردية التي تُختم بركعة واحدة متصلة من غير سلام بين الركعات، وتتكون من ركعة أو ثلاث أو خمس أو سبع، فعَنْ أَبِي أَيُّوبَ -رضي الله عنه- أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (الْوِتْرُ حَقٌّ، فَمَنْ شَاءَ أَوْتَرَ بِسَبْعٍ، وَمَنْ شَاءَ أَوْتَرَ بِخَمْسٍ، وَمَنْ شَاءَ أَوْتَرَ بِثَلَاثٍ، وَمَنْ شَاءَ أَوْتَرَ بِوَاحِدَةٍ) [صحيح النسائي| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، أمّا الشفع فهي الصلاة الزوجية والمتمثّلة بالركعتين، وقد أطلق بعض الفقهاء مصطلح الشفع على ركعتي ما قبل ركعة الوتر تحديدًا، إذ هما اللتان يقرأ فيهما سورتي الأعلى والكافرون[٥].
المراجع
- ^ أ ب "وقت قيام الليل"، الإمام ابن باز ، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-24. بتصرّف.
- ^ أ ب "عدد ركعات صلاة الليل"، الإمام ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-24. بتصرّف.
- ↑ خالد الحسينان، "فَضْلُ قِيامِ الليْلِ"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-24. بتصرّف.
- ↑ "قيام الليل بركعتين فقط وصلاة المرأة الضحى في العمل"، إسلام ويب، 2008-09-13، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-24. بتصرّف.
- ↑ "المراد بالشفع والوتر والفرق وقيام الليل والفرق بينهم"، إسلام ويب، 2020-04-02، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-25. بتصرّف.