مفهوم الشخصية في الفلسفة

مفهوم الشخصية في الفلسفة

تعرّفي على مفهوم الشخصية في الفلسفة

عرَّفت الفلسفة الشخصية بأنها الطريقة التي يتميز بها الشخص من ناحية التفكير والشعور والتصرف، وتتضمن الحالة المزاجية والمواقف والآراء، ويُعبَّر عنها من خلال التفاعل مع الآخرين، فهي تشمل الخصائص السلوكية الوراثية والمُكتسبة، وهي التي تُميز كل شخص عن الآخر، وعُرِّف هذا المصطلح في الفلسفة بمعنيين رئيسيين، الأول يتعلق بالاختلافات الثابتة بين الناس، ويُركّز على تصنيف وشرح الخصائص النفسية البشرية المستقرة، أما الثاني فهو يُركّز على الصفات التي تجعل الأشخاص متشابهين، وتُميّز الإنسان النفسي عن الآخرين، فهو يُوجّه نظر باحثي الشخصيات نحو الانتظامات بين الناس، والتي تُحدّد طبيعة الإنسان والعوامل التي تؤثر في مسار حياته.

وقد ساعد وجود هذين المعنيين في تفسير اتجاهات دراسة الشخصية من حيث دراسة الصفات الأكثر تحديدًا للأشخاص، ومن ناحية أخرى دراسة التفاعل مع الأحداث عضويًا ونفسيًا، وترجع أصول دراسة الشخصية لفكرة أنَّ الأشخاص يتميّزون بأنماطهم الفردية المميزة لسلوكهم، فهي تُمثّل الطرق المميزة التي يعيش فيها، ويتحدث بها، ويُجهّز بها أماكن معيشته، ويُعبّر عن رغبته، فبدأ علماء النفس في دراسة اختلافات الناس عن بعضهم البعض، وتحديد أسباب هذه الاختلافات، وهناك مجالات لعلم النفس تدرس التفكير والانتباه، والدوافع التي تُحرك الإنسان، فهذه العمليات عندما تتوافق معًا وتتكامل تُحدّد شخصية الفرد المميزة.

أما عن دراسة الشخصية بحد ذاتها فهو تخصص مُنفصل، ومُعترَف به في علم النفس، بدأ في ثلاثينيات القرن الماضي، وذلك عندما انتشر كتاب علم نفس الشخصية عام 1937 من كتابة روس ستاغنر، وكتاب تفسير نفسي عام 1937 للكاتب جوردون دبليو ألبورت.

وبعد ذلك توالت الاستكشافات في الشخصية، والتي تضمّنت مجموعةً من الدراسات التجريبية والسريرية، وظهرت فكرة أنَّ الناس يندرجون تحت فئاتٍ معينةٍ من أنواع الشخصية حسب الخصائص الجسدية، كما ظهرت العديد من النظريات لمختلف علماء النفس، وظل الأمل قائمًا على أنَّ أنواع الجسم قد تُحدّد خصائص الشخصية، إلا أنَّ هذه الفكرة لم تدعمها التجارب السريرية، كما استطاع العلماء إثبات دور التعلّم، والضغوطات، والخصائص الفسيولوجية، في تحديد الخصائص الشخصية[١].


آراء علماء الفلسفة حول مفهوم الشخصية

حتى يتمكّن الشخص من معرفة تفسير الشخصية الصحيح لا بدّ له من معرفة تاريخ النظريات التي مرّ بها عبر الزمن، والتفسيرات التي قدّمها العلماء نحو تكوين الشخصيات الداخلية والخارجية، وفي ما يلي بعض من هذه النظريات[٢]:

  1. نظرية جالينوس عام 2000 قبل الميلاد، إذ لخّص بناءً على مفاهيم أبقراط أنَّ الشخصية تتبع المزاج، فإن كان الشخص مزاجه متوازنًا فإنَّه بصحة جيدة، أما إن لم يكن متوازنًا فسيُعبّر الجسم عن ذلك من خلال سوائل، كالدموع والبلغم، ووصف الشخصية من الأرض، والرياح، والماء، والنار، وقد استمرّت هذه النظرية لتكون النظرية الصحيحة لمدة 1000 عامًا.
  2. نظرية علم فراسة الدماغ، والتي طوَّرها طبيب ألماني في أواخر القرن الثامن عشر، وقد اعتمد في تحليله على الجمجمة، وتحديدًا قياس المسافة بين النتوءات على رأس الشخص، لكشف حجم الدماغ وتحديد جزء من شخصية كأن يكون ودودًا أو لئيمًا، وقد شاع لعدة سنوات إلا أنه تأكد زيفه لاحقًا.
  3. نظريات فرويد وإريكسون، فقد طوَّر سيغموند فرويد أحد أكثر النظريات شهرةً، وهي التحليل النفسي القائم على سلسلة من المراحل والصراعات الداخلية التي تبني الشخصية، ثم استخدم إريك إريكسون عمل فرويد ليبني حجةً مماثلةً تختلف قليلًا، إلا أنَّ جميعها تؤكد أنَّ أحداث الطفولة تؤثر في الشخصية.


تعرّفي على العوامل التي تحدد شخصية الفرد

في ما يلي أهم العوامل التي تُحدّد شخصية الفرد[٣]:

البيئة

إذ تؤثر البيئة التي يعيش فيها الشخص على تفكيره، نظرًا لأنَّه يتماشى مع المكان الذي يولد فيه ويعيش فيه، فالبيئة تُحدّد التطوُّر الثقافي، والذي يُحدّد بدوره الشخصية، ممّا يجعل العلاقة واضحةً بين الشخصية والبيئة، على سبيل المثال سُكان الجبال يتمتعون بالجرأة والقسوة والقوة، نظرًا لأنهم يولدون في بيئة تتطلب هذه الصفات.

الوراثة

فالمجموعات البشرية تتوارث نفس الاحتياجات والقدرات البيولوجية والقدرات الشخصية، فالإنسان يُشبه والديه في المظهر الجسدي والذكاء، والنشاط والكسل، والضعف والقوة، والغباء والذكاء، والجبن والشجاعة، كما تؤثر الهرمونات في نمو الشخصية، فقد نرى أنَّ هناك شخصًا مفرط النشاط أو الحركة، أو الحماس، أو الإثارة، أو الصبر، بينما هناك شخص آخر كسول، وغير نشيط، وضعيف، وغير صبور، وهذا ما تُحدّده نسبة الهرمونات كزيادة أو نقصان.

الثقافة

فالشخصية هي الجانب الذاتي للثقافة، نظرًا لأنَّ البعض يعتبر أنَّ الشخصية والثقافة وجهان لعملة واحدة، فالثقافة تؤثر في الفرد من حيث الشخصية والأفكار والمفاهيم والمعتقدات، وتتوارث عبر الأجيال من خلال العادات والتقاليد.

التجارب الخاصة

وهي التجارب التي تنشأ فجأةً، ثم يتعلّم منها الشخص لتُنظّم دوافعه وعواطفه، فالطفل بالرغم من محاولات الأبوين في شرح التعليمات له إلا أنه يصعب عليه فهمها بعيدًا عن التجربة، وهذا ما يُفسّر اختلافات شخصيات الأخوة، فكل منهم يمرّ بتجارب فردية مع عالمه الخاص لينشأ كل منهم بطريقة مختلفة.


اطلعي على أنواع الشخصيات حتى تعرفي شخصيتكِ!

في ما يلي عددٌ من أنواع الشخصيات تعرفي عليها[٤]:

  1. الشخصية الجدّية والرسمية، التي تولي اهتمامًا للتقاليد والقيم المجتمعية، كما أنها قادرة على العمل الجاد والصبر وتحمل المسؤولية الاجتماعية والثقافية، وتنتج هذه الشخصية من الانطواء والاستشعار والتفكير والحكم.
  2. الشخصية الحالمة والمثالية، التي تتمتع بالخيال الإبداعي والأفكار المثيرة، وتنظر للعالم بطريقة مختلفة، وتُفضل النظر للجوهر والعمق بالتفكير.
  3. الشخصية الهادئة والمتحفظة، فعادةً ما تكون مكتفيةً ذاتيًا، وتُفضل العمل وحدها.
  4. الشخصية المانحة، والتي تسعى لإرضاء الناس دائمًا، كما تتمتع بشخصية منفتحة ومثالية وجذابة، وتعتمد على الحدس والمشاعر وتعيش في الخيال أكثر من الواقع.
  5. الشخصية العقلانية والمنطقية، القادرة على العفوية والحماس، ولا يُمكن توقع ردود أفعالها.
  6. الشخصية المثالية، التي تُفضل عدم التحدث عن نفسها، وتُفضل قضاء الوقت بمفردها.
  7. الشخصية القوية، التي تتمتع بصفات منفتحة وبديهية وقوة الشعور والإدراك، وتسعى جاهدةً لإنشاء أسلوبها الخاص وعاداتها وأفكارها المنفردة.
  8. الشخصية المتفاعلة، التي تستمد قوتها من المشاعر والعواطف والتفاعل الاجتماعي، وتتمتع بمنطقية وتفكير نمطي لا يوقف حرية الفكر لديها.


المراجع

  1. Philip S. Holzman, "Personality", britannica, Retrieved 5/5/2021. Edited.
  2. Mary Elizabeth Dean (5/2/2021), "All About Personality: Psychology Definition And Examples", betterhelp, Retrieved 5/5/2021. Edited.
  3. "Personality: Meaning and Determinants of Personality", yourarticlelibrary, Retrieved 5/5/2021. Edited.
  4. "16 Personality Types", personalityperfect, Retrieved 5/5/2021. Edited.

فيديو ذو صلة :

917 مشاهدة