هرمون الحليب وزيادة الوزن

هرمون الحليب وزيادة الوزن

ما هو هرمون الحليب

هرمون الحليب أو البرولاكتين، هو هرمون يُفرز من فص الغدّة النُّخامية الأمامي، ويعمل أثناء عملية الإرضاع لإنتاج الحليب وإدراره من الغدد الثديية في ثدي المرأة، ومن الطبيعي أن يرتفع هذا الهرمون عند النساء الحوامل تحضيرًا لإنتاج الحليب بعد الولادة، كما يوجد هذا الهرمون عند الرجال وهو مرتبط بالعديد من الوظائف الأخرى في الجسم عند الجنسين، وارتفاع هرمون الحليب عن مستواه الطبيعي عند النساء غير الحوامل أو الرجال يسبب العديد من الاضطرابات الجسمية ومنها زيادة الوزن[١].


ارتفاع هرمون الحليب والإصابة بالسمنة

تمكن العلماء مؤخرًا من التّعرف على العلاقة بين ارتفاع مستوى البرولاكتين في الدم والإفراط في تناول الطعام الذي يؤدي إلى السمنة، وهي حالة يعاني منها الكبار والمراهقين، إذ وجدت علاقة بين ارتفاع مستوى البرولاكتين في الدم وانخفاض مستوى عمليات الأيض أو حرق السعرات في الجسم مما زيد خطر الإصابة بالسمنة، هذا ما أكدته دراسة أقيمت في جامعة جوتنبرغ في السويد عام 2007، إذ بيّنت الدراسة أن الأنسجة الدهنية عند ارتفاع مستوى هرمون الحليب تُثبّط إفراز هرمون آخر وهو أديبونكتين الذي يلعب دورًا هامًّا في أيض عدد كبير من المواد الغذائية في الجسم[٢].


كما يمكن علاج السمنة الناتجة عن ارتفاع هرمون الحليب في الدم باستخدام منبّهات الدوبامين وأهمها كابرجولين، هذا ما أكدته دراسة أقامها أحد المستشفيات في الهند عام 2015 على مجموعة من النساء من غير الحوامل والمرضعات يُعانين من السمنة ومن ارتفاع سكر الدم والكوليسترول الضار والدهون الثلاثية، وقد خسرت هؤلاء النساء الوزن الزائد، وضُبِطت لديهنّ نسب السكر في الدم والكوليسترول السيئ والدهون الثلاثية بعد 3 أشهر من استخدام الدواء كابرجولين علمًا بأن النّساء خلال فترة إعطاء الدواء لم يغيّرن من نمط غذائهن اليومي[٣].


وفي دراسة أخرى أقامتها جامعة فلورنس في إيطاليا عام 2005 على فتاة بعمر 14 سنة تُعاني من الوزن الزائد بسبب ارتفاع هرمون البرولاكتين بنسبة كبيرة جدًّا والناجم عن وجود ورم صغير في الغدة النخامية، تبيّن أن استخدام منبه الدوبامين برجولايد كان له الأثر في خفض مستوى الهرمون في الدم إلى مستواه الطبيعي واختفاء الورم وانخفاض وزن الفتاة بنسبة ملحوظة[٤].


ارتفاع هرمون الحليب

قد ترتفع نسبة الهرمون بمقدار بسيط في الدم، بسبب تناول غذاء معين أو في حالة التوتر، دون أن يسبّب أعراضًا هامة، لذلك لا حاجة لأخذ علاج لخفض الهرمون، وفي الارتفاع بمقدار عالٍ جدًّا يصل إلى آلاف الأضعاف عن الحد الطبيعي سواءً عند الرجال أو النساء غير الحوامل، فهذا يعني وجود حالة مرضية ناتجة عن ورم في الغدة النخامية، ويُعدّ الهرمون عاليًا إذا زاد تركيزه عن النسب الطبيعية الآتية[٥][٦]:

  • عند المرأة غير الحامل: 2-29 نانوغرام/ مل
  • عند الرجل: 2-18 نانوغرام/ مل
  • عند النساء الحوامل قد يصل إلى 386 نانوغرام/ مل.


أسباب ارتفاع هرمون الحليب في الجسم

السبب الرّئيسي لارتفاعه هو حدوث خلل في الغدة النخامية المسؤولة عن إنتاج هذا الهرمون والتحكم بمستواه، وقد يكون الخلل نتيجة ورم غير سرطاني في الغدة النخامية يُسبب زيادة في إفراز الهرمون أو تضخّمًا في الغدة النخامية، كما تُوجد أسباب أخرى تؤدي لارتفاع هرمون الحليب في الدم، وأهمها[٥][٦]:

  • الإصابة بالفشل الكلوي.
  • قصور الغدة الدرقية أو قلة إفراز هرموناتها.
  • الأمراض التي تصيب منطقة المهاد وهي المنطقة من الدماغ التي تتحكم بالغدة النخامية.
  • الإصابة بتليف الكبد إذ يُسبّب خللًا في مستوى بعض الهرمونات منها هرمون الحليب.
  • تكيس المبايض عند النساء.
  • تناول الأدوية التي تعالج بعض الأمراض العصبية كالاكتئاب والقلق وأدوية ارتفاع ضغط الدم وأدوية الغثيان وحموضة المعدة وبعض أنواع مسكنات الألم وموانع الحمل وغيرها من الأدوية التي تقلل من مستوى الدوبامين، مما يؤدي إلى ارتفاع مستوى هرمون الحليب.
  • إصابات أو جروح في الصدر أو تهيج الحلمة.
  • اضطرابات الطعام كفقدان الشهية المرضي.


أعراض زيادة هرمون الحليب عند النساء

غالباً ما يحدث ارتفاع هرمون الحليب عند النساء قبل عمر الخمسين، ومن أهم أعراضه[٥][٦]:

  • الشعور بالأرق والصداع والإرهاق المستمر.
  • ضعف البصر.
  • اضطرابات الدورة الشهرية التي تتراوح بين عدم الانتظام والغياب تمامًا.
  • العقم.
  • زيادة الوزن.
  • ترقق العظام.
  • ظهور حب الشباب.
  • الزيادة في نمو الشعر في بعض المناطق.
  • آلام في الثدي وخروج الحليب في بعض الأحيان.
  • أعراض مشابهة لانقطاع الطمث مثل الهبات الساخنة وجفاف المهبل


أعراض زيادة هرمون الحليب عند الرجال

بالرغم من أنه لا توجد وظيفة محدّدة لهذا الهرمون في جسم الرجل، إلا أنه يصبح مثيرًا للقلق عندما يرتفع تركيزه مسبّبًا الأعراض الآتية[٥][٦]:

  • الشعور بالأرق والصداع والإرهاق المستمر.
  • ضعف البصر.
  • بعض المشكلات التي تتعلق بالذكورة مثل عدم الانتصاب وضعف القدرة الجنسية.
  • مشكلات في الخصوبة أو العقم.
  • زيادة الوزن.
  • زيادة حجم الثدي.
  • خسارة الكتلة العضلية ومقدار الشعر على الجسم.


علاج ارتفاع هرمون الحليب

يعتمد العلاج على سبب ارتفاع الهرمون[١][٦]:

  • إذا كان الارتفاع ناجمًا عن وجود ورم في الغدة النخامية، يُعالج الورم باستخدام منبهات الدوبامين التي تعمل على زيادة إفراز الدوبامين وهو الهرمون المسؤول عن تخفيض مستوى البرولاكتين في الدم أو باستئصال الورم بالجراحة.
  • إذا كان الارتفاع ناجمًا عن قصور الغدة الدرقية، يكون العلاج بتعويض هرموني.
  • يرتفع الهرمون أحيانا بسبب انخفاض مستوى السكر في الدم، لذلك يجب الحفاظ على مستويات السكر في الدم وذلك باتباع نمط غذائي صحي.
  • قد يرتفع الهرمون بسبب التوتر والقلق، لذلك يجب التخلص من الأسباب المؤدية لذلك.
  • ترفع بعض الأغذية نسبة البرولاكتين في الدم مثل الحلبة والشومر لذلك يجب تجنبها.
  • تزيد الرياضة من مستوى البرولاكتين في الدم، وهنا يُنصح بعدم ممارستها والاكتفاء بممارسة أنشطة رياضية عادية.
  • يرتفع البرولاكتين أحيانًا بسبب إصابات في الصدر أو الحلمة ناتجة عن استخدام ملابس أو أدوات معينة، وهنا يجب التوقف عن ارتدائها أو استخدامها.
  • تفيد بعض المكملات الغذائية في إنتاج الدوبامين مثل فيتامين ب 6 وبعضها يقلل مستوى البرولاكتين في الدم مثل فيتامين هـ لذلك يُنصح بأخذها بعد استشارة الطبيب.


المراجع

  1. ^ أ ب Joanna Goldberg, Tim Jewell (2016-7-8), "prolactin level test"، Healthline.com, Retrieved 2019-10-16. Edited.
  2. "hormone prolactin reduces fat metabolism", science daily,2009-4-5، Retrieved 2019-10-16. Edited.
  3. Nazir A. Pala, Bashir A. Laway, Raiz A. Misgar & Rayees A. Dar (2015-11-14), "https://dmsjournal.biomedcentral.com/articles/10.1186/s13098-015-0094-4"، biomedcentral.com, Retrieved 2019-10-16. Edited.
  4. Galluzzi F1, Salti R, Stagi S, La Cauza F, Chiarelli F. (2005-9), "Reversible weight gain and prolactin levels--long-term follow-up in childhood."، ncbi.com, Retrieved 2019-10-16. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث "what is prolactin test?", web med,2017-1-22، Retrieved 2019-10-16. Edited.
  6. ^ أ ب ت ث ج Deena Adimoolam, M.D., Anne Klibanski, M.D., Janet Schlechte, M.D (2017-11), "hyperprolactinemia"، hormone.org, Retrieved 2019-10-16. Edited.

فيديو ذو صلة :