محتويات
تسنين الأطفال
إن مراحل الطفل الأولى من حياته تحتاج إلى رعاية خاصة واهتمام كبير، نظرًا لحساسية هذه المراحل ومفصليتها، فالطفل إن لم يلق الاهتمام والرعاية والتشخيص الكافي والدوري في سنواته الأولى، فإن ذلك قد يكون تهديدًا وخطرًا على صحته، فيغدو جسده ضعيفًا.
ومرحلة التسنين إحدى المراحل التي يمر بها جميع الأطفال، وهي مرحلة ظهور الأسنان اللبنية عند الأطفال خلال سنتهم الأولى، وعادة ما تكون ضمن الشهر الثالث حتى إتمام السنة، ويرافقها جملة من الأعراض، كالبكاء المستمر طوال اليوم، وفقدان شهية الطعام، وتورم اللثة وسيلان اللعاب بشكل مستمر، وارتفاع درجات الحرارة.
وهذه المرحلة من مراحل الطفل الأولى التي تشكل قلقًا لدى الكثير من الأمهات، نظرًا لما يرافقها من الأعراض التي قد تزعج راحة الطفل وراحة أهله.
ارتفاع درجة حرارة الأطفال بسبب التسنين
يُرافق مرحلة التسنين ارتفاع في درجة حرارة الطفل، وقد تصل في بعض الحالات إلى 38 درجة، أي أعلى من المعدل الطبيعي لحرارة جسم الإنسان، وترتفع درجة الحرارة كرد فعل طبيعي من الجسم بسبب الألم والجهد الكبير الذي يبذله في مقاومة التغيرات.
ولا يتعرض جميع الأطفال لارتفاع درجات الحرارة أثناء مرحلة التسنين، فكل جسم يختلف عن الجسم الآخر في طبيعته ومقاومته، وليس بالضرورة أن تتشابه جميع الأعراض.
ويمكن اعتبار ارتفاع درجة الحرارة أمرًا طبيعيًا إذا كان الارتفاع بمعدل نصف درجة أو درجة، أي بما لا يزيد عن 38.5 درجة سلسيوسية، أما إذا زادت عن ذلك فقد يصبح الأمر خطيرًا لأن السبب قد لا يكون التسنين، بل الإصابة ببعض التهابات اللثة التي تحتاج إلى علاج، ويجب فيها زيارة الطبيب فورًا.
التخفيف من ارتفاع درجة حرارة الأطفال بسبب التسنين
إذا ارتفعت درجة الحرارة أثناء التسنين بمعدل مقبول لا يتجاوز الدرجة والنصف، فيمكن تخفيفها ببعض الأمور:
- عضاضات الأطفال الطبية، والتي تباع في الصيدليات تساعد في تخفيف الألم على الأطفال، وبالتالي تخفيف درجة الحرارة، فالطفل يحتاج في هذه المرحلة للضغط على منطقة بزوغ الأسنان المسببة للألم، ويُفضل أن تكون باردة دائمًا، وأن توضع في الثلاجة، أو بوضعها في الماء البارد وتجميده عليها قبل استخدامها، فذلك يخفف كثيرًا من حرارة الطفل.
- الحمام الدافئ أو الفاتر، يخفف من ارتفاع درجات الحرارة، ويساعد على استرخاء الطفل وتسهيل نومه.
- كمادات الماء ذات الحرارة المعتدلة تساهم في تخفيض درجة الحرارة، ويفضل وضعها بين الفخذين.
- الأطعمة الباردة، إذ يُنصح بها أثناء هذه المرحلة، كالفواكه الباردة المهروسة والزبادي والعصائر، فهي مقبولة لدى الأطفال، وتخفض من حرارة الجسم.
- الملابس الخفيفة؛ إذ يُنصح بالتخفيف من ملابس الطفل ومنع تغطيته بالأغطية الثقيلة عند ارتفاع درجة حرارته، حتى لا تتضاعف الحالة أكثر.
ممارسات خاطئة في حالة ارتفاع درجة حرارة الأطفال
قد تقلق بعض الأمهات عند تسنين طفلها مما يدفعها لفعل أي شيء لإيقاف الألم وتخفيض درجة حرارته عند ارتفاعها، ولكن بعض الممارسات قد تكون خاطئة ومضرة بالطفل نذكر منها:
- وضع الثلج أو الماء البارد على الجسم أثناء ارتفاع درجة حرارته، وهذا خاطئ لأن الماء البارد يقلص الأوعية الدموية، ويمنع تبخر الحرارة، كما أن برودة الجلد الخارجي تحفز إنتاج الأجسام التي ترفع من درجة الحرارة، وهذا يهدد حياة الطفل.
- وضع كمادات الماء على جبين الطفل، وذلك خاطئ لأنه قد يؤدي إلى أضرار في الأعصاب والأوعية الدموية، بل إن الطريقة الصحيحة والمثلى هي وضع الكمادات بين فخذي الطفل وتحت الإبطين.
- إعطاء الطفل خافضات الحرارة غير مناسبة له ولعمره، وبدون استشارة طبية، فالكثير من الأمهات تعطي أطفالها الأسبرين كمخفض للحرارة؛ وهذا غير صحيح وقد يسبب له مضاعفات أخرى.