زيادة البوتاسيوم في جسم الإنسان

هل زيادة البوتاسيوم في جسم الإنسان خطيرة؟

البوتاسيوم (بالإنجليزية: Potassium) هو معدنٌ مهمّ وعنصرٌ غذائي أساسي موجود في مجموعة كبيرة من المصادر الغذائية الطبيعية، وهو يؤدي وظائف حيوية كثيرة في جسم الإنسان، بيد أنّ زيادة مستوياته في الدم، أو ما يُعرَف بفرط بوتاسيوم الدم (بالإنجليزية: Hyperkalemia)، قد يُسبَب مجموعةً من المشكلات والمضاعفات الضارّة بصحة الشخص؛ إذ تؤثر هذه الحالة تأثيرًا سلبيًا على صحة القلب، ويحتمل أن تؤدي أحيانًا إلى حدوث نوبة قلبية^[١].

متى يكون البوتاسيوم زائدًا في الجسم؟

تتراوح مستويات البوتاسيوم الطبيعية عند البالغين بين 3.5-5.0 مِليمول/لتر، في حين تُشخَّص الإصابة بزيادة بوتاسيوم الدم عند الإنسان إذا زادت مستويات البوتاسيوم في دمه عن 5.5 مليمول/لتر، أمّا إذا تجاوزت مستوياته عتبة الـ6.5 مليمول/لتر، فقد يعاني الشخص حينها من مشكلات خطيرة في القلب، مما يستلزم تلقيه عناية طبية فورية^[١].

أعراض زيادة البوتاسيوم في الجسم

للبوتاسيوم دورٌ مهمّ في وظائف القلب والأعصاب والعضلات عند الإنسان، وهذا الأمر يُفسّر التأثير السلبي اللاحق بتلك الأعضاء نتيجةً لزيادة مستويات البوتاسيوم في الدم، إذ تتجلّى أبرز أعراض هذه الحالة في الأمور التالية^[٢]:

1. المعاناة من ضعف العضلات وتشنجها.
2. الشعور بالتعب والضعف.
3. المعاناة من ضيق التنفس أو فرط التنفس.
4. المعاناة من الغثيان والقيء.
5. الإحساس بالوخز في الجسم.
6. الإصابة بالشلل.
7. المعاناة من الارتباك والتشوش.
8. المعاناة من اضطراب دقات القلب (عدم انتظام دقات القلب)، وهي أخطر الأعراض المصاحبة لزيادة البوتاسيوم في الجسم.
9. الإصابة بنوبة أو غيبوبة.
10. الموت عند ارتفاع مستويات البوتاسيوم ارتفاعًا شديدًا.

أسباب زيادة البوتاسيوم في الجسم

تتضمن أبرز الأسباب الشائعة لفرط بوتاسيوم الدم عند الإنسان كلًا مما يلي^[٣]:

أمراض الكلى

تزداد مستويات البوتاسيوم في الدم عند الإنسان إذا لم تقم الكليتان بوظائفهما على أكمل وجه، فكما هو معلوم تساهم الكلى في تحقيق التوازن بين كمية البوتاسيوم التي يستهلكها الشخص، وبين الكمية التي يطرحها مع البول؛ إذ يحصل الجسم على حاجته من البوتاسيوم من الأطعمة والمشروبات التي يتناولها، ثم يخضع البوتاسيوم للترشيح في الكلى وتُطرَح كمياته الزائدة مع البول، بيد أنّ تراجع وظائف الكلى يؤثر تأثيرًا سلبيًا على هذه العملية، فلا تقدر على تصفية الكمية الزائدة، مما يسبب ارتفاع مستوياته في الدم.

النظام الغذائي الغني بالبوتاسيوم

تحدث زيادة بوتاسيوم الدم أحيانًا نتيجة استهلاك كميات كبيرة من الأطعمة والمشروبات الغنية بالبوتاسيوم، مثل الشمام والبطيخ وعصير البرتقال والموز، ويُشكّل هذا الأمر خطرًا جديًا عند الأفراد المرضى بأمراض الكلى المتقدمة.

بعض الأدوية

تؤثر بعض الأدوية على وظيفة الكلى وتحول دون أدائها لدورها الاعتايدي في التخلص من كميات البوتاسيوم الزائدة، مما يؤدي إلى ارتفاع مستوياته في الدم.

الأسباب غير الشائعة

تشمل أبرز الأسباب غير الشائعة لفرط بوتاسيوم الدم عند الإنسان كلًا مما يلي:

1. زيادة الاستهلاك اليومي من البوتاسيوم، كما يحصل عند تناول مكملاته الغذائية.
2. الإصابة بداء أديسون، حينما لا يقدر الجسم على إنتاج كميات كافية من بعض الهرمونات.
3. التعرض للحروق والإصابات الشديدة؛ إذ في حالات كهذه يستجيب الجسم لتلك الإصابات بإفراز كميات إضافية من البوتاسيوم.
4. المعاناة من داء السكري دون تلقّي العلاج المناسب للسيطرة على أعراضه؛ فقد يؤثر على وظيفة الكلى في موازنة مستويات البوتاسيوم في الدم.

تشخيص زيادة البوتاسيوم في الجسم

لا تظهر أعراض زيادة بوتاسيوم الدم في جميع الحالات، مما يعني أن الأطباء قد يواجهون صعوبةً أحيانًا في تشخيص الإصابة المرض، وعمومًا تتضمن خطوات تشخيص زيادة البوتاسيوم الحاد ما يلي^[٤]:

1. إجراء فحوصات وتحاليلَ لتقييم وظائف القلب والكلى والمسالك البولية.
2. تقييم مستويات الترطيب في الجسم.
3. مراقبة دقات القلب باستخدام جهاز تخطيط كهربائية القلب.

أمّا في حالات زيادة البوتاسيوم المزمن، فيعتمد الأطباء على الأمور التالية^[٤]:

1. إجراء الفحوصات والتحاليل المخبرية الاعتيادية، مثل تحاليل الدم وعينات البول.
2. مراجعة الأدوية التي يتناولها الشخص تحسبًا لعدم تسببها بارتفاع مستويات البوتاسيوم.

علاج زيادة البوتاسيوم في الجسم

يلجأ الأطباء عادةً إلى جلسات غسيل الكلى لعلاج حالات فرط البوتاسيوم الشديدة، والتي تستدعي علاجًا طبيًا فوريًا؛ فهذا الأمر يفيد في تصفية الدم وترشيحه لخفض مستويات البوتاسيوم الزائدة في الجسم، لذلك يُشكّل هذا العلاج خيارًا مثاليًا للأفراد المصابين بفشل كلوي أو بفرط البوتاسيوم، أما في حالات فرط البوتاسيوم الحاد، فقد يوصي الأطباء بالعلاجات الآتية لخفض مستوياته^[٤]:

1. حقن الكالسيوم في الوريد: تفيد حقن الكالسيوم الوريدية في خفض مستويات البوتاسيوم المرتفعة.
2. حقن الإنسلوين والجلوكوز في الوريد: تُعدّ هذه الطريقة الوسيلةَ العلاجية الأكثر فعاليةً في خفص مستويات البوتاسيوم؛ إذ يعطي الطبيب في الحقنة 10 وحدات من الإنسولين، و25 غرامًا من الجلوكوز.
3. الألبوتيرول أو السالبيوتومول: تقتصر فعالية هذا الدواء على بعض المرضى دون غيرهم، لذلك يجمع الأطباء بينه وبين الوسائل العلاجية الأخرى.

أما في حالات فرط البوتاسيوم المزمن، فتتضمّن أبرز الخيارات العلاجية التي يعتمدها الطبيب كلًا من تغيير الأدوية إذا كانت هي السبب وراء ارتفاع البوتاسيوم، وتجنب استخدام أدوية مضادات الالتهاب اللاستيرويدية، وتقليل استهلاك البوتاسيوم في النظام الغذائي اليومي، وقد يوصي الطبيب أيضًا بمدرات البول العروية (بالإنجليزية: Loop diuretics)، والتي تفيد في بعض حالات أنواع زيادة البوتاسيوم المزمن^[٤].

أسئلة تجيب عنها حياتكِ

هل يمكن أن يعاني الأطفال من زيادة البوتاسيوم؟

نعم، يمكن أن يزيد بوتاسيوم الدم لدى الأطفال أيضًا، مما قد يتطلّب أحيانًا إدخالهم إلى المستشفى لتلقّي العلاج الطبي المناسب^[٥].

هل تؤثر زيادة البوتاسيوم على صحة الحامل وجنينها؟

نُشرت دراسة علمية سنة 2015 في دورية (Journal of Maternal-Fetal and Neonatal Medicine)، أجريت على نساء حوامل، وبيّنت نتائجها وجود صلة واضحة بين ارتفاع مستويات البوتاسيوم خلال الحمل، وبين زيادة خطر الإصابة بتصلّب الشرايين، ممّا يشير غالبًا إلى وجود اضطرابات كلوية وأيضية خفيّة عند الحامل^[٦].

المراجع

1. ^ ^{أ ب} " Hyperkalemia (High Potassium) ", clevelandclinic, 5/10/2020, Retrieved 24/3/2021. Edited.
2. ↑ Lisa Fayed (27/1/2020), " What Is Hyperkalemia? ", verywellhealth, Retrieved 24/3/2021. Edited.
3. ↑ " What is Hyperkalemia?", kidney, 6/8/2016, Retrieved 24/3/2021. Edited.
4. ^ ^{أ ب ت ث} Adrienne Stinson (9/4/2019), "What to know about high potassium", medicalnewstoday, Retrieved 24/3/2021. Edited.
5. ↑ Dr Colin Tidy (25/1/2017), "Hyperkalaemia in Children", patient, Retrieved 24/3/2021. Edited.
6. ↑ " High potassium level during pregnancy is associated with future cardiovascular morbidity ", Journal of Maternal-Fetal and Neonatal Medicine, 2015, Issue 6, Folder 29, Page 1024-1021. Edited.