محتويات
أهمية تعلّم لغة الجسد
لغة الجسد هي شكل من أشكال التواصل غير اللفظي التي تتم من خلال حركات وإيماءات الجسد، ونبرة الصوت وطبقته، وردود الفعل الصّامتة، ويمكنكِ من خلالها فهم الحالة النفسيّة والعاطفيّة للشخص الذي أمامكِ ونواياه بصورة صحيحة، كما يمكنكِ إرسال رسالة أو فكرة معيّنة دون الحاجة لاستخدام الكلمات، أو من خلال التحكّم بنبرة صوتكِ وطبقته وحركات جسدكِ أثناء الحديث والتعبير اللّفظي، إذ يمكن توصيل معظم المعنى العاطفي لما يُقال من خلال لغة الجسد، فما يقوله الآخرون مهم، ولكنّ الأهم كيف يقولونه، إذ تعرّفي على أنواع لغة الجسد المختلفة، وتعلّمي قراءتها، وحسّني لغة جسدكِ الخاصّة، فعلى الرّغم من امتلاكنا جميعًا القدرة على قراءة بعض حركات لغة جسد الآخرين بطريقة فطريّة، لكن هذا لا يحدث غالبًا بطريقة واعية، فتطويركِ لهذه المهارة، يساعدكِ على الفهم الصحيح لاتخاذ القرار السليم، ويجنّبكِ المواقف غير اللّائقة الناتجة عن إيصال الرسائل المؤذيّة دون قصد، والتي قد تؤثّر على علاقاتكِ المهنيّة والخاصّة[١].
هذه هي أنواع لغة الجسد المختلفة
عند تفاعلكِ مع الآخرين، فإنّكِ تُرسلين وتستقبلين إشاراتٍ صامتة وبشكلٍ مستمر، ويُمكنكِ من خلال هذه السلوكيّات غير اللفظية بث الرّاحة في نفوس النّاس وجذبهم نحوكِ وبناء الثقة، أو الإساءة إليهم وخداعهم، وهذه هي أنواع لغة الجسد المختلفة التي يُنصح بمعرفتها واكتساب المهارة الكافية للتحكّم فيها وقراءتها، فقد يتسبب افتقاركِ لهذه المعرفة، في تشويشكِ وإفساد ما تحاولين جاهدة إظهاره أو نقله للآخرين[٢]:
- تعابير الوجه: من أكثر التعابير القادرة على نقل المشاعر والتعبير عنها، وتُعد لغة الوجه بكل أشكالها لغة عالميّة؛ فتعبيرات الاندهاش والغضب والامتعاض والسعادة والمحبة والخوف والاشمئزاز هي نفسها في كل الثقافات المختلفة.
- حركة الجسم: يضم هذا النوع من التواصل وضعيّة جلوسكِ ووقفتكِ ومشيتكِ وحركاتك، فكل حركاتكِ التي تقومين بها تؤثر على انطباعات الآخرين حولكِ وتصوراتهم، وتنقل لهم معلومات كثيرة عنكِ.
- الإيماءات: تختلف معاني الإيماءات باختلاف الثقافات، وهي ملازمة لنا في حياتنا اليومية، فغالبًا ما تعبّرين عن نفسك بالإيماءات بوعيٍ أو دون وعيٍ منكِ، ويُعد تلويحكِ بيدكِ أو الإشارة بطريقة معيّنة أو الحركات الإيحائيّة عند التحدّث، من الأمثلة على الإيماءات، وكوني حذرة عند استخدامك لهذه الإيماءات لكي لا تُفسّر بطريقة خاطئة.
- اتصال العين: طريقتكِ في النظر إلى شخصٍ ما يمكنها إيصال الكثير من المعاني والمشاعر والحديث الذي لا يُقال، فالاتصال بالعين من أهم أنواع لغة الجسد وأكثرها تأثيرًا، والتواصل بالعين أثناء المحادثات، يعكس ما بداخلنا ومدى استجابة الشخص المقابل للحديث.
- المسافات: كل شخص له مسافة ماديّة خاصّة تختلف باختلاف قرب العلاقة والثقافة والموقف، وتجاوز الآخرين لهذه المسافة قد يولّد شعور بعدم الارتياح، ومن خلال تحديدكِ لمسافة معيّنة بينكِ وبين الآخرين، يمكنكِ توصيل العديد من رسائل المودة أو الهيمنة أو الانزعاج.
- الصوت: عندما تتحدّثين، فإنّ تأثير نبرة صوتكِ وطبقته لا يقل عن تأثير كلماتكِ، فنغمة الصوت وسرعة الحديث، ووضوح الكلمات، توصل العديد من الرسائل، كالثقة والسخرية والحزن والجدّيّة والغضب والمحبّة.
- اللّمس: طريقة مصافحتكِ للآخرين، وقوّة المصافحة، والعناق، والتربيت، وغيرها الكثير أمثلة أخرى على طرق للتواصل وإيصال الرسائل، والتي تتم من خلال اللّمس.
نصائح تساعدكِ في تحسين لغة الجسد الخاصة بكِ
هل فكّرتِ يومًا بلغة جسدكِ وكيف تصل رسائلكِ للآخرين؟ وهل وضعتِ نفسكِ يومًا في موقفِ سوء فهمٍ كنيتجةٍ للإشارات التي يرسلها جسدكِ؟ فيما يأتي نصائح تساعدكِ على تحسين لغة الجسد الخاصة بكِ، فعندما لا تتفق لغة جسدكِ وكلماتكِ، والذي يمكن أن يحدث غريزيًا ودون وعيٍ منك، سيؤثّر ذلك سلبيًا على علاقاتكِ وفهم الآخرين لك، فالناس تميل إلى اتّباع الرسالة التي يرسلها جسدكِ[٣][٢]:
- زيادة الوعي الذاتي: أهم ما عليكِ فعله هو زيادة الوعي الذاتي؛ كوني على دراية بالرسائل التي يرسلها جسدكِ، خذي وقتكِ في فهم تواصله مع محيطه وردّات فعله.
- طوّري من ذكائكِ العاطفي: يساعدكِ الذكاء العاطفي على قراءة الأشخاص الآخرين بدقة، بما في ذلك العواطف التي يشعرون بها والرسائل غير المعلنة التي يرسلونها، كما يساعدكِ على فهم ذاتكِ والتعامل مع المواقف بطريقة إيجابيّة واعية، ويمكّنكِ من الرد بطرق تُظهر للآخرين الرسائل التي تودّين إيصالها.
- التحكّم بانفعالاتكِ: تعلّمي كيف تتحكمين في تصرفاتكِ عند الانفعال، وتسيطرين على ردود أفعالك؛ فالانفعال قد يؤدّي بكِ إلى إساءة فهم الآخرين.
- لا تلجئي للخداع: فالعلاقات المبنيّة على الخداع لن تشعركِ بالرضا والألفة، درّبي نفسك على أن تكون كلماتكِ مطابقة لرسائل جسدكِ.
- إيصال الرسائل الصحيحة الأكثر أهميّة: تأكّدي من أنّ لغة جسدكِ تنقل الرسالة الصحيحة والمتناغمة للشعور الأكثر أهميّة لديك، فمثلًا؛ إذا كنتِ متعبةً ولكنكِ تهتمين لسماع زوجكِ، فالرسالة الأكثر أهميّة هي "أنا أهتم بك" وليس "أنا متعبة"، لأنّ التزامكِ تجاه زوجكِ أعمق من إجهادكِ الجسدي.
- تدرّبي وخذي ما يكفي من المعرفة والوقت: ذلك حتى تتأكّدي من أنّ جسدكِ وكلماتكِ يرسلان نفس الرسالة، وعندها ستحققين نجاحًا أكبر في تفاعلكِ مع الآخرين، وتنمية مهاراتكِ في التواصل الاجتماعي.
كيف يمكنكِ قراءة لغة الجسد الخاصة بالآخرين؟
يوجد شِقّان لقراءة لغة الجسد، أوّلهما؛ قدرتكِ على إرسال إشارات إلى الآخرين، وثانيهما؛ قدرتكِ على فك شيفرة الآخرين وقراءة إشاراتهم، وتكمن أهمية القدرة على قراءة إشارات الآخرين الجسديّة، أنّها تساعدكِ على تفسير المشاعر الخفيّة والمعلومات الشخصيّة للآخرين، وبالتّالي فهم المواقف بصورة صحيحة واتخاذ ردود أفعال مناسبة لكل موقف[٣]، وإليكِ بعض التفسيرات لبعض حركات الجسد التي ستساعدكِ على قراءة لغة جسد الآخرين، وفهم الإشارات التي تتلقّينها منهم، ولكن تذكري أنّ هذه التفسيرات ممكن أن تختلف باختلاف الثقافات والمواقف[٤]:
- الابتسامة: عند الابتسام بصدق، تبرز زوايا الفم، وتضيق العينان وتتجعدان في الزوايا، أمّا الابتسامة غير الحقيقة كابتسامة الازدراء أو الشك، فلا تتأثر فيها العينين في الغالب.
- الشفاه: يمكن أن تشير الشفاه المضغوطة إلى الشعور بعدم الارتياح، والمفتوحة إلى الشعور بالراحة، أمّ الشفاه المرتعشة فتشير إلى الخوف أو الحزن.
- رمش العين: الرمش بسرعة قد يفسّر حالة من التوتر، أو القلق، أو مواجهة مشكلة صعبة.
- حدقة العين: اتساع حدقة العين دليل على الإيجابيّة تجاه موضوع معيّن أو الانجذاب لشخصٍ ما، ويمكن لحالة الغضب أو الخوف أن تتسبّب باتساع حدقة العين، وضيق الحدقة مؤشّر على عدم الإعجاب والرضا بشيءٍ ما.
- اليدين: الأيدي الممدودة تشير إلى الراحة، وتشير القبضة المشدودة إلى الغضب أو الإحباط، وقد يشير لمس الخد بشكل تلقائي إلى اهتمام الشخص المقابل بحديثكِ أو أنّه يفكّر بعمقٍ في شئٍ ما.
- القدمين: اهتزاز القدمين أو تبديل وضع الأرجل المتقاطعة تشير إلى العصبيّة أو الأرق، ويمكن للأرجل المتقاطعة أن تشير إلى عدم الرغبة في سماع ما يقوله شخص ما، خاصةً عند عقد الذراعين أيضًا.
- التنفّس: قد يكون التنفّس السريع للشخص دلالة على فرحهِ أو قلقهِ أو عصبيّته، أمّ التنفّس العميق فيدل على الارتياح، وحالة الهدوء أو التفكير يظهرهما التنفّس البطيء.
من حياتكِ لكِ
انتبهي إلى التناقضات بين التعبير اللفظي والجسدي، وضعي في اعتباركِ جميع الإشارات غير اللفظيّة التي يرسلها الشخص المقابل، انظري إليها كمجموعةٍ متكاملةٍ، وتجنّبي الانفعال والتوتر، وثقي بحدسكِ ومشاعركِ الغريزيّة، وستصبح قدرتكِ على قراءة الإشارات التي تستقبلينها أفضل، وحكمكِ على الآخرين والمواقف أكثر دقّةً وصحّةً[٢].
المراجع
- ↑ "How important is body language?", www.quora.com, Retrieved 2020-08-10. Edited.
- ^ أ ب ت "Nonverbal Communication", www.helpguide.org, Retrieved 14-9-2020. Edited.
- ^ أ ب "Your Body Language", www.improveyoursocialskills.com, Retrieved 2020-08-11. Edited.
- ↑ Crystal Raypole (2020-01-15), "A Beginners Guide to Reading Body Language", www.healthline.com, Retrieved 2020-08-12. Edited.