محتويات
ما هو الشيح؟
الشيح أو كما يُعرف بالإنجليزية باسم (Artemisia absinthium)، له العديد من الأسماء الأخرى الشائعة، منها عشبة النار، والشويلاء، والبعيثران، وحبق الراعي، وهو عشب يمتاز برائحته المميزة، ونكهته العشبية، وفوائده الصحية المزعومة، ويمتاز هذا النبات بسيقان بيضاء مخملية أو فضية مُخضرّة، وأوراق صفراء وخضراء، وزهور منتفخة لونها أصفر فاتح أو شاحب، ولقد استُخدِمت جميع أجزائه في الممارسات الطبية التقليدية لمئات السنين، ولطالما اعتُبِر الشيح مادةً مهلوسةً وسمًّا محتملًا، وقد حُظر استخدامه في الولايات المتحدة لمدة قرن تقريبًا، لكنه الآن متاح قانونيًا فيها، وعادةً ما يُستهلك الشيح في شكل مستخلص أو شاي، ويُستخرج زيته من السيقان والأوراق، في حين يُستخرج المستخلص أو الصبغة من النبات بأكمله[١].
ما هي فوائد استخدام الشيح؟
قد يكون لنبات الشيح فوائد عديدة، بما في ذلك[١]:
- تخفيف الألم: قد يُخفّف الشيح من التهاب المفاصل التنكسي، وهي حالة مؤلمة ناتجة عن التهاب المفاصل، وفي دراسة نُشِرت في المجلة الإيرانية للعلوم الطبية، والتي أُجريت على 90 بالغًا بين عمر الثلاثين والتسعين عامًا يعانون من خشونة مفصل الركبة، وُجِدَ أنّ استخدام مرهم جلدي يحتوي على الشيح بنسبة 3٪ 3 مرات يوميًا ساعد في تخفيف مستويات الألم وتحسين الوظيفة الجسدية، لكنه لم يُخفّف من تيبّس المفاصل[٢]، وتجدر الإشارة إلى أنه لا ينبغي أبدًا وضع النبات نفسه على الجلد مباشرةً؛ نظرًا لأنّ مركباته شديدة التركيز، وقد تؤدي إلى حروق مؤلمة، ويجب استخدامه فقط كمرهم أو لوشن، أما بالنسبة إلى شاي الشيح ومستخلصاته فلا يوجد حتى الآن أبحاث كافية لتحديد إذا ما كانت تُخفّف الألم أيضًا.
- علاج الالتهابات الطفيلية: استُخدِم الشيح في علاج الديدان المعوية منذ عهد مصر القديمة، وتُنسب خاصية مكافحة الطفيليات هذه إلى مركب الثوجون (thujone)، ومع ذلك فإنّ الأدلة على فعالية الشيح في هذا الاستخدام معتمدة على الأقاويل فقط، ولكن قد أشارت بعض الدراسات المنشورة في مجلة علم الديدان الطفيلية، والتي أُجريت على الحيوانات، وفي المختبر فقط إلى أن الشيح قد يقاوم الديدان الشريطية والطفيليات الأخرى[٣]، وعلى الرغم من ذلك فإنّ هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث على البشر لتأكيد أمان وفعالية استخدام الشيح في علاج الالتهابات الطفيلية، لذا لا ينبغي استخدامه لهذا الأمر أبدًا دون استشارة الطبيب.
- احتوائه على خصائص مضادة للأكسدة: إلى جانب مركب الثوجون، يوجد مركب آخر بارز من مكونات الشيح وهو الكامازولين، والذي يعمل كمضاد للأكسدة، ويتركّز أكثر في الزيوت العطرية في مرحلة ما قبل الإزهار للنبات، وقد تحارب مضادات الأكسدة، مثل الكامازولين الإجهاد التأكسدي في الجسم، والذي يرتبط بالسرطان، وأمراض القلب، والزهايمر، وأمراض أخرى، لكن هناك حاجة إلى مزيد من البحث حول خصائص هذا المركب لتأكيد فعاليّته ودرجة الأمان.
- تخفيف الالتهاب: قد يساعد مركب الأرتيميسينين الموجود في الشيح في مكافحة الالتهاب في الجسم، ويُعتقد أنّ هذا المركب قادر على تثبيط السيتوكينات، وهي بروتينات يفرزها جهاز المناعة وتُعزّز حدوث الالتهاب في الجسم، وتشير الدراسات إلى أنّ الشيح قد يساعد في تخفيف مرض كرون الذي يتمثل بالتهاب بطانة الجهاز الهضمي، وقد تتضمّن أعراضه الإسهال، وتشنجات البطن، والتعب، ومشاكل الجهاز الهضمي الأخرى، وفي إحدى الدراسات التي أُجريت على 40 شخصًا بالغًا يعانون من مرض كرون، كان لدى أولئك الذين يتناولون مكملًا من الشيح مقداره 500 ملغ 3 مرات يوميًا أعراض أخفّ، وحاجة أقل لأدوية الستيرويدات بعد 8 أسابيع، مقارنةً بمجموعة الدواء الوهمي[٤]، وبالرغم من هذه النتائج، إلا أنّ هُناك حاجة إلى مزيد من البحث للتأكد من دور الشيح في تخفيف الالتهاب.
ما هي أضرار استخدام الشيح؟
يجب تجنب استخدام الشيح في بعض الحالات أو عند المعاناة من ظروف صحية مُعيّنة، بما في ذلك[١]:
- الطفولة المُبكّرة: يجب تجنب استخدام عشبة الشيح للأطفال.
- الصرع: يُحفّز مركب الثوجون الدماغ وقد يُسبّب النوبات، كما قد يُقلّل الشيح أيضًا من فعالية الأدوية الشائعة المضادة للتشنج، مثل الجابابنتين والبريميدون.
- مرض القلب: قد يُؤدّي تناول الشيح مع دواء الوارفارين المُستخدم في علاج أمراض القلب إلى حدوث نزيف معوي.
- مشاكل الكلى: يُعدّ الشيح مادةً سامّةً للكلى، وقد يزيد من خطر الإصابة بالفشل الكلوي.
- بعض أنواع الحساسية: إذا كنتِ تعانينَ من حساسية اتجاه أفراد عائلة النباتات النجمية، مثل عشبة الرجيد، والقطيفة؛ فقد تتحسّسينَ من نبات الشيح الذي ينتمي إلى نفس العائلة النباتية.
قد يؤدي تناول جرعات عالية من الشيح إلى اضطراب في الجهاز الهضمي، والغثيان، والقيء، ونوبات الصرع، ومع ذلك، من غير المحتمل أن تحدث هذه الآثار الجانبية عند تناول الشيح بجرعات صغيرة كتلك الموجودة في الشاي، وقد تكون الكميات الكبيرة جدًا من هذه العشبة وغيرها من المنتجات المحتوية على الثوجون قاتلة على الرغم من عدم تحديد جرعتها المميتة للبشر، أيضًا يجب عدم تناول أي شكل من أشكال الشيح بانتظام لمدة تزيد عن 4 أسابيع؛ إذ تُعدّ هذه المدة طويلة، وسلامة استخدام هذه العشبة على المدى الطويل وآثارها الجانبية غير معروفة، وعامةً ننصحكِ بعدم استخدام الشيح خاصةً لأغراض طبية دون استشارة الطبيب أولًا[١].
ما هي الجرعة الآمن استخدامها من الشيح؟
بسبب قلة الأبحاث؛ لا توجد إرشادات مُحدّدة للجرعة الآمنة من الشيح، لكن في الوقت نفسه، وضعت العديد من المؤسسات الحكومية قيودًا على منتجات الشيح؛ إذ يمكن لمركباته أن تنتج تأثيرات سامةً، وضعي في اعتباركِ أنّ شاي الشيح ومستخلصاته لا تخضع لتنظيم إدارة الغذاء والدواء؛ لذا فهي لا تندرج تحت هذه اللوائح، لذلك إذا لم تكوني متأكدةً من المقدار الذي يجب أن تتناوليه، من الأفضل أن تستشيري طبيبكِ أولًا[١].
تعرّفي على التداخلات الدوائية للشيح
قد يُخفّض نبات الشيح نسبة السكر في الدم، وتستخدم أدوية السكري أيضًا للغرض ذاته، لذلك قد يؤدي تناول هذا العشب جنبًا إلى جنب مع أدوية السكري إلى انخفاض نسبة السكر في الدم؛ لذا يجب مراقبة نسبة سكر الدم عن كثب، وقد تحتاجين لمراجعة الطبيب المختصّ لتغيير جرعة دواء السكري، وكما ذكرنا سابقًا قد يؤثر الشيح على فعالية أدوية علاج الصرع، ودواء الوارفارين[١][٥].
من حياتكِ لكِ
إضافةً إلى ما سبق، قد تتساءل العديد من النساء عن أمان استخدام الشيح في مرحلة الحمل والرضاعة، وفي الواقع لا توجد معلومات كافية مثبتة حول تأثير وسلامة استخدام الشيح في مرحلة الحمل والرضاعة؛ لذا ابقي على الجانب الآمن وتجنّبي استخدامه إذا كنتِ حاملًا أو مرضعة للحفاظ على سلامتكِ وسلامة طفلكِ[٦].
المراجع
- ^ أ ب ت ث ج ح Lisa Wartenberg (2020-01-15), "What Is Wormwood, and How Is It Used?", healthline, Retrieved 2020-09-29. Edited.
- ↑ Zahra Basiri,Fatemeh Zeraati,Farzaneh Esna-Ashari and others (2017-11-05), "Topical Effects of Artemisia Absinthium Ointment and Liniment in Comparison with Piroxicam Gel in Patients with Knee Joint Osteoarthritis", iranian journal of medical sciences, Issue 6, Folder 42, Page 524-531. Edited.
- ↑ E V N Beshay (2017-06-12), "Therapeutic efficacy of Artemisia absinthium against Hymenolepis nana in vitro and in vivo studies in comparison with the anthelmintic praziquantel", Journal of Helminthology, Issue 3, Folder 92, Page 298-308. Edited.
- ↑ B Omer, S Krebs, H Omer, and others (2007-01-18), "Steroid-sparing effect of wormwood (Artemisia absinthium) in Crohn's disease a double-blind placebo-controlled study", Phytomedicine, Issue 3, Folder 14, Page 87-95. Edited.
- ↑ "ARTEMISIA HERBA-ALBA", rxlist, Retrieved 2020-09-29. Edited.
- ↑ "ARTEMISIA HERBA-ALBA", webmd, Retrieved 2020-09-29. Edited.