ما هو سبب خفقان القلب

خفقان القلب

يُشار للشعور بانقباض القلب أو تسارعه باسم الخفقان، وفي الحقيقة قد يكون إيقاع القلب طبيعيًا أو غير طبيعي عند الشعور بالخفقان، كما أنَّه لا يُعدّ من الاضطرابات الصحيّة الخطيرة عدا في الحالات التي يُشير فيها للإصابة باضطرابات النظم القلبية، وغالبًا ما تُصيب اضطرابات النظم القلبية الأشخاص الذين يُعانون من الأمراض القلبية كاضطرابات الصمامات، أو اضطرابات مستويات الكهارل في الجسم كالبوتاسيوم، أو الأشخاص الذين لديهم العديد من عوامل الخطر التي تزيد من احتمالية الإصابة بها[١].


يترواح عدد نبضات القلب الطبيعية ما بين 60- 100 نبضة في الدقيقة الواحدة، ويُمكن قياسها عن طريق وضع أصبع الوسطى والسبابة ما بين العظم والوتر الواقع فوق الشريان الكعبري في الرسغ، أو على الرقبة بجوار القصبة الهوائية، ثم عدّ النبضات في 15 ثانيةً ومضاعفة الرقم الناتج أربع مرات، وفي الحقيقة يُشير انخفاض معدل ضربات القلب في وضعية الراحة إلى أقل من 60 نبضةً في الدقيقة الواحدة إلى صحة القلب وكفاءته العالية، إذ قد يصل معدل ضربات القلب إلى 40 نبضةً في الدقيقة الواحدة فقط عند الرياضيين، كما تجدر الإشارة إلى أنَّه توجد العديد من العوامل المؤثرة في معدل نبضات القلب، كالعمر، وحجم الجسم، ودرجة حرارة الهواء المُحيط بالشخص، وغيرها[٢].


أسباب خفقان القلب

تتعدد مُسبِّبات الإصابة بالخفقان، وتجدر الإشارة إلى أنَّ معظمها غير مؤذٍ ولا يُشير إلى الإصابة باضطرابات أخرى شديدة، ويمكن بيان مُسبِّبات الإصابة بخفقان القلب على النحو الآتي[٣][٤][٥][٦]:

  • نمط الحياة: تُوجد العديد من أنماط الحياة المُسبِّبة للخفقان، ومنها ما يأتي:
    • التدخين.
    • تناول الأدوية المخدِّرة والممنوعة كالهروين، والكوكايين، والأمفيتامين، بالإضافة إلى القنب، وإكستاسي.
    • التوتر، والعصبية.
    • الانفعال والإثارة.
    • الوزن الزائد أو السمنة.
    • تناول كميات كبيرة من المشروبات الكحولية.
    • ممارسة التمارين الرياضية الشديدة.
    • تناول الأغذية الحارة أو الغنيّة بالتوابل.
    • عدم الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم.
    • الإصابة بنوبات الهلع وتُعرف هذه بالخفقان المُصاحب للشعور بالتوتر والخوف الشديدين، كما قد يُصاحبه التعرُّق، والشعور بالغثيان، والارتعاش، وتجدر الإشارة إلى أنَّها لا تُسبِّب الإصابة بأي اضطرابات شديدة في أغلب الأحيان، على الرغم من تسبُّبها بانزعاج المُصاب.
    • تناول المشروبات الحاوية على الكافيين كالشاي، والقهوة، ومشروبات الطاقة، بالإضافة إلى المشروبات الغازية.
  • التغيرات الهرمونية: قد تؤدي التقلبات الهرمونية عند النساء إلى الإصابة بالخفقان مؤقتًا، ومن هذه التقلبات المُصاحبة للدورة الشهرية خصوصًا التي تمتاز بالنزيف الشديد، والتقلبات المُصاحبة لفترة ما بعد انقطاع الطمث، والحمل، وتجدر الإشارة إلى أنَّ الخفقان يختفي في هذه الحالة دون التسبُّب بأي اضطرابات صحيّة أخرى عادةً.
  • تناول الأدوية: قد يُسبِّب تناول بعض أنواع الأدوية الإصابة بالخفقان، خصوصًا عند البدء بتناولها، ويجدر التنويه إلى ضرورة تجنُّب التوقف عن تناول هذه الأدوية أو تغييرها دون استشارة الطبيب، ومن الأمثلة على هذه الأدوية ما يأتي:
    • أدوية علاج ارتفاع ضغط الدم كالمينوكسيديل، والهيدرالازين.
    • البخاخات المُستخدمة لعلاج الربو ومرض الانسداد الرئوي المزمن، كالإبراتروبيوم، والسالبوتامول.
    • المضادات الحيوية كالأريثروميسين والكلاريثروميسين.
    • مضادات الفطريات كالإيتراكينازول.
    • مضادات الاكتئاب كالإسيتالوبرام، والسيتالوبرام.
    • مضادات الهيستامين كالتيرفينادين.
  • الاضطرابات القلبية: توجد العديد من الاضطرابات القلبية المُسبِّبة للإصابة بالخفقان، وتجدر الإشارة إلى أنَّ هذه الأمراض تستدعي العلاج، ومن هذه الاضطرابات ما يأتي:
    • اضطرابات النظم القلبية، ومن الأمثلة عليها: الرجفان الأذيني، وتسرُّع القلب فوق البطيني الشائع بين الشباب، بالإضافة إلى تسرُّع القلب البطيني المُسبِّب للشعور بالدوخة وفقدان الوعي أحيانًا.
    • الفشل القلبي المؤدي إلى انخفاض قدرة القلب على ضخّ الدم إلى باقي أنحاء الجسم.
    • اضطرابات الصمامات القلبية مثل: تدلي الصمام التاجي.
    • الاضطرابات القلبية الخلقية المؤثرة في عمل القلب.
    • اعتلال عضلة القلب التضخُّمي.
  • الاضطرابات الصحية غير القلبية: ومن الأمثلة على الاضطرابات الصحيّة غير القلبية المؤدية إلى الشعور بالخفقان ما يأتي:
    • انخفاض مستوى السكر في الدم.
    • انخفاض ضغط الدم الانتصابي الناتج عن تغيير وضعية الجسم.
    • فقر الدم.
    • السكري.
    • الجفاف.
    • العدوى.
    • الحمّى وارتفاع درجة حرارة الجسم ما فوق 38 درجةً مئويةً.
    • فرط نشاط الغدة الدرقية المُسبِّب لإنتاج كميات كبيرة من هرموناتها.
    • اختلال الكهارل في الجسم، فقد يؤدي اختلال مستوى البوتاسيوم، أو الكالسيوم، أو المغنيسيوم إلى الإصابة بالخفقان.


تشخيص خفقان القلب

يُعد تشخيص خفقان القلب أمرًا في غاية الصعوبة، خصوصًا إذا لم يحدث الخفقان أثناء التواجد في مكتب الطبيب، ولتحديد سبب الخفقان سيجري الطبيب فحصًا بدنيًا شاملًا، بالإضافة إلى طرح بعض الأسئلة المتعلقة بالنشاط البدني للمريض ومستويات التوتر والأدوية المستخدمة بوصفة طبية أو من غيرها والظروف الصحية، وإذا لزم الأمر قد يلجأ الطبيب إلى تحويل المريض إلى اختصاصي أمراض القلب الذي سيجري بعض الاختبارات التي تساعد على استبعاد أمراض القلب ومشاكله، ومن هذه الفحوصات[٧]:

  • تحاليل الدم.
  • اختبارات البول.
  • اختبار الإجهاد.
  • تسجيل إيقاع القلب لمدة 24 ساعةً باستخدام جهاز يُعرف بمراقب هولتر.
  • الموجات فوق الصوتية للقلب أو مخطط القلب.
  • التخطيط الكهربائي للقلب.
  • الأشعة السينية للصدر.
  • دراسة الفسيولوجيا الكهربائية للتحقق من الوظيفة الكهربائية للقلب.
  • تصوير الأوعية التاجية لمعرفة كيفية تدفق الدم عبر القلب.


علاج خفقان القلب

لا تحتاج معظم حالات الخفقان إلى أي علاج، إذ قد تختفي من تلقاء نفسها، ويعتمد علاج الخفقان على علاج الاضطراب المُسبِّب له كعلاج اضطرابات النظم القلبية، أو تغيير الدواء المُسبِّب للخفقان بعد استشارة الطبيب، كما قد يُعالج بالطرق الآتية[٨]:

  • تغيُّرات في نمط الحياة: ويمكن بيان هذه التدابير على النحو الآتي:
    • الحدّ من تناول بعض الأطعمة والمشروبات كتلك الحاوية على الكافيين، والمشروبات الكحولية.
    • التوقُّف عن التدخين.
    • التخفيف من القلق والتوتر عن طريق ممارسة اليوغا، ورياضة تاي تشاي، بالإضافة إلى ممارسة تقنيات الاسترخاء، والعلاج العطري، والارتجاع البيولوجي، والتأمُّل الاسترشادي.
  • العلاج الدوائي: من هذه الأدوية؛ حاصرات بيتا، وحاصرات قنوات الكالسيوم، وتُستخدم هذه في حال فشل التغيرات في نمط الحياة في التخلُّص من خفقان القلب.


المضاعفات الناتجة عن خفقان القلب

يُحتمل حدوث بعض المضاعفات إذا كان خفقان القلب ناجمًا عن أمراض القلب، وتتضمن المضاعفات المحتملة ما يأتي[٩]:

  • فقدان الوعي: قد يحدث فقدان الوعي نتيجة انخفاض ضغط الدم الذي يسببه النبض السريع في القلب، ويزداد احتمال حدوثه إذا كان الشخص يعاني من وجود مشكلة في القلب، مثل أمراض القلب الخلقية أو مشاكل معينة في الصمام.
  • السكتة القلبية: نادرًا ما يحدث الخفقان بسبب عدم انتظام ضربات القلب الذي يهدد الحياة، مما قد يؤدي إلى توقف القلب عن النبض بفاعلية.
  • السكتة الدماغية: قد يُسبب خفقان القلب تجمع الدم وتكوين الجلطات في الحالات التي يكون فيها ناتجًا عن الرجفان الأذيني، وهي الحالة التي ترتجف فيها الحجرات العلوية من القلب، وقد تؤدي الجلطة إلى انسداد شريان الدماغ، مما يؤدي إلى حدوث السكتة الدماغية.
  • فشل القلب: قد يحدث فشل القلب نتيجةً للضخ غير الفعال لفترة طويلة بسبب عدم انتظام ضربات القلب، مما قد يؤدي إلى حدوث قصور القلب، وفي بعض الحالات قد يؤدي التحكم بمعدل عدم انتظام ضربات القلب إلى تحسين وظائف القلب.


من حياتكِ لكِ

تُوجد بعض الأسباب لخفقان القلب وانقطاع الطمث، إذ يمكن للمرأة أن تشعر في بعض الأحيان بتسارع ضربات القلب أو تعاني من خفقان في سن اليأس، وهذا عرض شائع من فترة ما قبل انقطاع الطمث، وتُعدّ فترة ما قبل انقطاع الطمث هي الفترة التي تسبق انقطاع الطمث، ويُعدّ خفقان القلب نتيجةً مباشرةً لانخفاض مستويات هرمون الإستروجين الأنثوي، مما يؤدي إلى فرط تحفيز القلب[١٠].


المراجع

  1. "Heart palpitations", medlineplus,31-7-2019، Retrieved 20-8-2019. Edited.
  2. With Edward R. Laskowski (29-8-2018), "What's a normal resting heart rate?"، mayoclinic, Retrieved 20-8-2019. Edited.
  3. "Heart palpitations and ectopic beats", nhs,26-10-2019، Retrieved 20-8-2019. Edited.
  4. "Palpitations", healthnavigator,7-8-2019، Retrieved 20-8-2019. Edited.
  5. "Heart palpitations", nhsinform,9-7-2019، Retrieved 20-8-2019. Edited.
  6. Benjamin Wedro (24-1-2018), "Palpitations"، emedicinehealth, Retrieved 20-8-2019. Edited.
  7. Ann Pietrangelo (2017-3-8), "What You Should Know About Heart Palpitations"، Healthline, Retrieved 2019-5-12. Edited.
  8. James Beckerman (12-7-2017), "Heart Palpitations"، webmd, Retrieved 20-8-2019. Edited.
  9. "Heart palpitations", Mayo Clinic,2018-2-7، Retrieved 2019-5-12. Edited.
  10. "What's to know about heart palpitations and menopause?", medicalnewstoday, Retrieved 2-4-2020. Edited.

فيديو ذو صلة :