التعب عند صعود الدرج
قد لا يكون التعب ناتجًا عن خلل ما أو مرض باطني في الجسم بل عن قلة اللياقة البدنية؛ إذ يمكن أن تكون الأسباب البيئية المرتبطة بنمط الحياة هي السبب في التعب السريع وضيق النفس بعد صعود الدرج؛ إذ يؤدي نمط الحياة الكسول الذي لا يحتوي على الكثير من الأنشطة البدنية إلى ضيق التنفس عند القيام بأقل مجهود، ويعمل القلب نتيجو ذلك بأقل مجهود ممكن له حتى يعتاد مع مرور الوقت على عدم بذل مجهود أبدًا، وعند بذل أي مجهود يتعب الشخص كثيرًا؛ لأن جسمه ليس معتادًا على المجهود، كما تؤدي زيادة الوزن إلى ضيق التنفس عند ممارسة أي نشاط، كما يسبب الحمل إلى التغير في الدورة الدموية وجهاز التنفس للأم من أجل الجنين الذي يزداد حجمه باستمرار في بطن الأم فيضغط على رئتيها[١].
أسباب التعب عند صعود الدرج
ضيق التنفس أو التعب يمكن أن يكون استجابةً جسديةً طبيعيةً لبذل مجهود في معظم الحالات؛ فقد يحدث أثناء ممارسة التمارين الرياضية أو أثناء صعود الدرج؛ إذ يستجيب الجسم للمجهود بزيادة معدل التنفس لإزالة ثاني أكسيد الكربون، وتزويد الجسم بالأكسجين بصورة أكبر والحفاظ على تدفق الدم إلى العضلات العاملة، ومجرد ضيق التنفس أو التعب أثناء الأنشطة العادية التي يقوم بها الشخص مرة واحدة في اليوم دون أن يرافقها أعراض خطيرة يجب ألّا يثير القلق؛ فهو أمر طبيعي تمامًا، لكن إذا كان الشخص يستطيع صعود الدرج أو حمل ثقل معتدل دون التعرض لضيق في التنفس ولاحظ في الآونة الأخيرة أنه يصاب بالتعب والضيق في التنفس أثناء ممسارسة الأنشطة اليومية؛ فيجب عليه إجراء فحص طبي للتأكد من أنه لا يعاني من سبب خفي لذلك، كما أن بعض الأشخاص قد يصابون بالتعب دون أن يبذلوا أي مجهود، وهؤلاء عليهم إجراء فحوصات طبية عاجلة؛ لأن التعب دون بذل مجهود يدل بالتأكيد على وجود خطب ما في الصحة[١].
كما قد يعاني العديد من الأشخاص من ضيق في التنفس بعد صعود طابق واحد من الأدراج بسبب التعب، ويشعرون بألم في الصدر عند التنفس وقد يشتكون من عدم قدرتهم في الحصول على ما يكفي من الهواء للتنفس براحة، وقد تكون الأعراض المصاحبة للتعب عند صعود الدرج مخيفة، لا سيما إذا ترافقت بألم في الصدر أو ضيق شديد أو حمى أو تعرق أو سعال أو صفير في الصدر أو تورم في الأطراف لا سيما أسفل الساقين أو القدمين أو الكاحلين، أو ظهرت حكة أو طفح جلدي بعد صعود الدرج، أو أصيب الشخص بالدوخة أو التعب الشديد؛ ففي هذه الحالات قد يكون الأمر أكثر من مجرد تعب عادي ناتج عن قلة اللياقة البدنية، وتتضمن الأسباب المحتملة للتعب وقصر النفس بعد صعود الدرج أمراض الكلى، أو أمراض الكبد، أو انسداد الرئة وأمراض الرئة بصورة عامة، لا سيما التهابات الرئة الفيروسية، ووجود ورم سرطاني في الجسم، وفقر الدم الناتج عن نقص الحديد، والربو، وأمراض القلب واحتقان القلب؛ فإن شعور الشخص بأنه يعاني من تعب غير طبيعي توجب عليه مراجعة الطبيب وإجراء فحوصات دم، كما قد يصور الطبيب الصدر بالأشعة السينية فضلًا عن فحوصات للرئة والقلب[٢][١].
أسباب التعب العام
يعاني الكثير من الناس من التعب العام في جسدهم دون أن يعلموا السبب الكامن وراء هذا التعب المزمن، وهنا نذكر أهم الأسباب للتعب الجسدي العام[٣]:
- قلة النوم: يمكن أن تؤدي قلة النوم إلى التعب المزمن، وحوالي واحد من كل ثلاثة أشخاص لا يحصلون على كفايتهم من النوم، ويبلغ عدد الساعات الموصى بها يوميًا للنوم 7-8 ساعات للبالغين الذين تزيد أعمارهم عن 18 عامًا، وترتبط قلة النوم بمجموعة متنوعة من المشكلات الصحية منها السكري، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب، والسمنة، والاكتئاب، كما أن قلة النوم يمكن أن تمنع الشخص من أداء مهامه اليومية المعتادة بكفاءة، وفي حالات الحرمان الشديد من النوم قد يدخل الشخص في حالة هلوسة وعدم تمييز لما حوله.
- أسباب نفسية: تتضمن الأسباب النفسية للتعب عدة اعتلالات نفسية؛ منها القلق والتوتر والضغط النفسي والاكتئاب، واضطرابات الطعام العصبية، وتعاطي المخدرات والكحول، والمشاكل الاجتماعية مثل الطلاق والمشاكل العائلية أو مشكلات العمل، وقد تتسبب تلك المشكلات مباشرةً بالتعب والإعياء أو بطريقة غير مباشرة عن طريق حرمانها للشخص من النوم؛ فيصاب بالتعب من شدة التفكير والقلق.
- اختلالات الأيض أو الغدد الصماء: تتضمن هذه الاختلالات مجموعةً من الأمراض منها متلازمة كوشينغ، وأمراض الكلى، ومشكلات المعادن في الجسم، ومرض السكري، و قصور الغدة الدرقية، وفقر الدم، وأمراض الكبد يمكن أن تؤدي جميعها إلى التعب، كما أن الحمل أيضًا يؤدي للتعب نتيجة تغيرات الهرمونات.
- أمراض القلب والرئة والجهاز الهضمي: تتضمن الالتهاب الرئوي، وعدم انتظام ضربات القلب، والربو، ومرض الانسداد الرئوي المزمن، ومرض القلب التاجي، وقصور القلب الاحتقاني، وارتجاع المريء وارتداد حمض المعدة، وأمراض الأمعاء الالتهابية، كما يمكن أن تسبب التعب.
- بعض الأدوية: مثل بعض مضادات الاكتئاب وأدوية ضغط الدم، والمنشطات، ومضادات الحساسية، والمهدئات، والأدوية المضادة للقلق جميعها يمكن أن تسبب التعب، كما يمكن أن تكون التغييرات في الجرعات أو وقف الأدوية سببًا أيضًا في الشعور بالتعب.
- المواد الداخلة للجسم: قد ينتج التعب عن نقص بعض الفيتامينات، أو نقص بعض المعادن من الجسم، أو التسمم بمعادن أخرى، أو استهلاك الكثير من المشروبات المحتوية على مادة الكافيين أو الكحول قد تؤدي إلى اضطراب النوم الطبيعي لا سيما إذا أُخذت قبل النوم.
- عدم القيام بأنشطة بدنية أو الإفراط بأدائها: في كلتا الحالتين يصاب الشخص بالتعب؛ فيجب الاعتدال في الأنشطة اليومية، وفي حال ممارسة الرياضة بإفراط يصاب الجسم بالإعياء، ولا يجد الوقت الكافي ليعيد ترميم نفسه من جديد؛ لذا فإن التوسط هو أفضل الأحوال.
- زيادة أو قلة الوزن: زيادة الوزن تزيد من خطر الإصابة بالتعب لأسباب مختلفة، منها اضطرار الجسم إلى حمل المزيد من الوزن، وزيادة احتمال حدوث آلام في المفاصل والعضلات، وزيادة احتمال الإصابة بأمراض يكون فيها التعب من الأعراض الشائعة مثل مرض السكري أو حالة توقف التنفس أثناء النوم، وفي الجهة المقابلة؛ فإن الشخص الذي يعاني من نقص الوزن قد يتعب بسهولة حسب سبب قلة وزنه؛ إذ يمكن أن تسبب اضطرابات الأكل والسرطان والأمراض المزمنة وفرط نشاط الغدة الدرقية خسارة الوزن الشديد إلى جانب التعب والإرهاق.
المراجع
- ^ أ ب ت Claudia Gambrah-Sampaney, MD (2019-5-28), "Causes of Shortness of Breath After Walking Up a Flight of Stairs"، buoyhealth, Retrieved 2019-12-13. Edited.
- ↑ Healthline Editorial Team (2017-3-7), "What You Should Know About Shortness of Breath on Exertion"، healthline, Retrieved 2019-12-13. Edited.
- ↑ Yvette Brazier (2017-8-15), "What causes fatigue, and how can I treat it?"، medicalnewstoday, Retrieved 2019-12-13. Edited.