التهاب النخاع الشوكي في الرقبة

النخاع الشوكي

يُعرّف النخاع الشوكي بأنه مجموعة من الأعصاب التي تمتد من نهاية جذع الدماغ إلى نهاية العمود الفقري متوسطةً إياه، ومُحاطةً بثلاث طبقات من الأنسجة التي تُعرف باسم السحايا، كالتي تحيط بالدماغ، وتكون هذه الأعصاب مسؤولة عن نقل الرسائل العصبية بين الدماغ، وسائر أعضاء الجسم، بالإضافة إلى كونه مركزًا لردود الأفعال، ويوفّر العمود الفقري الحماية للحبل الشوكي، ويُعرف العمود الفقري بأنه مجموعة من الفقرات تحديدًا 33 عظمةً بين كلٍ منها غضروف يُساعد على امتصاص الضغط الواقع على الفقرات أثناء القيام بالأنشطة المختلفة مثل المشي أو القفز، وتتوسّط المادة الرمادية الحبل الشوكي التي تبدو في الجزء المقطعي شبيهة بالفراشة محيطة بها المادة البيضاء التي تحتوي على الألياف العصبية[١].


التهاب النخاع الشوكي

قد يُصاب النخاع الشوكي بالالتهاب في أي جزء منه، والذي يُعرف بالتهاب النخاع المستعرض الذي يتمثّل بإصابة النخاع الشوكي في قسم واحد منه أو كلا القسمين، وفي الحقيقة لا يُعرف السبب الرئيسي وراء الإصابة بالتهاب النخاع المستعرض، وفي بعض الأحيان قد لا يُعرف السبب أبدًا، إلّا أنّه تُوجد بعض الحالات الصحيّة، والعوامل التي قد ترتبط بالإصابة بالتهاب النخاع، والتي تتضمن[٢]:

  • التصلّب المتعدد: وهو أحد الاضطرابات التي يتلف فيها جهاز المناعة الميالين المحيط بالأعصاب في الحبل الشوكي والدماغ، وفي الواقع قد يكون التهاب النخاع المستعرض أولى علامات الإصابة بالتصلّب المتعدد، والذي غالبًا ما يتسبب بظهور الأعراض على جانب واحد من الجسم.
  • داء ديفايس: أو ما يُعرف بالتهاب النخاع والعصب البصري، وفي هذه الحالة فإنّ التهاب النخاع الشوكي يحدث على كلا الجانبين، وتتضمن هذه الحالة إصابة الميالين المحيط بالحبل الشوكي، والعصب الموجود في العين؛ المسؤول عن نقل المعلومات إلى الدماغ بالالتهاب، والتلف، وهو أمرٌ لا ينعكس فقط بظهور أعراض التهاب النخاع المستعرض إنّما قد يُصاب الشخص أيضًا في بعض الحالات بالألم في العينين، وفقدان مؤقت في الرؤية.
  • اضطرابات المناعة الذاتية: مثل الذئبة، ومتلازمة شوغرن، وغيرها التي قد تتسبب بالإصابة بالتهاب النخاع المستعرض، وفي حال ظهور الحالتين سويًّا فإنّ هذا قد يُشير إلى حدوث الالتهاب في النخاع، والعصب البصري، وهو أمر شائع جدًّا عند الأشخاص الذين يُعانون من أمراض المناعة الذاتية.
  • التعرّض للعدوى: قد تتسبب العدوى الفيروسية مثل فيروسات الهربس، والفيروسات المعوية، وفيروس غرب النيل، وغيرها سواء في جهاز التنفس أو جهاز الهضم بإصابة الشخص بالتهاب النخاع المستعرض، والذي غالبًا ما تظهر أعراضه بعد الشفاء أو التخلّص من العدوى الأساسية، ويحدث ذلك نتيجة تحفيز هذه الفيروسات لردة فعل مناعية في الجسم تؤثّر على أنسجة النخاع الذاتية، وفي بعض الحالات النادرة قد تُساهم العدوى البكتيرية أو الطفيلية في إحداث هذه الحالة.
  • اللقاحات: يُوجد ارتباط طفيف بين الإصابة بالتهاب النخاع المستعرض، واستخدام اللقاحات ضد الأمراض المعدية مثل النكاف، والحصبة، والحصبة الألمانية، إلّا أنّ هذا الارتباط لا يُعد واضحًا أو مؤكدًا كفاية لإيقاف استخدام اللقاحات.


أعراض التهاب النخاع الشوكي

تختلف الأعضاء التي تظهر عليها الأعراض من حالة لأخرى، وذلك يعتمد على الجزء من الحبل الشوكي الذي تعرّض للضرر؛ إذ تتأثّر وظيفة الأعضاء الموجودة على مستوى الجزء المتضرر من الحبل الشوكي وما دونه، وفي غالب الأمر، ينشأ تلف المايلين في الغالب في الأعصاب الموجودة في الجزء العلوي من الظهر، مما يسبب مشكلات في حركة الساق، والقدرة على التحكم في حركة الأمعاء والمثانة، وقد تدوم أعراض التهاب النخاع المستعرض لساعات أو عدّة أيام وعندها يُشار إليه بالتهاب النخاع المستعرض الحاد، أو شبه الحاد، وفي حال استمرت هذه الأعراض تتراوح بين أسبوع إلى أربعة أسابيع، ويُمكن تحديد أعراض الإصابة في أربع فئات منفصلة، تتضمن[٣] :

  • الألم: إذ تتضمن الأعراض الأولية للإصابة الشعور بالألم في أسفل الظهر أو الألم الحاد الذي ينتشر في الأطراف، ومنطقة الجذع.
  • ضعف الأطراف: في الواقع يبدأ هذا العَرَض غالبًا في الأرجل، ويتطوّر تدريجيًّا ليؤثّر على الجزء العلوي من الحبل الشوكي، والذراعين، كما أنّ الشلل الجزئي في الرجلين، والذي يشتد ليُصبح شللًا كليًّا يضطرهم إلى استخدام الكرسي المتحرّك.
  • خلل وظيفي في الأمعاء والمثانة: والذي يتمثّل بزيادة الرغبة في التبوّل أو تكرارها، وصعوبة الإخراج، والإمساك، وكذلك الضعف الجنسي.
  • التغيّرات الحسيّة: في بعض الأحيان تظهر على المُصاب ما يُعرف بعلامة ليرميت؛ التي تتمثّل بالشعور بالصدمة الكهربائية التي تمتد من الرقبة إلى أسفل الظهر عند انحنائها إلى الأسفل، وتغيب عند إعادتها لوضعها الطبيعي، كما قد يُصاب الشخص بما يُعرف بالمذل أو الخدر في الرجلين، وفقدان الشعور بهما، وكذلك في الجذع، والمنطقة التناسلية.


المراجع

  1. Steven A. Goldman (2018), "Spinal Cord"، www.msdmanuals.com, Retrieved 23-7-2019. Edited.
  2. "Transverse myelitis", www.mayoclinic.org,17-11-2017، Retrieved 24-7-2019. Edited.
  3. "Transverse Myelitis Fact Sheet", www.ninds.nih.gov,5-2019، Retrieved 24-7-2019. Edited.

فيديو ذو صلة :