محتويات
ماذا نعني بحب التملك؟
حب التملك من غرائز الإنسان، وتبدأ بالظهور عند الطفل في سنوات عمره الأولى، فيحب الطفل الاحتفاظ بأشيائه وجعلها على مقربة منه وتحت نظره وعدم مشاركتها مع الغير، فضلًا عن تكرار كلمة " إنه ملكي" بمجرد أن يفهم طفلك هذا المفهوم للملكية، فهو في طريقه لتعلم كيفية المشاركة، فتحديد الملكية ليس علامة على الأنانية، بل علامة على المعرفة، فالطفل يظهر رغبته في فهم العالم، لكن رؤية الطفل متملكًا جدًا غالبًا ما يزعج والديه، إنهم يخشون استمرار هذا السلوك مع طفلهم ، مما يجعله فردًا أنانيًا؛ إذ يظهر هذا السلوك بسبب المخاوف الكامنة لدى الطفل، ومن الضروري معالجة هذا السلوك للطفل، لكن يجب أن يكون النهج منطقيًا ومتابعًا للطفل، وفي هذا المقال سنذكر علامات التملك عند الطفل وأسبابها وطرق العلاج لهذا التصرف[١]..
أسباب لحب التملك عند طفلكِ
يحب الأطفال التملك، ومن العلامات التي تدل على حب التملك عند الطفل ما يأتي[٢]:
- غير راغب في مشاركة الألعاب مع الأطفال الآخرين أو حتى والديه.
- حب التملك للأشياء التي يلعب بها أخوه الجديد.
- يتملك مساحة أو جزءًا مفضلًا من غرفته للعب به.
- يحب اللعب مع أطفال محددين ويستبعد آخرين من مشاركته باللعب.
وعلى أهل الطفل المتملك بصورة كبيره تشجيعه كيفية المشاركة مع الآخرين أو عدم مشاركتها اعتمادًا على المكان الذي يتواجد فيه الطفل والحدث الحاصل معه، فعلى الأم أو الأب توجيه طفلهم في هذا الأمر، وقد يظهر حب التملك عند الطفل لأسباب عديده منها الطلاق، أو الانتقال لبيت أو حي جديد، أو مدرسة جديدة، أو فقدان أحد الوالدين أو الشخص المحبوب، أو ولادة شقيق جديد، وغيرها من الأسباب، وفيما يلي عرض لبعض هذه الأسباب بشيء من التفصيل[٢]:
الطلاق
يتأثر الأطفال كثيرًا بطلاق آبائهم، فيصبحون أكثر تعلقًا بأصدقائهم أو أحد الوالدين الذي تقرر أنه سيعيش معه؛ وذلك لخوفهم من فقدانهم، فلا يشاركون ألعابهم حتى مع أصدقائهم المقربين، وينزعجون إذا طلب منهم انضمام أطفال آخرين للعب معهم، كما يصعب عليهم رؤية الأطفال الآخرين مع عائلتهم بينما يتوجب عليهم التكيف مع وضعهم الجديد ويتنقلون باستمرار بين منزلي الأم والأب مما يشعرهم بعدم الاستقرار، وكلما كان الطفل أصغر سنًا كانت قدرته على مشاركة هذه الأفكار والتعبير عنها أقل ممن يكبرونه عمرًا.
قدوم أخ جديد للعائلة
يشعر الأطفال بالسعادة الغامرة لحصولهم على أخ جديد ويخافون عليه في البداية من أن يلمسه أحد من الأقارب خشية أخذه منهم، وليس هذا فحسب، إنما على الطفل التكيف مع أخيه الجديد ومشاركة حضنك معه، فقد أصبح هنالك منافس له في كل شيء، لذا لا تتفاجئي عندما يرفض طفلك مشاركة أي شيء، ويشعر بالغيرة التي قد تنتقل إلى المدرسة وأصدقائه أيضًا.
التنقل
يتأثر الأطفال عند الرحيل والانتقال إلى منزل جديد، إذ عليهم توديع منزلهم القديم وأصدقائهم وكل شيء قد اعتادوا عليه، وقد يجعل ذلك الطفل يحب التملك بشكل كبير لألعابه وأشيائه أو حتى المساحة من البيت أو الغرفة التي اعتاد اللعب بها، ومن الجدير بالذكر شعور الطفل بعدم الاستقرار والأمان، فيمكن أن يتسبب أي تهديد لأمن الطفل في حدوث مشكلات سلوكية، حتى لو لم تكن حالة تهديد حقيقية.
فقدان أحد الوالدين أو الأصدقاء
يمكن لفقدان الطفل أحد أفراد أسرته أو أحد أبويه أو أصدقاءه، أن يجعل الطفل يشعر كما لو أن عالمه قد تحطم، مما قد يجعل الطفل يتملك بشكل مفرط للأشياء والأشخاص المقربين؛ خشية فقدانهم، فيصبح الطفل أكثر التصاقًا بوالديه.
كيف تضعين حدودًا لطفلكِ المحب للتملك؟
يشعر الأهل بالقلق على أطفالهم عندما يبدؤون بالتعلق بجميع الأشياء التي يرونها ويتمسكون بألعابهم ولا يشاركونها مع أحد؛ إذ يخافون عليهم من التنمر، وإليك عزيزتي الأم توجيهات لوضع حدود لطفلك المحب للتملك[٣]:
- أعلمي طفلك عند زيارة أحدهم منزلك مع طفله، حتى يكون لديه شعور بالسيطرة على الموقف ولا يتفاجأ بقدوم الطفل، واطلبي منه التخلص من الألعاب التي لا يرغب بمشاركتها مع هذا الطفل.
- ضعي حدودًا لطفلك، وتأكدي من عدم ايذائه للطفل المشارك له باللعب، واذا حصل دفع أو ضرب لهذا الطفل، فعليك منعه من الاستمرار في هذا التصرف وأخبريه بأنه يجب مشاركة لعبة واحدة على الأقل معه.
- تفهمي التوتر والضغط الي يمر به طفلك، لذا خففي عليه وتقبلي نوبات الصراخ والغضب التي يمر بها بتفهم، فهذه الطريقة التي يفرغ بها مشاعره المكتومة.
- أطلبي منه الاعتراف بالخطأ والاعتذار عند الإساءة، فهذا السلوك يأتي عادةً من الشعور بعدم الأمان، لذا عليك العمل على القضايا التي سببت ذلك، وربما يكون العلاج باللعب شيئًا يجب مراعاته في حالة فقدان شخص عزيز أو حدوث الطلاق.
- خصصي وقتًا خاصًا لطفلك معك أو مع أحد أفراد أسرته المفضل لديه: فقد يكون لديك قائمة طويلة من المهام التي يتعين عليك تنفيذها ، مما يجعلك مشغولة عنه طوال اليوم، لذا فإن الطفل لا يحظى باهتمامك؛ وهذا يمكن أن يشعره بالوحدة وعدم الأمان؛ إذ يجب أن يكون لديك فترات زمنية محددة خلال اليوم ، وتحديداً جزء من الوقت ليلاً ، فلا تفعلي شيئًا سوى قضاء الوقت مع طفلك، فهذا سوف يعالج بالتأكيد مخاوفه بشأن انعدام الأمن، ويقلل حاجته إلى الشعور بالتملك لك أو لأحد أفراد الأسرة.
- عليك التحلي بالصبر، فلا يمكنك توقع تخلي طفلك عن طبيعته الملكية بين عشية وضحاها، بل يحتاج ذلك تطورًا تدريجيًا، فعندما تطلبين من الطفل مشاركة البسكويت مع طفل آخر، ستجدين أنه يعطي القليل فقط، إنها البداية فقط؛ ففي الوقت المناسب ومع الحب وإعادة التوجيه واصرارك، ستنتهي هذه المرحلة عندما يشعر طفلك بمزيد من الأمان.
- شاركي طفلك اللعب وكوني وسيطةً حتى تشجعيه وتظهري له أن إعطاء ألعابه المفضلة لزميله في اللعب لا يعني فقدانها.
- شجعي على التناوب وتبادل الألعاب ومساحات اللعب مع الأطفال الآخرين، وذلك لتقليل تعلق طفلك بشيء معين، وذلك بإعطاء دور بضع دقائق لكل من الأطفال الموجودين؛ فهذا سيسعد الأطفال وسيساعدهم أيضًا على فهم معنى المشاركة.
- كوني قدوه لطفلك، واعرضي صورًا لك ولأصدقائك وأنتم تقومون ببعض الأشياء معًا؛ وذلك لتشجيع طفلك على مشاركة صديقه المفضل اللعب.
المراجع
- ↑ Kim Bell (15-4-2019), "Dealing with toddler possessiveness"، livingandloving, Retrieved 17-7-2020. Edited.
- ^ أ ب "Is Your Child Possessive? Here's Why", popsugar, Retrieved 17-7-2020. Edited.
- ↑ "Setting Limits with Your Possessive Toddler", janetlansbury, Retrieved 17-7-2020. Edited.