أضرار نتف الشعر

أضرار نتف الشعر


أضرار نتف الشعر

يُعدّ نتف الشعر لدى العديد من الأشخاص من العادات السيئة التي قد تُسبّب العديد من الأضرار الجانبية، ولكن ما لا يعلمه معظم الأشخاص أنّ هذه الحالة يمكن أن تتعدّى مُجرّد كونِها عادةً سيئة إلى كونها حالةً نفسيةً يُصاب بها بعض الأشخاص دون معرفتهم بها ودون أن تُشخّص، وهي حالة تُعرف باسم سحب الشعر المرضي أو بالإنجليزية باسم (trichotillomania)، إذ إنّ الأشخاص المصابين بهذه الحالة يواجهون حالةً أو رغبةً شديدةً في سحب خصلات الشعر من فروة رأسهم، أو من اللحية، أو الرموش، أو حتى من الحواجب، كما أنّ هنالك بعض الأشخاص الذين يأكلون ما سحبوا من الشعر، وقد يواجه البعض أعراضًا فيزيائيةً ونفسيةً بسببها، وقد تتسبّب أيضًا بالعديد من الأضرار أو المضاعفات[١]، ومن هذه الأضرار ما يأتي[٢]:

  • تلف الجلد والشعر: يسبب نتف الشعر المستمرّ والثابت ظهور ندب وتلف في الجلد أو فروة الرأس، وقد يسبب أيضًا الإصابة بالتهابات في المنطقة التي يُسحَب الشعر منها، وبالتالي قد يؤثر ذلك على نمو الشعر.
  • الاضطراب العاطفي: يشعر الأشخاص المصابون بمرض نتف الشعر بالعار، أو الذلّ، أو الإحراج، كما أنّه قد يُقلّل من احترامهم لذاتهم، وقد يصابون بالاكتئاب أو القلق.
  • مواجهة مشاكل مُتعلّقة بالتواصل الاجتماعي: منها في العمل مثلًا، وتحدث هذه المشاكل بسبب شعور الأشخاص المصابين بنتف الشعر بالإحراج نظرًا لفقدانهم لشعرهم، مما يدفعم لتجنب النشاطات الاجتماعية وفرص العمل، كما قد يلجأ البعض لارتداء شعر مستعار، أو ترتيب شعرهم بطريقة تخفي الفراغات، أو قد يضعون رموشًا اصطناعيةً، بينما قد يتجنّب البعض الآخر التآلف مع الآخرين وذلك بسبب خوفهم من أن يكتشف الآخرون مرضهم.
  • تكوّن كرات شعر: إن أكَل الشخص الشعر المنتوف، قد يؤدّي ذلك إلى تكوّن كرة شعر كبيرة ومتعقّدة في الجهاز الهضمي، وتسبب هذه الحالة على المدى البعيد فقدان الوزن، والقيء، والانسداد المعوي، أو حتى قد تؤدي إلى الموت.


أعراض نتف الشعر

توجد العديد من الأعراض أو العلامات الدالة على الإصابة بمرض نتف الشعر، ومن هذه الأعراض ما يأتي[٢]:

  • سحب الشعر أو نتفه بشكل متكرر من جذوره، كسحبه من فروة الرأس، أو الحواجب، أو الرّموش، وقد يقوم البعض بسحبه من مناطق أخرى من الجسم، وقد تختلف الأماكن الّتي يُسحب منها بمرور الوقت.
  • زيادة الإحساس بالتوتر قبل نتف الشعر، أو خلال محاولة مقاومة سحبه.
  • الشعور بالسرور أو المتعة أو الرّاحة بعد نتف الشعر.
  • فقدان الشعر بشكل ملحوظ، كوجود شعر قصير، أو ضعيف، أو مناطق فيها صلع على فروة الرأس أو أماكن أخرى من الجسم، أو ملاحظة وجود شعر متناثر على الوجه أو الجلد، أو فقدان لشعر الرموش أو الحواجب.
  • تفضيل نتف نوع معيّن من الشعر، وهي نوع من أنواع الطقوس أو الأفعال المرافقة لحالة نتف الشعر المرضية.
  • أكل أو مضغ أو عض الشعر الذي قام الشخص بنتفه.
  • اللعب بالشعر المنتوف أو فركه على الشفتين أو الوجه.
  • المحاولة المتكرّرة للإقلاع عن هذه الحالة والتخلص من نتف الشعر أو محاولة تقليلها، ولكن دون نجاح ذلك.
  • مواجهة مشاكل أو محن كبيرة في مكان العمل، أو المدرسة، أو في المواقف الاجتماعية عائدة إلى مشكلة نتف الشعر.

كما أنّ العديد من الأشخاص المصابين بحالة نتف الشعر قد يخدشون جلدهم، أو يعضّون أظافرهم، أو يمضغون شفاههم، كما أنّ بعضهم قد ينتفون شعر حيواناتهم الأليفة، أو شعر ألعابهم، أو وبَر ملابسهم، أو أغطيتهم، وتُعدّ هذه أيضًا من العلامات الدالة على إصابتهم بهذه الحالة، وفي العادة يقومون بها بالخفاء، وفي العلن يقومون بإخفاء الاضطرابات النّاتجة عنها عن الآخرين.


أسباب نتف الشعر

أقيمت العديد من الأبحاث حول حالة نتف الشعر، ولكنّها لم تصل إلى أسباب محدّدة لهذه الحالة، فقد تساهم العوامل البيئية المحيطة بالشخص في إصابته بهذه الحالة، كما أنّ بعض الناس يظنّون بأنّ نتف الشعر يساعدهم في التغلب على الملل أو التوتر، وأوضحت الجريدة الأمريكية للطب النفسي بأنّ الناس الذين يعانون من حالة نتف الشعر يقومون بذلك للتغلّب على المشاعر المختلفة التي تصيبهم، كما أنّ الأطباء لا يعلمون العوامل التي قد تزيد من خطر إصابة الشخص بهذه الحالة، ولكن من العوامل المحتملة لذلك ما يأتي[٣]:

  • التاريخ الوراثي: إنّ الأشخاص الذين يمتلكون أقارب من الدرجة الأولى، كالآباء والأبناء ممّن يعانون من حالة نتف الشعر هم أكثر عرضةً للإصابة بهذه الحالة.
  • صدمات الطفولة: إذ بحسب المنظمة الوطنية للاضطرابات النادرة فإنّ الأشخاص الذين عانوا من صدمات أثناء مرحلة الطفولة هم أكثر عرضةً للإصابة بهذه الحالة، ولكن لا يوجد أيّ أدلة أو دراسات علمية تدعم هذه الفكرة بعد.
  • العمر: تنشأ حالة نتف الشعر قبل أو خلال السنوات الأولى من المراهقة أي بين عمر 10 إلى 13 سنة، وتستمرّ مدى الحياة.
  • اضطرابات أخرى: إن الأشخاص الذين يعانون من حالة نتف الشعر قد يمتلكون اضطرابات أخرى كالاكتئاب، والقلق، أو اضطراب الوسواس القهري.
  • التوتر: قد تساهم الحالات التي يشوبها التوتر في تحفيز الإصابة بنتف الشعر لبعض الأشخاص.

يعمل الأطباء في الوقت الحالي على تحديد التغيرات التي تحدث في وظائف الدماغ أو كميائيته، والتي قد تؤدي للإصابة بحالة نتف الشعر، كما أنّ هنالك تغيرات معينة قد تؤثر على القدرة في التحكم بالسلوكيات الاندفاعية التي قد تواجه الشخص كحالة نتف الشعر[٣].


علاج نتف الشعر

قد يعتقد بعض الأشخاص أنّ هذه الحالة لا تحتاج للعلاج الطبي، ولكن في الحقيقة لا بدّ لهم من الخضوع للعلاج للتخلّص منها، وقد يوصي الطبيب بعدد من الطرق العلاجية الطبية والمنزلية للتخلص من الحالة، منها ما يأتي[٣]:

الطرق الطبية لعلاج نتف الشعر

وفقًا لإحدى المراجعات العلمية عام 2013 التي تضمّنت مجموعة من الدراسات العلمية التي أجريت على أشخاص مصابين بهذه الحالة، وُجِدت عدّة أدوية قد تساعد في علاج حالة نتف الشعر المرضية عند مقارنتها مع الأدوية الوهمية في الدراسات[٤]، وهي كما يأتي[٢][٣]:

  • دواء الكلوميبرامين (clomipramine)، وهو أحد أدوية مضادات الاكتئاب.
  • دواء الأسيتيل سيستئين ( N-acetylcysteine)، وهو أحد الأحماض الأمينية التي تمتلك تأثيرًا على النواقل العصبية المرتبطة بالمزاج.
  • دواء الأولانزابين (olanzapine)، وهو من أدوية المضادات غير النمطية للذهان.

الطرق المنزلية لعلاج نتف الشعر

توجد بعض النصائح أو الطرق المنزلية التي يمكن القيام بها للتقليل من حالة نتف الشعر، ومن هذه الطرق ما يأتي[٥]:

  • الضغط على كرة خاصة بالتوتر أو شيء مشابه لها للتخلص من التوتر.
  • عمل قبضة الذراع على شكل كرة، ومحاولة شدّ عضلات هذه الذراع.
  • ارتداء عصبة للرأس، أو قبعة ضيّقة وصغيرة للرأس.
  • ابتكار مقولة أو كلام ليقوله الشخص بصوت مرتفع عندما تأتيه الرغبة بنتف الشعر.
  • أخذ حمام دافئ للتقليل من التوتر والقلق.
  • ممارسة التنفس العميق عند الشعور بالرغبة بنتف الشعر حتى تختفي هذه الرغبة.
  • ممارسة التمارين الرياضية.
  • وضع لاصقات جروح على الأصابع.
  • قصّ الشعر لطول قصير.


الذهاب للطبيب بسبب نتف الشعر

عندما يلاحظ الشخص أنه يُنتّف شعره بطريقة متواصلة، أو كل فترة مُعيّنة (كل بضعة أشهر)، وكان الأمر مصحوبًا بإحدى الأعراض التي سبق وذُكرت في المقال، لا بدّ من التواصل مع الطبيب فورًا للبحث في الأعراض وتلقّي التشخيص والعلاج المناسب للتوقف عن هذه العادة قبل التسبّب بأي أضرار على الشخص المصاب بها[٣].


المراجع

  1. Rachel Nall (29/11/2019), "What is trichotillomania?", medicalnewstoday, Retrieved 9/12/2020. Edited.
  2. ^ أ ب ت "Trichotillomania (hair-pulling disorder)", mayoclinic, Retrieved 9/12/2020. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج Mary Sweeney (2020-02-27), "Understanding Trichotillomania: The Urge to Pull Out Your Hair", healthline, Retrieved 2020-11-25. Edited.
  4. Rachel Rothbart,Taryn Amos,Nandi Siegfried, and others (8/11/2013), "Pharmacotherapy for trichotillomania", cochranelibrary, Page 1465-1858. Edited.
  5. "Trichotillomania (hair pulling disorder)", nhs, Retrieved 2020-11-25. Edited.

فيديو ذو صلة :

604 مشاهدة