أسباب نتف شعر الرأس

أسباب نتف شعر الرأس

هوس نتف الشعر

يُعرف هوس نتف الشعر باضطراب شد خصل الشعر، وهو اضطراب نفسي شائع، يظهر في سن المراهقة لدى أغلب المصابين به، وقد يستمر الاضطراب طوال فترة البلوغ أو على فترات متقطعة، ويعاني الأشخاص المصابون به من رغبة شديدة في شد ونتف شعرهم، وقد لا يعرف بعضهم أن لديه حالة مرضية؛ فيعتقد أنّ نتفه للشعر مجرد عادة سيئة يمكن التخلص منها، وقد يعاني البعض الآخر من أعراض جسدية ونفسية أخرى.

وقد يشعر بعض المصابين بهوس نتف الشعر بالرغبة في نتف الشعر من لحاهم أو حواجبهم أو رموشهم، ومنهم من يأكل الشعر المنتوف، وتسمى هذه الحالة باضطراب أكل الشعر، ويمكن أن يسبب هذا مشكلات كبيرة في الجهاز الهضمي، ويقدر الباحثون أن نسبة المصابون بهوس نتف الشعر 0.5% إلى 2% من سكان العالم، وهو منتشر بين الذكور والإناث على حد سواء.[١]

يصنف اضطراب شد خصل الشعر ضمن اضطرابات الوسواس القهري، ويمكن أن يؤدي نتف الشعر من الوجه إلى إزالة الحواجب والرموش بالكامل أو إزالة جزء منهم، بينما يمكن أن يؤدي نتف شعر الرأس إلى درجات متفاوتة من بقع الصلع أو تساقط الشعر، كما يمكن أن يؤدي نتف وفقدان الشعر في النهاية إلى مشكلات نفسية، كما يُمكن أن يؤثر في الأداء الاجتماعي والمهني للمصاب.[٢]


أسباب نتف شعر الرأس

العوامل المباشرة المسببة لهوس نتف الشعر غير معروفة تمامًا، فلا يوجد سبب واحد، يُمكن أن تُعزى إليه الإصابة بهذا الاضطراب، لكن يعدّ الآن مرضًا بيولوجيًا،[٣] وعلى الأرجح يكون ناتج عن عدة عوامل، بما في ذلك؛ العوامل الوراثية والبيئية، فقد يمتلك بعض الأفراد استعدادًا وراثيًا للإصابة بهوس نتف الشعر، وبالرغم من أنّ أفراد الأسرة من الدرجة الأولى للمصاب باضطراب نتف الشعر، الأكثر عرضة للإصابة بهذا الاضطراب، ولكنّ ليس بالضرورة إصابتهم فعلًا؛ إذ إنّ الغالبية العظمى من أفراد أسرة المصابين لا يُصابون بهوس نتف الشعر.

كما يمكن لمستويات القلق والتوتر أن تلعب دورًا مهمًا في الإصابة بهوس نتف الشعر؛ ولكن يختلف التأثير من شخص لآخر؛ إذ يُصرح بعض الأفراد المصابين به أنهم يميلون إلى نتف الشعر أكثر عند الاسترخاء، والبعض الآخر يميل إلى نتف الشعر عند التوتر، واقترح باحثون أن التشوهات الوظيفية والهيكلية للدماغ قد تؤدي إلى الإصابة بهوس نتف الشعر، كما يعتقد بعض العلماء أنها فئة فرعية من اضطراب الوسواس القهري، الذي بالأصل ينتج عن بعض الاختلالات في المواد الكيميائية في الدماغ.[٤]

وينتشر هذا الاضطراب ويكثر في مرحلة ما قبل المراهقة وحتى فترة البلوغ، ويتراوح بين عمر 9 و 13 عامًا، كما يمكن أن يكون لدى الأطفال أو الرضع، ولكن يتلاشى هذا السلوك ويختفي أثناء مرحلة النمو المبكر،[٣]ويمكن أن يكون نتف الشعر مركزًا أو تلقائيًا؛ ففي حالة نتف الشعر المركز يقوم الأشخاص بنتف شعرهم عن قصد لتخفيف التوتر والضيق؛ كنتف الشعر للتخلص من الرغبة الشديدة في نتفه، أما في حالة النتف التلقائي؛ فإنّ الأشخاص ينتفون شعرهم دون أن يدركوا أنهم يقومون بذلك، ويكون ذلك عند شعورهم بالملل أو عند القراءة أو مشاهدة التلفزيون، وقد يقوم الشخص نفسه بنتف شعره بكلا الحالتين حسب المزاج.

وقد يكون هوس نتف الشعر لأسباب متعلقة في المشاعر والعواطف؛ فقد يكون وسيلة للتعامل مع المشاعر السلبية أو غير المريحة، مثل؛ الإجهاد، والتوتر، والقلق، والملل، والوحدة، والإحباط، والتعب، وقد يوفر نتف الشعر لبعض الأشخاص شعورًا بالراحة والرضا، ونتيجة لذلك يواصلون نتف شعورهم، للحفاظ على هذه المشاعر الإيجابية.[٥]


أعراض هوس نتف الشعر

يتضمن اضطراب نتف الشعر شد الشعر ونتفه أعراضًا أخرى، منها:[٦][٥]

  • الشعور بالتوتر قبل نتف الشعر أو عند محاول مقاومة الرغبة في شد الشعر.
  • الشعور بالراحة والرضا أو السرور عند نتف الشعر.
  • مشكلات في العمل أو الحياة الاجتماعية، وضيق ناجم عن نتف الشعر.
  • وجود بقع صلعاء في الرأس تظهر مكان الشعر المنتوف.
  • وجود سلوكيات غريبة تتعلق بالشعر مثل تفحص جذور الشعر عن قرب، وتدوير الشعر، أو سحب الشعر وشده بالأسنان، أو مضغة أو أكله.
  • فقدان ملحوظ للشعر، فيكون الشعر خفيفًا جدًا ويكثر فيه الشعر القصير المقصوص بالأسنان.
  • محاولات متكررة فاشلة للتوقف عن نتف الشعر.
  • تفضيل أنواع محددة من الشعر، ووجود طقوس معينة تصاحب عملية شد الشعر.
  • عض الجلد، وأكل الأظافر، أو عض شفاههم ومضغها.
  • سحب الشعر من الحيوانات الأليفة أو الدمى أو الملابس والبطانيات.
  • معظم المصابون بهوس نتف الشعر يفعلون ذلك وحدهم، ويحاولون إخفاء هذا الاضطراب عن الآخرين.
  • محاولة إنكار المشكلة وإخفاء البقع الناتجة عن فقدان الشعر بارتداء القبعات، والأوشحة، والرموش، والحواجب الزائفة.


علاج هوس نتف الشعر

إنّ الكثيرين ممن يُعانون من هوس نتف الشعر، لا يبحثون عن علاج لحالتهم، وقد لا يعدونه حالة طبية معترف بها، ومع ذلك تشير الأبحاث إلى أن العلاجات وسلوكيات معينة ممكن أن تكون مفيدة للأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة، ومن العلاجات السلوكية الفعالة؛ العلاج بالهرمونات البديلة، وقد اتفق معظم الخبراء على أنّه يجب أن يكون الخيار الأول لعلاج هوس نتف الشعر، ويتضمن هذا العلاج خمس مراحل كما يأتي:[١]

  • التدريب على الوعي: ويحدد فيها الشخص المصاب العوامل النفسية والبيئية التي يمكن أن تؤدي إلى حدوث حالة مستمرة من نتف الشعر.
  • التدريب على تغيير العادة: يقوم الشخص باستبدال عادة نتف الشعر بممارسة عادة أخرى أو سلوك مختلف حتى يتخلص منها نهائيًا.
  • الدافع والالتزام: يقوم الشخص بالمشاركة في الأنشطة التي تذكره بأهمية الالتزام بالعلاج السلوكي المتبع، وتعطيه دافع للتقدم، قد يتضمن ذلك المديح من العائلة والأصدقاء للتقدم المحرز في العلاج.
  • التدريب على الاسترخاء: يمارس الشخص تقنيات الاسترخاء، مثل؛ التأمل والتنفس العميق؛ إذ تُساعد هذه التقنيات على الحد من التوتر وما يرتبط به من نتف للشعر.
  • اعتماد السلوك الجديد: يقوم الشخص بممارسة المهارة الجديدة أو السلوك الجديد في كل الظروف حتى يصبح هذا التصرف تلقائيًا.


المراجع

  1. ^ أ ب Rachel Nall (29-10-2019), "What is trichotillomania?"، medicalnewstoday, Retrieved 7-1-2020. Edited.
  2. Katie Hurley, "What is Trichotillomania? A Closer Look at Hair-Pulling Disorder"، psycom, Retrieved 7-1-2020. Edited.
  3. ^ أ ب "Trichotillomania (Hair Pulling)", mhanational, Retrieved 7-1-2020. Edited.
  4. "Trichotillomania", rarediseases, Retrieved 7-1-2020. Edited.
  5. ^ أ ب "Trichotillomania (hair-pulling disorder)", mayoclinic, Retrieved 7-1-2020. Edited.
  6. "Trichotillomania", webmd, Retrieved 7-1-2020. Edited.

فيديو ذو صلة :

584 مشاهدة