محتويات
نص حديث الرسول لا تغضب
ورد الحديث النبوي عن الرسول صلى الله عليه وسلم في الغضب، (أنَّ رَجُلًا قالَ للنبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أوْصِنِي، قالَ: لا تَغْضَبْ فَرَدَّدَ مِرَارًا، قالَ: لا تَغْضَبْ) [١].
شرح حديث الرسول لا تغضب
يُعدّ الحديث النبويّ الشريف الوارد عن تجنّب الغضب والذي أوصانا به الرسول صلى الله عليه وسلم مرارًا وتكرارًا حديثًا عظيمًا له منزلة كبيرة، إذّ قال عنه الجرداني وغيره من رواة الحديث وفقهه بأنّه من جوامع الكلم كونه جمع في طياته خير الدنيا والآخرة، ذلك لأنّ الغضب يؤدّي بصاحبه إلى الوقوع في السوء والشر، والبعد عن اللين وإيذاء الأشخاص الذين تعرضوا للغضب وذلك يُنقص من دين الشخص الغاضب، وما دلّ عليه الحديث أنّ الرجل الذي جاء يستوصي الرسول صلى الله عليه وسلم طلب منه وصيّة في عمل الخير كله في كلمات وجيزة نظرًا لخشيته من عدم الحفظ، فأراد وصية وجيزة مليئة بالخير ليحفظها عن الرسول صلى الله عليه وسلم، فأوصاه الرسول الكريم بقوله: "لا تغضب"، فألحّ الرجل على الرسول بالاستزادة مرارًا فظلّ الرسول صلى الله عليه وسلم يُكرّر عليه الوصية لا تغضب، وما هذا إلّا دلالة على أنّ الغضب يجمع الشر كله، وبتجنّبه يجد المؤمن الخير كله[٢].
فوائد تربوية من حديث لا تغضب
يحمل الحديث النبوي الشريف لا تغضب العديد من الفوائد التربويّة التي تعود على المسلم بالخير كله، ومن بعض هذه الفوائد ما يأتي[٣]:
- تدلّ توصية الرسول صلى الله عليه وسلم بالابتعاد عن الغضب على وجوب الابتعاد عن الأمور التي تُسبّب الغضب، كالكِبر والمزاح الزائد والجدال الدائم، وذلك من خلال الاستعاذة من الشيطان الرجيم، والمبادرة إلى تغيير مكان الجلوس والخروج منه.
- يدلّ الحديث على ضرورة طلب وصايا الخير من أخيار المسلمين وعلمائهم.
- يدلّ الحديث على وجوب مراعاة حال المستفتي أو الطالب من قِبل المعلم والمفتي، والتعامل معه ومخاطبته على النحو الذي يفهمه ويُناسبه.
كيفية علاج الغضب
يتوجّب على من يجد نفسه سريع ودائم الغضب التوجّه لاتباع بعض الوسائل التي تُساعده في التخلص من هذا الخُلق السيء، ومساعدة نفسه على العلاج منه، وفي ما يلي عددًا من هذه الوسائل التي تُساعده على ذلك[٤]:
- التوجّه للدعاء وطلب العون من الله سبحانه وتعالى، فالنفوس بيده جلّ وعلا وهو القادر على تزكيتها وتقويمها للسلوك الصحيح.
- الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، فهو السبب الأساسيّ في الشعور بالغضب بل يوسوس للإنسان بالاستزادة في حال الغضب، مع ضرورة الاستغفار والإكثار من ذِكر الله تعالى، فهذه العادات تُعطي القلب شعورًا بالطمأنينة وتُخلّصه من الشعور بفورة الغضب.
- الاطلّاع والتفكُّر في الأجر الذي أعدّه الله سبحانه وتعالى للمسلم في حال كظم غيظه وعفا عن الآخرين، علّها تكون دافعًا في لجم غضبه وترويض نفسه على اللين والرفق.
- العمل جاهدًا في الابتعاد عن الغضب ومسبّباته، وتذكير النفس بعواقبه وأضراره.
- الاعتياد على التعامل مع قضايا وشؤون الحياة بهدوء وسكينة.
- تغيير الهيئة التي عليها الإنسان عند غضبه، فمثلًا يجب أنّ يجلس في حال كان واقفًا، أو يضطجع إنّ كان جالسًا.
المراجع
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:6116، صحيح.
- ↑ عبدالعال سعد الشليّه (2016-02-13)، "شرح حديث النهي عن الغضب لا تغضب من الأربعين النووية"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 2020-12-01. بتصرّف.
- ↑ "فوائد من حديث: لا تغضب "، طريق الإسلام، 2019-05-23، اطّلع عليه بتاريخ 2020-12-01. بتصرّف.
- ↑ "حديث : لا تغضب"، إسلام ويب، 2005-10-05، اطّلع عليه بتاريخ 2020-12-01. بتصرّف.