لماذا ترغبينَ بتصوير أطفالكِ؟
ترغبُ الأم عادةً بتوثيق كلّ اللحظات الأولى والنادرة لأطفالها، لكي تحتفظ بها لهم ليتَذَّكروا كل هذه الأوقات الرائعة التي قضوها معها، وبالفعل عند توثيقكِ لبعض المواقف بتصوير أطفالكِ حينها سيتذكرون في المستقبل كل المناسبات الخاصة واللحظات الثمينة التي قضيتها معهم، وعند اطّلاعهم عليها سيشعرون بالاعتزاز والتميّز لأخذكِ لها، إضافةً لتقدير العلاقة بينكِ وبينهم والتي تُعدُّ أهم العلاقات في حياتهم، فالتقاط الصور لهم بِكُلِّ حُب تساوي كل الكلمات وتختصر كل المشاعر، فالصور تُلتَقطُ دائمًا بداعي الذكرى للحُب وللمناسبات العائلية والأوقات الخاصةِ والفريدة، ولكنّا كمسلمين علينا دائمًا معرفة مشروعية أفعالنا في الدين حتى لا نرتكب الآثام، وما يُغضب الله تعالى[١].
حكم تصوير الأطفال
لقد اختلف علماء الدين في هذا الأمر خاصةً في العصر الحالي الذي نشهد فيه انتشارًا كبيرًا للتصوير الفوتوغرافي لكل ما فيه روح سواء أكان التصوير لإنسانٍ أو لحيوان، وقد أجمع عددًا كبيرًا من أهل العلم على تحريم التصوير، وأنّه مثل رسم اليّد المُحرّم كذلك، وقد أثبتوا دلالة تحريمهم بعدّة أحاديث تتناول نصوصًا تردع وتنهي عن أمر التصوير ومنها؛ عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما، أنّ الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (إِنَّ الَّذِينَ يَصْنَعُونَ هَذِهِ الصُّوَرَ يُعَذَّبُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يُقَالُ لَهُمْ: أَحْيُوا مَا خَلَقْتُمْ) [صحيح الجامع| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، و عن عون بن أبي جُحيفة، عن أبيه: (أنّه اشترى غلامًا حَجَّامًا فقال: إن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ثَمَنِ الدَّم، وثَمن الكلب، وكسْب البَغِّي، ولعن آكل الربا ومُوكِله، والواشِمة والمُستوشمة، والمَصور) [صحيح بخاري| خلاصة حكم المحدث: صحيح].
واستثنوا حكم التحريم هذا ما تحتاج له بعض الحالات لاستخدام التصوير بشكلٍ ضروري، فبعض الحُجَجْ والأسباب لها إفتاء بغاية معينة، فإن كانت الصور ستُستخدم بما يُباح من الأمور، فقد جاز التصوير حينها، ولاتِّقَاء والحذر فننصح بالإمساك والارتداع عن التصوير، لأنّه أمرٌ يُلتَبَسُ فيه ومن يحترس ويُحتاط من الشُبُهات فقد حَشِمَ دينه، واستبرأ عرضه، وكما ذكرنا إن احتاج الأمر لغرضٍ مُعين، مثل: المعاملات الرسميّة والإثباتات الشخصية فلا بأس به[٢][٣].
حكم الاحتفاظ بصور الأطفال
كما تحدثنا مُسبقًا بأنّ حكم التصوير حرام على ما أجمع عليه أهل العلم سواء أكان الرسم على لوحٍ أو على مُجسم أو على القماش والجدران وما إلى ذلك، وحتى الصور المُلتقطة بآلة التصوير الكاميرا والتي تسمى عادةً بالصور الشمسيّة فتصويرها حرام من الأصل لما ثَبُتَ من أحاديث صحيحة تنهى عن هذا الأمر، ولما كانت تحمله من ترهيب وإنذار بالعذاب العظيم لفاعله، فهي تُعَدُّ ذريعة إلى الشرك بالله، لما قد يقع من خضوعٍ وتقرّب لهذه الصور، وتعظيمها إعظامًا لا يليق إلا بالله تعالى، وقد يكون بها مضاهاة لخلقه، وقد وُرِدَتْ بعض الأحاديث التي حرمت التصوير وعَدَّتها من الكبائر؛ فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من صَوَّر صورةً في الدنيا كُلِّف أن يَنْفُخ فيها الرُّوح يوم القيامة، وليس بنافخ) [صحيح مسلم| خلاصة حكم المحدث:صحيح]، وقد قال الشيخ ابن عثيمين عندما سُئلَ عن حكم التصوير: التصوير للاحتفاظ بالصور حرام ولا يجوز، ولأن اقتناء الصور في المنازل حرام حتى ولو بداعي الذكرى، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تَدْخُلُ الملائكة بَيْتاً فيه صورة) [صحيح مسلم| خلاصة حكم المحدث:صحيح] [٤][٥].
المراجع
- ↑ Melinda Smith, "4 Reasons to Capture Images of You and Your Child Together Right Now", digital-photography-schoo, Retrieved 2020-10-30. Edited.
- ↑ "حكم الاحتفاظ بالصور ولعب الاطفال"، الإسلام سؤال وجواب، 2003-01-10، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-30. بتصرّف.
- ↑ "حكم إنشاء استديو لتصوير الأطفال"، الإسلام سؤال وجواب، 2014-09-14، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-30. بتصرّف.
- ↑ "الموسوعة الحديثة"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-30. بتصرّف.
- ↑ "اقتناء الصور للذكرى"، الإسلام سؤال وجواب، 2001-02-11، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-30. بتصرّف.