محتويات
خطبة قصيرة عن الصلاة
الحمد لله رب العالمين، خالق الإنسان من طين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده، علَّم البيان وأنزل القرآن، وأشهد أنَّ سيدنا ونبينا محمدًا عبده ورسوله، وصلى الله عليه وعلى آله
وأزواجه وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد[١]:
عباد الله إنَّ الصلاة فريضة من فرائض الله التي لا فرق في وقتها ومقدارها بين فقير أو غني، أو ذكر أو أنثى، أو آمن أو خائف، إنَّها عمود الدين وثاني أركان الإسلام، وهي أول ما يسأل عنه المسلم يوم القيامة، فإن قُبِلت قُبِل سائر عمله، وإن رُدَّت رُدَّ سائر العمل، والصلاةَ أول ما فُرض من الأحكام على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، عندما أسري به إلى المسجد الأقصى، وهي آخر وصية وصى بها الرسول صلى الله عليه وسلم قبل وفاته عندما قال: (الصلاةَ الصلاةَ وما ملكت أيمانكم)[٢].
إخوة الإيمان إنَّ الله تعالى توعَّد مضيِّعي الصلاة بالخسران والشر والعذاب الأليم، فقال تعالى: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً}[٣]، وإنَّ من أشكال إضاعة الصلاة تأخيرها عن وقتها؛ لهذا إخوة الإسلام لا ينبغي أن يُضيِّع أحد الصلاة أو يؤخِّرها عن وقتها قدر استطاعته.
وأستغفر الله لي ولكم، والحمد لله رب العالمين.
خطبة قصيرة عن التقوى
الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، الفرد الصمد، باعث محمد صلى الله عليه وسلم شفيعًا وهدىً ورحمة للعالمين، أما بعد[٤]:
إخوة الإيمان إنَّ للتقوى مكانة عظيمة في ديننا الحنيف، وقد كان لها مكانة خاصة في قلب نبينا محمد صلى الله عليه وسلم والصحابة رضوان الله عليهم، فهي عند علي بن أبي طالب كرم الله وجهه: الخوف من الجليل، والعمل بالتنزيل، والقناعة بالقليل، والاستعداد ليوم الرحيل، وقد فسَّر ابن مسعود رضي الله عنه قوله تعالى: {اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ}[٥]، أن يطيع المسلم الله فلا يعصيه، ويذكره فلا ينساه، ويشكره فلا يكفره، والشكر يكون في فعل جميع الطاعات الممكنة، أما الذكر فيكون بالامتثال لأوامر الله في السر والعلن، واجتناب معاصيه.
إخوة الإسلام إنَّ من ميزات عبادة التقوى أنَّ الله تعالى أمر المؤمنين بها خصوصًا في أكثر من آية، مثل قوله تعالى: {وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ}[٦]، وهي وصية الأنبياء لقومهم ومن بعدهم: {إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلا تَتَّقُونَ}[٧]، ومن ثمراتها إخوة الإيمان أنَّها سبب لإعانة الله لعبده التقيّ، ونزول رحمته في الدنيا والآخرة.
عباد الله إنَّ مكان التقوى القلب، وأوصيكم أن تكون في قلب كل واحد منكم، وصلى الله على نبينا وشفيعنا محمد الصادق الوعد الأمين، والحمد لله رب العالمين.
خطبة قصيرة عن بر الوالدين
الحمد لله الذي أنزل القرآن وأنار به القلوب، وهو أهل الحمد والمدح، والصلاة والسلام على نبينا محمد كلما تعاقب الليل والنهار، أما بعد[٨]:
أيها الإخوة المسلمون إنَّ كتاب الله وسنة نبيه على الصلاة والسلام أصدق الحديث، وفي القرآن الكريم والسنة النبوية كانت العبادة مقرونة ببرِّ الوالدين أحياءً وأمواتًا؛ وهذا دليل على علوِّ مكانتهما في الإسلام، قال تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا* وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا}[٩].
إخوة الإيمان لقد جاءت الأحكام عن بر الوالدين كثيرة، لكنها تقدِّم الأم دائمًا على الأب لأنَّها تحمل وتلد وتربي، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ اللَّهَ يوصيكم بأمَّهاتِكُم ثلاثًا، إنَّ اللَّهَ يوصيكم بآبائِكُم، إنَّ اللَّهَ يوصيكم بالأقرَبِ فالأقرَبِ)[١٠]، وحتى أنَّ برَّها والقيام بشؤونها أهم من صلاة التطوع، وكان عليه الصلاة والسلام يزور قبر أمه.
عباد الله إنَّ من ثمرات برِّ الوالدين في الدنيا تفريج الكربات، واستجابة دعاء البارِّ بوالديه، وبرُّهما سبب من أسباب قبول التوبة، وهو أفضل من الجهاد في سبيل الله.
عباد الله إنَّ برَّ الوالدين مطلوب من المسلم حتى إن كان والداه مشركين، فكيف عندما يكونا مسلمين، وأستغفر الله العظيم، والحمد لله رب العالمين.
خطبة قصيرة عن الصبر
الحمد لله منشئ الكون من العدم، والمستوي على العرش، ومرسِل الرسل، ومنزل الكتاب العزيز لطريق الهدى والنجاة، والصلاة والسلام على أشرف الخلق نبينا محمد، وعلى آله وصحبه ومن والاه إلى يوم الدين، أما بعد[١١]: عباد الله، إنَّ الصبر عبادة واجبة، وهو بمثابة الرأس من الجسد في الدين، فلا يؤمن أحد من دون أن يصبر، فهو أحد أعظم مقامات الإيمان، وقد ذكره الله في تسعين موقعًا في القرآن الكريم، وقد وصفه عليه الصلاة والسلام بأنَّه ضياء، إذ قال: (الصبر ضياء)[١٢]، ومما يدلُّ على مكانة الصبر أنَّ الإنسان يتقلب بين السراء والضراء، فإما أن يشكر وإما أن يصبر، أما إذا لم يحبس نفسه عن الأقوال والأفعال المحرمة في الاعتراض على قدر الله تعالى، فإنَّه لن يجني الخير من عبادته وهو مسرور.
إخوة الإيمان إنَّ للصبر أجرًا عظيمًا وثوابًا غير معروف إلا لله: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ}[١٣]، كما أنَّ الله يحبُّ الصابرين، والصبر على بلاء الدنيا جزاؤه الجنة، والحمد لله رب العالمين.
خطبة قصيرة عن الموت
إنَّ الحمدلله الذي هدى برحمته المهتدين، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأنَّ محمدًا عبده ورسوله، أما بعد[١٤]:
إخوة الإسلام، إنَّ ساعة الموت مارَّة على كل إنسان وحيوان ونبات لا محالة، وليس لأحد أن يدفعها أو يؤخرها عن نفسه ليتوب عمَّا أساء، أو يحسن فيما ترك، قال تعالى: {فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلَا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ}[١٥]، فهي ساعة مباغتة نهائية؛ لذا من الأفضل أن يستعدَّ لها المسلم، ولا تشغله الدنيا عن العمل لهذه الساعة؛ لأنَّ الوقت لن يسعفه، ولا أحد يعلم حين ساعته، والمسلم الفطن العاقل يتوب عن ذنوبه عند حصولها، ولا يطيل الأمل في الحياة لأنَّ الآجال لا يعلمها إلا الله تعالى.
اللهم أحسن ختامنا، وتوفنا وأنت راضٍ عنا يا رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
المراجع
- ↑ رافع العنزي (30/3/2018)، "خطبة عن الصلاة وأهميتها"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 4/4/2021. بتصرّف.
- ↑ رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن أم سلمة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:26727، صحيح.
- ↑ سورة مريم، آية:59
- ↑ "تقوى الله فضلها وثمراتها"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 4/4/2021. بتصرّف.
- ↑ سورة آل عمران، آية:102
- ↑ سورة المؤمنون، آية:52
- ↑ سورة الشعراء، آية:142
- ↑ "فضل بر الوالدين "، طريق الإسلام، 21/4/2018، اطّلع عليه بتاريخ 4/4/2021. بتصرّف.
- ↑ سورة الإسراء، آية:23-24
- ↑ رواه البوصيري، في مصباح الزجاجة، عن المقدام بن معدي كرب، الصفحة أو الرقم:98، صحيح.
- ↑ خالد بن سعود البليهد، "فضل الصبر"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 4/4/2021. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في تخريج كتاب السنة، عن أبو مالك الأشعري، الصفحة أو الرقم:1100، صحيح.
- ↑ سورة الزمر، آية:10
- ↑ الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي التميمي (10/10/2018)، "خطبة قصيرة عن الموت"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 4/4/2021. بتصرّف.
- ↑ سورة يس، آية:50