علاج نقص المناعة في الجسم

علاج نقص المناعة في الجسم

لماذا تقلّ المناعة في الجسم؟

يعرف الجهاز المناعي بأنه شبكة معقدةٌ من الخلايا والبروتينات المسؤولة جميعها عن مكافحة العدوى ومسبباتها في الجسم، فهو يتكون من مجموعة من الأعضاء الرئيسة التي تتضمن كريات الدم البيضاء، والأجسام المضادة، والجهاز المتمم، والجهاز اللمفاوي، والطحال والغدة الصعترية ونخاع العظام، وبطبيعة الحال يكون الجهاز المناعي عرضةً لمجموعة من الاضطرابات التي قد تصيبه وتؤثر على وظيفته؛ فبعضها يؤدي إلى فرط نشاطه ومهاجمته خلايا الجسم السليمة وهذا ما يتجلى في أمراض المناعة الذاتية، مثل سكري النوع الأول والذئبة والتهاب المفاصل الروماتويدي والتهاب الأوعيةِ الدمويَّة، في حين يؤدي بعضها الآخر إلى تراجع وظيفة الجهاز المناعي في مكافحة الأمراض، وهو ما يعرف بنقص المناعة.[١]


وتشيع اضطرابات نقص المناعة عند الأفراد ممن لديهم تاريخ عائلي من الإصابة بهذه الاضطرابات، وعمومًا يرجع ضعف المناعة في الجسم إلى مجموعة من العوامل المختلفة؛ فالشيخوخة مثلًا تُضعف الجهاز المناعي تدريجيًّا، فكلما تقدم الإنسان في العمر، تقلّصت الأعضاء المسؤولة عن إنتاج كريات الدم البيضاء، وهذا الأمر يؤدي إلى انخفاض كمياتها، كذلك يحدث نقص المناعة جرّاء نقص البروتين في النظام الغذائي اليومي عند الشخص، والأمر ذاته يسري على قلّة النوم، فالجسم ينتج مجموعة من البروتينات الضرورية لمكافحة العدوى أثناء النوم، لذلك تؤثر قلّة النوم سلبًا على هذه العملية[٢]، من جهة ثانية تؤدي بعض العلاجات الدوائية إلى إضعاف جهاز المناعي، وهذا يشمل العلاج الكيميائي وبعض الأدوية المستخدمة جميعها في علاج السرطان، وكذلك يتأثر الجهاز المناعي ببعض العادات عند الشخص، مثل شرب الكحول أو التدخين أو سوء التغذية، وقد يَضعف أيضًا بفعل الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية المسبب للإيدز؛ فهذا المرض يدمر كريات الدم البيضاء ويُضعِفُ دفاعات الجسم، فيصبح المريض معرضًا إلى الإصابة بمجموعة من حالات العدوى المعروفة بمصطلح العدوى الانتهازية نظرًا لأنها تنتهز فرصة ضعف جهاز المناعة[٣]، وعمومًا تتضمن قائمة الأمراض المرتبطة بنقص المناعة كلًّا مما يلي[٢]:

  • رنح توسع الشعيرات، وهو أحد الاضطرابات المناعية.
  • متلازمة شدياق-هيغاشي.
  • مرض نقص المناعة المشترك.
  • متلازمة دي جورج.
  • نقص التصاق الكريات البيضاء.
  • نقص غامَاغلوبولينِ الدمِ.


طرق تساعدكِ في علاج نقص المناعة

تستطيع المرأة اتباع بعض الوسائل المفيدة في تقوية مناعة جسمها وقدرته على مكافحة مسببات الأمراض المختلفة، وتتضمن أبرز تلك الوسائل ما يلي:

مارِسي الرياضة لتعزيز مناعتكِ

تفيد ممارسة التمارين الرياضية في تعزيز مناعة الجسم إزاء بعض الأمراض، ومع أن الباحثين ما يزالون يجهلون كيفية حدوث هذا الأمر، فإنه ثمة مجموعة من النظريات حول هذا الأمر؛ إذ تقول إحداها إنّ ممارسة التمارين الرياضية بانتظام تساهم في طرد الفيروسات من الرئتين والشعب الهوائية، وهذا الأمر يقلل خطر الإصابة بالإنفلونزا أو بنزلات البرد، في حين تقول النظرية الثانية إنّ ممارسة التمارين الرياضية تُحدِثُ تغييرات في الأجسام المضادة وكريات الدم البيضاء، فتنتقل في الجسم انتقالًا أسرعَ، مما يتيح لها اكتشاف الأمراض بوقتٍ أبكرَ، ولا يبدو واضحًا حتى الآن دور هذه التغييرات في مكافحة العدوى، أما النظرية الثالثة فتشير إلى أن ارتفاع درجة حرارة الجسم أثناء التمارين وبعدها قد يحد من تكاثر البكتيريا ويعزز عملية مكافحة العدوى، أي كما يحصل عند الإصابة بالحمى، لذلك ينبغي لكِ أن تمارسي التمارين الرياضية على مدار أيام الأسبوع لتعزيز مناعتكِ[٤].


تناولي هذه الأغذية

يحتل الغذاء دورًا حيويًّا في صحة الجهاز المناعي في الجسم، لذلك ينبغي لكِ أن تحرصي على تضمين نظامكِ الغذائي اليومي مجموعةً من الأطعمة الصحية؛ فالحمضيات مثلًا تحتوي على كميات كبيرة من فيتامين سي، وهو فيتامين ضروري لإنتاج كريات الدم البيضاء المسؤولة عن مكافحة العدوى، أما الفلفل الأحمر فيحتوي كذلك على كميات وافرة من فيتامين سي ومركب بيتا كاروتين، وهي جميعها مفيدة في تعزيز مناعة الجسم، بالإضافة إلى ما سبق يعد البروكلي من الأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادن المختلفة، فضلًا عن وجود مجموعة كبيرة من مضادات الأكسدة المفيدة في تعزيز وظيفة جهاز المناعة لدورها في مكافحة الأضرار الناجمة عن الجذور الحرة، ويتمتع الثوم أيضًا بشعبية كبيرة في مختلف البلدان والحضارات نظرًا إلى أنه يحتوي على خصائص مضادة للعدوى، والأمر ذاته يسري على الزنجبيل الذي يُشتهر بدوره في تعزيز مناعة الجسم عبر خفض شدة الأمراض الالتهابية التي تصيب الإنسان، ويتبوأ السبانخ مكانة عالية ضمن قائمة الأطعمة الصحية المفيدة لجهاز المناعة، ومرد ذلك أساسًا إلى غناه بفيتامين ج ومضادات الأكسدة القوية، فهذا الأمر يعزز قدرة الجهاز المناعي في مكافحة أنواع العدوى المختلفة[٥].


من حياتكِ لكِ

إذا كنتِ مصابة بضعف المناعة، فإنك ستكونين معرضة دائمًا إلى خطر الإصابة بالأمراض المختلفة، وهنا ينبغي لكِ أن تتخذي الخطوات التالية الكفيلة بحمايتكِ وحماية أسرتكِ:[٦]

  • المحافظة على النظافة الشخصية: ينبغي لكِ أن تحافظي على نظافتكِ ونظافة أسرتكِ طوال الوقت، فهذا الأمر من أسهل الوسائل لحمايتكم من الأمراض إذا كنتم من أصحاب المناعة الضعيفة، لذلك لا بدّ أن تحرصي على غسل يديكِ وأيدي الأطفال عند إعداد الطعام وقبل تناوله وبعده، وعقب السعال أو تنظيف الأنف، وبعد الاحتكاك بشخص مريض، وبعد تغيير حفاظ الطفل، وقبل علاج الجروح المفتوحة وبعدها، وبعد رمي القمامة وملامسة الحيوانات الأليفة في المنزل.
  • تجنب الاحتكاك مع المرضى: ينبغي لكِ أن تتجنبي كليًّا الاحتكاك مع أحد أفراد أسرتكِ أو أصدقائكِ أو أقربائك إذا كان مصابًا بالمرض، سيما الأمراض الفيروسية المعدية التي تنتقل بسرعة بين الناس مثل مرض كورونا؛ فأي احتكاك بسيطٍ، سواء أكان معانقة أم ملامسة أم مشاركة الأطعمة والمشروبات، يعرضكِ إلى خطر الإصابة بالعدوى التي تكون شديدة نظرًا لضعف جهازكِ المناعي.
  • تعقيم المنزل: تعيش البكتيريا وتنتشر على أسطح الأغراض الموجودة في المنزل، مثل مقابض الأبواب والأجهزة الكهربائية وغيرها، لذلك ينبغي لكِ أن تعقمي جميع أغراض المنزل بانتظام، فهذا الأمر يؤدي إلى انخفاض أعداد البكتريا انخفاضًا كبيرًا.
  • تناول المكملات الغذائية: تؤثر مستويات الفيتامينات على صحة الجهاز المناعي في الجسم؛ فنقص فيتامين سي مثلًا مرتبطٌ بضعف المناعة، لذلك يجب عليكِ أن تتناولي المكملات الغذائية إذا كانت مستوياتها منخفضةً في جسمكِ، وهذا يشمل فيتامين أ وفيتامين د وفيتامين هـ والحديد وحمض الفوليك والزنك.


المراجع

  1. "Immune system explained", betterhealth, Retrieved 2020-6-20. Edited.
  2. ^ أ ب "Immunodeficiency Disorders", healthline, Retrieved 2020-6-10. Edited.
  3. "Immune System Disorders", urmc.rochester, Retrieved 2020-6-10. Edited.
  4. "Exercise and immunity", medlineplus, Retrieved 2020-6-10. Edited.
  5. "15 Foods That Boost the Immune System", healthline, Retrieved 2020-6-20. Edited.
  6. "How to stay healthy with a weak immune system", medicalnewstoday, Retrieved 2020-6-20. Edited.

فيديو ذو صلة :