محتويات
ما الذي يجعلكِ أم جيّدة؟
من الطبيعي أن تتساءلي إذا كنت تقومين بواجبك كأم، وهل أنت أم جيدة، وهل كنت أنت السبب في سلوك ابنك غير المرغوب؟ من الطبيعي أن يصيبك القلق بشأن أطفالك، وقد تمرين بحالة من عدم الثقة بعملك كأم، وتتساءلين إن كنت أمًا صالحةً أم لا، من المهم أن نعترف أنه لا توجد حالة مثالية، في الواقع الأم الصالحة هي التي تسعى وتحاول وتبذل جهدها طوال فترة الأمومة، ومن الطبيعي جدًا أن تقعي في بعض الأخطاء، لكن المهم أن تعترفي بها وتنفضي عنك غبار الإحباط، وتستمري في مسيرة العطاء، لتكوني الأفضل من جديد وتستمتعي بجمال الأمومة، فأنت بالقرب من أطفالك عندما يخطئون، وعندما يسقط أحدهم على الأرض أنت من يمد له يد العون وينفض عنه الغبار ويساعده على الوقوف مرةً أخرى، وتوجد الكثير من الصفات التي تجعل منك أمًا صالحةً، أهمها ألا تجلدي ذاتك، ولا تنقدي نفسك ولا تُقارني بينك وبين أي أم أخرى، فأنت أم صالحة طالما أنك تبذلين وسعك، وتذكري أنه لا توجد أُمّان متشابهتان، فكما أنه لا تصح المقارنة بين الأطفال كذلك لا تصح بين الأمهات، فكل أم تربي في بيئة مختلفة عن غيرها، فنحن أسوأ من يوذي ذاته في هذه المقارنة، فلا تتساءلي لماذا لا يمكنني أن أكون مثل الأم الفلانية في كذا، ولأنك قد تقارنين أسوأ ما لديك بأفضل ما لديها، وقد تشعرين أحيانًا أنك لست أمًا صالحةً لأنك لا تقدمين لأطفالك جميع رغباتهم المادية، ولكن لو فكرتِ للحظة هل تحمل ذاكرتك الأشياء التي كنت تملكينها في صغرك، أم أنك تتذكرين الذكريات التي صنعتها بالتشارك مع أفراد عائلتك، والأوقات الممتعة التي مضت مغلفةً بالحب.
تذكري أن تعتني بنفسك جيدًا، فالأم المريضة جسديًا أو المتعبة نفسيًا لن تستطيع رعاية أطفالها رعايةً جيدةً، فإذا شعرتِ بالمرض سارعي بالذهاب إلى الطبيب، فعندما يصف لك الطبيب الدواء، وتشعرين بالتحسن، عندها ستندمين على الأيام التي مرت وأنت تعانين من الوجع والألم لدرجة أنك قصرت في رعاية أطفالك، كذلك عليك العناية بحالتك النفسية، فحين تشعرين بالضغط النفسي وعدم الحب لن تستطيعي أن تقدمي لأطفالك الحب والحنان؛ لذا اعتني بنفسك حين تنتابك مشاعر سلبية، واسترخي في غرفتك واقرئي كتابًا، واغمسي نفسك في حوض الاستحمام واستمتعي، ومارسي الرياضة أو السباحة، كذلك اعتني ببشرتك، وابحثي عن الأمر الذي يقلل من توترك ومارسيه، فمهما كانت بساطة ذلك سيجعلك تشعرين بالتحسن وتستطيعين الاستمرار بالعطاء من جديد، وتذكري أنه ليس من المهم أن تقيمي لطفلك حفلة عيد ميلاد فاخرةً، فهو لن يتذكر أكوام الهدايا، أو نوع الحلوى الفاخر، لكنه سيتذكر اهتمامك بالأشياء الصغيرة، كشراء المثلجات له عندما كان يشعر بالحر، سيتذكر هذه الأجزاء الصغيرة وستحفر في ذاكرته لأنها لامست حاجةً عنده في وقت خاص، لذا اهتمي بالتفاصيل المؤثرة، لأنها ستترك في داخلهم نقطة ضوء قوية السطوع، تعلمي أن التواصل مع الأطفال لا يعني عدد الكلمات بينكما خلال اليوم، بل هو الاهتمام والمشاركة، ومعرفة ما يحب وبماذا يهتم ومشاركته بعض الألعاب ومتابعته بعينك حين يرسم لوحةً أو يُركب برجًا من المكعبات، أما إن كان ابنك من المراهقين فهو يهرع إليك وقت الحاجة ولا يهمه كم أنت مشغولة الآن، لذا اتركي كل ما يشغلك واستمعي باهتمام.
تذكري أن التواصل في الطفولة ستقطفين ثماره عندما يصبح فتاك مراهقًا، قد يكون وقت جمعة العائلة على وجبة الغداء يوم الجمعة متعةً رائعةً للجميع ولكن لا تنسي أنه توجد حاجة لقضاء بعض الوقت مع فتاك المراهق أو طفلك الصغير على انفراد، تكتشفين خلالها اهتماماته وشخصيته، اجعلي توقعاتك منطقيةً حتى تكوني أمًا صالحةً، ولتشعري بالسعادة، ولتسير الأمور داخل بيتك بسلاسة وهدوء، وكمثال على ذلك لا تتوقعي من فتاك المراهق أن يخبرك كل التفاصيل حول ما يحدث عند اجتماعه بالأصدقاء، ولا تتوقعي أن يبقى بيتك نظيفًا طوال الوقت إذا كان أطفالك صغارًا خاصةً وقت اللعب، وتذكري أنك لست أمًا وزوجةً وعاملةً خارقةً، في الواقع عليك أن تتقبلي نقصك، فعند تنظيف البيت وتحضير الغداء، والقيام بواجب الوظيفة المطلوب منك في وقت الاجتماع ورعاية طفلك عند قيامه بواجبه المدرسي، من الطبيعي جدًا عدم شطف الدرج الخارجي هذا اليوم، أو عدم صناعة طبق حلوى وقت العشاء، ركزي على المهم في يومك، ولا تركزي على إتقان كل التفاصيل كل يوم، يمكنك القيام بعمل جزئية خاصة في مجال واحد في كل مرة، اسمحي لأطفالك بالخطأ والتعلم منه، يكفي في بعض الأحيان أن تلفتي نظرهم إلى الخطأ، ويكفي فقط احيانًا أن تراقبي دون تدخل، ما لم يتعلق الأمر بخطر عظيم على صحته أو أمنه، دعيه يخوض بعض التجارب الفاشلة، ليتعلم كيف يتصرف عندما لا تكونين في الجوار، كما عليك أن تتذكري أن يتناسب العقاب مع حجم الخطأ إذا استحق الأمر ذلك، وإذا كان طفلك كبيرًا بما يكفي دعيه يشارك في تقيم الخطأ وطبيعة العقوبة، أما إذا كان صغيرًا فعليك أن تجعلي العقوبة مناسبةً ومباشرةً[١].
10 علامات تدل على أنكِ أم سيئة
تعلمين ويعلم الجميع أن تربية الأبناء مهمة صعبة، وفي الواقع لا توجد وصفة يمكن تطبيقها ضمن خطوات متسلسلسة لتجدي نتائج مميزةً للتربية، فتربية طفل مستقل منتج صحيح جسديًا ونفسيًا ليست بسهولة مثل صناعة طبق حلوى ضمن خطوات، بل هي أعقد بكثير من ذلك، تجهد كل أم وتحاول أن تكسب الخبرات بكل الطرق، لكن ستبقى لكل أم طريقتها التي تناسب ظروفها، وطبيعة أطفالها، ونمط البيئة والكثير من العوامل، مع هذا توجد مجموعة من الأساسيات التي تجعلك ضمن مجموعة الأمهات الصالحات والجيدات في التربية، وبعض الأساسيات التي ستدفعك لتنشئة غير جيدة تدل على أنك أم غير صالحة، المطلوب ألا تلومي نفسك كثيرًا، فأنت نتيجة بيئة وتربية صنعت منك الأم الموجودة الآن والتي تحاول أن تكون جيدةً بكل طاقتها، كل ما عليك فعله أن تكوني منفتحةً ومتقبلةً للأفكار وألا يوجد لديك قرار نهائي بشأن ما ستفعلينه مسبقًا، كوني صبورةً وقويةً فالأمر معقد بعض الشيء، وإليك بعض النصائح التي يمكن أن تساعدك لتتقني القواعد الأساسية لتتجنبي أن تكوني أمًا عير صالحة لتربية أبنائك[٢][٣]:
- عدم تخصيص الوقت لطفلك: عندما تبخلين بالوقت الذي تمنحينه لطفلك، فأنت تمنعين حاجةً من أهم الحاجات الأساسية له والتي تجعل منك أمًا صالحةً، خاصةً أن الوقت ضيق جدًا مع طبيعة الحياة المعاصرة، وطبيعة الجدول اليومي المزدحم، بالوظيفة ومهام المنزل وشراء المستلزمات ومتابعة الواجبات المدرسية ومتابعة المناسبات الاجتماعية، فكل هذا يستهلك ساعات اليوم، لكن طفلك يجب أن يكون له وقت خاص وإن كان قصيرًا لتمنحيه الحب وليستمع إلى كلماتك المريحة التي تهبه الطاقة لينمو بتوازن، فهذا الأمر بالنسبة لك أهم من التركيز على المثالية في تنظيف المنزل أو تأمين دخل مالي إضافي.
- قلة التواصل معه: التواصل مهم وأساسي في حياة العائلة عمومًا، لكن إذا كان التواصل مع ابنك المراهق يصبح أمرًا لا يمكنك تجاوزه رغم كل الظروف، وإن كان من المعروف لديك أن الأبناء في عمر المراهقة يقطعون التواصل مع الوالدين، فمن واجبك خلق الطرق للتواصل معهم، فهذا الأمر ليس خيارًا بل هو واجبك الذي لن يكون البديل عنه الهدايا باهظة الثمن أو الرحلات الخيالية، فلا بديل عن دقائق نوعية تتحدثين فيها مع ابنك وتشاركيه بعض شؤون الحياة، وتذكري ألا تظهر عليك هذه العلامة كالأمهات غير الصالحات.
- الإسراف: قد تكونين مررت بظروف عائلية صعبة خلال طفولتك كان فيها الحرمان سيد الموقف، وقد يكون طفلك هو الوحيد الذي يمتلك قلبك، وترغبين ألا تردي له طلبًا، وألا تشاهديه منزعجًا ولو لمرة واحدة، لكن احذري أن تُنشئي فتى متغطرسًا وغير مسؤول وغير عقلاني، لا تحرميه من كل شيء، ولكن لا تمنحيه كل شيء، لا بد من التوازن في الاستجابة لطلبات الأبناء، ضمن إمكانياتك المادية والجسدية والاجتماعية، على سبيل المثال: من الناحية المادية يُحدد عدد الوجبات السريعة أو الرحلات أو زيارة المطعم حسب وضع الأسرة المالي، أسبوعيًا أو شهريًا أو في الأعياد فقط، ومن الناحية الاجتماعية اخدمي طفلك عندما يكون مشغولًا بأمر مهم جدًا، وليس وقت اللعبة الإلكترونية أو وقت اللهو وهكذا، حتى لا ينشأ الطفل مدللًا فاسدًا لا يستطيع العيش دون وجود معينين في كل أمور حياته، وستكون نتيجة فقدانك أو غيابك مشكلة قد تؤدي به إلى انهياره أو انحرافه.
- العقوبة المبالغ فيها: تخضع عقوبة الطفل إلى الكثير من النقاش، لكن عليك الاهتمام بوضع قواعد وتعليمات، فعند مخالفتها توجد نتائج مزعجة على طفلك معرفتها وعليك تنفيذها، لكن احذري أن تكوني أمًا تستخدم العقوبة الجسدية المبرحة بهدف تعديل السلوك، وحتى استخدام الإساءة اللفظية يختلف تمامًا عن التوجيه اللفظي للطفل، وتذكري أن العقوبة اللفظية والجسدية المبالغ فيها تترك آثارًا نفسيةً مدمرةً للطفل، وإن استخدامك لذلك يجعل منك أمًا سيئةً بالفعل.
- الفضول الزائد: يدفعك حبك لطفلك ولفتاك المراهق لمحاولة معرفة كل شيء يخص حياته، وتحاولين حمايته من كل خطر، ولكن تذكري كلما حاولتِ معرفة المزيد عن حياته الخاصة بأسلوب فظ، ازداد إصراره على محاولة إخفائها، وقد يدفعهم أسلوبك إلى رفضك عاطفيًا فالفضول مزعج جدًا للأبناء، هذا لا يعني عدم الاهتمام أبدًا، فالتدخل الزائد والإهمال الزائد يجعلان منك أمًا سيئةً، فالمطلوب منك الموازنة بينهما والاهتمام بحب.
- الإهمال: كما أنه من السيئ التدخل المبالغ فيه، فأيضًا إهمال أطفالك والابتعاد عنهم بحجة ترك مساحة خاصة وحرية شخصية يجعل منك أمًا سيئةً، كوني قربهم دون مبالغة، واخلقي لديهم شعورًا أنك بالجوار عند الحاجة دون مقدمات وأنهم في أعلى سلم اهتماماتك دائمًا.
- عدم التأديب والتوجيه: هذا الأمر من أكثر الأمور الذي يحتاجها طفلك منك، فالطفل بطبيعته يميل إلى اكتساب السلوك السلبي أسرع من السلوك الجيد، هذا يتطلب منك متابعة سلوك طفلك وملاحظة التغيرات المكتسبة من البيئة المحيطة والعمل على الإجراءات اللازمة للتقويم، فترك الطفل للبيئة الخارجية دون تدخل، يجعل منك أمًا غير صالحة.
- التسرع: قد تشاهدين الأطفال من عمر طفلك أو أكبر قليلًا يتقنون بعض المهارات المميزة والمثيرة بالنسبة لك، لا تتسرعي بفرض رغبتك عليه، واظهري صبرك حتى ينمو طفلك وتزهر مواهبه بوضوح، فقد يكون تميزه في مجال مختلف كما ترغبين، وإن فرض رغباتك ومحاولة انضاج طفلك قبل موعده يجعل منك أمًا سيئةً تبحث عن استكمال النقص داخلها.
- الحماية الزائدة: عندما ترغبين بحماية طفلك من العالم الموحش لا ترتكبي أخطاءً أكبر ولا تحاولي خلق الأعذار حول أخطائهم لحمايتهم من غضب الأب أو للتبرير للمدرس عدم القيام بالواجب المنزلي، ولا تأخذي القرارات بالنيابة عنهم في كل صغيرة وكبيرة بهدف عدم وقوعهم بالخطأ أو للتستر على سلوكهم الغريب أو للتخلص من ملاحظات المجتمع، فكل ما تقومين به هي دروس سلبية يتعلمون من خلالها الطرق لعدم مواجهة الحقيقة وتحمل مسؤولية الخطأ، حتى وإن كنت ستشعرين بتأنيب الضمير دائمًا، فهذا لن يعفيك من أنك أم غير صالحة ولست قدوةً جيدةً في تحمل المسؤولية.
- تجاهل المشاعر: إذا كنت أمًا لفتاة في سن المراهقة، عليك الانتباه إلى أن الفتيات أكثر حساسيةً، لأن الأم تعني لهن الكثير دائمًا فلا تتجاهلي مشاعر ابنتك واحترمي خصوصيتها، وتحتاج الفتاة في هذه المرحلة إلى أم حنونة بعيدة عن القسوة والشدة، تقدم لها الدعم النفسي، فأشعريها بأنك تفتخرين بها لأنها ابنتك، فهي لا تتقبل بسهولة فكرة أنها نتاج تربيتك فقط، وأنك من صنعت تميزها ونجاحها، فشعور الفتاة بأنك تتجاهلين مشاعرها، وأنك تهتمين بما يقال عنك وعن تربيتك لها، يشعرها بأنك أم قاسية.
خطوات تساعدكِ لتصبحي أم جيّدة
لا بد أنك كأم تسعين دائمًا لتكوني أمًا أفضل، إليك هذه الخطوات لتساعدك على ذلك[٤]:
- لا تقارني نفسك بأي أم في الدنيا، أنت الأم الأفضل لأطفالك على الإطلاق، لا يمكن لأي أم غيرك أن تكون أفضل منك لأطفالك، فأنت حين تشاهدين الأم جارتك، أو الأم مدربة الرياضة، أنت تشاهدين فقط جانبًا واحدًا وموقفًا محددًا من حياتهم، بينما أنت أم أطفالك التي تعيش معهم كل تفاصيل الحياة اليومية، وأنت بالنسبة لهم الأم المفضلة على جميع الأمهات، وهم بحاجة إليك فأنت محبوبتهم حتى وإن ارتفع صوتهم في وجهك أحيانًا أو إن منعوا عنك بعض أسرارهم.
- اعتني بنفسك، فكي تصبحي أمًا جيدةً عليك ألا تهملي نفسك، كوني نموذجًا لأطفالك في هذا الجانب، دعيهم يرون أنك لا تهملين نفسك، ولا تهملين مواهبك، استمتعي بالتفاصيل الصغيرة كالاسترخاء وقت الحمام ووقت القهوة ووقت النوم خاصةً قبل وجود عدد كبير من الأطفال، فالأم التي تحسن الاهتمام بنفسها تستطيع الاعتناء بأطفالها كما استطاعت العناية بذاتها.
- لا تتوقعي الكمال في أي جانب من جوانب الحياة، هذه الصفة الواقعية للحياة هي التي تميز جمالها، لا تتوقعي الكمال من أطفالك أو أصدقائك أو أهلك أو زوجك ببساطة لأن الدنيا لا كمال فيها، فأنت حين تعيشين نعمة الأمومة ستجدين تعبها مصاحبًا لها، وحين تكون علاقاتك يملؤها الحب ستستمتعين بالنعم التي وهبها الله لك لتمنحكِ مواصلة العطاء.
- الأطفال هم أطفال، تقبليهم بصفاتهم الطفولية، فهم لن يكونوا بالغين مهما حاولتِ ضبطهم بقانون، سيبقى الطفل يركض ويقفز ويبكي ويضحك وسيقى نشيطًا ومتهورًا، هم بحاجة إلى كل هذا ليصبحوا بالغين سويين، فامنحيهم مساحةً كافيةً ليتصرفوا كأطفال، ويتعلمون ما يلزمهم ليصبحوا كبارًا، هذه هي الطفولة، وستزدحم حياتهم بعد سنوات قليلة ببرامج الكبار التى ستخفي ملامح طفولتهم وسيصبحون بالغين.
- استمتعي بالأشياء الصغيرة، وانظري إليها على أنها لحظات مذهلة وممتعة، وهي كذلك بالفعل، كلحظات الغروب، والنظر إلى النجوم، وثّقي لحظات قام بها طفلكِ ذي العامين مثلًا عند إفراغ صندوق الأرز في صندوق الطحين بصورة تذكارية لا تنسى، حين غطى وجهه بالكريمة، لحظة أكل البطيخ بطريقة مضحكة، اجعلي كل شيء صغير جميلًا جدًا.
أخطاء تجنّبيها عند تربية أطفالكِ
تذكري أن ارتكاب الأخطاء أمر طبيعي لجميع البشر، لكن الاعتراف بها ليس سهلًا ويحتاج منك للشجاعة، والأطفال يمنحونك فرصةً ليس لتكوني أمًا جيدةً فقط، وأنما لتكوني إنسانةً جيدةً أيضًا، وإليك فيما يأتي بعض الأخطاء التي عليك تجنبها لتكوني أمًا أفضل[٥]:
- تجنبي أن تديري حياة طفلك من كل الجوانب، لأنه يصبح معتمدًا عليك تمامًا، وسيجد صعوبةً في مواجهة الحياة بمفرده، وسينقصه الدافع الداخلي، وسيجد صعوبةً بالتحكم بذاته وعواطفه، بدلًا من ذلك امنحيه الأدوات، وراقبي مواجهته للمواقف مهما كانت صغيرةً، واجعليه ينجح بمفرده، فهذا يمنحه الاعتماد على ذاته.
- تجنبي تلبية جميع الطلبات والحاجات، أنت تفعلين هذا بنية حسنة، لأنه طفلك وأنت قادرة على منحه ما يحتاج، ولكن تذكري أن هذا يجعل الحياة تحديًا صعبًا بالنسبة له، ويؤثر على علاقاته بمن حوله، ويضعف احترامه لذاته ويجعل منه فتىً متغطرسًا.
- تجنبي أن تكوني القدوة السلبية، كوني النموذج الذي تحلمين أن يكون عليه طفلك، فالأطفال مقلدون لمن حولهم، ويتعلمون بالنمذجة كثيرًا، فحين تلومين طفلك على سلوك أنت تقومين به، فكري بتعديل السلوك لديك أولًا.
- تجنبي أن تكوني أمًا متسلطةً، يطغى عليك أسلوب الأوامر والتوجيهات والتهديدات والعنف، سيستجيب لك أطفالك ولكنهم سيعانون من مشاكل كثيرة مثل: تدني احترامهم لأنفسهم، ومشاكل القلق وعدم الثقة بالآخرين، بالتأكيد أنت لا ترغبين بطفل يملك هذه المشاكل النفسية.
- تجنبي التناقض في التعليمات، وتغيير رأيك وموقفك وقرارك باستمرار، وتذكري أنك القائد في بيتك وبك تتعلق عيون طفلك لمنحه الأمان، وإن التردد والتناقض يؤثران على نفسيته مما يجعله متقلبًا في عواطفه، وسيجد صعوبةً في تحديد هويته وذاته.
- تجنبي مقارنة طفلك بغيره وانتقاده باستمرار، لأن المقارنة تضعف احترام طفلك لنفسه، والنقد يجعل الطفل ينمو وهو يشعر بالغربة عمن حوله.
- تجنبي فوضى القواعد والتعليمات، ركزي على القواعد التي تحمي طفلك من الخطر، والتعليمات التي تؤكد قيمة الاحترام لجسده وعواطفه بين الناس، هذا سجعل طفلك أكثر توازنًا في مواجهة الحياة فيما بعد.
- تجنبي إهمال طفلك وتفويض غيرك في تربيته ومتابعته كالجدة أو الأخوة الأكبر سنًا، اهتمي بالجانب العاطفي والإصغاء الجيد لأطفالك فهذه مهمتك لحماية طفلك وتجنب النتائج الناتجة عن الإهمال فهي ستأخذ منك وقتًا طويلًا في علاج آثارها لاحقًا.
- تجنبي إهمال مشاكل التعليم، معظم الأطفال يعانون من صعوبات في جانب معين في تعليمهم، اكتشفي هذا مبكرًا لتجعلي من التعليم أمرًا ممتعًا لأطفالك، عادةً ما يُكتشف ذلك في مراحل متقدمة، ولن ينفع مع طفلك العلاج النفسي إذا كان يعاني من أدنى صعوبة في التعليم، فالتقييم المبكر هو الخطوة الأولى لإيجاد الحل.
المراجع
- ↑ "10 Tips on How to Be a Good Mom", everythingmom, Retrieved 18-7-2020. Edited.
- ↑ "Top 9 Signs of a Bad Mother", enkirelations, Retrieved 18-7-2020. Edited.
- ↑ "6 Signs You Have A Toxic Mother", bustle, Retrieved 18-7-2020. Edited.
- ↑ "HOW TO BE A BETTER MOM IN FIVE STEPS", findingjoy, Retrieved 18-7-2020. Edited.
- ↑ "Top Ten Parenting Mistakes", psychologytoday, Retrieved 18-7-2020. Edited.