كيف تكون شخصية قيادية ناجحة

كيف تكون شخصية قيادية ناجحة

تعريف الشخصية القيادية

يولد بعض الأشخاص قياديين بالفطرة، والبعض الآخر يحتاج لاكتساب المهارات للوصول للشخصية القيادية، ويُعتمد في تعريف مفهوم الشخصيّة القياديّة على العديد من السمات الواجب توافرها عند الشخص الذي يُعد قياديًّا، ووفقًا لمعايير ثابتة باختلاف المؤسسات والمجموعات واختلاف أهدافها وطبيعة عملها وعدد أفرداها، اتُّفِق على تعريف الشخص القيادي أنّه الذي يتّصف بحسن التخطيط والتنفيذ، والتعامل مع الظروف المختلفة بحكمة، بالإضافة لضرورة كونه شجاعًا وإيجابيًّا، وقادرًا على تحمل المسؤوليات في اتخاذ القرارات وكذلك تحمل نتائجها، كما أنّه الشخص الذي يملك الثقة بقدرته على القيادة بحكمة لتصل تلك الثقة لكل من هم حوله فيجدون فيه مثالًا حقيقيًّا يستحق اتباعه وتقديم الولاء له.[١]


الأمور الواجب مراعاتها لبناء شخصية قياديّة

بناء الشخصية بناءً سليمًا له دوره في تحقيق الأهداف وتسييرها في الطريق الذي نريده، فمَن يطمح لأن يكون شخصًا متميزًا وقياديًّا، يجب أن يتصف بالصفات التي تمنحه هذه الشخصية المتميزة ومنها:[٢][٣][٤][٥][٦][٧][٨]

  • الصدق والإخلاص: إذ كشفت النتائج في استطلاع مركز بيو الأمريكي للأبحاث في نوفمبر 2014 أنّ حوالي 84% من المجيبين عن الاستبانة البالغ عددهم 1,835 شخصًا اعتبروا الصدق أهم سمات الشخصية لأي قائد، كما أن الأشخاص القياديين والمخلصين لا يلهِمون من خلال الأقوال فقط، بل من خلال الأفعال أيضًا، وأساس عملهم مبنيّ على الثقة والصدق، وهذا يولد فريق عمل أقوى، ويؤدي لترابط أفراده بعلاقات صادقة تجعل النجاح في مكان العمل ممكنًا للفريق بأكمله وليس فقط للشخص القيادي.
  • القدرة والقوة: إذ يبني الشخص القيادي الحقيقي فريقه على اختلاف مهماته، والفريق قد يكون مجموعة تنظم رحلة مدرسية صغيرة مثلًا، أو تخطط لتناول وجبة مشتركة، أو تنظم حفلة، فكل مشروع مهما كان يبدو بسيطًا يحتاج لقائد جيّد.
  • الانفتاح: إذ يُعدّ الانفتاح أحد الأبعاد الكبيرة التي يستخدمها علماء النفس لتقييم الشخصية لدى الأفراد، فيشير مدى الانفتاح إلى قدرة الفرد على التعاطي مع التجارب الجديدة، وإلى أي مدى يمكن للشخص أن يكون مبدعًا وعميقًا، كما أن القادة الناجحين بدورهم يتبنون ثقافة تقييم أفكار كل عضو من أعضاء الفريق لأنهم منفتحون ومبدعون ويشجعون تلك الصفات في الفريق.
  • الحزم: فالشخص القيادي يجب أن يكون حازمًا عند اتخاذ القرارات، فالناس لن يتبعوا شخصًا ما لم تكن لديه القدرة على احترام القواعد المتفق عليها، ولن يثق الفريق بالقائد إذا شعروا للحظة واحدة بتهاونه.
  • التعاطف الإنساني: يجب على الشخص القيادي أن يتحلى بالتنظيم والتعاطف في التعامل مع الناس.
  • تحديد الأهداف قصيرة الأجل وطويلة الأجل: ويكون ذلك لأفراد المجموعة التي يبنيها الشخص القيادي، ليضعوا ثقتهم بتفكيره وتخطيطه.
  • تمكين الآخرين: الأشخاص القياديون يفعلون أكثر من مجرد إلهام الآخرين من خلال العمل، فهم يمكّنون الأشخاص الذين يعملون معهم من خلال الدعم والتشجيع وتقديم الحلول الإبداعية، واتخاذ قرارات واثقة تحقق الأهداف المرجوة للجميع.
  • تطوير الذات: وهو يُقسم لقسمين:
    • تطوير الذات في مجال العمل أو المجال الدراسي، من خلال القراءة والتمحيص والبحث المستمر عن المعلومة الجيدة، فالشخص المتميز في مكان عمله أو في دراسته بالتأكيد يكون محط أنظار الجميع، ويتمنى الجميع الاقتداء به وتقليده في كل الأمور للوصول إلى ما وصل إليه.
    • التطوير النفسي والروحي، من خلال الالتحاق بدورات متخصصة تساعد على تقوية الشخصية ودعمها، وتساعد أيضًا على الظهور بشخصية أفضل وأقرب إلى الجميع، وفي حال اجتمعت كل هذه الأمور في شخصية واحدة فإن هذا بالتأكيد سيخوِّل صاحبها لتسلم المناصب القيادية والإدارية.
  • اعتماد مبدأ الحوار: وهو من أهم الأمور التي يجب أن تتحلى بها الشخصية القيادية، فالتسلط في الرأي لا يليق بأصحاب المناصب القيادية والإدارية، فالحوار هو أساس التعامل بين الرئيس والمرؤوسين، وتقبل النقد والأخذ بالآراء واختيار الصائب منها، فهذا سيجعل الشخصية أكثر مرونة وأكثر قربًا من الآخرين.
  • التحفيز الفكري: وهو واحد من العوامل القيادية التي تحدد تشجيع الآخرين للتعبيرعن إبداعهم، إذ ينبغي للشخص القيادي تحفيز من هم حوله لتقديم تحديات جديدة بدعم وافٍ لتحقيق هذه التحديات، وهذا يجعلهم يثقون بقدرة الشخص القيادية إذ يرون فيه مثالًا حقيقيًّا للتشجيع والتطوير.
  • التقرب من الله والتوكل عليه: فالتقرب من الله من الصفات التي يجب أن يتحلى بها الشخص القيادي، فالقرب من الله يجعلنا دائمًا على الطريق الصواب، فيعيننا على العمل وعلى اتخاذ القرارات، ويُبعد عنا من يريدون بنا السوء في كل نواحي الحياة، فجوهر النجاح مبني على ركيزتين مهمتين للغاية، وهما الثقة بالله، والاعتماد عليه.
  • الطاقة العالية للشخص القيادي: فمن أراد الحصول على مؤيدين كثر وجب عليه أن يتمتع بالطاقة العالية الجذابة، ويتأتى ذلك بتحري الدقة والحسّ الإبداعي، واستثمار التفاصيل لتحقيق نتائج مميزة لامعة تظهر صاحبها كنجم جذّاب بين المحيطين به.
  • التحلي بروح البطولة:ويكون بالإرادة والقدرة على التضحية والإيثار، من أجل تحقيق الصالح العام وهذا أكثر ما يجعل الشخصية القيادية مهمة ومصدر ثقة للعديد من الناس.
  • الشغف: وهذه هي الصفة الأكثر أهمية والتي يجب أن يتمتع بها كل شخص يحلم بالقيادة والريادة، وذلك لأسباب واضحة، نذكر منها:
    • يحفز الشغف على الإبداع لأنّ الإنسان حين يفعل ما يحب يبدع ويبتكر ويتميز.
    • يرى القيادي الشغوف أنّ العمل لساعات إضافية أمر ممتع لتقوية من هم حوله وبث روح النشاط والإنتاج.
    • يؤدي لازدهار المشروع الذي يقدمه الفريق الشغوف مهما كان نوعه أو درجة تعقيده، حتى لو كان العمل دون مقابل ماديّ يتناسب مع هذه الجهود الإضافية.
  • تجنب الخوف والتحلي بالجرأة: فهو قدوة غيره بالتجريب والإقدام فالإنسان الذي يقف مكانه ولا يتحرك منه بسبب الخوف من الفشل في التجربة لن يكون قياديًّا في يوم من الأيام ولن يتبعه من حوله، وهنا تكمن قيادية الشخص في تعريف من حوله بأن الإخفاقات قد تكون سببًا في تحقيق النجاحات فالإنسان وليد تجاربه وخبراته.


تنمية الشخصية القيادية منذ الصغر

عند الحديث عن تطوير المهارات القيادية لدى الأطفال، ومدى استعدادهم لأن يكونوا شخصيات مؤثرة وقيادية، يلاحظ ما يلي:[٩]

  • اعتقاد أولياء الأمور بأن أطفالهم غير مستعدين بعد لأن يكونوا في دور القائد، لاعتقادهم أن الأمر يحتاج مرحلة عمرية أكبر من مرحلة الطفولة، وهذا تفكير خاطئ وسلبي، إذ يجب تعليم الطفل أساليب تنمية الشخصية القيادية منذ عمر مبكر لتعزيز شخصيته.
  • إمكانية اتباع أولياء الأمور لمنهج مدروس لتطوير مهارات القيادة لدى الأطفال في وقت مبكر، ويكون ذلك بتطبيق الأنشطة التي تتناسب مع أعمارهم ومستوى تفكيرهم ليجعل من الطفل شخصًا قياديًّا بين أقرانه، ليتطور فيما بعد ويصبح حين يكبر قائدًا يمتلك كافة المهارات التي ستكبر معه كمهارات طبيعية قد اعتاد عليها مثل:
    • الأنشطة الرياضية كالسباحة وركوب الدراجة.
    • القراءة، واكتساب المعرفة
    • العمل ضمن فريق.
    • طرح الأفكار والإطراء على إنجازاتهم حتى لو كانت بسيطة لإكسابهم الثقة بأنفسهم.
    • التأثير بالآخرين ومساعدتهم ضمن قدراتهم والاستماع لهم و تقديم التوعية باستمرار حول أهمية استثمار القدرات لجذب من هم حولهم.


المراجع

  1. Carter McNamara (2010), "All About Leadership: How Do I Lead?"، managementhelp, Retrieved 3-11-2019. Edited.
  2. Molly Owens (27-4-2015), "4 Personality Traits That Make You an Effective Leader"، entrepreneur, Retrieved 3-11-2019. Edited.
  3. Kendra Cherry (1-7-2019), "10 Tips for Becoming a Better Leader"، verywellmind, Retrieved 3-11-2019. Edited.
  4. UMM THAMEENAH (26-1-2019), "Tawakkul (Trust in God)"، islamicity, Retrieved 3-11-2019. Edited.
  5. DARRELL ZAHORSKY (3-11-2018), "The 9 Most Common Personality Types of Entrepreneurs"، thebalancecareers, Retrieved 3-11-2019. Edited.
  6. Jim Price (15-2-2013), "10 Personality Traits Every Successful Entrepreneur Has"، businessinsider, Retrieved 3-11-2019. Edited.
  7. Alaina Love (24-10-2016), "How passion fuels innovation"، smartbrief, Retrieved 3-11-2019. Edited.
  8. Jenna Goudreau (8-10-2015), "The top 3 personality traits of effective leaders"، weforum, Retrieved 3-11-2019. Edited.
  9. Karin Hurt David Dye (15-3-2018), "11 Ways to Grow Leadership Skills in Children Developing Leadership Skills in Children: 11 Ways to Grow Your Kids"، letsgrowleaders, Retrieved 3-11-2019. Edited.

فيديو ذو صلة :