محتويات
صلاة التراويح
تُعد صلاة التراويح من السنن التي سنها النبي محمد صلى الله عليه وسلم للأمة خلال شهر رمضان المبارك، ووفقًا لما توصل إليه أهل العلم فهي سنة مؤكدة في ذلك الشهر، وشعيرة من الشعائر الإسلامية العظيمة، ويُذكر أنَّ النبي صلاها في جماعة، ثمَّ ترك الاجتماع عليها حتى لا تُفرض على أبناء أمته وفقًا لما ورد عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في صحيح البخاري، واستمر المسلمون بصلاتها كما صلى الرسول، وكانوا يصلونها كما اتفق لهم، إذ كانوا يصلونها جماعةً ومنفردين حتى جمعهم الخليفة عمر بن الخطاب على صلاتها، وكان ذلك أول اجتماع للناس على قارئ واحد، ومما لا شكَّ فيه أنَّ هذه الصلاة لها أهميتها، لذا فإنَّ كثيرًا من الناس يبحثون عن كيفية أدائها بالطريقة الصحيحة، ومن هذا المنطلق سنبين في المقال طريقة صلاتها وفقًا للشريعة الإسلامية[١].
طريقة صلاة التراويح
ورد في الشريعة الإسلامية أنَّ عدد ركعات صلاة التراويح هو ثلاث عشرة ركعةً، والبعض الآخر رأى أنَّ أقل عدد ركعات هو ثمانية وأكثرها هو عشرون ركعةً، لكن إذا أراد المسلم مضاعفة عدد الركعات يُمكنه ذلك بهدف الحصول على الأجر والثواب، وفيما يتعلق بوقتها فإنها تُصلى بعد صلاة العشاء، إذ يُعد ذلك الوقت الذي لم يختلف فيه العلماء، أمَّا عن وقت انتهائها فهو بعد صلاة الوتر، أي حتى يُصلى الوتر الذي عدد ركعاته فردي، أي لا تجوز صلاة الوتر إلا ركعةً واحدةً أو ثلاثةً[٢].
عندما يبدأ المسلم صلاة التراويح يبدأ كما الصلاة العادية، ثمَّ يقرأ ما تيسر له من القرآن الكريم في الركعة الأولى، ثمَّ يكرر ذلك الأمر في الركعة الثانية، وبمجرد الانتهاء من الركعة الثانية يجلس، ثمَّ يقرأ التشهد والصلاة الإبراهيمية، بعدها يُسلم بهدف إتمام صلاة الركعتين، ثمَّ يقوم وينهي ركعتين أيضًا، ويستمر بذلك حتى تنتهي ثماني ركعات أو عشرون ركعةً لأنَّ صلاة التراويح طويلة، وفيما يتعلق بالجلوس فإنه يكون بين الركعتين بهدف تحقيق الاستراحة والتخلص من التعب، إذ يشعر المصلي بالمشقة عند أداء صلاة التراويح خاصةً أنَّ كبار السن والشباب يشاركون في أدائها، والاستراحة فيها رأفةً وعطفًا على كبار السن والمرضى، وعامةً تُصلى ركعتين ركعتين وهكذا حتى تُختم الصلاة بركعة فردية أو يُصلي كما تصلى صلاة المغرب، وهكذا يوتر الإنسان في صلاته[٢].
صلاة التراويح للنساء
يُفضل للمرأة قيام الليل في بيتها، وعامةً كلما كانت صلاتها في مكان خفيّ وخاص أكثر كان ذلك أفضل، مع ذلك فإنَّ تلك الأفضلية لا تمنعهن من صلاة التراويح في المساجد، لكن تُشترط في ذلك مجموعة من الشروط، وهي أن تُحافظ المرأة على حجابها الكامل، والخروج غير متطيبة، وأن يكون الأمر بإذن زوجها، وألا يكون في خروجها أي محرّم آخر مثل الخلوة مع السائق الأجنبي في السيارة وما إلى ذلك، وإذا خالفت المرأة تلك الشروط فيحق لزوجها أو ولي أمرها منعها من الذهاب إلى المسجد، وتجدر الإشارة إلى أنَّ الأفضلية هي صلاة المرأة في بيتها بغض النظر عما إذا كانت الصلاة فرضًا أم سنةً أم سنةً مؤكدةً[٣].
القراءة في صلاة التراويح
تُستحب قراءة القرآن الكريم كاملًا في صلاة التراويح، مع ذلك ليس لقراءته أي مقدار محدد، ويُستحب الجهر بالقراءة حتى يسمعه الناس، وتجدر الإشارة إلى أن الملك جبريل عليه السلام كان يتدارس القرآن الكريم مع النبي في رمضان[٤].
فوائد وأحكام صلاة التراويح
توجد العديد من الفوائد والأحكام لصلاة التراويح، أهمها ما يأتي[٥]:
- اجتماع المسلمين وتوحيد كلمتهم أولى وأفضل بكثير من تفرقهم، كما أنه من الضروري على ولاة أمر المسلمين العمل على ذلك الأمر.
- اجتهاد الإمام في السنن ضروري جدًّا، والواجب طاعته فيما يصل له، إذ حصل ذلك عندما أمر عمر بن الخطاب رضي الله عنه بجمع الناس على إمام واحد.
- اتفاق الجماعة على إقامة السنة واجتماعهم على الطاعة يُحقق البركة، إذ إنّ دعاء كل واحد منهم يشمل جماعتهم، لهذا أصبحت صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفرد بسبع وعشرين درجةً.
- إمكانية إعادة العمل إذا تُرك لعلة ثمَّ زالت العلة ذاتها، إذ حصل ذلك عندما أعاد عمر بن الخطاب صلاة التراويح في شهر رمضان المبارك جماعةً.
- الإمام يجب أن يكون الأقرأ لكتاب الله عز وجل إذا كان ذلك ممكنًا، وكان أبي بن كعب رضي الله عنه أقرأهم، إذ قدمه عمر رضي الله عنه، وكان ذلك الأفضل وليس الواجب، لأنَّ عمر رضي الله عنه قدم تميم الداري وكان من هو أقرأ منه.
- مشروعية حضور النساء صلاة التراويح مع المسلمين في المساجد، ويمكن أن يؤم النساء وحدهن رجل بشرط الأمن من الفتنة.
- جواز الائتمام بالمصلي وإن لم ينو الإمامة.
- حرمة التنفل بين التسليمتين أو الأربع من صلاة التراويح أو القيام بصلاة إذا كان من عادة الإمام الاستراحة بين كل منهما، إذ كره ذلك الأمر الإمام أحمد، ونقل كراهيته عن ثلاثة من الصحابة، هم عبادة بن الصامت وأبو الدرداء وعقبة بن عامر.
- تُجمع النوافل على الترتيب والتوالي في قيام شهر رمضان المبارك فقط، أما في شهر آخر فإنَّ ترتيب الاجتماع عليها من الأمور التي تُدرج ضمن البدع، كما لو اجتمع نفر لصلاة الليل طوال أيام السنة أو في ليالٍ مخصوصة يقصدون بها القيام، وسبب ذلك أنَّ النبي محمد صلى الله عليه وسلم ما جمع أصحابه على نافلة إلا في شهر رمضان المبارك، كما أنَّ عمر بن الخطاب أحيا تلك السنة عندما تجنب فعلها النبي خوفًا من أن يحسبها المسلمون فرضًا.
- المفضول قد يُحيي سنة النبي صلى الله عليه وسلم، ويأتي بفضيلة لم يأت بها من هو أفضل منه، إذ ألهم الله عز وجل عمر بن الخطاب إحياء سنة صلاة التراويح ولم يُلهمها لأبي بكر الصديق رضي الله عنه على الرغم من كونه أفضل من عمر بن الخطاب، وهو الأشد سبقًا للقيام بأعمال الخير، أي إنه ينبغي للمسلم عدم تحقير نفسه في عمل الخير، فقد يفتح الله تعالى له بابًا من أبواب الخير لا يفتحه لمن هو أفضل منه، وذلك فضل من الله يُعطيه لأي شخص يُريده.
المراجع
- ↑ "صلاة التراويح"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 17-11-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب د. محمود فتوح محمد سعدات (3-7-216)، "صلاة التراويح"، شبكة الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 17-11-2019. بتصرّف.
- ↑ "حكم صلاة التراويح للنساء"، الإسلام سؤال وجواب، 15-12-2000، اطّلع عليه بتاريخ 17-11-2019. بتصرّف.
- ↑ "المَطلَبُ الثاني: صَلاةُ التَّراويحِ (قيامُ رَمضانَ)"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 17-11-2019. بتصرّف.
- ↑ الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل، "مشروعية صلاة التراويح"، شبكة الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 17-11-2019. بتصرّف.