محتويات
مدينة اسطنبول
تتخذ تركيا من مدينة إسطنبول عاصمةً سياحية وثقافية واقتصادية وسياسية؛ ولكن عاصمتها الإدارية هي أنقرة، وتشير سطور التاريخ إلى أن للمدينة تاريخًا عريقًا يعود إلى أكثر القرن 660 قبل الميلاد، وقد عُرفت مدينة إسطنبول على مر العصور بعدةِ تسميّات؛ ومنها: بيزنطة والقسطنطينية وإسلامبول وإستانبول والأستانة وأخيرًا إسطنبول كما تعرف حاليًا في دولة تركيا الحديثة، وقد جاءت هذه التسميات وتعددت نظرًا لاتخاذ العديد من الإمبراطوريات منها عاصمةً ومقرًا لها، ومنها؛ الإمبراطورية الرومانية والبيزنطية واللاتينية وعاصمة الخلافة العثمانية وغيرها الكثير، وجاءت هذه الأهمية بحكم موقعها الجغرافي الواقع بين قارتّي آسيا وأوروبا.
جغرافيا مدينة إسطنبول
تحتل مدينة إسطنبول موقعًا جغرافيًا مميزًا جامعًا ما بين قارّتي آسيا وأوروبا؛ إذ يتموضع الجزء الشرقي منها في القارة الآسيوية، وتنتهي حدودها في أوروبا حيث الجزء الغربي منها، وبذلك فإن مساحة المدينة تتجاوز 1.830.93 كم2، وتتربع المدينة في الجزء الشمالي الغربي بالنسبةِ لإقليم مرمرة التركي، ويعبر مضيق البوسفور أراضيها فيشطرها إلى نصفين؛ أحدهما آسيوي والآخر أوروبي.
يشار إلى أن إسطنبول تتأثر بالمناخ المعتدل إجمالًا؛ إلا أن هناك تنوع مناخي في مختلفِ مناطقها بحكم موقعها فوق قارتيّن، فمن الملاحظ أنها تتأثر أيضًا في المناخ القاري الرطب السائد في الجزء الأوروبي منها كبقية مناطق شبه جزيرة البلقان، كما يؤثر بها أيضًا المناخ المحيطي في البحر الأسود، إلى جانبِ المناخ المتوسطي.
اقتصاد مدينة إسطنبول
توصف مدينة إسطنبول بأنها القلب النابض لاقتصادِ تركيا، إذ ساهمت في رفدِ الدخل القومي التركي بنحو 622 مليون ليرة تركية في عام 2014م، وبذلك فإن المدينة تُشكّل ما يوازي 1/3 الناتج المحلي لتركيا بأسرها، ويعتمد اقتصاد إسطنبول على القطاع السياحي بالمرتبةِ الأولى، كما يترك القطاع الزراعي والصناعي بصمته الواضحة أيضًا في نمو اقتصاد المدينة، ومن أشهر صادرات إسطنبول من المحاصيل الزراعية: التبغ وزيت الزيتون والقطن ودوار الشمس، أما فيما يتعلق بالصناعات، فمن أهمها: صناعة المنتجات الجلدية، والغذائية، والمطاط، والمنسوجات، والمستحضرات الدوائية، والإلكترونيات وغيرها.
سكان مدينة إسطنبول
مدينة إسطنبول واحدة من كبرى المدن على مستوى الجمهورية التركية والعالم، حيث تحتل المرتبة الأولى على مستوى البلاد والثامنة عالميًا من حيث التعداد السكاني؛ إذ تشير إحصائيات التعداد السكاني إلى أن عدد سكان إسطنبول قد تجاوز 14.804.116 نسمة تبعًا لإحصائيات هيئة الإحصاء عام 2016م، وبذلك فإن عدد سكان إسطنبول يشكل ما نسبته 18.%% من إجمالي التعداد السكاني في البلاد، وبذلك تأتي في المرتبة الثانية بين مدن العالم من حيث السكان.
وفيما يخص ديموغرافيا إسطنبول، فإنها مدينة شديدة التنوع العرقي والطائفي، إلا أن الغالبية العظمى هي من المسلمين بينما تمثل بقية الجماعات الطائفية بمثابةِ أقلية؛ كالمسيحيون (الروم الأرثوذكس، الأرمن الأرثوذكس، الكاثوليك الشرقيون)، واليهود السفارديم والأشكناز وغيرهم.
السياحة في إسطنبول
يلعب قطاع السياحة في إسطنبول دورًا هامًا في اقتصادها، ويعود ذلك لما تتمتع به من موقع جغرافي مميز والمناخ المعتدل، كما ساهم تاريخها العريق وما خلفّه من معالم أثرية بجذب السياح إليها، فأصبحت الوجهة السياحية الأهم في البلاد، فقد حظيت المدينة بلقبِ عاصمة مشتركة للثقافة الأوروبية سنة 2010م بفضل ذلك، كما أُدرج عددٌ من مواقع التراث فيها ضمن قائمة مواقع التراث العالمي لليونيسكو، ومن أبرز المعالم السياحية في مدينة إسطنبول:
- جسر شهداء 15 تموز: وكان يعرف قديمًا باسم جسر البوسفور، يحظى هذا الجسر بأهمية بالغة لاعتباره حلقة وصلٍ بين قارتي أوروبا وآسيا، ويعود تاريخ تشييده إلى سنة 1973م.
- المساجد العثمانية: تعدّ إسطنبول موطنًا للعديد من المساجد العثمانية العريقة، ومنها: جامع السلطان شيخ زادة، وجامع أبي أيوب الأنصاري، وجامع السليمانية، وجامع شيخ زادة وغيرها.
- كاتدرائية آيا صوفيا: كان هذا المبنى خلال الفترة الزمنية (360-1453م) بمثابةِ كاتدرائية، وأصبحت مسجد خلال الفترة ما بين (1453-1934م)، وأخيرًا أصبحت متحفًا بالتزامنِ مع إعلان تركيا دولة علمانية.
- قصرالباب العالي: بقي هذا القصر مركزًا ومستقرًا للسلاطين العثمانيين على مدارِ 400 عام، وجاء بناء القصر بأمرٍ من السلطان محمد الفاتح.
- برج الفتاة: تتضارب المعلومات حول تاريخ تشييده؛ إلا أن أغلبها تشير إلى أنه قد حدث ذلك في عام 341 قبل الميلاد.
- المتاحف: تكثُر المتاحف الأثرية ومتاحف العصر الحديث في ربوعِ إسطنبول، ويعود ذلك للتنوع الثقافي والحضاري والتاريخي الذي عاصرته على مر السنوات الماضية.
- الميادين: تنتشر في المدينة عدةِ ميادين عامة تستقطب السياح إليها، ومنها ميدان التقسيم وشارع الاستقلال، وغيرها.