سلوكيات خاطئة في الشارع، علميها لأطفالك

سلوكيات خاطئة في الشارع، علميها لأطفالك

كيف تؤثر تصرفاتكِ على طفلكِ؟

يتعلم طفلكِ منكِ كل ما يراه ويسمعه، فأنتِ المصدر الأساسي لتعلمه كافة الأمور خاصةً الأمور المتعلقة بالسلوك، فكما هو الحال في أنهم يتعلمون الكلام بتكرار ما تنطقينه، فالسلوك كذلك أيضًا، فمهما كان الأسلوب الذي تتبعينه في حياتكِ فإنكِ ستنقلينه لأطفالكِ دون أن تشعري، فإن كان طبعكِ الاحترام واللباقة سيؤثر ذلك عليهم وسيتبعون أسلوبكِ نفسه، وإن كنتِ ذات شخصية مرحة سيتعلمون منكِ ذلك، فصفاتكِ الحميدة ستنتقل إليهم مباشرةً وسيطبقونها في حياتهم العملية، وإن كنتِ غير ذلك فأيضًا سيتأثرون بكِ، فبعض الأمهات يُعاملن أطفالهنّ بحدة خاصةً عند الشعور بالغضب والتوتر، وربما يضربن أولادهنّ في بعض الأوقات، لذا يجب عليكِ الابتعاد عن هذه التصرفات وأن تكوني القدوة لأطفالكِ، وحاولي السيطرة على نفسكِ، وعالجي الأمور برويّة وهدوء ليكتسبوا منكِ هذه الخصال الجيدة، فكلما كنتِ قادرة على التعامل مع مشكلات أطفالكِ بعقلانية ستجدين تجاوبهم معكِ أفضل وسيبدؤون بتعلم الحوار والالتزام بالقواعد التربوية والسلوكية[١].


سلوكيات خاطئة في الشارع، علّميها لأطفالكِ

يمتلئ المجتمع الذي تعيشين فيه مع أطفالكِ بالعديد من الأشخاص الذين يمارسون السلوكيات المختلفة فكل منهم لديه طريقته وأفكاره في التعامل، فالبعض ينطوي على نفسه بسبب شعوره بالخجل أو عدم الثقة بنفسه، وستلاحظين عدم تفاعله في المجتمع وعدم تواجده في الأماكن العامة ويُعد هذا الأمر سيئًا جدًّا، إذ سيُحرمون من عدة أمور بالرغم من تمتعهم بعدة مواهب، إلا أن خجلهم والخوف من ردة فعل المجتمع تمنعهم من التقدم وتحقيق ما يرغبون به، كوني على ثقة بأن هذه الفئة لا تحتاج سوى الدعم النفسي والمعنوي لإظهار قدرتهم على المشاركة والتفاعل، وستلاحظين وجود فئة أخرى في مجتمعكِ تختلف اختلافًا تامًّا عن الفئة الأولى، إذ يتمتعون بنسبة متكاملة من الثقة بالنفس وقوة الشخصية ويعرفون حدود حريتهم ويكونون قادرين على التصرف بالطريقة الصحيحة في الأماكن العامة، ورغم وجود حق حرية التصرف للجميع في الأماكن الخاصة، إلا أن بعض الفئات لا تُطبق هذه السلوكيات في حياتهم بل يتصرفون وكأنه لا يوجد أحد يتضايق منهم فيفعلون بما يحلو لهم دون أخذ ردة فعل من حولهم بعين الاعتبار مما يؤثر سلبًا على المجتمع ويخلق جوًّا مليئًا بالفوضى والتوتر وبالتالي سيستنكر الناس أفعالهم، لذا يجب أن تأخذي هذه العينات من المجتمع كقاعدة لتُعلمي أطفالكِ من خلالها ما هي السلوكيات الواجب تجنبها في الأماكن العامة ومنها ما يلي[٢]:


استخدام الهاتف المحمول بصوت مرتفع

سيُلاحظ طفلكِ عند خروجكما معًا إلى الأماكن العامة وجود بعض الأشخاص الذين يتحدثون على الهاتف بصوتٍ مرتفع، وربما يصل الأمر بهم إلى الصراخ والتسبب بإزعاج الآخرين ومضايقتهم، وربما لا يشعر الشخص المزعج بأنه سبّب مضايقةً لمن حوله فجُلّ اهتمامه يكون منصبًّا على من يتحدث معه على الهاتف، فصراخه سيلفت انتباهكِ وانتباه طفلكِ وسيُعرّضه للسخرية، لذا احرصي على تنبيه طفلكِ من هذه العادات الخاطئة وعلّميه بألّا يتبع هذا السلوك أينما كان.


الغناء

ربما يعتقد البعض بأن صوتهم جميل ويُمارسون هواية الغناء باستمرار في منازلهم خاصةً في وقت الاستحمام، إذ يُعطيهم الغناء داخل الحمام شعورًا بالراحة واستمتاعًا بجمال صدى الصوت، فيحبون الغناء بصوتهم ويعتقدون أنه جميل وأنهم قادرون على الغناء في الأماكن العامة، فربما تكونين في مطعم برفقة طفلكِ ويحدث أن يتطوع أحد الأشخاص ليُحيي السهرة بالغناء فتُصدمين أنت وجميع من هم في المطعم بالصوت غير المرغوب به، فهنا تتاح الفرصة أمامكِ لتُعطي طفلكِ فرصة التعلم واكتساب مهارة عدم الإحراج لنفسه وللآخرين، ولتُخبريه بألّا يُقدم على فعل شيء غير مناسب له والتسبب بالأذى والإزعاج للآخرين.


النظافة الشخصية

علمي طفلكِ أن الأماكن العامة ليست المكان الأنسب لتنظيف الأنف أو الأذن، فذلك يؤذي من حوله ويُشعرهم بالاشمئزاز، وإن اضطر لذلك فيُفضل أن يذهب إلى الحمام.


الصراخ

حاولي عند تواجدكِ في الأماكن العامة تجنب الصراخ على طفلكِ خاصةً إن كنتِ في رحلة سفر أو عند المشي في الشارع العام، وتجنبي السلوكيات التي تتبعها بعض الأمهات من ضرب أطفالهنّ والصراخ عليهم متسببات بالحرج لهم وبإزعاج الآخرين، لذا علمي طفلكِ الالتزام والهدوء في الأماكن العامة حتى لا تُحرجيه وتصرخي عليه أمام الآخرين.


تناول الأطعمة

علمي طفلكِ بأن تناول الطعام في الأماكن العامة له آدابه، فإن كان المكان الذي سيأكل به مليئًا بالأشخاص نبهيه بألّا يُزعجهم برائحة الطعام، أو ممارسة سلوكيات خاطئة بعد تناول طعامه، فالبعض يستخدمون أصابعهم في التخلص من بقايا الطعام، احرصي على لفت انتباه طفلكِ لهذه الأخطاء واغرسي السلوك الصحيح في طباعه منذ الصِغر.


إلقاء النفايات

عند تواجدكِ في وسائل النقل العام برفقة طفلكِ احرصي على تنبيهه لعدم إلقاء بقايا الطعام أو مخلفات الأطعمة من النافذة أو في الشارع العام، فهو سلوك غير حضاري وغير أخلاقي، فالبعض لا يُبالي ويُلقي القاذورات من النوافذ دون أي شعور بالسلبية، فهذه فرصة لتُعطي طفلكِ درسًا بأهمية المحافظة على النظافة العامة والحرص على البيئة، وابتعاده عن تقليد سلوكيات الأشخاص الخاطئة.


نصائح تُساعدكِ في تغيير سلوكيات أطفالكِ

إن مشاعر طفلكِ المختلفة تؤثر حتمًا على تصرفاته، فالبعض يبدأ بالصراخ أو البكاء أو حتى التصرف بسلوكيات غير منطقية دون أن تعرفي ما هو سبب ذلك، فبعضهم يفعل ذلك إن شعر بالجوع والبعض بسبب التعب ومنهم من يفعل ذلك بسبب الحزن أو عدم قدرته على وصف ما يشعر به، وتختلف سلوكيات الأطفال من عمر لآخر، فبعض السلوكيات تكون طبيعية في فترة عمرية معينة ولكنها تُصبح غير مقبولة في فترة أخرى، واعلمي بأن العديد من الأمور تؤثر على سلوك طفلكِ منها ما هو اجتماعي أو ثقافي، فإن شعرتِ بأن سلوك طفلكِ غير سويّ حاولي اتباع هذه النصائح لتقوّمي سلوكه للأفضل[٣]:

  • اختاري ردة الفعل المناسبة تجاه السلوك، إذ يعتمد سلوك طفلكِ على انطباعكِ وتصرفكِ معه، فإن كان سلوكه جيدًا وكافأتِه سيستمر بممارسة السلوك، وإن عاقبتِه على السلوك نفسه في مرة أخرى ستسبّبين له الإرباك، فاحرصي على التعامل المناسب مع كل سلوك.
  • الشعور بأن سلوك طفلكِ يُسبب لكِ مشكلة أمر بحاجة لاتباع عدة خيارات وهي:
    • قرري بأن سلوكه ليس بمشكلة وأنه يتناسب مع فئته العمرية ومرحلة النمو التي يمر بها.
    • حاولي إيقافه عن معاودة السلوك بطريقتين؛ إما بتقديم المكافأة في حال تركه للسلوك الخاطئ، وإما بمعاقبته إن عاود فعله مرةً أخرى.
    • قدمي له طريقة أخرى تُنسيه السلوك الخاطئ، وشجعيه بتقديم هدية أو بالتحفيز المعنوي.
  • التجاهل، وهي الطريقة الفضلى، ويمكن استخدامها إن كنتِ قادرة على التمهل وإعطاء طفلكِ فرصة التغيير للأفضل، وإن كنتِ راغبةً بتوقفه الفوري عن السلوك الخاطئ يمكنكِ استخدام طريقة أخرى، وهي المهلة، وهي طريقة جيدة إذ تُعطي طفلكِ مهلةً لتغيير سلوكه، ويجب أن تُحافظي على هدوئكِ أثناء هذه الطريقة وابتعدي عن الغضب، وأخبريه بأنكِ ستعاقبينه، فإن لم يلتزم أثناء فترة المهلة خذيه إلى مكان العقاب واحرصي على أن يكون المكان على مقربة منكِ وأمام عينيكِ، وأجلسيه في مكان العقاب وأخبريه بأنه معاقب ويمنع تحركه من مكانه إلا بعد انقضاء وقت العقاب، وبعد الانتهاء من عقابه لا تُناقشيه في سلوكه الخاطئ بل ابحثي عن سلوكيات إيجابية لديه وكافئيه عليها.
  • الابتعاد عن الضرب، ربما تجدين أن عقاب الضرب يُجدي نفعًا في بعض الأوقات إلا أنه أمر مؤقت وسيعود طفلكِ لممارسة سلوكه الخاطئ مع مرور الوقت، فمن الممكن أن يُعطي الضرب لطفلكِ ردة فعل عكسية لعدم فهمه ما هو سبب ضربه وستزداد الحدة لديه، وسيتعامل بسوء مع من حوله، لذا اتجهي دائمًا للعقلانية وإفهام طفلكِ التصرف الصحيح وتمييزه عن الخاطئ، ووجّهيه لتطبيق السلوكيات الجيدة في حياته.


المراجع

  1. Diana K. Blythe, "How does my behavior affect my children's behavior?"، sharecare, Retrieved 2020-7-6. Edited.
  2. "10 Things You Should Never Do In Public", seeken,2018-8-6، Retrieved 2020-7-6. Edited.
  3. "What You Can Do to Change Your Child’s Behavior", familydoctor, Retrieved 2020-7-6. Edited.

فيديو ذو صلة :