مفهوم العمل عن بعد

مفهوم العمل عن بعد

بعد التطور الكبير في مجال التكنولوجيا والأعمال، ظهر ما يُسمّى بالعمل عن بُعد، والذي يُقصد به العمل خارج بيئة العمل التقليدية، وراء المكتب أو داخل مبنى الشركة أو ما شابه ذلك، إذّ لا يحتاج العاملين الالتزام بمكان معين لإنجاز أعمالهم، ويوفر العمل عن بُعد على العاملين الجهد المطلوب للانتقال إلى مكان الوظيفة يوميًا من أجل العمل في مكتب مُخصّص، إذّ يُمكنهم تنفيذ أعمالهم وتحقيق أهدافهم أينما كانوا وفي أي وقت، ممّا يمنحهم المُرونة في تصميم برنامجهم اليومي والتوفيق ما بين حياتهم المهنية، وحياتهم الشخصيّة.

يجعل العمل عن بعد الموظف حر بوقته طوال أيام الأسبوع، ولكن في الغالب يوجد يوم واحد على الأقل يجتمع فيه الموظفين في مقر الشركة للتباحث في المُستجدات والأمور الضرورية، والجانب المرن فيه أنّ الموظفين العاملين عن بعد يُمكنهم أنْ يختاروا العمل في البيت أو في مقهى قريب من البيت، أو حتى في مراكز العمل المُشتركة التي يرتادها الموظفين من المجالات والشركات المُختلفة، ممّا يخلق بيئة تواصل وتفاعل وتعارف جيدة^[١].

ما أسباب العمل عن بعد؟

من الأسباب التي تدفع أصحاب العمل إلى اللجوء إلى العمل عن بعد نذكر ما يأتي^[٢]:

1. زيادة الإنتاجية، فكثير من الدراسات أظهرت بأنّ العاملين عن بعد أكثر إنتاجيّة من الموظفين العاملين بالطريقة التقليدية، إذّ يكون الموظفين أقل تشتتًا وانشغالًا مع زملائهم، كما يُتيح العمل عن بعد للجميع التحكم الذكي بوقتهم وإنجازاتهم، إذّ يعمل كل شخص بتكثيف العمل في الساعات التي يجد نفسه فيها أكثر نشاطًا وإنتاجيّة من دون تقييده بوقتٍ مُحدّد، بالإضافة إلى المرونة والحرية في العمل.
2. إمكانيّة الاستفادة من خبرات ومواهب الأشخاص في المناطق البعيدة، وتعيينهم والعمل معهم، ممّا يعود على الشركة بالفائدة الكبيرة.
3. التقليل من تكاليف العمل التي يحتاج رب العمل إلى إنفاقها مثل ثمن العقارات، وثمن الأثاث المُخصّص لاستخدام الموظفين، إضافةً إلى اللوازم المكتبية وعُمّال النظافة والفواتير وغيرها، وتقليل الوقت الضائع من الموظفين أسبوعيًا إذّ إنّ 20% من وقت الدوام الأسبوعي يضيع، أمّا عند العمل عن بُعد يدفع صاحب العمل فقط لساعات العمل الفعلية.
4. التقليل من التكاليف على الموظفين سواء تكاليف التنقّل، أو شراء وجبات الغداء من الخارج، وغيرها من التكاليف، إلّا أنّ العمل عن بُعد سيزيد من بعض التكاليف الأخرى على الموظف مثل فواتير الكهرباء والهاتف.
5. تحقيق الاستقرار الوظيفي للعاملين، والاحتفاظ بالموظفين، وتوفير التكاليف التي قد تلزم لتعيين وتدريب مُوظّفين جُدد، والسبب في هذا يعود إلى أن الكثير من الموظفين يتركون وظائفهم لحصولهم على عمل أقرب إلى مكان سكنهم.

تعرفي على فوائد العمل عن بعد

للعمل عن بعد أهمية كبيرة، وفوائد مُختلفة، ومن أهمها نذكر ما يأتي^[٣]:

1. زيادة القدرة على التركيز، ممّا يزيد من معدّل الإنتاجيّة ومُعدّلات النجاح في العمل، وذلك من خلال التحكّم في الوقت، والتخلّص من كل الملهيات أو الانقطاعات التي يمكن أن تحدُث في بيئة العمل التقليديّة.
2. إمكانيّة أخذ قسط من الراحة أو حتى قيلولة قصيرة خلال ساعات العمل، وهذا غير ممكن في حال العمل المكتبي بالطريقة التقليديّة، وتعديل أوقات العمل لتُناسب الموظف ممّا يزيد إنتاجيته.
3. توفير المال، إذّ يوفر العمل عن بعد التكاليف التي يحتاجها الموظّف للانتقال من وإلى العمل، كما يُمكنه السكن في أي منطقة تكون فيها الأسعار قليلة، حتى لو كانت بعيدة عن المقر الأصلي للشركة.
4. إمكانية العمل من أي مكان، ممّا يُتيح للشخص أنْ يُوفّر لنفسه كل الظروف التي من شأنها أنْ تجعل العمل صحي ومُمتع، على عكس العمل التقليدي الذي قد يقيده ببيئة وظروف مُعينة.
5. الحرية في تنظيم الوقت، وتوزيع العمل ما بين الصباح والمساء حسب مستوى طاقة الموظّف، ممّا يجعله يعمل بشكل أكثر كفاءة.
6. إمكانية العيش والسكن في أي مكان مهما كان موقعه بعيدًا عن موقع الشركة التي يعمل بها الموظّف، وهذا جيد بالنسبة لمن يقطنون في الريف أو لمن يرغب بالعمل في شركات خارج محافظاتهم.
7. إمكانية السفر للسياحة أو للتعليم من دون الحاجة إلى تعطيل العمل، إذّ يُمكن لمن يعمل عن بعد أن يأخذ عمله إلى أي مكان يذهب إليه.
8. إعطاء فرصة للانطوائيين أو المُصابين بالرهاب الاجتماعي للعمل براحة تامّة بمفردهم، من دون الاضطرار إلى الاندماج مع المجموعات.
9. عدم الحاجة إلى نمط مُعيَّن من الملابس كما تفعل بعض المنشآت، وهذا يوفّر للموظّف الراحة، كما يوفّر تكلفة ملابس العمل.

محددات تواجه العمل عن بعد, وحلول لها

توجد الكثير من التحدّيات والمُعوّقات التي يُمكن أن تُواجه العمل عن بعد، ومن بينها ما يأتي ^[٤]:

1. العمل لساعات طويلة أكثر ممّا ينبغي، إذّ إن مكان العمل أصبح ذاته مكان السكن والراحة، ومن الصعب على الكثيرين التفريق بين ساعات العمل وساعات الراحة وقضاء الوقت مع العائلة، ممّا يجعل الشخص يعمل طوال اليوم من دون أنْ يشعر بذلك، بينما في العمل التقليدي، فإنّه في وقت معين، يترك كل الأعمال في المكتب، ولا يعود لها إلّا في اليوم التالي، ويمكن التعامل مع هذه المشكلة من خلال وضع برنامج لبداية ونهاية العمل، وكذلك وضع تنبيهات في أوقات مختلفة لأخذ قسط من الراحة، وعند انتهاء وقت العمل، يمكن إبلاغ الجميع بها واغلاق الكمبيوتر لليوم التالي.
2. صعوبة إدارة العمل أو وضع الأولويات في الإنجاز، وكذلك صعوبة الالتزام بجدول ثابت للعمل بعدم وجود رقيب ومسؤول، فقد تُراود الشخص فكرة مشاهدة فيلم ما، أو الخروج في نزهة وما إلى ذلك من ملهيات تشغله عن إتمام عمله، ويُمكن التعامل مع هذه المشكلة من خلال الابتعاد قدر الإمكان عن المُلهيات، وترتيب الأولويات في الإنجاز، وهنالك خطة في عالم الأعمال تسمى مصفوفة أيزنهاور، والتي تُستخدم لتجنّب المهام غير الضرورية التي تُضيّع الوقت، وتُمكِّن الشخص من معرفة المهام التي يجب أداءها أولًا، من خلال التخطيط لعمل شيء واحد كبير وصعب، و 3 أشياء متوسطة الصعوبة، و5 أشياء صغيرة سهلة في اليوم الواحد، وتُسمّى هذه القاعدة 1-3-5.
3. كثرة الانقطاعات خلال العمل، سواء الحاجة إلى رعاية الأطفال، أو الحاجة إلى استقبال بعض الضيوف، أو النزول إلى البقالة لإحضار بعض الأشياء الضرورية، والكثير من الأشياء التي يُمكن أن تقطع الشخص عن عمله، ويمكن التعامل مع هذه المشكلة من خلال عزل النفس عن الآخرين أثناء العمل، أو وضع علامة على الباب بعدم المقاطعة، أو اختيار العمل خلال ساعات نوم الأطفال لتجنّب مقاطعتهم أو الانشغال بهم.

توصيات لكِ عند العمل عن بعد

إليكِ مجموعة من النصائح والتوصيات يُمكن أنْ تُفيدك عند العمل عن بعد، ومن أهمها نذكر ما يأتي^[٥]:

1. اصنعي مُحفّزات عقلية للعمل، كأنْ تعملي على روتين معين فمثلًا ابدئي يومك بالرياضة، أو بشرب فنجان القهوة، أو قراءة الأخبار.
2. اكتبي قائمة بالأعمال التي يتوجّب عليكِ إنجازها خلال اليوم، لتبقي مُنظّمة ومُحفّزة طوال الوقت، وقسّمي أهدافكِ إلى أهداف كبيرة وصغيرة، وعند إنجاز الأهداف الصغيرة هذا يمنحكِ الشعور بالإيجابية وأنكِ قادرة على إنجاز الهدف الأكبر.
3. ضعي جدول لكل الأعمال اليوميّة، ولا تنسي ترك بعض فترات الراحة لنفسك، والتنزه، والزيارات، والجلوس مع العائلة، وكل الأمور غير المتعلّقة بالعمل، فهذا يُساعد في تجديد نفسيتكِ وعقلكِ وعاطفتكِ وتنشيط جسدك.
4. احرصي على التعاون مع فريق العمل حتى لو كان كل منكم يعمل في مكان بعيد عن الآخر، من خلال تقسيم المهام، أو طرح الملاحظات وتقبلّها من الآخرين، إضافةً إلى اتخاذ القرارات المُهمّة من أجل الحصول على أفضل النتائج.

المراجع

1. ↑ "WHAT IS REMOTE WORK?", remoteyear, Retrieved 7/4/2021. Edited.
2. ↑ "The 6 advantages of hiring remote workers", memory, Retrieved 7/4/2021. Edited.
3. ↑ "18 Reasons To Start Working Remotely Right Away", skillcrush, Retrieved 7/4/2021. Edited.
4. ↑ "The 7 biggest remote work challenges (and how to overcome them", zapier, Retrieved 9/4/2021. Edited.
5. ↑ "Working from home? 4 tips for staying productive", thinkwithgoogle, Retrieved 7/4/2021. Edited.